الذاكرات

الذاكرات @althakrat

محررة ذهبية

خمسة أشياء ينبغي أن يفرح العاقل بها ؛؛؛

ملتقى الإيمان

اعلم‏:‏ أن في كل فقر، ومرض، وخوف، وبلاء في الدنيا، خمسة أشياءينبغي أن يفرح العاقل بها، ويشكر عليها‏:‏

أحدها‏:‏أن كل مصيبة ومرض يُتَصوَّر أن يكون عليها أكثر منها؛ لأن مقدورات الله –تعالى- لا تتناهى، فلو أضعفها الله -عزَّ وجل- على العبد، فما كان يمنعه‏؟‏فليشكر إذ لم يكن أعظم‏.‏

الثاني‏:‏أن المصيبة لم تكن في الدين‏.‏
قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:‏ ما ابتليت ببلاء إلا كان لله -تعالى- عليَّ فيه أربعنِعَم:
-إذ لم يكن في ديني.
- وإذ لم يكن أعظم.
- وإذ لم أحرم الرضا به.
-وإذ أرجو الثواب عليه‏.‏
قال رجل لسهل بن عبد الله‏:‏ دخل اللصُّ بيتي وأخذ متاعي، فقال‏:‏ اشكر الله –تعالى-، لو دخل الشيطان قلبك، فأفسد إيمانك، ماذا كنت تصنع‏؟‏ ومن استحق أنيضربك مائة سوط، فاقتصر على عشرة؛ فهو مستحق للشكر‏.‏

الثالث‏:‏أن ما من عقوبة إلا كان يُتَصوَّر أن تُؤخَّر إلى الآخرة،ومصائب الدنيا يتسلَّى عنها فتخف، ومصيبة الآخرة دائمة، وإن لم تدم؛ فلا سبيل إلى تخفيفها، ومن عجلت عقوبته في الدنيا؛ لم يعاقب ثانيًا، كذا ورد في الحديث عن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم‏-.‏
وفي ‏"‏صحيح مسلم‏"‏: ‏‏(‏إن كل ما يصاب به المسلم يكون كفارة له، حتى النكبةينكبها، والشوكة يشاكها‏).‏

الرابع‏:‏أن هذه المصيبة كانت مكتوبة عليه في أم الكتاب، ولم يكنبد من وصولها إليه، فقد وصلت واستراح منها، فهي نعمة‏.‏


الخامس‏:‏أن ثوابها أكثر منها، فإن مصائب الدنيا طرق إلى الآخرة،كما يكون المنع من أسباب اللعب نعمة في حق الصبي، فإنه لو خُلِيَ واللعب؛ لكان يمنعهذلك من العلم والأدب، فكان يخسر طول عمره، وكذلك المال والأهل والأقارب والأعضاء،قد تكون سببًا لهلاكه، فالملحدون غدًا يتمنون أن لو كانوا مجانين وصبيانًا، ولميتصرفوا بعقولهم في دين الله تعالى، فما من شيء من هذه الأسباب يوجد من العبد، إلاويتصور أن يكون له في ذلك خبرة دينية، فعليه أن يحسن الظن بالله -عزَّ وجل-، ويقدِّرالخيرة فيما أصابه، ويشكر الله –تعالى- عليه، فإن حكمة الله –تعالى- واسعة، وهو أعلمبمصالح العباد منهم، وغدًا يشكره العباد على البلاء إذا رأوا ثوابه، كما يشكر الصبيبعد البلوغ أستاذه وأباه على ضربه وتأديبه، إذ رأى ثمرة ما استفاد من التأديب‏.‏
والبلاء تأديب من الله تعالى، ولطفه بعباده أتم وأوفى من عنايةالآباء بالأولاد وفي الحديث: (لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرًا له).




المرجع: منهاج القاصدين
للإمام: أحمد بن قدامة المقدسي -رحمه الله-
13
692

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حلما عابر
حلما عابر
جزاك الله خيرا ما اجمل موضوعك
اسالك الدعاء
الذاكرات
الذاكرات
جزاك الله خيرا ما اجمل موضوعك اسالك الدعاء
جزاك الله خيرا ما اجمل موضوعك اسالك الدعاء
حيّاكِ الرحمن
رزقكِ الله خير مما تتمنين ،،،
خطاي اغليتك
خطاي اغليتك
جزاك الله خيرا
الذاكرات
الذاكرات
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
شكر الله لكِ
هنـ عمري ــا
هنـ عمري ــا
سلمت يداك على ما كتبت

وبارك الله فيك