خطورة الإرجــــــــــــــاء وسبب عداء المرجئة للجهاد !!

الملتقى العام

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبنيا محمد وعلى آله وصحبه.

وبعد :

ما هو الارجاء :

والمشهور في اطلاق اللفظ الارجاء، في تاريخ الفرق، أنه يطلق على إخراج العمل من اسم الايمان، والمرجئة هي الفرقة التي تجعل الإيمان الذي فرضه الله تعالى على عباده وأرسله به رسله، هو تصديق القلب فحسب، او هو مع النطق بالشهادتين، أو معهما عمل القلب على خلاف بينهم وقد أخرجت المرجئة العمل من اسم الايمان، وجعلته أمرا زائدا على حقيقته، ليس جزءا منها، خارجا عن ماهيته، وبنوا على هذا التصور الخاطيء،

عقيدتين ضالتين :

أحداهما : أن من تولى عن الانقياد بجوارحه لما جاءت به الرسل، فلم يعمل شيئا قط مع العمل والتمكن، أن ذلك لاينفي عنه اسم الايمان، ولايخرجه من دائرة الاسلام.

الثانية : أن الايمان لاينقضه فعل فاعل، مهما كان فعله موغلا في الكفر أوالاشراك، مالم يقترن بفعله، جحود أو استحلال، ذلك ان الايمان هو التصديق، فلاينقضه الا التكذيب في زعمهم.

مع أن بعض الذين يتبنون هاتين العقيدتين الضالتين، لايقولون إن الايمان هو التصديق فحسب، ومع ذلك يتناقضون هذا التناقض القبيح، إذ الإيمان إن كان قولا وعملا، فلا بد أن يكون نقضه بالقول والعمل أيضا.

أين تكمن خطورة عقيدة الارجاء ؟

وتكمن خطورة هاتين العقيدتين، في أنهما يجردان الايمان الذي نزل به القرآن، من خاصيته الحيوية التي تربط بين الباطن والظاهر، والقلب والجوارح، والتي تحول الانسان الى طاقة إيمانية هي ينبوع العمل الصالح، كما قال تعالى : { ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون } .

وليست كلمات باهتة مجردة.

فهذان الاعتقادان، يجعلان الإيمان كالتصورات النظرية الجامدة، أوكالعقائد الميتة التي لاحراك فيها. فهما في حقيقتهما، إنما يهيئان الطريق لانحراف البشرية عن اتباع الرسل، ويفسحان السبيل لتعطيل ترجمة تعاليم الدين إلى واقع حياتي. كما أنهما يحرضان على الردة بالقول والعمل. ويجعلان التهجم على الدين، سهل المنال، ذلك أنه يكون في مأمن من الحكم بالردة، تحت ذريعة عدم توفر شرط الجحود والاستحلال.

مدى شناعة ما يترتب على عقيدة الارجاء :

وقد عبر الامام ابن القيم في نونيته عن مدى شناعة، عقيدة الارجاء، هذا التصور الخاطيء لحقيقة الايمان وما يؤدي اليه، في هذه الابيات :

وكذلك الإرجاء حين تقر بالمعــ ـــبود تصبح كامل الإيمان

فارم المصاحف في الحشوش وخرب البيت العتيق وجد في العصيان

واقتل اذا ما استعطت كل موحد وتمسحن بالقس والصلبان

واشتم جميع المرسلين ومن أتوا من عنده جهرا بلا كتمان

واذا رأيت حجارة فاسجد لها بل خر للأصنام والأوثان

وأقر أن الله جل جلاله هو وحده الباري لذي الأكوان

وأقر أن رسوله حقا أتى من عنده بالوحي والقرآن

فتكون حقا مؤمنا وجميع ذا وزر عليك وليس بالكفران

هذا هو الإرجاء عند غلاتهم من كل جهمي أخي شيطان


العلمانيون اللادينيون يفرحون بهذه العقيدة المنحرفة :

وإن مما يثير الآسى، أن هذا بعينه ما يروجه زنادقة العصر العلمانيون اللادينيون، ، فغاية أمانيهم، أن يختزل كل دين الإسلام الى أمر يعتقده الانسان ان بدا له ذلك بجنانه. وليس لاحد أن يسأله فيما وراء ذلك، عن أي التزام من قول أو عمل، فالايمان إن كان ولابد منه عند اللادينين لاينبغي أن يعدو كونه تصديقا محضا، لاينبني عليه أي موقف عملي، الا أن يكون كمالا، لايؤثر زواله أجمع في حقيقة الايمان.

الارجاء انهزام نفسي :

وقد رد على المرجئة ذينك القولين، كثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين، وطويت هذه البدعة الى حين. ثم أثير غبارها مرة أخرى من بعض الإسلاميين، متأثرين من حيث لا يشعرون ، بالدعوة اللادينية، وبتخويفها من الحكم على زنا دقتهم اللادينيين بالردة، وإشهارها سلاح الاتهام " بالتكفيريين " لمن يكفر ملحديهم، ووصمه بأنه " متطرف " أو " إرهابي ".

فتراجعت أمام صيحات هؤلاء الزنادقة، عقول حائرة، فطاشت سهامها، وفرت خوفا من الوقوع في فتنة التكفير المتخبط بغير هدى، إلى فتنة الإرجاء المخذل الذي يهدم عقيدة الأمة. فروجت للمقالتين الإرجائيتين الضالتين السابقتين، في بعض الإصدارات والكتب، وانتشرت في بعض أوساط الصحوة الإسلامية، وتبناها بعض المتحمسين، احسانا للظن بمؤلفيها أو مزكيها، فأخذت في الرواج والإنتشارسريعا.

من أسباب انتشار الارجاء، والاستهانة بمنزلة العمل من الدين، وتهوين الوقوع في الردة :

ولعل من اسباب انتشار ظاهرة الارجاء في هذا الزمن، الذي تمر به الأمة وهي تعاني تراجعا في التمسك بدينها، وهجمة من أعداءها، أنها وافقت استرواح النفوس الى طلب الدعة، والراحة من عناء مواجهة الباطل وأهله.

ومن أسبابها ايضا :


الاسترسال، والانقياد بغير شعور لضغط الواقع، مع الدعوة العالمية الى حرية المعتقد، وترك الناس وشأنهم ما يفعلون، حتى لو كانت أفعالهم نواقض تهد كيان الإيمان هدا

ومن المعلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و معارضة الباطل لاسيما اذا كان كفرا، تستدعي جهدا وجهادا يشق على النفوس، خاصة اذا كان أهل الباطل هم الطواغيت، أهل السطوة والحبوة - من الحباء أي العطاء - وقديما قيل : ( ان البدعة اذا وافقت هوى، فما أثبتها في القلوب ).

البدع تبدأ صغارا ثم تؤول كبارا :

وقد كان بعض السلف يقول : إن البدع تبدأ صغارا ثم تؤول كبارا، وقد وجدنا هذا حقا في المرجئة، فما كنا نظن أن تتعدى نزعة التخذيل لديهم إلى درجة أن ينتقلوا من التنظير الشرعي لتسلط الطواغيت على الأمة، إلى التنظير للاحتلال الصليبي لها، ثم كان منهم أن فعلوا ذلك، ففيهم اليوم من علا صوته مدافعا عن الاحتلال الصليبي للعراق، واصفا إياه بأنه أخف الضررين ، وفيه مصلحة للشعب العراقي، محاربا المجاهدين فيها، ناعتا لهم بأقبح أوصاف الذم، ولاريب أن في هذا القول من الضلال الصريح، بل الكفر القبيح ما فيه.

اقتران الإرجاء بالتخذيل عن الجهاد ومحاربة المجاهدين :

هذا وسبب اقتران الإرجاء بالتخذيل عن الجهاد، ومحاربة المجاهدين، أن منبعهما واحد، إذ كان الإرجاء في حد ذاته، نزعة تخذيل، وهو عاهه ضعف، هي جزء من التركيب النفسي والعضوي للشخص.

وأيضا داعيهما واحد، فالإرجاء - كما قال المأمون - " دين الملوك "، ولهذا ما بعد عن الحقيقة من قال :
إن الإرجاء أصلا نشأ نشأة سياسية، ولهذا كان المرجئة دوما أداة طيعة بيد الملوك والحكام والساسة، لأن محصلة عقيدتهم الضالة أنهم يقولون : دعوا من تولى عليكم، يقول ويفعل ما شاء ، لأنه مؤمن بمجرد انتسابه إلى الاسلام، يكفيه ذلك، والله يحكم فيه يوم القيامة، ليس ذلك إليكم، فدعوه يوالي الكفار، ويحارب الإسلام، وينصب الطاغوت حاكما بين الناس، ويفتح باب كل شر على الأمة، فإنما هي الذنوب، التي لايسلم منها أحد، كل ابن آدم خطاء !! بل هو خير ممن ينكر عليه، لأنهم خوارج، والعصاة أهون شرا من الخوارج، فليت شعري، ما أحوج الطواغيت إليوم إلى هذا " الافيون " ليسري في جسد الأمة !

حكم من يجرم الجهاد، ويعين الطواغيت على ملاحقة المجاهدين :

هذا وكل من قام بجهاد مشروع، ينصر فيه دين الله، أو يدفع عن حرمات المسلمين، أو يكف بأس الذين كفروا عن أهل الإسلام، فإن سن القوانين التي تجرم هذا الجهاد المشروع، وملاحقة من يقوم به، إرضاء للكافرين، هو من نواقض الإسلام، وهو من اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، وقد تبرأ الله تعالى ممن اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء.. الآية }، وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لاتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }.

وإثم النهي عن جهاد الكفار، من اعظم الآثام، لانه لا فتنة أعظم من فتنة ظهور الكفار على بلاد المسلمين، واستعلاءهم على أهل الإسلام، فمن يكن عونا على الفتنة هو شريك في جريمتها، وجزء منها، وإذا كان الله تعالى قد قال { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا }.

قال ذلك في الذين يقعدون مع المنافقين، ولا ينكرون عليهم خوضهم في آيات الله بالباطل، فكيف بالذين يعينون أهل الباطل على باطلهم، ثم كيف بالذين يحاربون أهل الحق إرضاء لأهل الباطل!.

ومعلوم أن من نصر قوما ووالاهم حشر معهم يوم القيامة، فمن نصر المجاهدين ووالاهم حشر معهم، ومن نصر الكفار ووالاهم وكان معهم على المجاهدين، حشر معهم، ولسوف يتبرؤون منه، يوم لا ينفع مال ولا بنون، بل ذلك اليوم يكفر بعضهم ببعض، ويلعن بعضهم بعضا، كما قال تعالى عن الكافرين وأولياءهم : { ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار ومالكم من ناصرين }.


والله أعلم

كتبه الشيخ حامد العلي
8
906

هذا الموضوع مغلق.

مغربيه.اصيله
مغربيه.اصيله
مجاهدون لا خوارج

بقول الشيخ عمر عبد الرحمن - فك الله أسره - : ( فالخوارج قد عرفهم العلماء بأنهم الذين خلعوا طاعة الإمام الحق ، وأعلنوا عصيانه ، وألبوا عليه ، فأين الإمام الحق الذي يعتبر الخارج عليه خارجاً ؟! أين علي بن أبي طالب اليوم ؟! وإن كنا خوارج فمن تكونون أنتم ؟! هل تكونون علياً وأصحابه ؟! وهل كان عليَّ مقتبساً أحكام قانونه من شريعة الفرس أو الروم ؟! هل كان حكمه يقوم على الاشتراكية الديمقراطية أم كان عليّ داعيا إلى الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي ؟
أم كان عليّ حليفاً لليهود صديقا لبيجن ؟!
أم كان علي تاركاً لحدود الله ، منفذاً لعقوبات ما أنزل الله بها من سلطان ؟ أم كان علي يعتبر المناداة بالخلافة جريمة لا تغتفر ؟!
أم كان علي محارباً للعفة والطهارة ، داعياً لتحرير المرأة وسفورها ؟!
أم كان علي من المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين ، الذين قالوا : لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ؟!
وعذراً للإمام علي ، فلم يكن كرم الله وجهه شيئاً من ذلك كله ، بل كان أحرص الناس على تنفيذ شرع الله ، والحكم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه ، فالخارج على هذا الإمام العادل هو بحق خارجي ، أما من أتى كل هذه الأباطيل التي ذكرناها فالخارج عليه ليس بخارجي ، ولكنه مسلم مؤمن تقي ) .
مغربيه.اصيله
مغربيه.اصيله
جهاد... لا إرهاب



ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره.

وبعد:

فكلما ذكر اسم الجهاد؛ انتفض الكفر فزعا من هذه الكلمة، وكلما تكلم المسلمون عن الدفاع عن حقوقهم؛ انبرت اجهزة الإعلام الغربية تشوه الإسلام، وتصم المسلمين بالوحشية وبالقسوة، ويرسمون للمسلم الصادق المجاهد صورة الجعظري الجواظ الغبي، يركب على ناقة هوجاء، تخبط خبط عشواء، لا يلوي على شيء، لايقاتل انسانا إلا واخترط سيفه ليقطع عنقه لأن نفسه مولعة بحب الدماء، ولا يستطيع الراحة الا على اكوام الجماجم والأشلاء!

وكما قال الاستاذ المودودي في كتابه "الجهاد في الاسلام" : (ولقد جرت عادة الافرنج؛ أن يعبروا عن كلمة الجهاد بـ "الحرب المقدسة" ، ولقد فسروها تفسيرا منكرا وتفننوا فيها وألبسوها ثوبا فضفاضا من المعاني المموهة الملفقة، وقد بلغ الامر في ذلك أن أصبحت كلمة الجهاد عندهم؛ عبارة عن شراسة الطبع والخلق والهمجية وسفك الدماء، وقد كان من لباقتهم انه كلما سمع الناس الجهاد تمثلت أمام أعينهم صورة المواكب من الهمج المحتشدة، معلقة سيوفها، متقدة صدورها بنار التعصب والغضب، متطايرا من عيونها شرار الفتك، عالية اصواتها بهتاف؛ "الله اكبر"، زاحفة إلى الامام... ولقد رسم الدهان هذه الصورة بلباقة فائقة وتفننوا فيها بريشة المتفنن المبدع، وكان من دهائهم ولباقتهم في هذا الفن أن صبغوها من النجيع الأحمر، وكتبوا تحتها نقاط شائقة؛ هذه الصورة مرآة لسلف هذه الأمة من شره لسفك الدماء وجشعة إلى الفتك بالأبرياء).

وان الإنسان ليتملكه العجب والحيرة إذ يرى أيدي الرسام نفسها ليست غارقة بالدهان الأحمر الذي يشوهون به صورة هذه الأمة، بل ملطخة بدماء الأبرياء، وما تركوا بقعة من بقاع الأرض الا وخلفوا وراءهم من المآسي ما لا يستطيع البيان نقله، وما يعجز القلم عن تصويره وتقريبه إلى الأذهان، لا لشيء الا لأنهم يبحثون عن اسواق تجارية لبضائعهم، أو يجوبون الأرض طلبا لوقود مصانعهم أو ذهب خزائنهم! والويل كل الويل للبقعة الغنية، فإن أهلها سيشهدون من المجازر ويرون من المصائب على أيدي هؤلاء - الذين يصفون المسلمين بالوحشية والحيوانية – ما لا يتصوره عقل بشري.

ومما يندى له الجبين؛ أن أبناء المسلمين قد صدقوا عن أنفسهم وعن آبائهم ما يرسمه هؤلاء المستشرقون عنهم وما يكتبه هؤلاء الحاقدون من تاريخهم، فأصبحوا يتوارون حياء من هذا التاريخ الملطخ بالدماء والذي لا يدع المجرمين ولا الأبرياء!

لعل ذراري المسلمين؛ نسيت حروب المائة سنة، وحرب السنوات السبع التي جرت في القرون الماضية بين فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية، ولعله فاتهم أن يطلعوا على مذابح الكاثوليك للبروتستانت في داخل معابدهم، وقد فاتهم أيضا أن يطلعوا على المجازر التي جرت لليهود في ارجاء اوروبا ولم تنج بقعة من بقاع أوروبا منها على أيدي النصارى - أبناء كتابهم الواحد -

وأما من التاريخ القريب؛ فإن أمريكا "زعيمة العالم المتحضر"! - أو "المحتضر" على الأصح – ما قامت الا على اشلاء شعب بكامله من سكان البلاد الأصليين، الذين أبادوهم ولم يبق منهم سوى بضعة ملايين وضعوهم في أماكن للسياح - كجثث الموتى في قاعة المومياء – لا يزالون يضيئون بيوتهم بالسرج في "انديانا" وغيرها في وسط أمريكا الشمالية، وهم شعب الهنود الحمر، سكان أمريكا الأصليين.

ولعل أبناء المسلمين ينسون مآسي حربين عالميتين أثارها الغرب على مدى ربع قرن، ذهب ضحيتها قرابة خمسين مليونا من البشر ما بين قتيل وجريح ومشوه ومعتوه، كانت حربا طاحنة ضروسا على مطامع هزيلة وآمال صغيرة - جسم البغال واحلام العصافير -

ولعل أبناء المسلمين لا يدركون الحرب الثقافية المنظمة والغزو العالمي الفكري لهم لينفروهم من الجهاد، فيثيرون قضايا الرق والجزية وقتل الأسرى، ليصوروا المسلمين مجموعة من اللصوص والقتلة وسفاكي الدماء، منطلقين في الأرض سيوفهم مشرعة لارواء نهمهم للدماء، واشباع نزواتهم من النساء واسكات سعارهم للثراء!

ولعل أبناء الإسلام الذين لم يطلعوا على مصائب التاريخ الدامي للصليبيين في الغرب ومواقفهم تجاه الإسلام والمسلمين؛ يستحيون من تاريخهم المشرف الذي كان مثالا للرحمة الربانية المهداة إلى البشرية، وكيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استطاع ان يفتح الجزيرة العربية بكاملها ويوحدها تحت راية التوحيد ولم يصل القتلى من الكفار جميعا ثمانمائة شخص.

أما بالنسبة للصليبيين؛ فلندع ابن الأثير يحدثنا عنهم عند دخولهم بيت المقدس في 15/7/1099م، الموافق 492 هـ.

فيقول: (وركب الناس السيف، ولبث الفرنج في البلدة أسبوعا كاملا يقتلون في المسلمين، واحتمى جماعة من المسلمين بمحراب داوود واعتصموا به، وقاتلوا فيه ثلاثة أيام، فبذل لهم الفرنج الأمان، ووفوا لهم، ثم خرج المسلمون ليلا إلى عسقلان فأقاموا بها، وقتل الفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين الفا! منهم جماعة كثيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبادهم وزهادهم المجاورين للمسجد الأقصى) !

ويقول "ريموند راجيل" - مؤرخ صليبي - انه عندما زار الحرم الشريف، أثناء المذبحة الرهيبة التي ارتكبها الصليبيون، لم يستطع أن يشق طريقه وسط اشلاء المسلمين الا في صعوبة بالغة، وان دماء القتلى بلغت ركبتيه!

ويقول "غوستاف لوبون" : (وكان من أحب ضروب اللهو اليهم؛ قتل من يلاقون من الأطفال وتقطيعهم إربا إربا، كمـا روت "آن كومنين" - بنـت قيصر الروم -).

وينقل "غوستان لوبون" عن الكاهن "ريموند داجيل"؛ خبر ذبح عشرة الاف مسلم في مسجد عمر رضي الله عنه.

وحتى لاننسى؛ فإن الحملة الشعواء التي شنها المستشرقون على الجهاد، ادت إلى نتائج سيئة وآثار سلبية في نفسيات ذراري المسلمين المهزومين روحيا وعقليا أمام هذا الهجوم الإستشراقي الماكر، وتحت ضغط الواقع المرير الحاضر.

ان الغرب لا يُخفي تخوفه من الجهاد وفرقه وفزعه من القتال.

تقول "مجلة العالم الإسلامي" الإنجليزية: (إن شيئا من الخوف يجب ان يسيطر على العالم الغربي، ولهذا الخوف اسباب، منها؛ ان الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف، بل دائما في ازدياد واتساع، ثم أن الإسلام ليس دينا فحسب، بل ان من اركانه الجهاد).

وقال "روبرت بين": (ان المسلمين قد غزوا الدنيا كلها من قبل، وقد يفعلونها مرة ثانية).

ويقول "ولفرد كانتول سمث": (ان اروبا لا تستطيع ان تنسى ذلك الفزع الذي ظلت تحس به مدة قرون والإسلام يجتاح الأمبراطورية الرومانية من الشرق والغرب والجنوب) .

ويقول "لورانس براون": (الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام، وفي قدرته على التوسع والإخضاع، وفي حيويته انه الجدار الوحيد في وجه الإستعمار الأوروبي) .

لقد خطط الغرب لقتل روح الجهاد في نفس الأمة المسلمة، ورسم لذلك مناهج ووضع برامج للإستيلاء على هذه الأمة الحية المجاهدة، بعد اجتثاث العقيدة الإسلامية والعبادة الجهادية من اعماقها:

1) فالرحلات الإستكشافية كانت صليبية.

يقول "فاسكودي جاما" عندما وصل إلى "رأس الرجاء الصالح": (الآن طوقنا رقبة الاسلام، ولم يبق الا جذب الحبل ليختنق فيموت) .

2) وكانت المدارس العقلية الحديثة التي حاولت أن تخضع النصوص الربانية للعقل وأن تلوي أعناق النصوص الجهادية، وحاولت - وهي تدافع عن شريعة الجهاد أمام الغرب - أن تظهر الإسلام دينا دفاعيا، لا يمكن أن يقاتل الا دفاعا عن حدود جغرافية، وكأن الإسلام نحلة قوم معين، ونزل ليكون دين الجزيرة العربية فقط.

وتبعهم في هذا المنهاج الأساتذة؛ عبد الوهاب خلاف في "السياسة الشرعية"، ومحمد عزة دروزة في كتاب "الجهاد في سبيل الله"، وعلي علي منصور في كتابه "الشريعة الإسلامية والقانون الدولي"، ومحمد رأفت عثمان في كتابه "الحقوق والواجبات"، وأحمد محمد الحوفي في كتابه "سماحة الإسلام" .

3) حاولوا أن يميعوا عقيدة الحب والبغض في الله والولاء والبراء في الإسلام.

4) الدعوة إلى القومية، وتقديم النصراني العربي على المسلم الأفغاني والتركي والباكستاني.

5) الدعوة إلى الإنسانية.

6) الدعوة إلى تقارب الأديان واذابة الفوارق بينها.

7) الدعوة إلى السلام العالمي والتعايش السلمي.

9) ***** فرق ضالة تدعوا إلى مسح الجهاد في الإسلام - كالقاديانية والبهائية والبابية -

يقول "ميرزا غلام أحمد القادياني" : (لقد ظللت منذ حداثة سني، وقد ناهزت اليوم الستين اجاهد بلساني وقلمي لأصرف قلوب المسلمين إلى الاخلاص لهذه الحكومة الإنجليزية، وأرى أن كتاباتي قد أثرت في قلوب المسلمين واحدثت تحولا في مئات الآلاف منهم).

ويقول: (اليوم ألغي حكم الجهاد بالسيف، ولا جهاد بعد اليوم! فمن يرفع بعد ذلك السلاح على الكفار ويسمي نفسه غازيا يكون مخالفا لرسول الله الذي أعلن قبل ثلاثة عشر قرنا بالغاء الجهاد في زمن المسيح الموعود، فأنا المسيح الموعود، ولا جهاد بعد ظهوري الآن، فنحن نرفع علم الصلح وراية الأمان).

ويقول: (اتركوا الآن فكرة الجهاد، ولان القتال للدين قد حُرم! وجاء الإمام والمسيح ونزل نور من السماء، فلا جهاد، بل الذي يجاهد في سبيل الله الآن فهو عدو الله).

وأما البهاء - إله البهائية - فيقول في تحريم الجهاد: (البشارة الأولى التي منحت من ام الكتاب في هذا الظهور الأعظم لجميع أهل العالم؛ محو الجهاد من الكتاب)، (وحرم عليكم حمل آلات الحرب)!

ويقول عبد البهاء عن أبيه: (محا "آية السيف"، ونسخ حكم الجهاد) .

ان هذه الطائفة صناعة يهودية، بدليل؛ بعد موت طاغوتهم الثالث "مرزا شوقي"، اجتمع المجلس الأعلى للطائفة البهائية في إسرائيل وانتخب صهيونيا أمريكيا اسمه "ميسون" ليكون رئيسا روحيا لجميع أفراد الطائفة البهائية في العالم!

أما صلة البهائية بالأنجليز فهي عريقة، بل برعايتهم وتفكيرهم قاموا واستمروا.

يقول "عبد البهاء" في لندن: (ان مغناطيس حبكم هو الذي جذبني إلى هذه المملكة)، (أصبحت الآراء الغربية أقرب إلى الله من آراء الشرقيين) .

نحن لا نستحي من ديننا ولا من أوامر ربنا، نقولها بصراحة دون تلعثم ولا مواربة ولا جمجمة ولا غمغمة:

1) ان الجهاد فريضة ربانية في هذه الأمة لإنقاذ الأرض كلها من جور الطواغيت واستعباد الطغاة إلى عدل الإسلام ورحمة هذا الدين.

2) ان دين الله دين للبشرية جمعاء، ونحن نريد نشره حتى يعم ربوع العالمين.

وفي صحيح مسلم : (ان الله زوى لي الأرض شرقها وغربها، وإن ملك أمتي يصل إلى ما زوى لي منها).

وفي الكتاب العزيز: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} .

3) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم).

ولكن السيف لأكابر مجرميها وسدنة الكفر وأئمة الطغيان الذين يُعبّدون البشر لأنفسهم من دون الله، والذين يَدّعون لأنفسهم الألوهية عملا، وان لم يصرحوا بها قولا.

أقول: ان السيف لإزالة الحواجز من الأنظمة الكافرة والعقبات الإقتصادية والإجتماعية التي تحول دون استمتاع الشعوب بدين الله وتمنعهم من التفيؤ في ظلاله.

وبعد ازالة هذه الحواجز من أمام الدعوة الإسلامية؛ يعرض على الشعوب، {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} ، {لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} .

4) ان كلمة "الجهاد في سبيل الله"؛ تعني عند الأئمة الأربعة - إذا اطلقت - القتال.

قال القسطلاني: الجهاد هو: (قتال الكفار لنصرة الإسلام... وإعلاء كلمة الله).

وقال ابن حجر العسقلاني: (الجهاد هو بذل الجهد في قتال الكفار) .

ونحن لا نريد أن ننسخ حكم الجهاد بالسيف لنُرضي الغرب، ولا نقبل أن نمسخ هذا الركن العظيم فنجعله كلمات تقال على المنابر، أو مقالات تنشر على صفحات الجرائد.

يقول ابن رشد : (وجهاد السيف قتال المشركين على الدين، فكل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله، إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا اطلق فلا يقع باطلاقه إلا على مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الاسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).

أسمعت أخي المسلم كلام ابن رشد؟! فلا تتمحل بعدها ولا تتأول!

5) ان عبارة: "رجعنا من الجهاد الأصغر - القتال - إلى الجهاد الاكبر - جهاد النفس -"، التي تنتشر على الالسنة بأنها حديث.

فان "يحيى بن العلاء"، قال ابن حجر عن هذا الراوي: (رمي بوضع الحديث).

وقال أحمد عنه: (يحيى كذاب يضع الحديث).

وقال الدارقطني: (متروك).

فالحديث ضعيف جدا أو موضوع .

قال ابن حجر العسقلاني: (هو كلام إبراهيم بن عبلة).

6) لم يبق أمام الأجيال التي يبيدها أعداؤها ويحاربون اسلامها الا أن تردد قول المتنبي:

لان عمرت جعلت الحرب والدة والسمهري أبا والمشرفي أخا


ولم يبق أمامهم سوى طريق الأفغان المجاهدين...

واخواننا الأفغان أضحى مقيلهم ظهور المذاكي أو بطون القشاعم



وسبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله إلا انت، استغفرك واتوب إليك
al7elwah
al7elwah
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
آآمين يارب العالمبن..
أم الشيخ المهدي
جزاكـــــ.. الله كل خيرر
وثبتنا وإياكم على الدين القويم

كثر هؤولاء وتكالبو على أمتهم
حسبنا الله ونعمـــ الوكيـــــل