aman2005

aman2005 @aman2005

عضوة فعالة

علاج ضعف العزيمة على العبادة في فترة الحيض

ملتقى الإيمان

ما هو علاج ضعف العزيمة على العبادة في فترة الحيض؟




الســؤال



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



في فترة الحيض أشعر بابتعادي كثيرا عن الله؛ لأنني لا أستطيع أن أقرأ القرآن؛ إذ عندما لا أقرأ القرآن تضعف عزيمتي وأتخلى تدريجيا عن قراءة الأذكار والأدعية، فماذا أفعل للحفاظ على عبادة الله في فترة الحيض كما أحافظ عليها في حياتي العادية؟



الموضوع الثاني: هو أنني أجد في بعض الأحيان في فترة الحيض عزيمة كبيرة على قيام الليل، سؤالي: هو عندما أستيقظ في الليل للتسبيح أو لحفظ القرآن فقط دون أداء صلاة هل يعتبر ذلك قيام ليل؟




الجـــواب


بسم الله الرحمن الرحيم


الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،



فإن هذا الشعور الذي يصيبك في فترة الحيض بحيث تجدين نوعًا من الاختلاف بين حالك في وقت طهرك وبين حالك في وقت الحيض، هو أمر طبيعي وواضح جدًّا سببه، فإنك عندما تكونين في حالة طهر تكونين محافظة على صلواتك وعلى قراءة أورادك اليومية من كتاب الله تعالى ومن الأذكار، فتشعرين بقوة الإيمان والقرب من الله تعالى، فإذا جاءتك فترة الحيض شعرت بنوع من الضعف نتيجة اختلال هذا الأمر وانقطاعه، إذن فالأمر طبيعي وليس بالأمر الذي يرد إلى ضعف إيمانك أو قلة تقواك، كلا بل راجع إلى نقص في العبادة العظيمة التي تربطك بربك عز وجل وهي الصلاة.



ومع هذا فإن بإمكانك أن تعوضي هذا النقص بأن تجعلي لسانك رطبًا بذكر الله بحيث تحرصين على أذكار الصباح وأذكار المساء، وإذا خلوت بنفسك فكوني مع الله تعالى وتأملي في نعمته عليك، نعم - يا إيمان - تأملي كيف اختارك ربك جل وعلا لتكوني فتاة مؤمنة صابرة نشأت في طاعة الله لتأتيك بعد ذلك البشرى من النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) ثم ذكر منهم صلوات الله وسلامه عليه (وشاب نشأ في عبادة الله) متفق عليه.



والمقصود بالشاب جنس الشباب، فلا فرق بين الذكر والأنثى في هذا الخطاب، وإنما جر اللسان العربي بتغليب خطاب الذكور مع أنه يشمل الإناث كقوله تعالى: {أيها الذين آمنوا} ونحو ذلك من العبارات.



والمقصود أن تكوني مع الله بقلبك وأن تكوني دومًا ساجدة لله بقلبك ولو انقطعت عن الصلاة بسبب الحيض، وأيضًا فإن بإمكانك قراءة القرآن في وقت الحيض، وهذا أصح قولي أهل كلام العلم رحمهم الله تعالى، فيجوز لك أن تقرئي القرآن ولو كنت حائضًا، بل إذا احتجت إلى مراجعة محفوظاتك من القرآن جاز لك أن تمسكي الأجزاء القرآنية كجزء عم أو تبارك أو بعض الأجزاء المجموعة إلى بعضها كجزء يس إلى الناس مثلاً بقصد التعلم والحفظ، فلا حرج عليك في إمساك الأجزاء القرآنية بهذا الغرض، وهذا أيضًا أصح أقوال أهل العلم عليهم رحمة الله تعالى.



وأما إمساك الأجزاء القرآنية بقصد التلاوة فيجوز ذلك بحائل، كأن تلبسي قفازين مثلاً وتمسكي الجزء، بل رخص بعض أهل العلم في مس المصحف بحائل في هذه الحالة.



والمقصود أنه يجوز لك أن تقرئي القرآن في حال حيضك بلا كراهة على القول الراجح؛ لأن الحديث الوارد في النهي عن ذلك لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الإسناد.



فثبت بذلك أنه يمكنك قراءة القرآن في حال حيضك بقصد التلاوة من دون مس للمصحف أو الأجزاء، وإن قصدت التعلم أو الحفظ جاز لك لمس الأجزاء ولو بدون حائل، فعليك إذن بالحفاظ على تلاوة القرآن في جميع أحوالك بوضوء أو بغير وضوء حائضًا أو غير حائض، مضافًا إلى ذلك أن بإمكانك أن تبذلي جهدك في سماع الأشرطة الدينية التي تفيدك في دينك؛ فإن سماع المحاضرات الإسلامية غنيمة عظيمة فهي كدرس خاص بك تستمعين إليه وقت ما شئت.



والمقصود أن عبادة الله تعالى متاحة لك في كل وقت وفي كل حين، فاحرصي على ذلك واعتدلي في عباداتك، فلا تكثري من النوافل حتى تملي، ولا تقللي منها حتى يقسى قلبك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا).



وأما هذه العزيمة الكبيرة على قيام الليل في وقت الحيض فهذه بشرى عظيمة – يا أختي -!.. نعم والله إنها لبشرى جليلة القدر؛ فإن هذا يدل على تعلق قلبك بربك، بل ويدل على حسن رعاية الله بتوفيقه إياك، فإن قلبك مولع بذكر الله وحبه والتذلل له، ولذلك فإنك إذا شعرت بانقطاعك عن الصلاة انصرف قلبك إلى حب ذكر الله والخلوة به في هذه الأوقات، فإذا استيقظت من الليل لذكر الله أو حفظ كتابه فهذا يقوم مقام قيام الليل قطعًا، فإن قيام الليل إنما يكون بالصلاة لمن كان يُشرع له ذلك، فإذا فاتك ذلك بسبب مانع الحيض فإن مجرد ذكرك وتسبيحك ودعائك يقوم مقام ذلك.



ومع هذا فنوصيك بالتوسط والاعتدال وأن تكتفي بالقدر المناسب من ذلك بحيث لا تشقي على نفسك، فيكفيك مثلاً أن تذكري الله تعالى قبل النوم بالأذكار المستحبة، وأن تحافظي على الدعاء والتضرع لله تعالى قبل نومك ثم نامي قريرة العين، فإذا أصبحت فابتدئي بالأذكار المشروعة فإن ذلك يكفيك بإذن الله تعالى.



ونسأل الله عز وجل أن تكوني ممن قال فيهم: {الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}.



وبالله التوفيق.



المصدر:


http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/details2.php?reqid=265757
4
663

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

icarus
icarus
جزاك الله كل الخير ونفع بك وبارك فيك ومشكوره حبيبتي
aman2005
aman2005
آمين وإياكي عزيزتي
بدايات
بدايات
{الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}.


اردت ان اصحح الخطا الكتابي الذي في الايه

بارك الله فيك اختي

aman2005
aman2005
{الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}. اردت ان اصحح الخطا الكتابي الذي في الايه بارك الله فيك اختي
{الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا...
تم التعديل اخني
جزاكِ الله الجنّــــــــة