وعلى كــــــل ضامـــــــر...

ملتقى الإيمان

مكة المكرمة ...البيت الحرام .



يالطهر هذا المكان ..
يامهوى أفئدة المحبيين ..

قال تعالى :{ وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا }

جاء في أحكام القرآن لابن العربي:
هذا تنبيه من الله تعالى لعباده على فضله،وتعديد لنعمه التي منها جعل البيت الحرام للعرب عموما
ولقريش خصوصا مثابة للناس أي معادا في كل عام لا يخلو منهم ، يقال : ثاب إلى كذا أي : رجع
وعاد إليه ,فإن قيل : ليس كل من جاءه عاد إليه .قلنا : لا يختص ذلك بمن ورد عليه، وإنما المعنى
أنه لا يخلو من الجملة،ولم يعدم قاصدا من الناس,وكذلك جعله تبارك وتعالى أمنا يلقى الرجل فيه
قاتل وليه فلا يروعه .أهـ

كذلك قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية ومضمون ما فسر به هؤلاء الأئمة هذه الآية :
أن الله تعالى يذكر شرف البيت وماجعله موصوفا به شرعا وقدرا من كونه مثابة للناس أي جعله محلا
تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه ولاتقضي منه وطرا ولو ترددت إليه كل عام .أهـ



ما إن ينهي الزائر زيارته حتى يحن ويزداد شوقا إليه ..كيف لا وقد أجاب الله دعاء خليله إبراهيم:
(رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مّ
ِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).

قال ابن كثير في تفسيره : وقوله : (وارزقهم من الثمرات) أي : ليكون ذلك عونا لهم على طاعتك
وكما أنه (واد غير ذي زرع)فاجعل لهم ثمارا يأكلونها . وقد استجاب الله ذلك ،كما قال: (أولم نمكن لهم
حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا)وهذا من لطفه تعالى وكرمه ورحمته وبركته
أنه ليس في البلد الحرام مكة شجرة مثمرة،وهي تجبى إليها ثمرات ما حولها ،استجابة لخليله إبراهيم
عليه الصلاة والسلام.






{ ومن يرد فيه بإلحاد بظلمٍ نذقه من عذابٍ أليم } ( الحج : 25)....

كان السلف الصالح يقدرون حرمة البيت ،ويعظمونه في نفوسهم تعظيماً عجيباً ،حتى إن منهم من تحرج
من سكنى مكة خشية الوقوع في المعاصي،قال ابن رجب : ( وكان جماعة من الصحابة يتقون سكنى
الحرم خشية ارتكاب الذنوب فيه .
وقال: روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لأن أخطيء سبعين خطيئة يعني بغير مكة أحب
إلى من أن أخطيء خطيئة واحدة بمكة .. ) .
وكيف لا يخشى العبد الوقوع في الخطيئة في البلد الحرام, والله تعالى يقول : { ومن يرد فيه
بإلحاد بظلمٍ نذقه من عذابٍ أليم } ( الحج : 25) والملحد في الحرم جرمه عظيم وعاقبته وخيمة،عن ابن
عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أبغض الناس إلى الله ثلاثة : ملحد في الحرم
ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ،ومطلب دم امريء بغير حق ليهريق دمه " رواه البخاري .
وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ في قوله ـ عز وجل ـ { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذابٍ أليم (25)}
قال : (( لو أن رجلاً هَمَّ فيه بإلحاد وهو بعدن أبين لأذاقه عذاباً أليماً )) .
قال ابن كثير بعد أن ذكر الآثار الواردة عن السلف في معنى الآية :
( وهذه الآثار وإن دلت على أن هذه الأشياء من الإلحاد ولكن هو أعم من ذلك ، بل فيها تنبيه على ما هو أغلظ
منها،ولهذا لما هَمَّ أصحاب الفيل على تخريب البيت أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ،ترميهم بحجارة من سجيل ،
فجعلهم كعصف مأكول ، أي دمرهم وجعلهم عبرة ونكالاً لكل من أراده بسوء .
6
415

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غداً أفضل!!
غداً أفضل!!
الكعبة المشرفة ....



حادثة أبرهة وهدم الكعبة ..
جاء في سورة الفيل : {ألمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ
تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ }.
قال الشيخ صالح المغامسي : أن الله عذبهم بالطير، ولا يوجد أحد يوماً ما خوف أحداً من ذريته أو من قرابته
أو من الناس بالطير، لكن لما كان البيت قد جعله الله للناس أمناً خوفهم الله من حيث يأمنون،فلو قابلتهم سباع
البراري والوحوش الكواسر ربما خافوا منها وهربوا؛ لأنها مظنة القتل والهلاك، لكن أن تظلهم طير فلا يمكن
أن تكون مظنة هلاك؛ لأنه لا أحد يخوف أحداً بالطير، وإنما يخوفه بالحيات والعقارب والوحوش.
فهم لما أتوا لبيت آمن وأرادوا أن يهدموه خوفهم الله من حيث يأمنون. هذا أجمل ما يمكن أن يقال.)



رمز الخلود وكعبة الإسلام ...

للاستماع :

http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=196180&type=wma

رمز الخلود وكعبة الإسلام ** كم في الورى لك من جلال سام
يهوي البناء إذا تقادم عهده ** وأراكـ خالدة على الأيام
في كل عام حول بابكـ وقفة ** للناس من عرب ومن أعجام
فإذا الحجيج توافدت أفواجهم ** وتزاحمت في البيت أي زحام
أبصرت ثم عرى الإخاء وطيبة ** وشهدت حقاً قوة الإسلام
الله أكبر كم أراد بكـ الأذى ** قومٌ فما ظفروا بأي مرام
عجبي لهم يبغون هدم بنائها ** ولها من الرحمن أعظم حام
غداً أفضل!!
غداً أفضل!!
(‏هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء‏)‏...

باب الكعبة..

صورة حديثة لقفل باب الكعبة مثبت عليه

سدانة الكعبة المشرفة هي خدمتها والقيام بشئونها وفتح بابها وإغلاقه.
ويعرف الذين يقومون بذلك بالسدنة . وتعرف السدانة كذلك بالحجابة ، ومن يقوم بها
يسمون بالحجبة ؛ لأنه يحجبون الكعبة عن العامة .وكانت عند قصي بن كلاب الجد الرابع للنبي
- صلى الله عليه وسلم - ، ثم صارت من بعده في ولده الأكبر عبد الدار ،ثم صارت في بني
عبد الدار جاهلية وإسلامًا ، ولم تزل السدانة في ذريته حتى انتقلت إلى عثمان بن طلحة
بن أبي طلحة بن عبد الله بن عبد العزى بن عثمان ابن عبد الدار بن قصي .وقد مات عثمان
ولم يعقب ، فصارت إلى ابن عمه شيبة بن عثمان ، ولا تزال في يد ولده إلى الآن .

جاء في كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري :
ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقام إليه علي رضي الله عنه ومفتاح
الكعبة في يده فقال‏:‏ اجمع لنا الحجابة مع السقاية، صلى الله عليك ـ وفي رواية أن الذي قال
ذلك هو العباس ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ (‏أين عثمان بن طلحة‏؟‏‏)‏‏.‏ فدعي له،
فقال له‏:‏ ‏(‏هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء‏)‏،
وفي رواية ابن سعد في الطبقات أنه قال له حين دفع المفتاح إليه‏:‏ ‏(‏خذوها خالدة تالدة،
لا ينزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل إليكم من
هذا البيت بالمعروف‏)‏‏.‏
غداً أفضل!!
غداً أفضل!!

وعلى كل ضامـــر.....





ذكر الدكتور فاضل السامرائي في برنامج لمسات بيانية عند جوابه على سؤال :
ما دلالة تأنيث (يأتين) في قوله تعالى (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) (27) الحج.
فقال :
أولاً ذكر تعالى في الآية قسمين :
* رجالاً أي مشاة يمشون على أرجلهم وليس بمعنى رجال عكس النساء.
* على كل ضامر: أي الركبان على كل ضامر. والضامر هي المهزولة من التعب والسفر من كل فج عميق
ولذا تناسبت كلمة ضامر مع فج عميق للدلالة على التعب والسفر الطويل الذي جعل الإبل مهزولة.
فالمعنى أن يأتوك مشاة ويأتوك ركباناً على كل ضامر وهذه الإبل يأتين من كل فج عميق
(يأتين) وصف لما يُركب وعادة تكون الإبل في المسافات الطويلة وليس للنساء. فيأتين تعود على كل ضامر ولا تعود على نساء أو غيرهم.
فرجالاً تعني مشاة على أرجلهم وركباناً (على الحيوانات الضامرة التي تأتي من كل فج عميق)...
غداً أفضل!!
غداً أفضل!!
حجة الوداع ..




في اليوم التاسع من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة النبوية، وقف نبي الهدى في بطن
الوادي وهو على ناقته القصواء،وحوله أربعين ألفاً من الصحابة . فكانت هذه الخطبة البليغة
التي افتتحها بقرب أجله : أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي
هذا بـهذا الموقف أبداً.فخطب في الناس ووعظهم ..ثم قال : وقد تركت فيكم ما لن تضلوا
بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله. وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد
بلغت وأديت ونصحت. فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس اللهم اشهد ..
اللهم اشهد .. اللهم اشهد.
وبعد أن فرغ النبي من إلقاء الخطبة نزل عليه قوله تعالى:
{اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا} .
وعندما سمعها عمر بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان.



ومما جاء في خطبة يوم النحر :
عن أبي بكرة رضي الله عنه، قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: (أتدرون أي
يوم هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس هذا يوم النحر؟
قلنا بلى قال أي شهر هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس
ذا الحجة؟ قلنا بلى قال أي بلد هذا؟ قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه
قال أليس بالبلد الحرام؟ قلنا بلى، قال فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم
هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت؟ قالوا نعم قال اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب فرب
مبلغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)
رواه البخاري .
غداً أفضل!!
غداً أفضل!!
لبيك اللهم لبيك...





أن التلبية هي إجابة دعوة الله تعالى لخلقه حين دعاهم إلى حج بيته على لسان خليله إبراهيم، ففيها ما يشعر بإكرام الله لعباده بأن كان إيفادهم باستدعاء منه عز وجل في قوله: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق . فإن معنى لبيك اللهم لبيك : أي إجابة لك بعد إجابة، أو أنا مقيم على طاعتك وإجابة دعوتك وأمرك لنا بالحج ، فإن الملبي هو المستسلم المنقاد لداعيه....
فالتلبية هي إعلان بالتوحيد وإظهار له، فإن لبيك مأخوذة من ألَبّ بالمكان إلْباباً: أي أقام به ولزمه، ولَبَّ لغة فيه، قال الفراء ومنه قولهم لَبَّيْك أي أنا مقيم على طاعتك وثنى: ( لبيك...لبيك) على معنى التأكيد أي إلبابا بك بعد إلباب وإقامة بعد إقامة، فـ(لبيك) تعنى أننا طائعون لك ياربنا، وأننا مقيمون على هذه الطاعة .





حال السلف في عرفات...

كانت أحوال السلف في عرفات تتنوع، فمنهم من كان يغلب عليه الخوف والحياء، ومنهم من كان يتعلق بأذيال الرجاء، ومنهم من كان يغلب عليه الشوق والقلق،
ولكنهم كانوا يتساوون جميعاً في الذكر والدعاء والإقبال على الله ومناجاته والانطراح بين يديه.
وقف مطرّف وبكر ابنا عبدالله بن الشخير رضي الله عنهما في الموقف، فقال مطرّف: ( اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي!! ) وقال بكر: ( ما أشرفه من مقام وأرجاه لأهله، لولا أني فيهم!! ).
وقال الفضيل لشعيب بن حرب بالموسم: ( إن كنت تظن أنه شهد الموقف أحد شرّ مني ومنك فبئس ما ظننت! ).
وكان أبو عبيدة الخواص يقول في الموقف: ( واشوقاه إلى من يراني ولا أراه )
وكان سفيان الثوري ممن يقدم الرجاء في هذا اليوم، فقد قال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاث على ركبتيه، وعيناه تهملان، فالتفت إليّ فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: ( الذي يظن أن الله لا يفغر لهم! ).
وروي عن الفضيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفة، فقال: ( أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقاً - يعني سدس درهم - أكان يردهم؟ قالوا: لا. قال: والله للمغفرة عند الله، أهون من إجابة رجل لهم بدانق!! ).





ياراحلين إلى منى ..

للاستماع:

صوتيات الشبكة الإسلامية