شاكرة

شاكرة @shakr_1

سفيرة المغتربات

اللاعن الصغير!

الأمومة والطفل




تلتمع عيناه الضاحكتان، وتتأرجح ضحكاته السعيدة، فتشعر بأن روحه بتلات وردة بيضاء، تندى بالطهر وتفوح بالنقاء، وهو يخطر في حلة الطفولة الحلوة العذبة!
لكن لطخة إثم مقيتة تعكر ذلك النقاء إذ يتلفظ فجأة بكلمة نابية كريهة أو لفظ شاتم شنيع، فيدنس بذلك إهاب الطفولة النقي، ويخنق في أخلاقه براعم الاحترام والمروءة الغضة.
إنه ليحز في النفس أن ترى الطفل لما يبلغ سن التمييز بعد، وهو يقذف بشتام يكسره ولا يقيم حروفه، فلا يجد من بعض الوالدين والأهل إلا ضحكا وتعجبا واستحسانا، حتى تراه يعاود الشتم مرة بعد مرة، ليصير ذلك ديدن لسانه وعادة كلامه، فيصعب بعد ذلك الإصلاح له، ويوقع أهله في الحرج الشديد، خاصة إذا ما وجه هذه الكلمات لأصدقاء أو غرباء، أو كبار في السن.
لا شك أولا أن الوقاية خير من العلاج، والطفل الذي جاء إلى الدنيا لا يعرف شيئا، إنه لم يقتنص هذه الكلمات النابية إلا بسماعه لأحد ما، خاصة إذا كانت تصب في مسمعه ليل نهار من أب غاضب، أو أم مرهقة، أو أخ غير مهتم، ومن زرع حصد.
وعلاج ذلك يعود إلى مرحلة الابن العمرية، فإذا كان في سنواته الأولى، فهَوِّلي من أمر صنيعه وشنعي فعله، وأبدي الأسف الشديد تجاهه إذ نطق بها.
في المرحلة التالية، استخدمي أسلوب الترهيب والترغيب، هدديه بالحرمان، ورغبيه في أمر يحبه، واهتمي كثيرا بتأسيس ركيزة دينية لهذه القضية في نفسه، بتخويفه من غضب الله والنار، وترغيبه في الجنة ووصف نعيمها له، وتقوية جانب الإحسان لديه بمراقبة الله عز وجل، كأن تقولين: إن الله يسمعك ويغضب لكلامك.
قربي شناعة الأمر لعقله بضرب الأمثلة الحسية، فهو في مرحلة لا يعرف بعد فيها تقدير القيم والأخلاق والمبادئ، فيحتاج إلى تشبيه وتمثيل، قولي له مثلا: كما تحب أن يكون ثوبك نظيفا، فليكن لسانك نظيفا أيضا، واحكي له قصصا تجسد كل مبدأ تودين أن تزرعيه في نفسه.
فيما بعد، قد تلاحظين استفزاز الطفل وعناده لك بنطق الكلمات النابية، فلا تبدي فورا التذمر والقلق له، فهو لا يريد إلا لفت نظرك وجذب اهتمامك إليه، فعليك إذن التنويع في أساليب مواجهتك لفعله غير السوي، تجاهليه يوما، وعظيه يوما، واحرميه يوما، وهكذا، كي لا يربط بين اهتمامك الشديد وتلفظه بهذه الكلمات أمامك.
إن حدث وسمع طفلك شخصا كبيرا يقذف بالكلمات الشنيعة وأبدى تعجبا، فوافقيه على إنكار ذلك، وركزي في نفسه أساسا بأن الحق أكبر من الجميع، وقد يقع في الخطيئة كل أحد، وحاولي أن تجعليه يستقل بشخصيته عن التقليد والتبعية إلا لمثل أعلى، رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيحذر من تبرير أخطائه بوقوع الناس في ذات الأمر.
نقطة مهمة! لا أنسى طفلة عذبة حزنت يوما على والدتها إذ حرمتها من شيء، فقالت غاضبة ببحة طفولية رائعة: الله يهديك! هكذا سمعت دعاء طيبا من في والدها أو والدتها إذا ما غضبا، فأعادته لما احتاجت إليه، فاملئي إذن لسان أطفالك بالحق والذكر والدعاء، كي لا تنشغل ألسنتهم النقية بالباطل والإثم!

هذا مقالا لاحدى صديقاتي..نقلته لكن..لتسمتعن به..
ولنقس على الشتائم كل أنواع الكلام البذئ!!
تحياتي للجميع..
6
768

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نجمة النجوم
نجمة النجوم
جزاك الله خيرا على منقولك الهادف ...

وبارك الله بك وبكتاباتك ...
nanaaQ
nanaaQ
جزاك الله خير اختي

على المقال الرائع والمفيد:26:
أم شذا
أم شذا
جزاك الله خيراختي على هالموضوع :26: :24:
محبة الرحمان
محبة الرحمان
أنا معك في أهمية هذا الموضوع .. الحمد لله على كل حال .. كل قرينات ابنتي بهذه الشاكلة وأنا أحاول تهذيبها والله يعين ..أنا رأيي أن الحل يبدأ أساساً من الأسرة .. الوالدين إن لم يعودا لسانهما على عدم التلفظ بمثل هذا الكلام لا في حال الرضا ولا الغلضب .. نشأ الأولاد كذلك .. أنا تربيت تربية من والدي الكريمين أحس بالفخر بها ,اهم مافيها هي هذه النقطة فأنا لا أذكر أبداً ان والدي ـ أطال الله في عمره ـ تفوه بمثل هذه الألفاظ حتى في أشد حالات عصبيته وانفعاله كذلك أمي الحبيبة .. لكن للأسف الأمر اختلف بعد زواجي واختلاطي بالناس .. لكن بصراحة وعن تجربة أحس بإحترام عميق ممن حولي حتى ممن هم أكبر مني سناَ لأنني لا أجاري الناس في هذا ولله الفضل والمنة ..
فيروزانا
فيروزانا
مشكوره على منقولك الرائع
أنا لما أسمع العان من أي أحد أحس بألم في أذني وشيء
ينططني من مكاني ويخلين أستغفر وأتعوذ من الشيطان
وصحيح الكلام أن الأطفال يقلدون الكبار وزي ما تقول الأم يقولون
والله ما سمعتها من عيالي الأ لما راحو للمدرسه وجايين فرحانين بالكلمه الجديده
لكن من أول ما صرخت بوجيههم وقلت الي يقول كلام وسخ لايجلس عندنا يروح الحمام
أحسن لأنه هذا مكان الحاجات الوسخه مع توضيح مخاطره وأن الله يطرد الواحد من رحمة
لما يقولونها
وشكر مره ثانيه ليك