خادمة الدعوة

خادمة الدعوة @khadm_aldaao

لجنة التوعية الإسلاميةشعلة المجلس

بدء العد التنازلي للإنقضاض علي سوريا

الملتقى العام

سيناريو العراق يتكرر : بدء العد التنازلي للإنقضاض علي سوريا

تقرير يكتبه: مصطفي بكري

سوريا في مرمي الهدف.. وفي قلب لوحة التنشين.. فلقد باتت مطلوبة.. شعبا ووطنا وقيادة.. بعد أن استعصت علي الدخول إلي بيت الطاعة الأمريكي _ الصهيوني.. سيناريو جديد.. قديم.. يتكرر بذات فصوله، وأدواته.. مستهدفا هذه المرة قطعة جديدة، وجزءا عزيزا، ومحورا مهما، ونقطة ارتكاز في عالم العرب.

ذات السيناريو ينطلق الآن صوب 'دمشق الفيحاء' بعد أن تم تنفيذه في 'بغداد الرشيد'.. مستخدما ذات الحجج والوسائل التي أثبتت أحداث ما بعد سقوط بغداد أنها لم تكن أكثر من سلسلة أكاذيب.. اتهامات ثابتة تكرر اسطوانة مشروخة حول 'دعم منظمات إرهابية' و'حيازة أسلحة دمار شامل'.. وصياغة ركيكة لعبارات زائفة نسجت خيوطها عبر دوائر الشر الحاكمة في كل من 'واشنطن وتل أبيب'، ومراكز التآمر المنتشرة في دهاليز وأقبية المؤسسات الأمريكية والصهيونية.

لقد بدأت 'إسرائيل' تسخين المسرح السياسي لاستقبال حدث جديد عبر الضربة التي شنتها علي موقع 'عين الصاحب' قرب دمشق، ثم ما لبثت أن أطلقت واشنطن أدواتها الإعلامية والسياسية والاقتصادية لتدعيم الضربة الصهيونية، وراحت دوائرها الداخلية تضع ما سمي بقانون محاسبة سوريا في طور التنفيذ، ساعية عبر حملاتها المكثفة إلي إنجاز أهدافها ضد سوريا، والتي هي تتكامل بشكل لا انفصام فيه مع أهداف وتطلعات مجرم الحرب آرييل شارون.

وما بين توافق الأهداف.. وتواصل المخططات راحت 'الأسبوع' ترصد عن كثب تطورات السيناريو المتصاعد ضد سوريا، والذي كانت غارة 'عين الصاحب'.. بداية تنفيذه الفعلية.




في أعقاب عملية حيفا البطولية الأسبوع الماضي وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون علي قرار يقضي بأن تبدأ دولة 'إسرائيل' الاجراءات العسكرية اللازمة والخطوات الضرورية والعمليات السرية والعلنية للدفاع عما أسماه 'شعب دولة إسرائيل وحدودها الوطنية' ضد الجماعات الإرهابية في الأراضي السورية واللبنانية والإيرانية، اضافة إلي استمرار عمليات مداهمة واغتيال الكوادر الفلسطينية.

القرار الذي وقعه شارون وقرأه خلال اجتماعه بمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر أشار أيضا إلي أنه إذا كانت الولايات المتحدة قد اطلقت حملتها لمكافحة الإرهاب منذ 11 سبتمبر 2001 فإن إسرائيل ستبدأ حملتها التي لا بديل عنها لتحقيق أمنها وسلامتها واستقرار 'حدودها الاقليمية' وحتي ينعم مواطنوها بالأمن والرفاهية بدءا من 5 أكتوبر 2003، وأن حملة إسرائيل لن تقف إلا بعد تأكدها الكامل من اندحار 'الإرهابيين' وتخلي الأنظمة العربية عن سياسات التحريض والاستعداء ضد إسرائيل وشعبها.

وأكد شارون في قراره أن إسرائيل تمتلك من القوة العسكرية ما يمكنها من القيام بأكبر عملية عسكرية في تاريخها بعد أن وصل التطور التحديثي في الجيش الإسرائيلي إلي درجة لم يصل إليها من قبل، وقال: إن إسرائيل لديها القدرة الكاملة الآن علي أن تواجه في توقيت واحد عدة جبهات عسكرية إذا ما قررت الائتلاف أو التحالف ضد إسرائيل.

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلي أن الجيش الإسرائيلي بإمكاناته التكنولوجية وقدراته العسكرية سينجح في زعزعة أمن العواصم العربية مباشرة إذا أراد ذلك هدفا وأن وسائل الصد والرد العسكري أصبحت جاهزة لأن تعطل كافة الصواريخ أو الطائرات العربية وتمنعها من الاقتراب من الحدود 'الإسرائيلية'.

وقال شارون إن تلك الحقائق كانت قائمة منذ أكثر من 5 سنوات وأننا قبلنا في الكثير من الأحيان بفعل تدخلات الأصدقاء وتوسلات الدول الحليفة أن نلتزم بسياسات التهدئة أو الردع العسكري غير الفعال ضد الفلسطينيين في الكثير من الأوقات أملا في الوصول إلي تسويات نهائية سياسية إلا أن ذلك أدي إلي طمع 'الإرهابيين' ومنظماتهم المتطرفة. وقال شارون: إن العديد من الأنظمة العربية المجاورة تجرأت علي أن تؤوي أو تستضيف أو تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر وتقدم التدريب والمعونات لمجموعات مختلفة من العناصر 'الإرهابية' سواء كانوا من الفلسطينيين أو غيرهم.

وقال شارون: إننا لابد أن نوحد اسرائيل حكومة وشعبا وجيشا وأحزابا لمواجهة الحرب 'الإرهابية' التي تستهدف 'إسرائيل' بالأساس وأن استهداف الصديق الأمريكي من هذه العمليات 'الإرهابية' ما كان له أن يكون إلا في إطار التأييد الأمريكي والتحالف مع أهداف إسرائيل 'الوطنية والمشروعة'

وقال شارون: 'إن الصديق الأمريكي إذا قرر أن يخوض هذه الحرب بنفسه فإن إسرائيل لن تكتفي بأن ترتب الأحداث دون أن تحرك ساكنا أو تجعل الصديق الأمريكي يقوم بعملياته العسكرية وحده ودون مساندة فعلية وحقيقية من إسرائيل التي تتمتع بجيش قوي ومعدات متطورة قادرة علي صد هذا العدوان ووقف أضراره علي الأمن الاسرائيلي. وقد تناول القرار الذي وقعه شارون الخطوط التفصيلية العامة للخطة الإسرائيلية في السنوات المقبلة والتي تحمل عنوان 'حرب إسرائيل علي الإرهاب'!!

وتشتمل هذه الخطة علي عدة بنود هامة أبرزها:

قيام الجيش الإسرائيلي وتخويل قادته للقيام بضربات اجهاضية مبكرة تجاه أي هدف معاد في أي دولة عربية أو غير عربية إذا كان هذا الهدف يمثل أهمية رئيسية للأمن الإسرائيلي وأن الضربات الاجهاضية تكون مؤثرة ومركزة وسريعة.

في حال وجود أكثر من هدف معاد في داخل الدولة المستهدفة فإنه يفضل التركيز علي أكثر الأهداف خطورة علي الأمن الإسرائيلي، في حين أن الأهداف الأخري سيتم ترتيبها وفقا لخطورتها علي الأمن الإسرائيلي.

إعادة النشاط الأمني السري لأجهزة الأمن الإسرائيلية بمختلف أنواعها في الدول العربية أو غير العربية، وأن ذلك يستلزم اعادة تشكيل أجهزة الأمن الإسرائيلية لتنفيذ نوع جديد من العمليات الأمنية البالغة الأهمية وهي تشمل نشاطا استخباريا أو القيام بعمليات تصفية ضد بعض الشخصيات ذات الخطر الإرهابي علي اسرائيل أو المساعدة في تدمير بعض الأهداف المعادية.

في حال قيام أي دولة بالرد علي إسرائيل عسكريا فإن اسرائيل ستعتبر نفسها في حالة حرب مع هذه الدولة ويمكن أن تشن المزيد من العمليات العسكرية القوية ضد هذه الدولة وأهدافها.

ترحيل ياسر عرفات أو اغتياله، وفي حال رحيله إلي الخارج فإنه سيكون هدفا اسرائيليا دائما حتي تتم تصفيته أو أن يختار الرحيل طوعا عن الحياة.

اغتيال كافة الكوادر والعناصر المخربة للأمن الإسرائيلي سواء كان ذلك في الأراضي الفلسطينية أو خارجها، وقد لاقت هذه النقطة تحديدا مناقشات مطولة في مجلس الوزراء المصغر ودارت حول ما إذا كان اغتيال احدي الشخصيات المخربة قد يتطلب اختراق حدود وأجواء دول مجاورة واستهدافه في داخل دولته وما يترتب علي ذلك من انعكاسات خطيرة سياسيا وعسكريا، وأن ذلك يتساوي مع تدمير هدف عسكري في داخل هذه الدول المجاورة، وكانت الخلاصة أن ذلك يجب أن يتم ضد أي دولة مهما ترتب علي ذلك من تداعيات وفي الاجتماع شن شارون هجوما عنيفا علي سوريا ومصر ولبنان تحت زعم أن أنظمتهم مسئولة عن تشجيع 'الإرهابيين' في القيام بعمليات ضد اسرائيل.

ان اسرائيل ستكون معنية من الآن فصاعدا بالمراقبة الدقيقة لكل أنواع الشحنات العسكرية وجميع أنواع الصفقات السرية والعلنية لمنع وصول أي نوع من الأسلحة المتطورة أو القادرة علي الوصول إلي الأراضي 'الإسرائيلية' أو تهديد الأمن الإسرائيلي في أي مرحلة، وأن من حق رئيس الوزراء أن يتخذ الاجراءات السياسية اللازمة مع الحكومة، وأن من حق الجيش أن يقوم باتخاذ الاجراءات العسكرية لتدمير هذه الأسلحة متي سنحت الفرصة لذلك.

التحرك بمزيد من الفعالية السياسية مع الدول الصديقة لإسرائيل والمجاورة للدول العربية أو إيران وذلك لإحكام الضغط السياسي والعسكري علي هذه الدول، وأن تبدأ إسرائيل في مرحلة الاعداد لإنشاء قواعد عسكرية خاصة بها في بعض المناطق الاستراتيجية، وذلك لإعطاء المزيد من المرونة للعمليات العسكرية القادمة، وهنا أشارت المذكرة تحديدا إلي الدول الأفريقية والبحر الأحمر وتركيا مع ايلاء أهمية خاصة للأمن في المتوسط.

أن يتم التركيز في خلال العام القادم علي تطوير الصواريخ الإسرائيلية وأن يتم الانتهاء وقبل منتصف العام القادم من أكبر حملة تطوير لهذه الصواريخ بحيث يصل مداها إلي 90 % من الأهداف العسكرية العربية والإيرانية وأن تكون هذه الصواريخ قادرة علي التدمير الكامل للمنشآت والمباني.

وهذا يعني الصواريخ المحملة برءوس نووية صغيرة وحديثة.

القيام بعمليات عسكرية تمشيطية ومفاجئة في كل من سوريا ولبنان ضد أهداف عسكرية ومدنية وأن هذه العمليات ستدخل في نطاق العمليات المحدودة لردع الإرهابيين في هاتين الدولتين عن القيام بأي أعمال ضد إسرائيل.

إعداد خطة عسكرية نهائية في مدة زمنية قصيرة من أجل إنهاء حزب الله اللبناني والقضاء علي كوادره العسكرية نهائيا، وأن هذه العملية تعد من العمليات العسكرية المفاجئة ذات الأهمية العاجلة التي يجب الانتهاء منها سريعا.

القوات العسكرية الإسرائيلية في حالة استنفار كامل لحين الانتهاء من تنفيذ:


تدمير الأهداف المعادية في سوريا.


تدمير حزب الله في لبنان.


تدمير الأهداف المعادية في إيران.


اغتيال ياسر عرفات و60 من الكوادر الفلسطينية والعربية الإرهابية.

وعلي الرغم من موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر علي هذه المذكرة إلا أنه ووفقا للمعلومات فإن عددا من قادة الجيش أبدوا اعتراضهم عليها، وأن مذكرة مضادة من أربعة من كبار جنرالات الجيش الإسرائيلي رفعت إلي شارون وطالبت بأن يتم التركيز في كل مرحلة زمنية علي عدو واحد فقط.

وأكدت المذكرة أن قرار 'حرب إسرائيل علي الإرهاب' سيؤدي إلي تدمير دولة إسرائيل خاصة في إطار تحالف قوي 'الإرهاب' الأوسطي في عملية عسكرية واحدة ضد إسرائيل.

وأشار الجنرالات الأربعة إلي أن هناك تنسيقا إيرانيا سوريا وأن إيران علي استعداد لأن تشارك سوريا عسكريا في حرب ضد إسرائيل.

وطالبت المذكرة بتهدئة الجبهة الإيرانية وطمأنتها تماما لحين الانتهاء من 36 هدفا عسكريا مرصودا في القائمة الإسرائيلية.

وطالب الجنرالات الأربعة بضرورة أن يكون نطاق العمليات العسكرية مركزا وسريعا لتهدئة الانفعالات السياسية الاقليمية والدولية.

ووفقا لمعلومات كانت قد نشرتها 'الأسبوع' منذ نحو الشهرين حول خطة 'الرعد الخاطف' لضرب سوريا فإن الخلاف في مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لم يكن حول القيام بعمل عسكري ضد سوريا، ولكن الخلاف تركز حول: هل يتم تنفيذ عملية عسكرية واسعة المدي تطال نحو 30 هدفا عسكريا سوريا أم القيام بعملية عسكرية محددة تطول هدفا واحدا فقط؟

وكان شارون يميل إلي تنفيذ وجهة النظر الأولي بأن تكون العملية واسعة ويتم فيها القضاء علي الصواريخ السورية المتوسطة المدي، وأن يكون الهدف الرئيسي لهذه العملية هو انقاص قدرات وكفاءة الجيش السوري بحوالي 50 % عما هو قائم حاليا.

وكان من رأي شارون أن ايران لن تغامر وتقف إلي جانب سوريا في الوقت الراهن لأن الايرانيين يتحسبون لمواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، وأن سوريا تعد في اسوأ حالاتها الأمنية بعد سقوط نظام صدام واستهداف امريكا للنظام السوري.

ولذلك كان من رأي شارون أن هذا التوقيت يعد مثاليا في القيام بعمل عسكري لتدمير كافة الاهداف العسكرية السورية الجديدة والتي تهدد الامن الإسرائيلي.

وقد رفض غالبية اعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر هذا الرأي واكدوا أن هذه العملية ستكون غير مبررة سياسيا وانها قد تؤدي إلي عواقب أشد تأثيرا من اتمام تنفيذ العملية، ورأوا أن تكون العملية محدودة.

ويذكر هنا أن العملية الإسرائيلية ضد سوريا مقررة أساسا من شهر يوليو الماضي، وأن الخطة تم الانتهاء منها في أول اغسطس الماضي، إلا أن الرئيس بوش مارس ضغوطا شديدة علي شارون من أجل تأجيل اتمام تنفيذ هذه العملية لحين تحسن الاوضاع داخل العراق.

وقد قبل شارون نصيحة بوش مؤقتا، إلا أنه اكد رغبته في ضرورة الانتهاء من هذه العملية قبل نهاية العام الحالي.

وتشير المعلومات إلي أن مجلس الوزراء الإسرائيلي رأي ازاء اصرار شارون أن تكون العملية الإسرائيلية ضد سوريا ضيقة نسبيا وأن تقتصر علي تدمير 10 أهداف عسكرية فقط بدلا من ال 30 هدفا المرصودة في الخطة الإسرائيلية.

وقد ابدي شارون موافقته علي ما تم التوصل إليه، إلا أنه وقبل اعداد خطته العسكرية الواسعة المدي ضد سوريا كان قد طلب من الموساد والمخابرات العسكرية اعداد تقرير مفصل عن احتمالات الرد السوري علي أي عملية عسكرية إسرائيلية في داخل الأراضي السورية وقدرات هذا الرد وقد اكد التقرير الذي اعدته المخابرات الإسرائيلية أن سوريا ليس لديها القدرة العسكرية في الرد علي إسرائيل، وأن أي عدوان علي الأراضي السورية مهما بلغ حجم اضراره العسكرية فإن سوريا ستلتزم بالرد السياسي دون العسكري.

واشار التقرير إلي أن القيادة السورية وبعد سقوط صدام حسين أصبحت تركز اهتماماتها علي تقوية الجبهة الداخلية السورية، وأن الصراع العسكري مع اسرائيل لم يعد يشكل المرتبة الأولي.

وأشار التقرير إلي أن القيادة السورية طلبت من القيادات الفلسطينية الموجودة علي اراضيها عدم القيام بأي اعمال استفزازية ضد إسرائيل تجنبا لاندلاع أي ازمة عسكرية مع إسرائيل.

واحتوي التقرير علي وصف لحالة الجيش السوري ومعداته مشيرا إلي امكانية احتواء أي رد فعل في حال الإقدام عليه عسكريا.

وفي ضوء هذا التقرير المطول قرر شارون القيام بعملية عسكرية كبري ضد سوريا، ولكن السؤال: ما الذي أدي إلي تغيير الخطة الإسرائيلية التي كان سيجري بمقتضاها تدمير 10 أهداف عسكرية سورية والاكتفاء بعملية محدودة ضد تجمع سكاني فلسطيني علي بعد 20 كيلو مترا من دمشق؟!

المعلومات التي حصلت عليها 'الأسبوع' من مصادر عديدة تؤكد أنه قبل تنفيذ العملية بنحو 6 ساعات أجري شارون اتصالا هاتفيا مطولا مع بوش واعقبه باتصال مع كونداليزا رايس ثم مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وكان محور هذه الاتصالات هو الحصول علي ضوء أمريكي اخضر للقيام بهذه العملية.

ووفقا للمعلومات فإن شارون أبلغ بوش أن الاهداف العشرة تتوزع في 4 مدن سورية من بينها دمشق وأن خمسة بين هذه الاهداف تخص منظمات فلسطينية في سوريا وخمسة تخص الجيش السوري ، إلا أن بوش طلب ارجاء العملية لوقت آخر، إلا أنه وامام اصرار شارون تمحور الرد الأمريكي وفق المشاورات التي اجراها بوش مع مستشاريه علي أساس:

أن النظام السوري أصبح يمثل مشكلة حقيقية في المنطقة لدعمه فصائل 'ارهابية' وأن هذا النظام تحوم حوله اتهامات شبه مؤكدة علي تورطه في تأليب الجماعات العراقية المختلفة ضد القوات الأمريكية في العراق، وأن اختفاء هذا النظام افضل من بقائه، وأن تغييره قد يصبح امرا مهما خلال الشهور القادمة.

أن قيام إسرائيل بتوجيه ضربات قوية ومؤثرة لهذا النظام سيضعفه وسيكون في صالح الهدف الاستراتيجي الأمريكي في فرض المزيد من الحصار عليه واضعاف قوته في مواجهة المعارضة التي تتربص للوصول إلي السلطة.

أن عملية عسكرية إسرائيلية كبري ضد سوريا ستؤدي إلي زيادة نشاط المتطرفين والارهابيين ضد القوات الأمريكية في العراق وفي ذات الوقت فإن إسرائيل استجابت لأشهر متعددة للطلب الأمريكي بتأجيل العملية العسكرية ضد سوريا، ولذلك فإن من الأفضل ارضاء إسرائيل دون اذكاء 'الارهابيين' لمزيد من القلاقل الأمنية، ضد القوات الأمريكية في العراق.

ضرورة الاتفاق علي بدء الخطوات العملية لمحاصرة النظام السوري وتهديد اركانه وأن يتم البدء فعليا في تطبيق قانون محاسبة سوريا، وأن الوقت بات مناسبا لتطبيق هذا القانون بعد أن ثبت أن سوريا تأتي بأفعال تخالف دائما تصريحاتها العلنية في دعم 'الارهاب' والتطرف وانتشار اسلحة الدمار الشامل، وهكذا وبعد الضربة الإسرائيلية مباشرة أجري مسئولو الادارة الأمريكية من البيت الأبيض والخارجية والامن القومي اتصالات مع اكثر من 120 عضوا من اعضاء الكونجرس من أجل ابلاغهم بموافقة الادارة الأمريكية علي قانون محاسبة سوريا الذي وافقت لجنة العلاقات الخارجية عليه بأغلبية كاسحة وسوف يعرض علي الكونجرس اليوم الاثنين ويتوقع موافقة شبه جماعية علي القانون. ووفقا لمذكرة اعدها فريق من مستشاري الخارجية الأمريكية فإنه من الخطأ الرهان علي أن قانون محاسبة سوريا في حال صدوره من الكونجرس يمكن أن يؤثر علي سوريا أو يغير من طبيعة مواقفها العدائية ضد الولايات المتحدة أو اهدافها الاستراتيجية في المنطقة، لأن تطبيق هذا القانون غير ذي جدوي لأن حركة التبادل التجاري بين سوريا وأمريكا تسير في أدني معدلاتها، وأنه من الافضل أن تتحرك الادارة الأمريكية في مجلس الأمن لفرض عقوبات اقتصادية ودولية علي سوريا، فهذا هو البديل الوحيد لتضييق الخناق علي النظام السوري.

واشار التقرير إلي أنه اذا عجزت الادارة الأمريكية عن تحقيق ذلك فإنه لن تكون هناك سوي وسيلة وحيدة وهي أن تقوم إسرائيل بهذه المهمة من خلال عمليات عسكرية متواصلة ضد النظام السوري، وفي توقيت متزامن تكون الاجهزة الامريكية قد انتهت من اجراء اتصالاتها وترتيب أوضاعها مع عناصر المعارضة السورية ومساعدتهم للوصول إلي الحكم واسقاط نظام الأسد.

ورأي فريق الخارجية الأمريكية أن قانون محاسبة سوريا لايعبر سوي عن محاولة احتجاج امريكية مؤدبة ضد السياسة السورية واهدافها غير المقبولة أمريكيا.

وأيا كان الأمر فإن بوش اتفق مع شارون علي أن تكون العملية ضد سوريا محدودة وأن تكون ضد هدف وهمي وأن الهدف الرئيسي من هذه العملية هو أن الادارة الأمريكية ستقوم بإجراء اتصالات لاحقة مع قادة الدول العربية ومن بينها سوريا من أجل اجبار الحكومة السورية علي اتخاذ موقف واضح من كافة المنظمات الفلسطينية وقياداتها المتواجدة علي الأراضي السورية وكذلك وقف الارتباط مع حزب الله اللبناني، وأن تبادر الحكومة السورية لإثبات حسن نواياها بتقديم معلومات توثيقية ومساعدة الاطراف الأخري 'يقصد امريكا وإسرائيل معا' في القضاء علي حزب الله.

وعلي الرغم من أن شارون أبدي اعتراضه في البداية موضحا أن العملية الإسرائيلية ستكون لصالح القوات الأمريكية في العراق، إلا أنه أوضح لبوش أن عملية إسرائيلية أخري ستكون في خلال مدة محدودة أيضا لتدمير أهداف عسكرية سورية وأنه يأمل أن تتفهم واشنطن في المرة المقبلة المتطلبات الأمنية الإسرائيلية.

ثمة سؤال آخر يطرح نفسه في ضوء العملية الإسرائيلية ضد سوريا: لماذا جاءت هذه العملية بعد عملية حيفا الاستشهادية علي الرغم من انها تقررت منذ اكثر من شهرين؟ ولماذا لم تركز إسرائيل في أجندتها بعد هذه العملية علي ياسر عرفات سواء بطرده أو تصفيته كما ورد في الخطة؟

المعلومات تشير هنا إلي أن هذه النقطة تحديدا خضعت لمناقشات مطولة داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر حيث دار نقاش بين سلفان شالوم وزير الخارجية وموفاز وزير الدفاع وايهود أولمرت نائب رئيس الوزراء ، وأن مشاوراتهم ركزت علي أهمية استثمار عملية حيفا في طرد عرفات أو تصفيته أو في ضرب سوريا.

وقد اكدت المناقشات أن خطر عرفات يمكن السيطرة عليه في أي وقت وأن عرفات سيخطئ كثيرا في المستقبل وأن هذه الاخطاء ستعطي إسرائيل الفرصة كل مرة للقضاء عليه، أما سوريا فهي هدف ملح وضروري ويجب استثمار عملية حيفا في ضربها بحجة انها تؤوي قيادات الجماعات 'الارهابية' وقد وافق المجلس الوزاري المصغر علي اساس أن عملية حيفا هي فرصة لتأكيد ربط سوريا بالإرهاب الفلسطيني من جانب ولضرب أهداف عسكرية داخل سوريا من جانب آخر.

ووفقا للمعلومات فإنه بعد العملية الإسرائيلية ضد سوريا بنحو ساعتين سافر وفد عسكري إسرائيلي رفيع المستوي إلي واشنطن لإجراء مشاورات مهمة وحاسمة حول قائمة الأهداف السورية المقصودة وانواع العمليات القادمة والنتائج التي خلفتها العملية السابقة، وأن هذا الوفد يحمل رسالة من شارون إلي بوش ولعدد كبير من المسئولين الأمريكيين وقيادات الكونجرس واللوبي اليهودي وهي تركز جميعها علي مفهوم 'بدء حرب اسرائيل علي ارهاب العرب وايران'

وهكذا راح شارون يصرح بأنه سيواجه ما اسماه ' بالارهاب' في أي عاصمة عربية ولن تحده في ذلك معاهدات او اتفاقات في اشارة واضحة إلي كل من مصر والاردن وغيرهما من البلدان..!!

ولذلك لم يكن غريبا أن تشهد الساحة الإسرائيلية عملية تعبئة للاحتياطي وحالة استنفار في الجيش تشبه الاوضاع التي كانت قائمة خلال عدوان ..1967 تري ماذا سيفعل العرب، هل؟ سيتركون سوريا تسقط ومن بعدها لبنان وهلم جرا؟!!

بقي القول: إن المقاومة في العراق لا تزال تعرقل اتمام تنفيذ المخطط الأمريكي.. وأنه صحيح.. وبرغم كل مساحة الظلام في عالمنا العربي.. أن سوريا بشعبها وقواها المناضلة وقيادتها الشجاعة لن تكون لقمة سائغة في أيدي من يتصورون أنهم ملكوا رقاب العالم.
10
884

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

التلال الذهبيه
السلام عليكم
ترى احنا كل ضربه تنيمنا زياده نستنى المهدي يجي
واحنا اللي شوي مصحصحين لانملك سوى الدعاء
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين
ودمر اعداء الدين
عيوشه
عيوشه
اختي التلال الذهبيه
ممكن افهم شنو تقصدين انكم تنتظرون المهدي؟ انت تمزحين ولا تتكلمين جد؟
حياك الله واختي خادمة الدعوه:26:
التلال الذهبيه
السلام عليكم
اختي عيوشه اعتبريها مزحه واعتبريها من جد
الحاله صارت صعبه كل واحد قاعد يخطرف
اللي يقول المهدي انولد حسب كذا رؤيا
واللي يقول السفياني واللي يقول اللي من بني قحطان
واللي مستني صلاح الدين الايوبي مره ثانيه
وما أحد قاعد يعمل شئ أمريكا اللي تعمل بس ومن وراها وقدامها اليهود
وكل عام وانتم بخير
خادمة الدعوة
خادمة الدعوة
يا اخواتى صحيح ان مجىء المهدى حق لكن لا يجب ان نقعد مكتوفى الايدى
بل نحاول كل ما فى ايدينا لتغيير واقعنا المؤلم الى ان يأتى الله بأمره
الخيل والليل
الخيل والليل
مو باقي الا سوريا

الله ياخدهم ان شاء الله قبل ما يحطو ايدهم عليها
.........وينك يللي تعادينا ياويلك ويل
مو بكفي بلاد الرافدين......ويللي عم يصير فيها
ما بعرف شو اعمل بحالي وانا عم اشوف حالة امتنا هيك
...................نفسي احط حزام على خصري واروح عند النجس شارون
xxxxxxx......وقبل ما وصله للنتن........افجر فيه القنبلة
وترحمو علي بهديك اللحظة........الله يعفو عنا .......من القهر صرنا نخبص