الأدب والثقافة والشعر ..... الكتابة

ركن القصص والفوائد اللغوية والأدبية

الــكـتــــابــة


الكتابة في اللغة تتضمن معاني عدة منها:
تصوير اللفظ بالحروف الهجائية (الخط)
جاء في لسان العرب:
كَتَبَ الكتاب معروف والجمع كُتُب وكُتب, كتب بالشيء يكتبه كتباً وكتابة , وكتبه: خطه)

نشأة الكتابة:
تباينت اراء العلماء حول نشأة الكتابة , فبعضهم ارجع فكرتها الاولى الى حوالي ستة الآف سنة في مصر وامريكا الوسطى , وإلى حوالي أربعة الآف سنة
في الصين ويرجحون أن فكرة الكتابة الأولى نشأت عند الفراعنة ثم أخذها الفينيقيون عنهم باعتبارهم صلة الوصل بين العالم آنذاك , فأنضجوا فكرتها
وهذبوها ونقلوها الى العالمين : اليوناني والروماني .
وآخرون يعتبرون مولد الكتابة في اليوم الذي اعتبرت فيه العلامة تمثيلاً موضوعياً , لأن الكتابة على وجه التقريب ايصال فكرة بين شخصين في صورة مادية .
ومنهم من يرجع تاريخ الكتابة الى الأزل , منذ أن كانت أعمال الناس مسجلة قبل وقوعها ومقررة في اللوح المحفوظ حسب علم الله سبحانه وتعالى قبل ان يولد الإنسان أو توجد الحياة الانسانية من أساسها وأن الكتابة من حلي الملائكة , قال تعالى ((كراماً كاتبين , يعلمون ماتفعلون )

وقد مرت الكتابة بمراحل وأدوار أربعة :
1- الدور الصوري الذاتي : حيث تدل الصور فيه على المعاني الذاتيه المحسوسة وهذا الدور كانت الكتابة فيه قاصرة على التعبير في مجالات الحياة.
2- الدور الصوري الرمزي : زيدت صور رمزية تدل على المعاني المعنوية بالإضافة الى الثور الذاتيه
3- الدور المقطعي : وتدل الصورة فيه على اول مقطع من اسمها.
4- الدور الهجائي : وفيع اصبحت تلك المقاطع حروفاً وهو آخر خطوة بلغت اليها الكتابة.

الكتابة في الاصطلاح :
كما جاء في صبح الأعشى : بأنها صناعة روحانية تظهر بآلة جثمانية دالة على المراد بتوسط نظمها.
فالروحانية: هي الألفاظ التي يتخيلها الكاتب في أوهامه ويصور من ضم بعضها الى بعض صورة قائمة في نفسه.
والجثمانية: هي الخط الذي يخطه القلم وتقيد به تلك الصور وتصير بعد أن كانت صورة باطنه معقولة صورة محسوسة ظاهرة.
والآلة : هي القلم
وهذا التحديد يشمل مايسطره القلم مما يصوره الذهن ويتخيله الوهم

وعرف ابن خلدون بقوله : الكتابة من خواص الإنسان التي يتميز بها عن الحيوان , وايضاً فهي تطلع على مافي الضمائر وتتأدى بها الأغراض
الى البلاد البعيدة فتقضى الحاجات.
وعرفها آخرون بقولهم : الكتابة نقوش مخصوصة ذات اصول بها تعرف تأدية الكتابة بالصحة ويقال لها فن رسم الحروف.

وقال أديب اسحاق:الكتابة صناعة يراد بها التعبير عن الخواطر والمحسوسات بوضع صحيح , واسلوب صريح , في ثلاثة اركان :
1- الخاطر المراد ايضاحه وهو الإنشاء.
2- والوضع الذي يبدو به ذلك الإيضاح وهو البيان
3- والكيفيه التي يحصل بها ذلك وهو الأسلوب.

ولايقف تأثير الكتابة عند حال نقل المشاهدات الحسية بل هي تنقل شعور الكاتب وعاوطفه الى نفس القاريء وتصبغه بالصبغه التي يريدها الى حد ما
ومن هنا يظهر مقدار الكتابة في المجتمع والنتائج التي تنتجها على الشعور العام صلاحاً أو فساداً تبعاً لصلاحها أو فسادها لكنها من جهة ثانية تابعة للحياة التي تؤثر عليها وتدفع بها في نهج مخصوص والكتابة وسيلة من وسائل التربية العامة ووسيلة من وسائل ايقاظ الشعور وتنبيه العواطف

وانواعها حسب التقسيمات الغربية :
1- الكتابة في الأشياء الواقعية من دون تخيل أو تصنع أي ( الكتابة في ماهو كائن )
2- الكتابة الخيالية التي يصف بها الكاتب حالة تخيلها في ذهنه يريد الى السعي الى تحقيقها بتقريبها لذهن القارىء وتجليتها أمام عينه أي(الكتابة فيما يجب أن يكون ).
3- الكتابة التي تصف الحياة الواقعية وتدعو الى الفضائل السامية والمثل العليا وتحبب الناس فيهما أي ( التوفيق بين النوع الاول والثاني)

وعلماء اللغة العربية يعتبرون اللغة العربية المثال الوحيد الباقي لمعرفة السبيل التي سلكته الحياة في انشاء اللغة ويرون في طابع العربية الاشتقاقي نتائج هامة
في مصير الثقافة : منها الكشف عن نمو الذهن بتجاوب وجهيه : المحسوس والمعقول.
إن الكلمات العربية لم تزل ذات جذور في الاصوات الطبيعية زإن اللسان العربي لم يزل محتفظاً بنمط نموه نحو أداة بيانية متكاملة منذ ظهور الأنسان حتى الآن . ونحن نعني بظهور الأنسان مرحلة الأنتقال من عبارة هيجان الطبيعة الى الكلمات التي تعبر عن معاني يجيش بها الوجدان كالأنتقال من (أخ) والتي هي عبارة التوجع الى ( الأخ , والأخوة , والإخاء) أو كالإنتقال من ( أن) الى ( أنا) و(الأنانية) .

واللغة العربية من اغزر اللغات , وأدقها تعبيراً وأصحها قياساً , وسعت جميع الأغراض , وتقبلت نتاج الأفكار ولها خصائص سجلتها لها الأيام نذكر منها
1- السعة : التي لاحد لها حتى كادت مفرداتها لاتحصى
2- الأعراب
3- الفرق بين الحركات وغيرها من المعاني
4- الفرق بحرف بين معنيين
5- تناسب الألفاظ والمعاني (دقة التعبير )
6- دلالة بعض الحروف على المعاني
أمثلة مثلاً حرف الحاء إذا وقع آخر الكلمة دل على الظهور والأمتداد والتفريق ...مثل : باح السر , ساح الماء .صاح الرجل فاح الطيب لاح القمر,
شرح الكلام صرح بماينوي , فضح امره
حرف (ش) الشين : في أول الكلمة يدل على التفريق: شتت شملهم , شطر الشيء , شاع الخبر , شف الثوب .
حرف التاء (ت) : إذا جاء ثاني الكلمة دل على القطع : بت الحبل , بتر العضو .
حرف الثاء : إذا كان ثاني الكلمة دل على الإنتشار : بث الخبر بثق النهر (انفجر ماؤه).
أحرف السين والصاد والضاد والطاء : إذا كانت ثاني الكلمة دلت على القطع : حسم , حصد , قص , قطع , قطف .
حرف الغين في أول الكلمة يدل على الإستتار والظلمة والخفاء : غابت الشمس , غاض الماء , غطس السباح , غسق الليل غشيه الأمر , غمره الماء
غرس , غرق , غطى .
حرف النون في أول الكلمة يدل على الظهور والبروز نفث , نفخ , نبت . نبذ , نزف, نزع , نما , نطق .
حرف القاف : في المجموعات التالية يتضمن الاصطدام أو الأنفعال وتقترن بحدوث صوت شديد تصوره القاف في شدتها : قد , قرع , قطع ,
قرع , قذف \ دق شق طق عق طرق .
حرف السين : يدل على الليونة والسهولة : سهل , سلم , سل , سلس , سال , سما , سعد , سكن .

سئل عبدالله بن عباس رضي الله عنه عن أصل الكتابة العربية إنها قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم هل كانت تكتب على هذا الوجه أم لا؟
فقال نعم , فقيل له ممن أخذ ذلك؟ قال من الحارث بن أمية , فقيل ممن أخذه الحارث بن أمية ؟ قال : من عبدالله بن جدعان , فقيل : ممن أخذه عبدالله؟
قال: من الأنبار , فقيل : ممن أخذه الأنبار ؟ قال من طارىء طرأ عليهم من أهل اليمن , فقيل ممن أخذه ذلك الطارىء؟ فقال : من جلجال بن بن الوهم
كاتب وحي هود عليه السلام.
والكتابة العربية هي الطريقة التي يقال لها الكوفية , وكان الناس على ذلك الى زمن الحسن بن مقلة (272 هـ - 328هـ) فإنه نقلها من الطريقة الكوفية الى طريقته وطريقته حسنة كان الناس عليها الى زمن علي بن هلال المعروف بأبن البواب (423 هـ) وهو خطاط مشهور من أهل بغداد فإنه نقلها الى طريقته التي هي غاية في الحسن واللطافة, وكتـّـــاب زماننا هذا على طريقته .
وأما نفس الكتابة فقد قال صلى الله عليه وسلم ( أول ماخلق الله تعالى القلم فجرى بما هو كائن الى يوم الدين ).

يتخلل الكتابة مقومات تعتمد على الذوق وحسن التقسيم والربط بين العبارات
منها علامات الترقيم ويمكن تحديدها بما يلي:
1- النقطة ( . ) : توضع في نهاية الجملة التامة المعنى وكذلك توضع عند انتهاء الكلام .
2- الفاصلة : ( , ) توضع في الأحوال التالية :
أ- بعد لفظ المنادى
ب- بعد الجملتين المرتبطتين في المعنى والإعراب
ت- بين الشرط وجزاء الشرط , والقسم وجواب القسم .
ج- بين المفردات المعطوفة

3- القاطعة ( ,) وتحتها نقطة : توضع في الأحوال التالية :
أ- بعد جملة مابعدها سبب فيها
ب- بين الجملتين المرتبطتين في المعنى دون الإعراب.

4- النقطتان ( : ) توضعان في المواضع التالية:
أ- بين القول والمقول أي الكلام المتكلم به .
ب- بين الشيء وأقسامه وأنواعه.
ت- قبل الأمثلة التي توضح القاعدة .

5- علامة الأستفهام ( ؟ ) : توضع عقب جملة الإستفهام سواء كانت أداته ظاهرة أم مقدرة.

6- علامة الإنفعال أو التعجب ( ! ) توضع في آخر جملة يعبر بها عن فرح أو حزن أو تعجب أو استغاثة أو دعاء أو تأسف.

7- الشرطة ( - ) : توضع في المواضع التالية :
أ- في أول السطر في حال المحاورة بين أثنين إذا استغني عن تكرار اسميهما.
ب- بين العدد والمعدود إذا وقعا في أول السطر.

8- الشرطتان ( -....- ) توضعان لتفصلا جملة معترضة فيتصل ماقبلها بما بعدها.
9- الشولتان المزدوجتان " " توضع بينهما العبارات المنقولة حرفياً من كلام الغير والموضوعة في ثنايا الكلام .
10- القوسان ( ) توضع بينهما عبارات النفسير والدعاء القصير .
11- القوسان المركنان توضع بينهما زيادة قد يدخلها شخص في جملة اقتبسها

12- علامة الحذف ( ... ) وهي نقط أفقية أقلها ثلاث وتوضع مكان المحذوف من كلام أقتبس

----------------
&&منقول&&
3
931

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بقايا دموع
بقايا دموع
موضوع رائع

يسلمو على النقل المفيد :21:
الفيافي
الفيافي
الموضوع جميل جدآ ..
مشكوره على النقل ..
sweetgirls
sweetgirls
ألف شكر على الموضوع الرائع