استغرب منهم عطشى ويحملون الماء فوق ظهورهم

الملتقى العام

.. تولى منصبًا جديدًا..

وقد طلب منه مديرُه أن يكون متميزًا في عمله..

أصبح شعلة نشاط..

دخل عليَّ مكتبي ذات صباح سائلاً: أي الكتب أقرأ لأكون ناجحًا؟

وأردف سؤاله بسؤال آخر: لماذا يكون هناك توثيق للشخصيات الناجحة في العالم العربي؟ وأخذ يعدد ما كتب عن رجالات الغرب أمثال: بيل جيتس، وهنرى فورد، أريكسون... وغيرهم.

انتهت جلستُنا ذلك الصباح بعد أن كشفتُ له أنَّ هناك كتاباتٍ كثيرةً لشخصيات عربية معاصرة غيرت مجرى التاريخ، أو بلفظ أدق (غيروا مجرى حياتهم إلى النجاحعظماء بلا مدارس.

ولكن بعد أيام أخذ الموضوعُ أبعادًا جديدة في رأسي، وسألت نفسي: لماذا نطلبُ الماء من غيرنا ونحن نحملُ الماء المعين؟
وكانت شرارة الكتابة في هذا الموضوع افتتاحية العدد التاسع والستين من مجلة الرسالة التي تصدرُها الشؤونُ الدينية بمجموعة الجريسي في زاوية إضاءة مقالاً بعنوان (كفى بالنبي –صلى الله عليه وسلم- قدوةً لنا).
فقد قال المولى عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ، إنه توجيه رباني لكل من أراد الأسوة والقدوة في تعامله مع الناس، في تربية أبنائه، في تجارته، في قيادته لمن تولى أمرَهم، ومن أصدقُ من الله حديثًا، لكننا تركنا هذا الميراثَ النبوي الكريم، وبحثنا في الآفاق، فوجدنا قومًا سبقونا فنقلنا عنهم نظرياتهم، وترجمنا مسيرة كبرائهم وعلمائهم ظانين بذلك أننا سنلحق بهم ونواكب ما هم فيه بخيره وشره.. كلا...

إنَّ حياةَ النبي -صلى الله عليه وسلم- أعظمُ مثال يجب أن يحتذيه المسلمون للوصول إلى التخلق بأشرف الأخلاق، والتحلي بأكرم الخصال، وأحسن مدرسة يجب أن يتعلموا فيها كيف يكون الصدقُ في القول، والإخلاص في العمل، والثبات على الرأي، وسيلةً إلى النجاح، وكيف يكون الجهاد في سبيل الحق سببًا في علوه على الباطل.

لا حاجة لنا بتاريخ حياة فلاسفة اليونان، وحكماء الرومان، وعلماء الغرب، فلدينا في تاريخنا حياة شريفة مملوءة بالجد والعمل، والبر والثبات، والحب والرحمة، والحكمة والسياسة، والشرف الحقيقي، والإنسانية الكاملة، وهي حياة نبينا –صلى الله عليه وسلم- وحسبنا بها وكفى.

ولم ينتهِ الموضوعُ عند هذا الحد، بل في محاضرة للشيخ الدكتور/ عبد الرحمن المحرج سأله سائل: أي الكتب أقرأ؛ فإني مقبل على الزواج؟ أطرق الشيخ مفكرًا، ثم أجاب: هناك كتب كثيرة.. ولكن يغنيك عنها سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقد ذكرها لي أحد الإخوان بعد المحاضرة بيوم عند صدور عدد المجلة وقراءته لافتتاحيتها.

فبحثت في سوق الكتب قدر المستطاع فوجدتُ أن الكتب التي تتحدث عن صفات النجاح كثيرة، منها: حكايات كفاح، 25 قصة نجاح، كيف نجح هؤلاء، عظماء بلا مدارس، كيف تصبح مليونيرًا... وغيرها من العناوين التي تدور حول النجاح في الحياة إداريًا أو ماليًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا... ويتبين من قوائم البيع مدى رواج هذه الكتب وإقبال الناس الشديد عليها... وهنا السؤال الأول والأخير: ألم يفكر هؤلاء في الانكباب على قراءة سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- قراءةَ فهم لا قراءة نظر.

وأقول لمن أراد القدوة، ولمن أراد المثل الأعلى، ولمن أراد الفلاح والنجاح، ولمن أراد القيادة والريادة... بين يديك صفات المعلم الأول، وقائد البشرية، رسول الثقلين، الرحمة المهداة والنعمة المسداة، محمد بن عبد الله –صلى الله عليه وسلم-.

فلنحاول جميعًا أن نقتفي أثره في القول والعمل، وأن نتحلى قدر المستطاع بكريم شمائله، ومكارم أخلاقه.
منقول
13
797

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جــود هـانمـ
جــود هـانمـ
جزاك الله كل خير
وجبة اطفال
وجبة اطفال
جزاك الله كل خير
ام عمر ويزيد
ام عمر ويزيد
جـــــــــ اللـــــه خيـــر ـــــــزاك
شعرة معاوية
شعرة معاوية
جزاك الله خير
غزالة عالم حواء
جزاك الله خيراً