لفتات ايمانية سامية للصيام واهله

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم



ها هي بعض اللفتات الإيمانية السامية يلفتنا إليها رسولنا صلى الله عليه وسلم للصيام واحكامه وأادابه:

عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغي أن يتحفظ منه، كفر ما قبله" (رواه أحمد والبيهقي).

وعن أبي سعيد الخدري قال: "لا يصوم عبد يوم في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفا" (متفق عليه).

وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للجنة بابا يقال له الريان يقال يوم القيامة: أين الصائمون فإذا دخلوا أغلق ذلك الباب" (متفق عليه).

والصائمون طبقتان علويتان: أولهما من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى، يرجو عنده عوض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله، والله لا يضيع أجر العاملين: "قال صلى الله عليه وسلم إنك لن تدع شيئا اتقاء لله إلا أتاك الله خيرا منه".

وأما الطبقة الثانية: فهي طبقة من يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا. فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه فتدبر في ذلك المعنى واستحضر الحديث الرباني لمعلم البشرية صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه" (متفق عليه).

حكم ربانية

وفي أيام النفحات الرمضانية حِكَمٌ لا تفوتنا، فمن تدبرها فقد هُدِيَ، ومن غفل عنها فقد غفل:

أولها: قوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". فالصوم إذن هو التعبد بترك الشهوات. وقد وجه الله الخطاب للمؤمنين في الآية؛ لأن صيام رمضان من مقتضيات الإيمان.

وقد ذكر الله تعالى أنه فرض على من قبلنا، ولم يذكر مثل ذلك في الصلاة؛ لأن الصيام فيه مشقة وفيه التعب وفيه ترك المألوف، فذكر الله أنه فرضه على من قبلنا؛ تسلية لنا وتكريما لأمتنا، إذ إنه ما من خير في دينهم إلا هو في ديننا.

ثانيا: تأكيده على التقوى في جميع آيات الصيام؛ لأن الصوم جنة يقي من الذنوب والنار، وهذه حكمة إيجاب الصوم، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" (أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه).

ثالثا: أن التيسير في الأحكام الشرعية يتجلى ظهوره في أحكام الصوم، فقد قال سبحانه: "فمن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر". والمرضى ثلاثة أقسام: قسم مريض لا يرجى برؤه، فهذا لا صيام عليه، وعليه عن كل يوم مسكين، وقسم مريض مرضا يضره الصوم، فهذا يمنع من الصوم ويحرم عليه، وقسم مريض يشق معه الصوم، لكن لا ضرر عليه فيه، فالأفضل له أن يفطر، ثم يقضي بعد ذهاب المرض، فأي يسر ذلك وأي رحمه؟

رابعا: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".

والمعنى هنا، أن الصيام يختصه الله سبحانه من بين سائر الأعمال، فإنه سر بين الإنسان وربه، فلذلك كان أعظم إخلاصا، وقال بعض أهل العلم إنه إذا كان يوم القيامة، وكان على الإنسان مظالم للعباد؛ فإنه يؤخذ من حسناته إلا الصيام، فإنه لا يؤخذ منه شيء.



والصوم قد اشتمل على أنواع الصبر كلها، ففيه صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله، وصبر عن أقدار الله. فأما الصبر على طاعة الله؛ فلأن الإنسان يحمل نفسه على الصوم مع مشقته، لكنه مع ذلك يتحمله ويصبر عليه، والصابرون على العبادات الثابتون عليها، هم أهل الرضا.

وأما الصبر عن معصية الله فهو حاصل للصائم، فهو يصبر نفسه عن معصية ربه، فيتجنب اللغو والرفث والزور والفسوق، بل يتجنب حديث النفس بالآثام.

وأما الصبر على أقدار الله، فإن ذلك لأن الإنسان يصيبه من الملل والكسل والعطش، ما يتألم ويتأذى به، ولكنه يصبر لأن ذلك في مرضات الله، فلما اشتمل على أنواع الصبر الثلاث، كان أجره بغير حساب، إذ قال الله تعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".

إنها حياة تمتزج فيها العبادة بالحب، فتصير في أسمى معانيها، إذ أسمى العبودية هو تمام الحب مع تمام الذل والانقياد



للكاتب خالد روشه



اسلام اونلاين بتصرف
2
358

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الـمــاســه
الـمــاســه
جزاك الله خير الجزاء أختي00
كلام جميل ومؤثر00يحفز النفس المطمئنه لطاعه والرجوع لخالقها00
حديث نبوي أعجبني00
قال صلى الله عليه وسلم" إنك لن تدع شيئا اتقاء لله إلا أتاك الله خيرا منه"00
أسئل الله تعالى أن يؤتيني خيرا" ممن تركت00وأن يعيني على طاعته00ويثبتني على طاعته00
دعواتك أختي الفاضله لأختك الراجيه عفو ربها00

بالمناسبه00
أباركن لكن أخواتي شهر رمضان الكريم وأسئل الله تعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا00

ألف شكر لك أختي الفاضله00
لك تحياتي00
كاذية الجنوب
كاذية الجنوب
جـــــــــــــــــ الله خيرا ــــــزاك