تحذير‏:‏ الألم يمكن أن يكون العلامة الأولي لسرطان الثدي

قرات لكم
من المعروف أن آلام الثدي تعد أحد الأعراض المهمة التي تدفع السيدات للبحث عن الاستشارات الطبية ولأن هناك اعتقادا سائدا بأن الام الثدي عادة لا تصاحب الأورام السرطانية الخبيثة علي الأقل في المراحل الأولية فإن بعض هذه الآلام قد يتم تشخيصه علي أنه أمراض نفسية وعصبية
في دراسة مقارنه بين مرضي آلام الثدي ومجموعة أخري من مرضي دوالي الساقين وجد أن الصفات النفسية والعصبية متساوية لذلك قد تم استبعاد احتمالية أن تكون هذه الآلام لها علاقة بالمشاكل النفسية‏.‏ وفي دراسه أخري وجد أن السيدات اللاتي يعانين من آلام الثدي هن من النواحي الاجتماعية وظروف العمل غالبا ما يكون متوازنات إجتماعيا ومن المنتجين في المجتمع‏.‏ ويبقي هنا السؤال ما هي أهم أسباب آلام الثدي؟ هذه الآلام متعددة المصدر ولكن في دراسة علي أكثر من‏400‏ سيدة وجد أن أهم هذه الأسباب وحسب ترتيب الأهمية كالآتي‏:-‏

الآلام الدورية بالثدي‏,‏ والآلام التي لها مكان محدد بالثدي‏,‏ ومرض تيتر‏,‏ إصابة سابقة بالثدي‏,‏ وأغداد تصلبي بالثدي‏,‏ وسرطان الثدي‏,‏ وأسباب أخري متعددة ومجهولة المصدر ووجد في هذه الدراسة أن‏90%‏ من آلام الثدي يكون مصدرها الآلام الدورية والآلام التي لها مكان محدد بالثدي‏.‏ والآلام الدورية بالثدي هي التي لها علاقة وطيدة بالدورة الشهرية وقد تختفي هذه الآلام بانتهاء الدورة أوتستمر لمدة قد تصل إلي‏4-3‏ مدة الدورة‏.‏ وفي‏50%‏ من الحالات تحدث هذه الآلام في كلا الثديين معا ويكون محددا بحدود الثدي فقط ولكن في‏50%‏ من الحالات قد تنتشر هذه الآلام إلي منطقة الكتف أو الذراع الموجودة في ناحية الثدي الذي به الألم وغالبا ما يصاحب هذا النوع من الألم بعض التورمات‏(‏ الأورام الصغيرة‏)‏ بالثدي وعادة ما تكون هذه الأورام من ضمن شكوي المريضة وقد تزداد هذه الألام لدرجة شديدة‏.‏
عند أخذ عينه من الأورام المصاحبة لهذا النوع من الآلم فإن السبب يكون غالبا اغداد ليفي وهو نوع من الآورام الحميدة التي تحدث في الثدي وبالرغم من أنها حميدة بنسبة‏100%‏ إلا أن إحتمال حدوث السرطان في الثدي تكون‏3‏ أضعاف حدوثه في السيدات اللاتي لا يعانين من هذا الاغدار الليفي ومن هنا تأتي أهمية أخذ عينه من الثدي والمتابعة الدورية وعمل الأشعات وفحص الموجات فوق الصوتية‏.‏ ومن أهم مميزات هذا الألم صعوبة تحديد مكان
لحدوث الآلم وعند الضغط علي الربع الأعلي والخارجي من الثدي فإن هذا يؤدي إلي حدوث الألم أثناء فحص المريضة‏.‏ أما النوع الثاني من آلام الثدي الشائع حدوثه فهو الآلام التي لها مكان محدد بالثدي وهذا النوع يختلف عن سابقه بعدم علاقته بالدورة الشهرية كما أنه يمكن تحديد مكانه بسهولة ويمكن أن يحدث في الألم تلقائيا أو نتيجة للمس الثدي وغالبا ما يكون سبب هذا الألم التمدد القنوي للثدي أو التهابات حول قنوات الثدي‏.‏
‏*‏ أما مرض تيتز فهو عبارة عن ألام والتهابات في الضلوع التي تقع خلف الثدي عند التقائها بالغضروف وهي تؤدي إلي آلام تشعر المريضة فيها كما لو كانت من الثدي وقد تكون إصابات الثدي سببا لحدوث الآلام مثل حدوث تجمع دموي بالثدي أو في مكان أخذ عينة من الثدي أو في مكان جرح فتح خراج الثدي أو نتيجة لإصابات الثدي مثل أي ضربه‏.‏ وقد تؤدي كل تلك الأسباب لآلام بالثدي والتي قد تظهر أحيانا بعد سنوات عديدة‏.‏

‏*‏ من أسباب آلام الثدي أيضا الاغداد التصلبي بالثدي وهو حميد ولكن للأسف الشديد تظهر أعراضه عند عمل أشعة علي الثدي في صورة تكلسات صغيرة تشبه التي نراها في السرطان كما يصاحبها آلام كما يمكن تحديد مكان هذا الاغداد التصلبي أثناء إجراء الاشعة ويتم أخذ عينه منه ويتم فحصها بعد صبغها وهنا فقط يتأكد الجراح من أن هذا النوع حميد وليس خبيثا‏.‏ ويقول د‏.‏أشرف الزغبي أن هناك اعتقاد سائدا بين السيدات وبين بعض الأطباء غير المتخصصين في مجال الأورام بأن السرطان لا يؤدي إلي أي آلام بالثدي علي الأقل في مراحله الأولي وأن الألم يعني أن الحالة قد تقدمت ولكن وبالرغم من أن احتمال حدوث الألم في المراحل الأولية لسرطان الثدي قليل إلا أنه موجود بالفعل وعند وجود هذا الالم فإن المريضة تعتبر محظوظة حيث أنه يساعد علي إكتشاف المرض في المراحل الأولي مما يحسن من نتائج علاج هذا الورم‏.‏ ولكن للأسف الشديد فإنه لا توجد أي علامة مميزة للآلم في هذه الحالة يمكن أن تفرقه عن باقي آلام الثدي الحميدة سوي أنه يكون محددا في مكان وجود الورم‏.‏
هناك أسباب عديدة لآلام الثدي ولكنها قليلة الحدوث مثل الورم الليفي اغدي وأكياس الثدي‏.‏ وكذلك إمكانية حدوث الآلم في أول الحمل أو عند بدء تعاطي أقراص منع الحمل‏.‏ وهناك مرض تنحز الدهن بالثدي الذي يمكن أن يشبه سرطان الثدي إلي حد كبير حتي بالأشعة وهو ينشأ عن إصابة بالثدي تؤدي إلي تحلل دهون الثدي إلي أحماض دهنية حتي تتحد مع الكالسيوم وتكون مادة تشبه الصابون بالثدي وهناك مرض موندرز ويعرف بوجود تجويفات في مكان العروق الخارجية علي الثدي‏.‏ وكذلك الدرن فإنه يمكن أن يصيب الثدي ويمكن أن يشبه خراج الثدي أو سرطان الثدي ويتميز بإتصاله والتصاقه بالجلد الموجود فوق الثدي ويبقي في النهاية مجموعة من المرضي يعانون من آلام الثدي ويظل هذا الآلم مجهول المصدر ولا يمكن أن يقع تحت أي سبب من الأسباب السابق ذكرها‏.‏
لتشخيص سبب الام الثدي يجب علي الجراح سماع شكوي المريضة ثم يبدأ عملية فحص الثدي وقد نلجأ لإجراء بعض الفحوصات مثل فحص الثدي بالأشعة وإذا كان هناك إفرازات من الحلمة مصاحبة للألم يأخذ منها عينة وتفحص أيضا للبحث عن خلايا خبيثة كما يمكن عمل سحبة بإبرة من الثدي إذا كان هناك أكياس بالثدي ويتم فحصها أيضا بحثا عن خلايا سرطانية وهناك علامات عند إجراء هذه السحبة توضح إذا كان سبب هذه الأكياس حميدا أم خبيثا‏.‏ أول هذه العلامات إذا كانت السحبة تشتمل علي سائل رائق أصفر اللون ولا تحتوي علي ورم‏.‏ وثانيها أنه بعد هذه السحبه لا يكون هناك أي بقايا لأورام بالثدي‏.‏ ثالثا‏:‏ أن هذه الأكياس لا تجمع سائلا بسرعة مرة أخري بعد السحبة في خلال‏24‏ ساعة وكذلك يمكن عمل أشعة بالموجات فوق الصوتية علي الثدي للتعرف علي وجود أورام أو أكياس بالثدي‏.......‏ ولعلاج آلام الثدي كل سبب يعالج علي حده وقد كان الشائع في الماضي استعمال مدرات البول في حالات الام الدورة للثدي حيث كان يفترض أن زيادة نسبة الماء في الجسم هي المسئولة عن هذه الآلام ولكن ثبت في أكثر من دراسة أن إستعمال مدرات البول ليس له أي تأثير علي هذا النوع من الآلم‏.‏ أما بالنسبة لمرض تيتز فإن الحقن الموضعي للكورتيزول مع بعض المسكنات الموضعية يؤدي إلي نتائج مرضية في علاج هذا المرض‏.‏ أما في حالة الآلام التي لها مكان محدد بالثدي والتي تنشأ عن التمدد القنوي بالثدي علاجه يتم عن طريق الاستئصال المحدود والموضعي للقنوات المتمددة بعد أن تفشل الأدوية المضادة للالتهابات في السيطرة علي الآلم والالتهابات‏.‏ وأخيرا نقول المقولة المأثورة الوقاية خير من العلاج‏.

اللهم احفظنا اجمعين