دعوة من فتاة مسلمة للتصدق بالدعاء

الملتقى العام

دعوة من فتاة مسلمة للتصدق بالدعاء




أرسلت إلينا الأخت رانيا سعيد المقال التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم
(رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
الحمد لله.. ناصر الضعفاء, مذل المتكبرين, قاهر الجبارين, هازم أعداء الدين. والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلي يوم الدين.
أما بعد.. إن هذه الكلمات ما هي إلا رسالة من فتاة مسلمة غيورة على دينها الحنيف أكثر من غيرتها على عرضها وشرفها. من فتاة مسلمة يتحرق قلبها وتذرف مقلتاها على أمتها الإسلامية الغارقة في ويلات الحروب.



من فتاة مسلمة تعجز عن فعل أي شيء سوى الدعاء من الذي لا يخيب الرجاء أن ينصر دينها وأمتها فتقول (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين * ونجنا برحمتك من القوم الكافرين)
وكما قالت صديقة لها:
إلهي لم نعد نملك إلا الدعـــــاء وبتنا ننتظر مــــــددا من الســـــــــــماء
ولكن هل نحن أهلا لهذا العطاء فيا رب لا تقفل في وجوهنا باب الرجاء

إن أمتنا الإسلامية تعرضت لنكبات ثقيلة عبر القرون الماضية, فبدءاً من سقوط الخلافة العباسية, إلى انهيار دولة المماليك, إلى موت "الرجل المريض", إلى اغتصاب القدس، وأخيراً -وإن شاء الله يجعلها آخر النكبات- بيع بغداد...
ويتحقق بذلك حديث الصادق الأمين صلى الله عليه وسم الذي قال فيه "يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله و ما الوهن؟ قال حب الدنيا و كراهية الموت"

أوليس ما يعيشه المسلمون اليوم هو ترجمة واقعية عملية للحديث النبوي الشريف؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

إنني أتابع كما يتابع الكثيرون منكم ما يحدث كل يوم في فلسطين المغتصبة. كيف يبطش أولئك الأنجاس بإخوتنا هناك. لم يسلم من ظلمهم لا بشر ولا حجر. وإخوتنا هناك يسعون لنيل أشرف وسام؛ وسام الشهادة. وهم بذلك يريدون حياة الآخرة بجوار الأنبياء والصديقين, بينما يطمع أولئك الأوغاد بالحياة في هذه الدنيا الفانية. فطوبى لهؤلاء الأبطال, وهنيئاً لهم الشهادة. وإن شاء الله سوف يستمر عرس فلسطين التي ما يمر يوم عليها وإلا تزف فيه عشرات الشهداء من فلذات أكبادها, من أجل تحرير هذا الوطن الغالي, وحتى يعود الحق لأصحابه.
ورحم الله جميع شهداء فلسطين، وعلى رأسهم شيخ الشهداء الشهيد أحمد ياسين, والشهيد الحي الدكتور عبد العزيز الرنتيسي, الذين ضحوا بأنفسهم من أجل دينهم.
وأقول بصوت مبحوح:

وا إسلاماه...
ربي سبحانك ربــــــــــــاه من صرخة وا إسلاماه
بقلوب يفجعهــــــا الخطب وعيون تبكي المأساة
في كل بقــــــاع المعمورة إسلام يشكو المعاناة
وصلاة شعــــــوب مقهورة تـــــــــــدعو تتضرع لله
القدس ومسجدنا الأقصى أقصى ما يمكن رؤياه
موت وفســــــــــاد وخراب بـــــرحاب جهاد وصلاة
فاتحدوا يا خير الأمــــــــم فــــــرقتكم عجز و وفاة

كما أنني لن أنسى إخوتي في العراق الصامد, الذين يعاتبوننا على عدم مساعدتنا لهم، حتى الدعاء لهم. وقد أقسموا أنهم كانوا يرون فضل الدعاء وسط المعارك. فتارة يقتل العلوج بعضهم بعض ,فيقولون "ماتوا بنيران صديقة", وتارة يسلط عليهم مسبب الأسباب الرياح لتعيق تقدمهم. فسبحان الله عز وجل. ونحن الآن نسمع الأحداث الأخيرة هناك, عن هروب لشرذمة الفجار، فاليوم الأسبان والهندوراس ومن يدري من غداً أيضاً.
والآن في هذه اللحظات, تمطر عصابات من مافيا القرن الجديد -أذلها الله- الفلوجة الباسلة, بوابل من الصواريخ والقنابل العنقودية.
ما هو ذنبها؟ ألأنها ترفض المحتل تعاقب هكذا؟ أخزاهم الله.
ماذا يأتي سلاح المجاهدين في الفلوجة أمام أسلحة الدمار الشامل التي تستعملها أمريكا ضدهم؟
أي خطر تسببنه فتيات بعمر الزهور, ونساء الفلوجة الماجدات, حتى يصطادهن أولئك الأنذال كما يصطاد الذئب فريسته؟
بأي حق تدنس المساجد و المآذن؟ بأي حق يموت الجنين وهو لا يزال في بطن أمه؟
إنهم يصرخون من قسوة الظلم, ولكنهم لا يسمعون إلا أصداء أصواتهم. ولكن ستستمر المآذن برفع الأذان ورفع التكبيرات وتلاوة القرآن مهما حاولوا إرهابهم. سيظل لسان حالهم يصرخ (ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) .

ويحكم! ألم يثر كرامتكم ويفجر الغضب في عروقكم مرأى إخوتكم المعتقلين في سجن أبو غريب في تلك الصور المذلة المهينة؟؟
ألا يحق لإخوتنا بعد كل هذا أن يعاتبونا؟ إلى متى سيظل موقفنا موقفا سلبياً؟ إلى متى سنظل نطبق نظرية السكوت العالمي؟

أليست هي نفس بغداد التي قيلت فيها هذه الكلمات:

بغداد يا بغداد يا بغداد هذا ندائي والنداء يعاد.......
بغداد يا شجراً به صفحاتنا الغراء والأمجاد.........
اليوم يا وطن الكرامة والندى.. عظم الأسى وتراكم الحساد
فاتوا بكل نوازع الشر التي يخفونها وتفننوا وأجادوا....
خدعوا بنيك أقسموا أن يظفروا بدمائنا وتنفذ الأعجاز...
دفعوك أحقادا وحزنا مزمنا والحقد أينما اعتدوا وأبادوا...
سلب وقتل في العباد كما نرى.. هذا الحصاد كلنا حصاد...
حرب على إخواننا في خسة.. وسيوفنا لرقابنا جلاد.....
نقتات من دمنا العزيز وما بنا.. قلب يرق فملأنا أحقاد...

أخي الشهم الذي يدافع عن أرضه وعرضه:
لا تنسَ أن هذا امتحان من الله عز وجل وإن شاء الله له أجر عظيم..

أخي الكريم:
لا تنسَ أن الله تعالى يراك ويعلم ما بك, وأنه أرحم بك من نفسك, ومن الناس أجمعين, فلا تشتكي إلا إليه..

أخي المجاهد البطل:
لا تنس أن لا يأس من روح الله, مهما بلغ بك هذا المُصاب؛ فإن الله عزيز مقتدر.

قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)

أخي المجروح:
يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبه لا تيأس فإن الكافي الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعن فإن القاسم الله
إذا بليت فثق بالله وارضَ به إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالك غير الله من أحد فحسبك الله في كلٍ لك الله

فهيا يا خير أمة أخرجت للناس لنقنت في صلاتنا, عسى أن توافق ساعة إجابة, وندعو لإخوتنا المضطهدين في أرض الرباط, وإنني بذلك أدعو أصحاب الشهامة والمروءة, المحبين لله ورسوله, أن يقوموا بما عليهم من واجبات تجاه هذه الأمة, وليعلموا أن الله سبحانه وتعالى سائلهم يوم القيامة, وليعدوا الإجابة من الآن فهو خير لهم.
وعلينا جميعاً دعاء الله تعالى في السر والعلن, عسى الله أن يجعل من دعائنا أثر أشد من أثر الطائرات المقاتلة والصواريخ المهلكة والقنابل العنقودية على رؤوس المحتلين الغاصبين. ندعوه سبحانه أن ينصر إخواننا في القدس الشريف، وفي نابلس ورام الله وغزة وبغداد والفلوجة وفي كل أرض مغتصبة, وأن يذل الطامعين الجبارين من عبدة الشياطين والكفرة والملحدين وإخوان القردة ولخنازير. اللهم آمين.

فهل أنتِ يا أختي المسلمة ويا أخي المسلم أهلٌ لذلك؟

أقول كما قال الشاعر بأن ندائي هذا:

نداء ينادي بصوت الأنــــــين ينادي ويصرخ أين الحنين
لا تنسوا أخوة لنا في الدين بهذا وصنا الصادق الأمين

إنها رسالة من الوجدان إلى الوجدان. إنها من قلب فتاة جريح دامٍ تسأل الله أن ينصر دينها وأرضها ويدحض أعدائها..

قلبي الذي يشارك كاتب هذه الكلمات:

يا أمتي قد قلت مأساتي لكم وأريد منكم واحدا شهما فطن
أمــــــا إذا قد عز فيكم مطلبي فأريد منكم أمتي ثمن الكفن


من فتاة مسلمة مجروحة من أمتها..
3
530

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زين على زين
زين على زين
والله اختي انه شئ يقطع القلب والله يحمي المسلمين وبلادهم من كل شر ياكريم وجزاك الله خير على الموضوع المميز:26:
المعتصمة بالله
تسلمين على الرد اختي زين على زين
sewar
sewar
والله اقشعر بدني وانا أقرأ ... ولاحول ولاقوة الا بالله ...

الله يفرجها على المسلمين ...

جزاك الله خيرا على موضوعك الذي يشحذ الهمم ... وياليت قومي يسمعون ...