نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

المرأة ودعوى التحرير للشيخ صالح بن حميد

ملتقى الإيمان

لا يكل الحديث في بعض المؤلفات والكتابات في بعض البلدان الإسلامية عن المرأة وشؤونها وحقها وحقوقها والمصارعة من أجلها .
وإذا رجعنا إلى أصول هذا الموضوع وجذوره وبواعثه وميدانه لابد من التذكير بالتاريخ الذي تنبعث منه دعوة هؤلاء ... وتاريخ الحركة النسوية أو الحركة الانثوية هو مذهب جئ به لكي يفرض ويسود العالم كله ويحل محل العقائد والاديان والمذاهب سماوية أو غير سماوية ... ويجري الحديث النسوي على النهج الذي اختطه الغرب العلماني لنفسه حينما حينما تخلى عن الدين وابتدع عقائد ومذاهب من الوجودية والتنويرية والعقلانية والشيوعية والاشتراكية وغيرها .
وقامت الحركة النسوية على ان بناء المجتمع على الفرد وليس على الاسرة والعائلة ولهذا فإن الحديث والخطط والسياسات التي تي ترسم للمجتمع والأمة عندهم تبنى على الفرد ولم يعد للعائلة ولا للأسرة شأن يذكر في خضم دراساتهم ...فالفرد بفرديته هو المقصود رجلاً كان أو إمرأة .. وهكذا تبدلت المفاهيم والقيم وشاعت هذه الحرية بين الذين يزعمون وينادون ويتبنون حضارة المرأة لاتعني زوجة ولا أماً ولا أختاً ولا بنتاً ولم يعد الرجل أباً أو أخاً أو ابناً ليس هناك انتساب وثيق إلى هذا الكيان العائلي بل أصبح وأصبحت زملاء دراسة وأصدقاء عمل وخلائل وأخوان ولم يعد ينظر إلى الزواج وإقامة البيوت .
ويتجسد مفهوم تحرير المرأة في منهجهم في صنع امرأة مشاكسة عدوانية مجارية لجنس الرجل قد تقبل من القيم السائدة ماتراه يكرس لها حقوقاً ولكنها ترفض ماترى انه واجبات ومسئوليات .. إنها ليست دعوة الى تحرير المرأة كما يزعمون ولكنها دعوة الى المرأة .. فيعقدون الندوات له والمؤتمرات ويمتطون من أجلها صهوات المنظمات والهيئات من حقوق الانسان وغيرها .
والنخب العلمانية المهيمنة على مجريات الفكر في بلاد المسلمين للأسف هي من تنادي وتدافع وتتحمس لهذه الحركة حيث يعشش في عقول هؤلاء ان التقدم العلمي والسباق التقني لن يتحقق الا على انقاض الفضيلة والإيمتان والإلتزام بأحكام الاسلام .. إنها الهزيمة النفسية وحينما يبتلى المرء بذلك فإنه يفقد القدرةن على التمييز بين الحق والباطل .
والداعين والداعيات إلى تحرير المرأة على الطريقة العلمانية في أوطان المسلمين إنما ينشدون الوصول إلى مركب يجمع الخير والشر والحق والباطل في آن واحد .. والإسلام الذي جاء شاملاً من عند الله كاملاً واضحاً جلياً لا يمكن ان يمتطي بمثل هذه الأساليب . انهم يحاولون بأيدٍ مرتعشة التوفيق بين اهوائهم وانهزامهم وتطويع بعض النصوص الشرعية .
والحق ان المسألة دائرة بين أمرين لا ثالث لهما اما الاسلام كله او التبعية المنهزمة .
المرأة في مسلكهم آلت الى سلعة في سوق النخاسين في دور الازياء وعروضها وغانية في سوق الملذات والشهوات يستعبدها الرجل الذي يزعم تحريرها يستمتع بها لانه لايريد حريتها ولكنه يريد الوصول اليها .
وفي نظرة ديننا لا يجوز ان يكون تأمين العيش ولا مكافحة الفقر ولا محاربة الجهل على حساب العرض والشرف وفي ضياع الشرف ضياع العالم لو كانوا يعقلون " ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لايعقلون " .
ليس من حقوق المرأة في ديننا حق الزنا وحق الحمل من سفاح وليس من حقها ان ترفض الدين واحكامه .. حقوق المرأة مقرونة بمسئوليتها في الامومة ورعاية الاسرة .
اما المرأة عندهم ذات الحقوق فهي المتمردة على بيتها واطفالها وشؤون منزلها .
لماذا فعلوا ذلك لان موازينهم مادية بحتة ومادام ان النرأة خرجت من بيتها واحتاجت الى العمل فلماذا لاتشتغل ليتحقق فائض الربح من خلالها .. ومن ثم كان لزاماً على المسكينة ان تواجه بمفردها جفاف المجتمع وغلظ هذا التعامل فهي راكضة لاهثة تركض في بدء حياتها لتتعلم ثم تركض لتعمل وتكسب وتعيش ثم تركض وراء الازياء لعلها تجد من يلتفت اليها بلا عقد ولاميثاق غليظ . وهكذا تعيش حاضراً لا طعم له ومستقبلاً مكشراً تلقي بنفسها وحيدة منبوذة . وماهي الا افرازات البيوت الخربة والمسئولية الضائعة حين ألقاها الرجال عن كواهلهم فهل يفيق بعد ذلك الغافلون .
__________________
0
428

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️