جزاك الله كل خير غاليتي كاتبة الموضوع
=====================
تائهه وحائرة!!
كم كنت تائهة في هذا العالم ... في تقلبات هذا الزمن,,,ووقته الذي يمر مر السحاب ,,
فقد اصبحت السنة تمر كالشهر والساعة كالثانيه,, فتخيل كيف يمر بنا العمر ونحنا تائهون,,,,
تائهة انا لا اجد نفسي احيانا الا في غفلة عن الوجود ,, واجد نفسي غارقة في بحر واسع لا حدود له
سماؤه كانه بحره وبحره كأنه سماؤه
...
اصبح الوقت معدوما ... لا اشعر بالايام التي تتوالي يوما بعد يوم
وسنتي التي طافت بي انما شعرت وكاني اغمضت عيوني وفتحتهما واذا بي اراني في عام جديد
اشعر دائما بقلة ثقتي بنفسي ..فاجدني دائمة منحشرة في زاوية علني اخفي نفسي عندما تجتمع النساء في مجلس ما
فأرى
تلك التي تزهو بجمالها الاخاذ وشعرها الذي يتطاير بلونه الذهبي ,, اجد الكل مبهورا ينظر اليها ,, وهي بكل فخر وثقه تتمايل يمنة ويسره
مبرزة يديها التي كانهما قطعتان من الثلج
كلهم ينظرون ,, ويمتدحونها ,,, وهي مازالت شامخة وابتسامة النصر تغمر شفتيها ,,,
واخرى ...فالنعمة تظهر على وجهها ... فما اجمل عقدها الذهبي الماسي ,,, وقرطاها الذان يتماشيان معه
هذه قد اتخذت لنفسها متوسطا في المجلس .. الكل ناظر لها مأخوذا بزينتها ,,, يسالنها من اين لك هذا؟؟
فتجيبهن رافعة احد معصميها لتبرز ساعتها الذهبية التي تساوي الاف الريالات
هذه هدية زوجي في عيد زواجنا
اما هذه .. فانها محور اهتمام الكل ,,, لا تنفك تسكت,, تتكلم عن هذه وتلك,, والكل اذان صاغيه
عندها اخر الاخبار ,, ودائما اخبار طازه ومشوقه
عند طرف المجلس دائما تجلس اخرى .. انها فتاة فكاهية ,,الكل منها يضحك,, بالرغم انها لا تبتسم
تتكلم والجدية تعلو وجهها برغم هذا ,,لا تقل شيئا الا اضحك الكل
فاشعر بالغبطه اتجاههن ..
اقول في نفسي لما لا اتحدث او اخبرهن بقصه حصلت لي علني انجح في الفات انظارهن نحوي
فأستعد وانظر حولي واتسائل كيف اشد انتباههن ... وها انا وقد بدا العرق يتصبب من جبيني
حتى قبل ان انطق بكلمه
فاتكلم .... يسمعنني في البداية وبعد دقيقه اشعر بهن وقد ظهر الملل على وجوههن
فاسكت فجاة واراهن وقد ادرن رؤسهن لينظر في الاتجاه المعاكس معلن ان حديثي مصدر ازعاج
وملل لهن
فأشعر بدموعي وقد بدات تهددني بالسقوط.. فالملم شتات امري وانهض الى اقرب زاوية لاجهش بالبكاء
وامسح دموعي بسرعه حتى لا تراني احدهن
انظر اليهن وكلي خزي من نفسي ,,اتسائل لما لا اكون مثل تلك النساء ,,لما لا اكون محور اهتمام الاخريات
في اخر السهرة ارجع الى منزلي وقد حبطت نفسيتي وضاعت حيويتي ,,
ويبدأ المقت والكره لنفسي يزداد
ما بالي لما لا ارى ما يرين!!!!!...ولا احس بذلك الشعور الجميل الذي يحسسن به..
الثقه ... مابالي لا ارى نفسي في موضعهن ولو للحظه بيني وبين نفسي
قد اصبحت الحيرة والضياع يسيطران على مجرى حياتي ,, وما احسست يوما اين انا ولما انا هنا وماذا علي ان افعل ؟؟
تساؤلات كثيره ولا ارى لهن جوابا
وفي يوم من اجمل الأيام
جلست على شرفة غرفتي المفتوحه والمطلة على مزرعة نخيل خضراء جميله تسر الانظار
حاملة بيدي كوب من الشاي يتطاير بخار سخونته في الهواء البارد
نظرت وتأملت في جمال الطبيعه وتسالت لما لم اكن نخله!!؟؟... فأراها جميلة شامخه وكلها ثقه تتمايل بتمايل الرياح واذا بي اراها كما رايت تلك الفتاة الجميلة بثقتها وجمال امرها
ثم نظرت عيناي صوب طائر يطير بكل فخر .... شعرت بالحسد نحوه .. فانه يطير ويرى العالم بمنظور اخر
فتمنيت لو انني طائر
وفجاة نظرت نحو السماء واذا بالسحب تسبح في الاجواء والشمس تغيب تارة وتظهر تارة بين طيات السحب المتناثره
استشعرت فجاة شعورا بجمال السماء ... وبالاعجاب من هول هذا المنظر الذي اراه ولاول مره
لم اكن مدركه من قبل ,, فكم من المرات نظرت الى السماء ولم اشعر بهذا الهول والاستغراب!!!
تسائلت وقد بدا الخوف والتعجب ياخذان مني ماخذا!!
كيف تقف السماء وهذه السحب تمشي حولها ولست ارى عمودا يثبتها!؟؟ا
كيف تقف!!!!!!!!!!!!!؟؟؟ هالني السؤال كما هالني المنظر
وللحظه شعرت بدموع ساخنة تخرق مدمعي وتتساقط على خدي بكل نعومه ويسر
انها دموع الخشوع من هول هذا الخلق العظيم
انها دموع الخوف والرهبة من هذا الخالق العظيم
السماء تقف بلا عمد تذكرت اني قد قرات هذا في كتاب الله الكريم
(اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا)
ياالله!!!!!
ما اجمل وما اعظم خلقك!!
,, ,,احسست به يناديني ,, ,,
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) .
احسست به جل وعلا يهديني الى طريق جديد
طريق اليه اجد سعادتي
اجد فيه نفسي
,,,,
اجد في الثقه التي طالما تمنيت
احسست به تعالي قد هداني ذلك اليوم
لاقبل على عالم جديد
,,,,
عالم لا يندم الانسان اذا ما اتاه وعاشه
عالم هدفه السعادة الدنيويه المفقوده
وسعادة في الحياة الاخره الابديه
,,,
ذهبت وتوضأت وصليت صلاة غير الصلاة المفروضه
انه يوم جديد .. يوم وكاني بي اولد من جديد
بكيت وبكيت وبكيت حتى احسست بعيناي تثقلان .. وانا ادعو الله في سجودي...
لاول مره احس في صلاتي بما احسست به في تلك الصلاه
لم اقطع صلاة من قبل ,, ولكن كنت اصلي لانه مفروض علي
ولم اشعر يوما باني اصلي لاني اريد ذلك واني اتلذذ بها ,,, وان انتظر شوقا لها
من يومها فما مر علي يوم الا وحمدت الله على هدايتي
فقد اصبحت انسان غير الذي كنت
اصبحت السعادة والسرور تظهر في عيناي
ونورا ينير وجهي
~ نور الهداية ~
والكل بدا يسالني ما هذا الذي نراه منك؟؟
فبعزة جلال الله ما ريناك هكذا من قبل؟؟
فاجيبهم وكلي ثقة لعمري ما شعرت بها قبلا
,,,اجيبهم اعلم,,,
,,,لاني الان بت اعلم,, اين انا,, ومن انا,, وماذا اريد,,
اني اعيش في ظل هداية ربي .. فاني عبد من عباد الله
خلقني الله لاعبده حق عبادته,, حتى ارضيه
وبذلك اكن قد استحققت جنة الخلد التي وعد الله عباده المخلصين
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
لست بحاجة ان اكون جميلة اظهر جمالي لاحد ,, فأنا بنور هدايتي اجمل النساء ,,
ولست بحاجة لزينة تزينني ,,, فزينتي صلاتي وعبادتي لله اعمل خيرا
فبكنوز الارض لا اقبل غنى عن زينتي .. العمل الصالح
ولست اطمع ان اكون الملفتة للنظر بحديثي واخباري المشوقه حتى اجعل الناس يحبونني
فحب الناس ياتي بحب الله لي
فمن كان محبوبا عند الله كان محبوبا بين الناس
اتضح لي ان الناس ليسوا كما اراهم بمظهرهم الخارجي الجميل
فما يخفون في صدورهم اكبر
فلا تدري ان كانت تلك الجميله ,, او تلك الغنيه .. او اي واحده
سعيدة بما لديها
بل اني على يقين انهن لا يملكن ثلث السعادة التي اشعر بها ,,,
ولا حتى الثقة التي املكها تساوي ثقتهن بانفسهن ما دامت هداية الله عنهن بعيده
بل ولابد ان تكون الحيرة والضياع جزء من حياتهن كما كانت لي
لاني الافضل ,, ولست بذلك حاقدة او حاسدة ,, بل لاني اثق بالله العظيم الذي جعلني ادرك قدر نفسي
فقدر الانسان بقدر عمله وليس بجماله او ماله او عمل يسر الناس ويغضب الرب تعالى
الجمال زائل ... والمال زائل ... والانسان زائل ... ولن يبقى الا اعمالنا الصالحه
التي تزيننا في الدنيا والاخره ,. وتقينا حر النار وعذابها
فليست سعادة الانسان بما يراه الناس جميل وهو في الحقيقة زائل
بل سعادة الانسان تكمن في رعاية الله
وهدايتة وعبادتة حق العباده
هنا الان عرفت بانني ما عدت بتائهة ولا حائرة