سديم جدة

سديم جدة @sdym_gd

عضوة نشيطة

طفـــله عنيـــزه تـســــتنجد بــــكـــــم

الملتقى العام

تتوالى قصص تزويج الأطفال لرجال في أرذل العمر يوماً إثر يوم في مجتمعنا. والملاحظ أن هذه القصص لا تقتصر على منطقة بعينها، فقد سمعنا عن حالات تزويج أطفال في منطقة حائل وفي فيفا، كما كثرت القصص عن منطقة القصيم؛ وهانحن نفجع بقصة طفلة عنيزة التي رمى بها والدها في غياهب المجهول والضياع مع رجل طاعن في السن يبدو أنه يعاني من مشكلات خاصة به لم يعرف لها حلا إلا بالعبث بجسد طفلة بريئة.

ولمن لم يقرأ عن طفلة عنيزة، فهي في الحقيقة ضحية نزاع زوجي بين والدتها ووالدها الذي -وفق رواية الأم- فقد صوابه لأنها لم توافق أن تشتري له سيارة، فقام بعد ذلك واختطف الأطفال وجعلهم يتسكعون وينامون في البراري ومحطات البنزين لفترة من الزمن. وبلا مبالاة كان يتركهم في تلك الأماكن الخطرة معرضين للخطر ويذهب لمنزله ويلبس ملابس نظيفة دون أن يهتم ببكاء زوجته وسؤالها عن أطفالها. وبعد ثلاثة أيام من العذاب وحرق قلب الأم على فلذات كبدها يرجع الأب بالأطفال فجأة بعد أن شعر أنه عاقب زوجته بما تستحق، وبعد وصوله أخبرها أنه سيذهب لمعرض السيارات لينتقي سيارة. وفي أثناء ذلك تتصل الزوجة على أهلها المقيمين في مدينة أخرى ليأخذوها وأطفالها بعيدا عن هذا الأب. وهنا تبدأ مرحلة أخرى من المعاناة لهذه العائلة، فبعد فترة سمعت الأم أن الأب زوّج ابنتها ذات الـ8 سنوات دون علمها أو علم البنت من رجل كهل لديه عائلة كبيرة! فبدأت الأم بمحاولة الاستعانة بالقضاء لإبطال عقد الزواج، ولكن القاضي في القصيم رفض دعوتها معللا أن العقد صحيح.

طبعا المصيبة مركبة في هذه القصة، فالأب وفق السلوك المذكور، لم يكن زوجا يستحق أن يكون لديه امرأة تهتم به وتنجب له أطفالا، ولا أبا جديرا بتربية أجيال، وربما ليس حتى إنسانا بكامل الأهلية لأنه لم يشعر بزوجته ولم يكرمها ولم يهتم بأطفاله ويحن عليهم، ولم تردعه عاطفة الأبوة والمشاعر الإنسانية من رمي طفلته في يد إنسان يبدو أنه غير متوازن ويحتاج إلى ملاحظة وتقييم طبي كونه يميل لاستخدام جسد طفل لأغراض جنسية. وهنا يحق لنا الحديث عن الرجل الكبير في السن الذي بدلا من أن يهتم بأحفاده ويحفظ كرامة عائلته بالتعالي عن أسافل الأمور نجده يحاول مواقعة طفلة ربما في محاولة بائسة لمعاكسة الزمن وكأنه يريد أن يثبت عنوة أنه حتى مع ترهله وضعفه وجفاف جسمه وخشونة أطرافه قادر على العمل الجنسي.

والعجيب أن أشباه هذا الرجل الهرم لا يفكرون بالزواج من امرأة ناضجة بل غالبا أفكارهم تقودهم إلى الأطفال؛ فهل قدرتهم الجسدية والجنسية مخجلة إلى هذا الحد فلا يستطيعون تخيل أن يكونوا مع امرأة كبيرة تستطيع تقييم العلاقة الجنسية أم أن الموضوع هو أن الطفلة عوضا على أنها غريرة فهي كذلك لم تفهم الحياة بعد وليس لديها أحلام ولا رغبات مثل المرأة الناضجة التي غالبا ستشعر أنها تهدر حياتها مع رجل طاعن في السن لن يفي برغباتها العاطفية والجسدية والعقلية.

ثم نأتي إلى القاضي الذي لم يتذكر من الدين سوى تقنيات ورق ونسي أن الدين هو رحمة وليس فيه ضرر ولا ضرار، فكيف لم يرحم هذه الطفلة المسكينة وكيف به يرى هذا الزواج صحيحاً وكله ضرر لهذه الطفلة وعائلتها؟ ثم كيف يثق بولاية رجل أهمل أطفاله في الصحراء ورماهم في محطات الوقود وعرّض حياتهم وصحتهم للخطر والاستغلال في الشوارع، ويرى أنه مؤهل للقيام بقرار مصيري في حق إنسان وهو الذي شرد أسرته من أجل سيارة!

هذا الصنف من الآباء في بلدان أجنبية لن يبارح السجن سنوات طويلة نظير فعلته غير المتزنة مع أطفاله، فكيف بنا نقبله فردا في المجتمع ونعتمد رأيه ونثق بقراراته على أطفاله؟!

ومن العجائب أن بعض المحاكم تبطل عقد زواج قائم بين شخصين بالغين متزوجين بسبب عدم التكافؤ في النسب، حتى لو كان الطرفان يحبان بعضهما وبينهما أطفال، بحجة أن في هذا الزواج ضرراً محتملاً سيقع على المجتمع، وقد حصلت عدة قضايا من هذا النوع في السنوات الأخيرة. ولكن يغض الطرف عن الزواج الذي يكون ضرره واضحا وجليا للجميع لا من الناحية الجسدية أو النفسية أو العقلية، كما يضر المجتمع والبلد بأكمله أضراراً أمنية وأخلاقية ليس المجال متسعا للتفصيل فيها.

أعتقد أن مشكلة تزويج الصغيرات استفحلت إلى حد كبير، وتحتاج إلى وقفة صادقة من المجتمع الذي يجب أن يقف بكل صدق وقوة ضد مثل هذه الزيجات التي نسيء بها عن غير قصد لديننا الحنيف ومجتمعنا وقيمنا ونجعل من ذلك أضحوكة لدى الآخرين.

ولا ننسى أن هناك من يتحجج بزيجة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها، ولكن عوضا عن أن هناك روايات كثيرة تؤكد أن السيدة عائشة كانت أكبر بكثير مما أشيع عنها، فهل يعتقد هؤلاء الكهول أنهم مساوون للرسول عليه الصلاة والسلام وأنهم بقدره حتى يفعلوا كل شيء كان قد أقدم عليه؟! ألا يستحي هؤلاء الرجال كبار السن ويربوا أحفادهم أو يراجعوا أطباء نفسيين لأنهم بالفعل قد يمرون بمرحلة معاناة من مشكلة عقلية أو نفسية تحتاج عناية طبية؟

ومما يذكر أن هذا الأسبوع سيقام المؤتمر الدولي لحماية الطفل برعاية خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره، وأنا من منبر "الوطن" أناشد بوضع حل لمشكلة استغلال صغيرات السن ووضع عمر معين لزواج المرأة والرجل، وذلك احتراما لعلاقة الزواج المقدسة، فهي ليست لعبة أطفال ولا تسلية عجائز مصابين بالخرف.

مها فهد الحجيلان

كاتبة سعودية
:mad::mad:
7
601

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أهـــــداب1
أهـــــداب1
لاحول ولا قوة الا بالله

يارب عجل بزواج اختي وش لي بالعمر وارزقها الزوج الصالح التقي وارزقها بواحد احلى من اللي حاطته هي هههههههه
عيون بو سلطان
عيون بو سلطان
لا حول ولا قوة إلا بالله
رنا الخبر
رنا الخبر
لا حول ولا قوة إلا بالله
ريحانة السعودية
لاحولولاقوه الابالله
لمعة الماسه 2008
لاحول ولاقوة الابالله