من لحدي..عبركفني الأبيض..من تحت التراب..من أرضكم...

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالتي الأخيره
من لحدي...

عبر كفني الأبيض...
من تحت التراب.....
تحت أرضكم....
(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى)
أخواتي ..بنياتي..
ها أنا أوارى تحت الثرى رحلت عن دنياكم الفانيه..

نعم...رحلت...
..حقاً ...ذلك ليس بأختياري لكنها مشيئة الله وقدرته فلكل أجل كتاب عانيت من مرض لم أبرئ منه ...ولله في ذلك حكمه فحال المؤمن كله خير... إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وأن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له... وليس ذلك إلا للمؤمن..
أخواتي ..بناتي..

كلمات أهمس بها لكن... أدعولي... سامحوني...أصفحن عني...رب وجدة وجدتموها في أنفسكم علي بخطأ أو زلة.. من غير قصد مني ...وها أنا قد رحلت.. تركتكم والله أعلم ماذا سيحل بي؟!
هذه فرصتي الأخيره أطلب الثواب من الله تعالى أن أقول.. بل أصرخ بأعلى صوتي من داخل حفرتي...
بنياتي ...أخياتي..

الله...الله.. في دينكن...
الله ...الله ...في دينكن..
تمسكن بكتاب الله تعالى... فإن كل حرف فيه يقول أنا رسول إليكِ.. فلا تهجرني.. لا قولاً ولا فعلاً...
بنياتي ...أخياتي...
هذه سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم بين أيديكن... أتبعنها... تشبثن بهديها...أحذرن أن تحدن عنها فإن"والله ثم والله فيها النجاة والسعادة"
بنياتي...أخياتي...
أسمعن إلى صرختي بقلوبكن لا...بآذانكن.
أعلمن أن طهارة القلب وحسن الخلق هو السبيل الحقيقي في النبوغ في العلم وجني ثمار المعرفة والتوفيق في الدنيا والأخره..
إن حياة الأنسان منا رحلة صدق بدايتها عند التكليف بما أوجبه الله عليه وما نهاه عنه..ونهايتها هذه الحفرة التي أناديكم منها وإن الفتره التي أنتم فيها الآن هي التي تجمعون فيها الزاد الخير... فهلا جمعتن زاد الخير..مامضى منه لايعود ولا يعوض ...مامضى منه لايزاد فيه ولاينقص...
بنياتي…أخواتي…
الصلاة الصلاة حافظن عليها….. تقربن إلى الله تعالى في صحوكن وكل أموركن(قل أن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)،راقبن الله تعالى(ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى)
صرختي الأخيره…
فلتدوي في قلب كل واحده منكن…توبي إلى الله…أنت قادره على ذلك الآن…بادري من غير سوف… سارعي بها قبل أن يسارع إليك الموت(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت)
أنطلقي إليها بكل عزمك قبل أن يغلق في وجهك بابها ويعلو جسدك من الأرض ترابها…فوالله والله…أنا لك ناصحة.. وعليكِ مشفقه..
إبراء ذمه…
عزائي أنتهى بعد ثلاثة أيام من وفاتي وهو الأحد الماضي فالله… الله بالدعاء والصفح. فإن كانت قد وجدت إحداكن في نفسها شيئاً مني فالتسامح ولتغفر(ألا تحبون أن يغفر لكم)
أختكم من تحت التراب في عالم البرزخ
وفاء بنت عبد العزيز الحميداني

شواهد ناطقة
إن أختكم وفاء الحميداني رحمها الله وغفر الله لها قد أنتقلت للرفيق الأعلى صباح يوم الجمعه الساعة
السابعة وخمس وواربعون دقيقه.. وقد من الله عليها بالنطق بالشهادة تامة.. نسأل الله تعالى أن تكون شهيدة إسناداً إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم(والمبطون شهيداً)
ولقد كانت على صورة مضيئة إذا بدا وجهها رحمها الله مضيئاً مشرقاً وكأنها عروس تزف في ليلة عرسها… بعدما كانت شاحبة اللون من أثر المرض…

هذا والله على ما نقول وكيل..
وصية أختنا في الله رحمها الله وغفر لها كتبتها قبل وفاتها أدعو لها بالرحمه ولنتبع وصاياها فجزاها عنا الجنه وجمعنا وإياها في الفردوس الأعلى
آمين...