قصة واقعية وعجيبة جداً (اقرؤوها)

الملتقى العام

في احدى المدن بالمملكة كانت هناك امرأة تسكن مع زوجها و اولادها و بناتها في احدى الاحياء و كان المسجد ملاصق لبيتها تماما الا ان الله ابتلاها بزوج سكير .
لا يمر يوم او يومين الا و يضربها هى و بناتها و اولادها و يخرجهم الى الشارع ، كان اغلب من في الحي يشفقون عليها و على ابنائها و بناتها اذا مروا بها و يدخلون الى المسجد لاداء الصلاة ثم ينصرفون الى بيوتهم و لا يساعدونها بشئ و لو بكلمة عزاء ، و كم كانوا يشاهدون تلك المرأة المسكينة و بناتها و اولادها الصغار بجوار باب بيتها تنتظر زوجها المخمور ان يفتح لها الباب و يدخلها بعد ان طردها هى و اولادها و لكن لا حياة لمن تنادى ، فاذا تأكدت من انه نام جعلت احد ابنائها يقفز الى الداخل و يفتح لها ، و تدخل بيتها و تقفل باب الغرفة على زوجها المخمور الى ان يستيقظ من سكره و تبدأ بالصلاة و البكاء بين يد الله عز وجل تدعو لزوجها بالهداية و المغفرة .
لم يستطع احد من جماعة المسجد بما فيهم امام المسجد و المؤذن أن يتحدث مع هذا الزوج السكير و ينصحه ، و لو من اجل تلك المرأة المعذبة و ابنائها لمعرفتهم انه رجل سكير لا يخاف الله باطش له مشاكل كثيرة مع جيرانه في الحى فض غليظ القلب لا ينكر منكرا و لا يعرف معروف و كما نقول بالعامية ( خريج سجون ) فلا يكاد يخرج من السجن حتى يعود اليه .
الزوجة المسكينة كانت تدعو لزوجها السكير في الثلث الاخير من الليل و تتضرع الى الله باسمائه العلى و بأحب اعمالها لديه ان يهدي قلب زوجها الى الايمان ، و اكثر ايامها كانت تدعو له بينما هى و ابناءها تعاني الامرين فلا احد يرحمها من هذا العناء غير الله فلا اخوة و لا اب و لا ام يعطف عليها الكل قد تخلى عنها و الكل لا يحس بها و بمعاناتها فقد اصبحت منبوذة من الجيران و الاهل بسبب تصرفات زوجها .
في احدى المرات و بينما هى تزور احدى صديقاتها في حى اخر مجاور لهم تكلمت و فتحت صدرها لصديقتها و شرحت لها معاناتها و ما يفعله بها زوجها و ببناتها و ابناءها اذا غاب تحت مفعول المسكر ، تعاطفت معها قلبا و قالبا و قالت لها : اطمئني ، سوف اكلم زوجي لكي يزوره و ينصحه و كان زوجها شاباً صالحا حكيماً و يحب الخير للناس و يحفظ كتاب الله و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فوافقت بشرط ان لا يقول له بانها هى التى طلبت هذا حتى لا يغضب منها زوجها السكير و يضربها و يطردها من البيت الى الشارع مرة اخرى لو علم بذلك ، فوافقت على ان يكون هذا الامر سر بينهما فقط .
ذهب زوج صديقتها الى زوجها بعد صلاة العشاء مباشرة لزيارة زوج تلك المرأة و طرق الباب عليه فخرج له يترنح من السكر ففتح له الباب فوجده انسان جميل المنظر له لحية سوداء طويلة و وجه يشع من النور و الجمال و لم يبلغ الخامسة و العشرين من عمره و الزوج السكير كان في الاربعين من عمره على وجه علامات الغضب و البعد عن الله عز وجل فنظر اليه و قال له : من انت و ماذا تريد ؟
فقال له : انا فلان بن فلان و احبك في الله و جئتك زائرا و لم يكد يكمل حديثه حتى بصق في وجهه و سبه و شتمه و قال له بلهجة عامية شديدة الوقاحة : لعنة الله عليك يا كلب ، هذا وقت يجىء فيه للناس للزيارة ، انقلع عسى الله لا يحفظك انت و اخوتك اللى تقول عليها .
كانت تفوح من الزوج السكير رائحة الخمرة حتى يخيل له ان الحى كله تفوح منه هذه الرائحة الكريهة ، فمسح ما لصق بوجهه من بصاق و قال له : جزاك الله خيرا قد اكون اخطأت و جئتك في وقت غير مناسب و لكن سوف اعود لزيارتك في وقت اخر ان شاء الله ، فرد عليه الزوج السكير انا لا اريد رؤية وجهك مرة اخرى و ان عدت كسّرت رأسك و اغلق الباب في وجه الشاب الصالح و عاد الى بيته و هو يقول الحمد لله الذى جعلني اجد في سبيل الله و في سبيل ديني هذا البصاق و هذا الشتم و هذه الاهانة ، و كان في داخله اصرار على ان ينقذ هذه المرأة و بناتها من معاناتها احس بأن الدنيا كلها سوف تفتح ابوابها له اذا انقذ تلك الاسرة من الضياع .
فأخذ يدعو الله لهذا السكير في مواطن الاستجابه و يطلب من الله ان يعينه على انقذ تلك الاسرة من معاناتها الى الابد ، كان الحزن يعتصر في قلبه و كان شغله الشاغل ان يرى ذلك السكير من المهتدين .
فحاول زيارته عدة مرات و في اوقات مختلفه فلم يجد الا ما وجد سابقاً حتى انه قرر في احدى المرات ان لا يبرح من امام بيته الا و يتكلم معه فطرق عليه الباب في يوما من الايام فخرج اليه سكران يترنح كعادته و قال له : ألم اطردك من هنا عدة مرات لماذا تصر على الحضور و قد طردتك ؟!!فقال له : هذا صحيح و لكنى احبك في الله و اريد الجلوس معك لبضع دقائق و الله عز وجل يقول على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم : من عاد اخ له في الله ناده مناد من السماء ان طبت و طاب ممشاك و تبؤت من الجنة منزلا .
فخجل السكير من نفسه امام الالحاح هذه الشاب المستمر رغم ما يلاقاه منه و قال له و لكن انا الآن اشرب المسكر و انت يبدو في وجهك الصلاح و التقوى و لا يمكننى ان اسمح لك لكى ترى ما في مجلسى من خمور احتراما لك فقال له : ادخلنى في مكانك الذى تشرب فيه الخمر و دعنا نتحدث و انت و تشرب خمرك فأنا لم اتي اليك لكى امنعك من الشرب بل جئت لزيارتك فقط فقال السكير : اذا كان الامر كذلك فتفضل بالدخول فدخل لاول مرة بيته بعد ان وجد الامرين في عدم استقباله و طرده و ايقن ان الله يريد شئيا بهذا الرجل .
ادخله الى غرفته التى يتناول فيها المسكر و تكلم معه عن عظمة الله و عن ما اعد الله للمؤمنين في الجنة و ما اعد للكافرين في النار و في اليوم الاخر و في التوبه و ان الله يحب العبد التائب اذا سأله الهدايه ثم تكلم في اجر الزيارة و ما الى ذلك و ان الله يفرح بتوبتة العبد التائب فأذا سأله العبد الصالح قال الله له لبيك عبدي ( مرة واحدة ) و اذا سأله العبد المذنب العاصى لربه قال الله له لبيك لبيك لبيك عبدي ( ثلاث مرات ) و كان يرى اسارير الرجل السكير تتهلل بالبشر و هو ينصت اليه بجوارحه كلها و لم يحدثه عن الخمرة و حرمتها ابدا و هو يعلم انها ام الكبائر و خرج من عنده بعد ذلك دون كلمة واحدة في الخمر فأذن له بالخروج على ان يسمح له بين الحين و الحين بزيارته فوافق و انصرف .
بعد ذلك بأيام عاد اليه فوجده في سكره ، و بمجرد ان طرق الباب عليه رحب به و ادخله الى المكان الذى يسكر فيه كالعادة فتحدث ذلك الشاب عن الجنة و ما عند لله من اجر للتائبين النادمين و لاحظ بان السكير بدأ يتوقف عن الشرب بينما هو يتكلم فأحس انه اصبح قريبا منه و انه بدأ يكسر اصنام الكؤوس في قلبه شئيا فشئيا ، و ان عدم مواصلته للشرب دليل على انه بدأ يستوعب ما يقال له ، فأخرج من جيبه زجاجة من الطيب الفاخر غالية الثمن فأهداها له و خرج مسرعاً و كان سعيداً بما تحقق له من هذه الزيارة من تقدم ملحوظ .
فعاد بعد ايام قليلة لهذا الرجل فوجده في حالة اخرى تماما و ان كان في حالة سكر شديدة و لكن هذه المرة بعد ان تكلم الشاب عن الجنة و ما فيها من نعيم اخذ يبكي السكير كالطفل الصغير و يقول لن يغفر الله لى ابدا ، لن يغفر الله لى ابدا و انا اكره المشائخ و اهل الدين و الاستقامة و اكره الناس جميعا و اكره نفسي و اننى حيوان سكير لن يقبلني الله و لن يقبل توبتي حتى و ان تبت ، فلو كان الله يحبني ما جعلني اتعاطى المسكرات و لا جعلني بهذه الحالة و هذا الفسق و الفجور الذى اعيش فيه من سنوات مضت ، فقال له : الشاب الصالح و هو يحتضنه ان الله يقبل توبتك و ان التائب من الذنب كمن لا ذنب له و ان باب التوبة مفتوح و لن يحول بينك و بين الله احد و ان السعادة كلها في هذا الدين و ان القادم سوف يكون اجمل لو سألت الله الهداية بقلب صادق مخلص و ما عليك الا ان تسأل الله مخلصا في طلب الهدايه و الله عز وجل يقبلك و أن قيمته عند الله عظيمة ، و اشار اليه بأنه على سفر الآن مع مجموعة من اصدقائه المشائخ الى مكه المكرمه و عرض عليه ان يرافقهم فقال له :



وللقصة بقية
22
2K

هذا الموضوع مغلق.

عزيزة
عزيزة
(إنك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)

ننتظر إكمال القصة بارك الله فيك
الخنســـاء
الخنســـاء
جزاك الله خيرا أخي أبو الحسن

وننتظر الباقيه .....
ــــ ربا ـــ
ــــ ربا ـــ
كم هى مسكينة هذه الزوجة .... منتظرين البقية يا اخى فلا تتأخر علينا ... وجزاك الله خيرا ...
البحار
البحار
والله عرفت وين توقف القصة ياأبو الحسن..

بقدر ما أن القصة مشوقة..بقدر ما كنت أتمنى التطرق بالتفصيل لما

قاله ذلك الرجل الصالح وهو يتحدث مع السكير..

لأنه قد يقرأ هذه القصة من هو على شاكلة ذلك المنغمس في المنكر..

وكم أتمنى أن يُكثر الله من أمثال ذلك الرجل الجرئ بقوة إيمانه..

ذلك الرجل الذي أحسن التصرف..وتمكن بصبره وحنكته أن يُعالج ذلك

المريض الذي جنى على نفسه وأهله..

أتمنى أن تنتهي القصة على ما أتوقع..ورجاء لا تتأخر أخي الكريم..

نحنُ متشوقون لإكمالها..بارك الله فيك..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عاشقةالبحر
عاشقةالبحر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......
أخى فى الله ......أبو الحسن
جزاك الله خير كثير فقصتك رائعة ومؤثرة .......وبصراحة لاصبر لى على الانتظار .....
ارجو ان تكملها وبسرعة .......وأتمنى أن يكون الجزء الثانى هو الأخير ......
وأستأذنك لنقلها ولكن بعد الأنتهاء منها .......
جزاك الله خير .