حـ * ـلم
حـ * ـلم
من الأمور المحبطة و المنفرة من المدرسة

حافلات الطلبة الغير مكيفة وهو امر مؤسف فيأتي الأبناء من المدارس بحالة يرثى لها وكلنا يعلم درجة الحرارة

والرطوبة في فصل الصيف وتكون عودتهم في منتصف النهار عند اشتداد الحرارة وكثيرا ما سمعنا ان الطالب الفلاني

نقل الى الاسعاف اثناء ركوب الحافلة متجها الى بيته لشدة ما اصابه من حرارة واضف الى ذلك ان بعض الفصول في

بعض المدارس غير مكيفة وفي كل عام تطالعنا الصحف بقصص يندى لها الجبين احيانا تساقط جزء من سقف الفصل

على الطلبة واحيانا قيام ورشات الصيانة بممارسة اعمالها اثناء الحصة التعليمية وأحيانا مكيفات الفصل لا تعمل

فيغرق الطلبة في جو من الحرارة والمدرس لا يقوى على اكمال الدرس .

:11:

واشير ايضا الى مسألة الازدحام في الفصول , فمن المعروف عالمياً ان الفصل الواحد يستوعب 25 طالباً في الحد

الاقصى ليتمكن المعلم من افهامهم والعناية بهم ولاسباب صحية ايضا اما مدارسنا الخاصة فترى في الفصل الواحد

38 طالبا او اربعين وفي بعض المدارس الحكومية يصل العدد الى 40 طالباً .
:32:

أعتقد أن هذه كلها عوامل محبطة للغاية بالنسبة للطلاب و لأولياء الأمور

و نحن نوجه كلمتنا في الاساس الى اولياء الامور من الامهات والآباء لان عليهم العبء الاكبر في اعداد الابناء

بجميع مراحلهم الدراسية لمواجهة متطلبات عام دراسي جديد، فبالنسبة للابناء المنقولين من صف دراسي الى صف

جديد فإنه من الضروري مساعدتهم في اعداد واختيار الاستعدادات المدرسية كالادوات والملابس وما الى ذلك لادخال

البهجة الى نفوسهم من ناحية واشعارهم بالتشويق والرغبة ببدء الدراسة دون ملل او رهبة، حيث نلاحظ احياناً ان

بعض الآباء أو الامهات يلجأون الى ترهيب الأبناء منذ بداية العام الدراسي ظنا منهم انهم بذلك يحمسون الابناء او

يعدونهم لتحمل ضغط الدراسة ومتطلباتها وخاصة الابناء في المراحل الدراسية المتقدمة كالثانوية العامة مثلا،

ولهؤلاء الآباء نذكر ان الضغط الانفعالي للابناء يجعلهم اكثر عرضة للشعور بالقلق مما يسبب معوقاً اساسياً في سبيل

تقدمهم الدراسي بوجه عام.


كذلك الامر بالنسبة للاطفال المستجدين الذين يلتحقون بالروضة أو المدرسة لأول مرة، فاذا لم نكن كأولياء امور

واعين ومدركين لاهمية هذا الموقف في حياة الطفل فقد نتسبب بدون قصد في احداث ازمات نفسية للطفل قد تستمر

معه لسنوات دراسية عديدة لاحقة، فلابد مثلاً من ان نمهد للطفل قبل دخول المدرسة او الروضة بوقت كاف من خلال

التحدث معه عن المدرسة والنظام فيها والقواعد السلوكية التي يجب عليه ان يلتزم بها وذلك في اطار لطيف بعيداً عن

التخويف، كذلك يجب ان نبتعد عن تصوير المدرسة بأنها مكان لطيف جداً او مليء بالالعاب والاشياء الجميلة حتى لا

يصدم الطفل عندما لا يجد هذه الصورة بالواقع، كذلك يفضل بالنسبة للاطفال الصغار خاصة الطفل الاول بين اخوته ان

نفهمه بوضوح وبساطة انه سيجد العديد من الاطفال غيره بالمدرسة وان المعلمة لن تهتم به وحده فقط على وجه

خاص، لان الطفل في هذه المرحلة يكون متمركزاً حول ذاته بمعنى انه لا يفكر إلا برغباته ومتطلباته ويصعب عليه ان

يفهم او يراعي متطلبات الآخرين وبالتالي فإن الطفل المدلل بالبيت والذي نشعره بأنه مركز الاهتمام قد يجد صعوبة في

التكيف مع جو المدرسة في البداية.


و كذلك فأنه من المهم بالنسبة لاولياء الامور ان يحرصوا على التواصل المستمر والمنتظم مع المدرسة من اجل

الوقوف على المستويات الدراسية لابنائهم من ناحية، وكذلك للتعرف على مدى اندماج الابن كبيراً كان أو صغيراً

بالمدرسة من حيث انتظامه وعلاقاته الاجتماعية وممارسته للانشطة المدرسية وذلك لكي نضمن لكل ابنائنا حياة

دراسية متميزة .