ماذا تريد أيها القلب

ماذا تريد أيها القلب لقد تكسرت القيود التي كانت قد كبلتك.لقد انفك الحصار الذي كان يحيط بك. ماذا جنيت من ذلك ؟ فأنت لم تكسب شيئاً أبداً.. أنت الخاسر منذ البداية وحتى...النهاية . فلم تكن سعيداً يوماً ولن تصبح كذلك، أصبحت كالتائه بين السماء والأرض..إنك لن تستطيع أن تحلق عالياً في السماء أو أن تستقر على الأر ض لقد غدوت عبداً ساعة نلت حريتك..أسيراً ولست طليقاً. أصبحت مكبلاً بقيود..غليظة وقوية تجذبك لنهايتك. مسكين أنت أيها القلب قد بتُ أشفق عليك فلم تجد من يرد...النبض إليك.. لم تجد من يجعل الدم يتدفق في عروقك. ولن تجد بعد أن أصبحت ضعيفاً بهذه الهيئة التي أنت عليها. فلن تستطيع الفرار من قضائك. فمكتوب عليك أن تعيش عبداً..بعد ما انتهى زمن الرق . مكتوب عليك أن تعيش في قلعة جدرانها صلبة وقوية لن تستطيع..الفرار منها. ستعيش ما بقي لك من عمرك داخل قوقعة في بحر عميق القرار. فلا تبيح لنفسك حقاً ليس ملكك. فأرح نفسك ولا تعذبها..أكثر مما تعذبت أرفق بها ولا تسبح في خيالات بعيدة عن الواقع. فالنشوى لها قلوب خاصة غير قلبك. فأنت حبيس وليس لك الحق حتى في هذه النشوى فلا توحي لنفسك ببصيص الأمل فهو سراب. لا تلم نفسك فقد حاولت ما بوسعك لتكون ملكاً..ولكن لم تنل حتى أن تكون راعياً. لقد تعلمت من تجربتك الكثير وخرجت منها بشروخ أدمتك..وزادتك ضعفاً. فما مصيرك يا ترى؟ إني بدأت أخاف عليك من نفسي ومن كل شيء وأي شيء. أصبحت أخاف من أي نظرة أو كلمة حب إنني بدأت أخاف من أشياء لم أكن أخاف منها في أي وقت مض ماذا حدث لك؟ لقد كنت قوياً لأبعد الحدود وأصبحت ضعيفاً لأقصى الحدود أو يمكن لأي كلمة أن تضعفك. أخبرني ماذا حدث لك؟ لا أريد أن أضعف، أريد أن أبقى قويا إلى الأبد وكيف يحدث هذا وأنا.. أحس وكأنني مستعمرة، استعمرت من عدة جهات فمن جهة الأهل.. والمجتمع، ومن جهة العادات والتقاليد. كلهم يسددون إلي الطعنات الواحدة تلو الأخرى لم يراعوا أنني ضعيف وصغير. وأنهم بطعناتهم هذه قد أصابوني إصابة مميتة. لم يعلموا أن سهامهم التي صوبوها عليَ سهام سامة. لم يعلموا أن الذي بداخلي يكفي لكي أختنق.. وأموت في الساعة حتى بدو ن سهامهم لو يعلمون ماذا يدور ويثور بداخلي لمنحوني حياتهم ولأسعفوني وما قاسوا عليَ هكذا. إنني أنزف ولا أحد يشعر بي.لوعلموا أنهم لو تركوني لكفاني ما بي. إنني أتمزق كورقة صغيرة تمزقت مائة قطع لماذ؟ لماذا تحاولون...أن تشككونني في كل من حولي؟ لماذا تحاولون إيهامي بأشياء لا تخطر لي على بال؟ لا أدري!!! لماذا يطلب مني الناس أن أنسى الذي فات من عمري وأن أمحو ما بداخلي. وكأنني.. أمسك بورقة وأمزقها لأبدأ حياة جديدة وكأن شيئاً لم يكن. أتوسلإليكم... أن تدعوني وشأني علّني أتوصل إلى كيفية لائقة لأتنفس من جديد برئة جديدة وبداية جديدة.