انا والاندومي!!!

الأدب النبطي والفصيح

إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
أم لعلها " لم تلق الذي تعاتبه " ؟
لا أذكر..
ولا يهم ..
هل هو واجب بشري حتمي أن أجد أحدا أعاتبه أو لا أعاتبه؟؟
***
طبق الإندومي بيدي ..
لم أكن يوما من عشاقها .. برغم هذا أتناول منها ملعقة على الأكثر عندما أجد إحدى اخواتي تتناولها ..
دائما ما كنت أكتفي بهذه الملعقة .. لكنني اليوم قررت أن أتناول طبقا كاملا .. لست جوعى , لكني سأفعلها ..
***
قضيت معظم عمري وحيدة .. منطوية بمعنى أصح ..
عائلتي كبيرة , وجميع من في المدرسة يعرفونني على الأقل بالاسم والوجه إن لم تكن معرفة شخصية ..
لكني دائما كنت أنفر من تكوين الصداقات وأفضل أن أبقى وحدي ..
حتى هواياتي .. لاحظت مؤخرا أنني لم أمل أبدا إلى العمل الجماعي , بل كنت أمارس كل ما يكفل لي الوحدة والانعزال عن الناس , ولم أستطع أن أحتفظ بعلاقة قوية مع أحد أكثر من أسبوع .. على الأكثر ..
لم أفكر أن أقحم نفسي في زحام الحياة إلا على أعتاب الجامعة .. وتحديدا مع أواخر ثالث ثانوي .. بذلت جهدي لأحافظ على تلك الشلة التي حشرت نفسي فيها حشرا , لكن صداقتنا انتهت بنهاية العام تقريبا .. بعدها لم نلتق سوى مرتين فقط ثم انقطعنا حتى عن الـ( المسكولات ) .. لم أسمع صوت واحدة منهن منذ ما يقارب الأعوام الثلاثة .. ضاعت أرقام تليفوناتهن مني وأنا غيرت رقمي وانقطعت كل وسائل الاتصال بيننا ولم أعد أعلم شيئا عنهن ولا هن يعرفن شيئا عني .. وهكذا انتهت العلاقة التي سجلت الرقم القياسي في حياتي ..أربعة أشهر كاااااااااملة .. ثم انتهى كل شيء كأن لم يبدأ ..
***
الأندومي تكون لذيذة – رغم رائحتها القاتلة – عندما تتناولها ساخنة جدا يتصاعد منها البخار..
لقمة .. وأخرى .. وثالثة ..
أنهيت نصف الطبق بسلام .. ليست بهذا السوء .. أخيرا استطعت أن أفهم كيف أدمنها الجميع!!
***
مع بداياتي في الجامعة أصررت على البدء من جديد .. تعرفت على معظم بنات الدفعة وتقربت إلى أكثرهن .. مضى العام الأول بكامله قبل أن يجمعني المصلى مع بنات ( قروبي ) .. قضينا أوقاتا رائعة ..ربما جال بخاطري أكثر من مرة أنني حرمت نفسي من متعة اسمها ( الصداقة ) .. توسعت دائرة معارفي , كثرت صديقاتي .. وتضاعف العدد مع دخولي عالم الفيس بوك .. أصبحت شخصية شبه معروفة في الكلية كلها .. إن لم يكن على أرض الواقع فعلى الفيس بوك على الأقل ..
**
فجأة وبدون مبررات كافية شعرت بالامتلاء ولم أعد راغبة في مزيد من الأندومي .. نظرت إلى الطبق بتعاسة .. لا زال ممتلئا إلى نصفه تقريبا .. لا أحب أن أعطي طبقي لأحد ليلتهمه , والكمية كبيرة لا يمكنني رميها .. إذن لا حل سوى التهامها رغما عني .. حاولت مرة ومرتين ثم كففت عن المحاولة .. يا للمأساة!!
أسوأ إحساس في الدنيا هو أن تجد نفسك مرغما على إكمال طبق مليء بالطعام وأنت ممتلئ .. أنا لا أرغب في المزيد , ولو أرغمت نفسي سأتقيأ .. مجرد رائحة الأندومي تشعرني بالغثيان .. ثم ولى الغثيان ليحل محله الشعور بالندم .. ليتني لم أحاول أن أحبها !! كون الجميع يحبها ليس سببا كافيا لكي أحبها أنا أيضا .. أليس كذلك؟
**
ما أشبه الحياة بطبق الأندومي!!
فيما مضى كنت أكتفي بالعلاقات السطحية , هذا طبعا قبل أن أقرر أن أندمج مع العالم .. ثم شعرت فجأة أنني أريد أن أعود لوحدتي القديمة .. ربما هو الطبع يغلب التطبع .. ربما هي الأحداث الأخيرة .. ربما هو فقدان الثقة في الناس .. لا أعلم بالتحديد .. لكني أعلم جيدا أنني لم أعد راغبة في مزيد من العلاقات ..
أصبحت نظرتي للناس – حتى أقرب المقربين لي – أشبه بنظرتي لطبق الأندومي .. أنا لا أريد لكني مرغمة ولا يمكنني أن أتراجع .. ليس تصرفا مقبولا بل هو قمة الجبن مني .. علي التزامات لا بد من أدائها وليس بوسعي التهرب منها .. ليس الذنب ذنب أحد بل هو خطئي أنا من البداية أن حاولت معاكسة القوقعة التي اعتدت العيش فيها .. وللأسف لا سبيل للتراجع .. دخول الحمام مش زي خروجه!
والأسوأ أنني مضطرة إلى التظاهر بأن شيئا لم يحدث .. يجب علي أن أحتفظ بتظارفي وضحكي ( في الفاضي والمليان ) وخفة الدم التي كنت أشعر بها .. إما هذا أو أجهز نفسي لسماع كم لا ينتهي من الأسئلة عن ما جد ولماذا أصبحت كئيبة ولماذا أصبحت أميل للوحدةوووووووووو , الشيء الذي لا أملك له أي بال رائق .. يكفي ما حدث بعد انترميديات في جلسة المصارحة إياها ..
بنات القروب يعتقدن أنني استغنيت عنهن واكتفيت بسالي وقروبها .. وسالي تظن أنني أحاول أن أتقرب لقروبي كتعويض عن السنة التي بدأت وانتهت دون أن أعطيهن حقهن منها .. ولا أحد يعلم انني أهرب منهم جميعا.. وإن علموا فـ( شيلي شيلتك يختي ) .. اففففففففف

ما أصدقك يا جبران!!
ليت شعري
أي نفع؟
في اجتماع وزحام..
وجدال وضجيج واحتجاج وخصام ..
كلها أنفاق خلد,
وخيوط العنكبوت!!



8
742

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

د. مرام
د. مرام
خاطرة بعد انقطاع طويييييييييييييييييييييييييييييييييل من الكتابة.. :)
معاني لن تتضح الا اذا فسرتها
المسكولات = missed calles = رنة قصيرة على الجوال
انترميديات = مرحلة من مراحل الدراسة الجامعية


عايزة رايكم في الاسلوب وفي المضمون نفسه
صمت الحب**
صمت الحب**
أهلاً بعودتك يامرام..


تشبيهيني كثيراً في بداية إدمانك على الاندومي..


وأعجبني تشبيهك لها بالعلاقات مع الناس..

خواطر رائعة جداً استمتعت بها وراق لي اسلوبك كثيييراً..


ننتظرك بإطلالة أخرى..


حفظكِ الله
ديني كياني
ديني كياني
جوزيتي خيرا
:)
روح الفن
روح الفن
بسم الله الرحمان الرحيم
اندمجت معك الى حد التقمص فكم نتماهى و الله
انا مثلك اركن كثيرا الى الوحدة لانها تشعرني بالامتلاء و الراحة
اختي دعي حياتك تاخذ مجراها فالتحرر من الوحدة قد يبدو صعبا
ولكن الابتعاد عن الصخب اصعب
احييك بصدق على اسلوبك الرشيق الساخر
والى امتاع اخر
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياتي مجرد ذكريـات
رائع دمجك وحبكك للقصه

وأنا لم أكن يوماً إنطوائية ..

لكن جاء من يكسرني ويرميني في قوقعة الإنطواء رغماً عني ..

والحمدلله على كل حال .:(.


بإنتظار الجديد .:26:.