محبوبه S**
محبوبه S**
بحوٍوٍ وٍ رٍ~~

ماأروعــــــــ هـا ... من روايهـ ... كلمات من مبدعهـ..
والذي جملهـــــــ ـــا أنهـ ـا ^بالفصــ ـحــ ـى^

استمتعت بقراءتهــــــــــا,,
متابعتك بكل شوقــــــ...
بحور 217
بحور 217
شكرا لتشجيعك محبوبة

ويسعدني متابعتك

كوني معي
بحور 217
بحور 217
- 5 -
رؤى: أتعلمين يا نادية ......... أجمل ما في هذه الاجتماعات أنها تجلبك إلينا

نادية: أنا دائما لديكم..
رؤى: حقا .. ولكنك الآن معي وحدي... والكل مشغول .
نادية: وهل حقا تحبين أن أكون معك يا رؤى.
رؤى: ربما تسأل المرأة زوجها أحيانا عما تعرفه دلالا لكنني أخته ولست هو.( تغمز ).
نادية: (تبتسم) صدقيني يا رؤى لا أثق في مكانتي عند أحد أبدا ربما لأنني
اشك أنني أستطيع أن أقدم السعادة لأحد !
رؤى: لا أحد يمكنه أن يقدم السعادة لأحد ..... السعادة داخل النفس وأصعب الأمور
أن يجد المرء شيئا داخله !
نادية: وهل وجدت أنت السعادة يا رؤى؟
رؤى: لا أدري .... لكنني أجد ظلالها في أحلامي ..... لا شيء في واقعي يمنحني
السعادة........... أنا أحلم بالغد وأرسمه وألونه وأجمله......... لأرى نفسي فيه
كما أتمنى ... هذا الشعور المجرد يمنحني السعادة.
نادية: إذن لم تجديها بعد! وربما لم تعرفيها أيضا! من يفشل في أن يحيا واقعه
لا يصل إلى مستقبله.. السعادة أن أعيش لا أن أحلم.... ولا بأس في أن أعمل
ليكون الغد أجمل.
رؤى: وماذا عن واقعك أنت... هل وجدت فيه السعادة ..
نادية: أحاول يا رؤى.. أنت تعلمين جفاف عالمي وفشلي في أن أكون أما وقد
كان هذا حلمي الكبير وشعوري بأنني لا يمكن أن أسعد زوجي وأمنحه
طفلا يملأ عليه حياته لكنني أبحث عن السعادة في قلوب الأطفال الذين
أعلمهم القرآن في بيتي .. وقتي طويل بكفيهم ويزيد.. إنني أعتبر نفسي
أما لهم .. ليس لأنني أعلمهم القرآن فحسب ولكن لأنني أحبهم حب
الأم وأمنحهم كل ما أملكه من أدب وعلم وأسكب روحي في أرواحهم.....
ربما ينسونني عندما يكبرون ...
ولكن ستبقى في قلب كل منهم قطعة مني يعيش بها شاء أم أبى.
صوت ينادي: رؤى...... نادية.....
رؤى: قومي أيتها الشاعرة حان وقت أصعب المهمات إعداد الشاي وملحقاته ...
هيا بنا وإلا غضبت أمي.
بحور 217
بحور 217
- 6 -
صوت العربات المارة بسرعة أمامه لا يعكر عليه صفو لحظاته التي يحبها ....
إنه يحمل في يده خرطوم الماء ويسقي شجيراته ونباتاته أمام المنزل،، بعض
القطرات تعكس مسارها لتصيب وجهه فيشعر أنها تسقيه هو إنه أشد حاجة
إلى الري من الزرع ... لقد مضت الحياة وتوشك أن تنقضي وهو
لم يصنع شيئا وكتبه التي تملأ حجرة واسعة لم تكد حروفها
تخرج منها فقد قرأ وقرأ وقـرأ ..................
وكان ينهر أبنائه إن عكروا عليه لحظات قراءته بضوضائهم،،،
وها قد كبروا ولم يعد لهم ضوضاء! بماذا نفعتهم قراءته إنه يشعر
أنه لم يربهم ... لقد تفاجأ ذات يوم أنهم كبروا تفاجأ أنهم تزوجوا
لم يبن أيامهم لبنة لبنـة.... لم يحاور عقولهم يوم أن كانت مفتوحة له ،،
لا يعلم الآن ما في داخل كل منهم لقد أغلقت الصناديق ولم تعد
مفاتيحها معه،، كان مشغولا
بالثقافة تبا لها من ثقافة أورثته الندم .. هاهم اليوم لا يفهموه.. لم يرث أحد
منهم حب القراءة عنه .. رؤى فقط والهوة بينه وبينها سحيقة .. لقد أحبت
القراءة وحدها وجدت مكتبة عامرة فقرأت وقرأت وأدمنت .. وليس له
دور في هذا ..إنها لا تقرأ إلا في غيابه .. أو تحمل الكتب معها إلى حجرتها
حيث لا يراها وتقرأ كأنها تهرب منه أوتخشى شيئا .. لا يعلم.. أما الباقون ...؟؟؟؟
-عم أحمد....... عم أحمد...... لقد أغرقت زرعك اليوم .. ما الأمر؟
أفاق على صوت جاره الشاب فأسرع بإغلاق الصنبور وجلس بجانب
إبريق الشاي يراقب العالم الذي لم ينتظره .
عبد الله : السلام عليكم ورحمة الله
أحمد : وعليكم السلام .. أهلا وسهلا.
عبد الله : هل يمكن أن أشرب فنجان شاي معك؟
أحمد : منذ متى؟ .. تفضل تفضل .. ماذا تريد ؟
عبد الله : وهل لابد أن يكون لي طلب لأجلس معك يا أبي؟
أحمد : سيتم إثبات هذا بعد قليل!
عبد الله : في الحقيقة ليس لي طلب إنما هي رؤى
أحمد : وماذا تريد رؤى؟
عبد الله : تريد جهاز حاسوب
أحمد : لا
عبدالله : لماذا؟
أحمد : ماذا ستصنع به..... اليوم حاسوب وغدا انترنت
عبد الله : وما المانع يا أبي إنها تريد أن ترى العالم
أحمد: العالم بين يديها في المكتبة!
عبد الله : أحضر لها حاسوبا وأعدك أنها لن تطلب النت سأحضر لها أنا برامج مفيدة ستغنيها..
أحمد : سأرى!
بحور 217
بحور 217
- 7-
دائما تبتعد عن الجميع في كل نزهة .. تبحث عن مكان تجد فيه الجمال وحدها ..
ورغم الظلام إلا أنها تجد الجمال بين أغصان الأشجار الماثلة أمامها
سوداء مخيفة بعض الشيء ورائحة الشواء تزيد من سحر المكان
تذكرت هند،، لم تعد تشعر بكثير من الشوق لها اعتادت غيابها
بسهولة .. لكنها تشعر بشيء يشدها إلى حياة هند الغامضة ترى هل وجدت هند السعادة !
كانت عادية جدا في آ خر اتصال لها .. لم تشعر أن شيئا ما قد حدث
هي كما غادرت وكما كانت لا شيء جديد ..
ربما لو قابلتها تجد شيئا مختلفا ...ربما...!
نادية :رؤى .. ماذا تفعلين وحدك؟
رؤى: أفكر في الغد
نادية : وماذا وجدت في الغد
رؤى : أخشى أن لا يكون في الغد شيئا جديدا
نادية : وما الجديد الذي تبحثين عنه
رؤى: أي شيء جديد!
نادية : الجديد الآن أن الجميع ينادونك فالعشاء جاهز.. هيا
،،،،،،،،،،،،،،،
أحمد : هيا تناولوا عشاءكم بسرعة
عبد الله : ولم السرعة يا أبي؟
أحمد : لأنني أريد النوم مبكرا أخشى أن لا أستيقظ في موعدي
مريم : لا بأس في التأخر قليلا يا أبا عبد الله وقم على صلاة الفجرهذه الليلة
سأوقظك بنفسي ....أعدك
أحمد : لا يا أم عبد الله ليس اليوم زفاف ابنتي لتفوتي علي صلاتي!
إنني أغص كلما تذكرت فوات الصلاة ذاك اليوم..
ولن أفوت وردي من صلاة الليل إن شاء الله
رؤى : أعانك الله يا أبي
نادية : طعم الشواء رائع
عبد الله : إنها لمسات أمي في توابل اللحم
رؤى : بل هو فن أبي في الشواء ولو وقف على الشواء غيره ما كان لذيذا
عبد الله : لقد كنت معه
رؤى : هناك فرق بين أن تكون معه وأن تكون مع الشواء وحدك
( يضحكون )
مريم : ما بك يا أحمد
أحمد : أشعر بوخز في صدري
-أبي ... أبي
_أبي

لكنه كان قد سقط