شتاؤك ربيــع

الملتقى العام




إنما الدنيا محطات , وفصولها غنائم , وأفضل الغنائم ماجاءك ميسراً ..
يأتي الشتاء ونتدثر بالثياب والفراء , لو كنا استطعنا لبِتنا في سبات حتى تتراقص زهرات
الربيع , فهل نستطيع أن نعيش ربيعاً في قلب الشتاء؟

الشتاء كما كان يصفه الصالحون تلك الغنيمة الباردة , فيا مرحباً بالغنائم ..
كان الصحابة والتابعين يتباشرون إذا ماحل الشتاء , فهل تباشرنا؟

قال ابن رجب: "إنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنّه يرتع في بساتين الطاعات
ويسرح في ميادين العبادات ويُنْزِّه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه".

وعن الحسن البصري رحمه الله قال: نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه،
ونهاره قصير يصومه. وعن عبيد بن عمير رحمه الله أنه كان إذا جاء الشتاء
قال: يا أهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا وقصر النهار لصيامكم فصوموا،
قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف.

فأين نحن من نيل تلك الغنيمة ؟
وهل نسعى للحصول عليها فنحظى بقلوب دافئة مطمئنة بذكر الله ..

إن مايشق على المؤمن أن يترك مضجعه في هجعة الليل , ويسبغ على
جسده بالماء متوضئاً مقبلاً على ربٍ رحيم يرجو رحمته ويخشى عذابه ..
وما ألذ يقظة المتهجدين , ترتعش أجسادهم برداً
وتنعم بالدفء أرواحهم المتبتلة إلى الله.

فهل نغتنمها من غنيمة؟
حدثونا عن ليالٍ تنقضي , وعن نهارٍ يمضي , فكيف علينا أن نقضيه؟
إنا مرتجفون برداً , فلنهنأ بالربيع في كبد الشتاء ..
3
316

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

(مسك وعنبر)
(مسك وعنبر)
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
الله يجزاك بالجنه للأسف يذهب ليل الشتاء تحت غطاء البطانيه الله يرحمنا برحمته:44:
فراولة مشوية
فراولة مشوية
شكراً للردود
جزاكم الله خير