من منا لا يحب الإستثمارات الناجحة و العوائد المغرية و الأرباح الضخمة؟؟؟
الاستثمار المعلن عنه الآن هو استثمار وقتك في شهر رمضان بقراءة القرآن الكريم و الله إن إدراكنا لشهر رمضان و نحن بصحة و عافية حجة علينا فلا نفرط و لا يتوانى عن اقتناص هذه الفرصة إلا محروم..
يفرح المسلم إذا ختم القرآن ختمة واحدة في الشهر و هو يستطيع ان يختم أكثر لو توكل على ربه و ترك حطام الدنيا الفانية ..
إذا كنت يا قارئ أسطري تضمن أن تعيش رمضانات قادمة و أنت بصحتك فضيّع رمضان هذا في لعب و لهو!!!
إذا كنت يا قارئ أسطري تعلم أن الله راض عليك و قبِل كل اعمالك السابقة فافعل ما تشاء!!!
إن كنت قد تأكدت من أن الله غفر لك كل ذنوبك و عفا عن كل تقصيرك فامرح كما تريد!!!
لكننا جميعا لا ندري متى تنقضي مهلتنا و متى تحلّ منياتنا و متى سيكون الرحيل...اعتبر هذا آخر رمضان تعيشه..و ربما يكون هذا حقيقة لا خيالاًً...كم ممن صام معنا العام الماضي هو الآن تحت أطباق الثرى يتمنى أنه معنا ليتزود من الصالحات و لكن هيهات هيهات...
بالأمس بكيت و انهمرت دموعي بغزارة و انا أشاهد برنامجا عن مسابقة دبي الدولية لحفظ القرآن الكريم...فما الذي أبكاني يا ترى؟؟؟
مدرجات تغص بالبشر...و الكاميرات تصور ,,و القلوب تخفق تنتظر إعلان النتيجة.من هو الفائز الذي سيحصد الجوائز؟؟؟
و يعلن الإسم بمكبرات الصوت..و يخرج الفائز لا تحمله الأرض من الفرحة ,,و الأعين متسمرة تراقب فوزه و فلاحه..و تغبطه على الجائزة الكبرى...و تلتقط له الكاميرات الصور و هو يتسلم جائزته فرحا مبتسما ابتسامة عريضة و دموع تلتمع في عينيه..
عرفتم لماذا بكيت؟؟؟
- إذا كانت هذه فرحتهم بجائزة البشر فكيف بجائزة رب البشر و سلعته الغالية(الجنة)؟؟؟
- إذا كانت كل هذه الحشود تراقب الفوز و تسمع إعلان النتيجة و هي حشود مهيبة فكيف بالخلائق كلها على صعيد واحد إنسهم و جنهم أولهم و آخرهم؟؟؟
- إذا كان الفائز قد تشرف بالسلام على راعي المسابقة و أخذ لقطة تذكارية معه كيف بشرف و لذة و نعيم رؤية وجه الله عز و جل في الجنة؟؟؟
اعملوا في دار العمل فاليوم عمل بلا حساب و غدا حساب بلا عمل....اشتروا أنفسكم و اسعوا لإعتاق رقابكم من النار قبل أن يأتي يوم لا تشترون أنفسكم بدرهم و لا دينار...اتعبوا اليوم و ارتاحوا غداًً...اشقوا اليوم و تنعّموا غداً...و الله سنسأل عن أوقاتنا و أعمارنا و شبابنا فيم ضيعناها و لماذا ما اغتنمناها؟؟؟
لذا يا أحبتي نريد رمضان مختلف هذا العام....نريد سباقا للخير..تنافسا في الطاعات..إكثارا من القربات...لا تفرطوا في الإستثمار في سوق رمضان..فهو سوق مربح بإذن الله...