الى فتيات سن العشرين فقط ما رأيكم؟

الأسرة والمجتمع

عشرينيات يتعلقن برجال أربعينيين
رغبة في الحماية وبحثا عن الحكمة المنشودة


بقلم فريهان الحسن
عمّان- لم تكن ليندا تتخيل أن علاقتها برجل يكبرها بنحو 15 عاما ستمنحها هذا الشعور المتدفق من السعادة والغبطة، فقد انعقدت بينهما صداقة "يصعب تصديق متانتها"، كما تقول، رغم ما كانت تظنه من عقبات قد تعترض سبيل التفاهم بسبب الفارق العمري بينهما.
وتجد ليندا (27 عاما) شغفا كبيرا بمصادقة رجال في الأربعين، عازية هذا الاختيار إلى أنه يحقق لها "الشعور بالنضج"، خصوصا أن رجل الأربعين، كما تقول، "يتمتع بشخصية آسرة، ويمتاز بتجارب كبيرة تشعرني بأهمية الاقتراب منه والتواصل معه".
وتشاطر سوزان ليندا بأن الرجل الأربعيني يتمتع بـ"جاذبية وسحر" لا تجدهما عند الرجال الآخرين الذين في عمرها.
وتقول سوزان (28 عاماً) إنها نسجت صداقات مع أكثر من رجل تتراوح أعمارهم ما بين 40 إلى 45 عاما.
"ولا تعد ظاهرة مصادقة الفتاة لرجل أربعيني أمرا مرَضيا"، كما يؤكد اختصاصي علم الاجتماع في جامعة فيلادلفيا الدكتور سالم ساري، الذي يضيف "إذا كانت الفتاة واعية تماما، فستجد أن الرجل الأربعيني أفضل لها من الشاب الصغير القريب من عمرها"، موضحا أن "الفتاة تعجب بهذا الرجل وتبحث فيه عن الثقافة وقوة الشخصية".
وكلما كانت الفتاة أكثر وعيا زادت لديها نسبة الإعجاب بالرجل الأربعيني، إذ أن الفتاة تنضج عاطفيا ونفسيا قبل الرجل، بحسب ساري.
ويجد ساري أن الزواج عندما يتم بين الفتاة العشرينية والرجل الأربعيني يكون "زواجا ناجحا ومؤهلا، إذ يقود الرجل هذه الحياة في الغالب إلى الاستقرار".
ويرى ساري أن "نظرة الفتاة لذاتها قد تغيرت ولم تعد الفتاة منغلقة في قراراتها، بل أصبحت مستقلة وواعية ومستقرة، وأضحت تجد الرجل الأربعيني رجلا عقلانيا ناضجا ومكتملا يلفت انتباهها من دون غيره".
وتروي نادية (22 عاما) كيف أنها تعلقت برجل كان على أعتاب الأربعين، معللة اختيارها هذا بأنها وجدت فيه "صورة مطابقة لصورة أبيها الذي كانت متعلقة به إلى حد بعيد".
ويرى اختصاصي الطب النفسي د. محمد الحباشنة أن بعض الفتيات في مرحلة العشرينيات يبحثن عن نضج أعلى وشخصية متماسكة ومستقرة من الناحية الاجتماعية والوظيفية والمالية للرجل. ويلفت إلى أن الفتاة تبحث أحيانا عن معاني الرجولة الكاملة في الشخص الذي تود التواصل معه.
ويعلق خبير مهارات الاتصال والقيادة الشخصية ماهر سلامة قائلاً "رغبة الفتاة في إحياء صورة أبيها الذي يمدها بالحنان والدفء يدفعها إلى البحث عن رجل يكبرها كثيرا".
ويضع سلامة هذه الظاهرة في سياق رغبة الفتاة "البحث عن الحنان المفقود في الماضي، أو الذي لا تود فقدانه في المستقبل".
ويزيد سلامة بأن وراء اختيار الفتاة العشرينية رجلا أربعينيا دوافع لها صلة بالبحث عن الحماية، خصوصا في ظل مجتمعات لا ينضج فيها الشاب نفسيا وعاطفيا واجتماعيا واقتصاديا في سن مبكرة.
ثم إن بعض الفتيات، وفق سلامة، يتمتعن بنضج عالٍ قريب من الحكمة يدفعهن إلى البحث عن نظير هذه المعرفة في رجل يعتقدن أنه "خبير".
ويرى سلامة أن الحماية تمثل، وفق "هرم ماسلو" للحاجات الإنسانية، المرتبة الثانية من حاجات الإنسان للارتقاء نحو الحب وتوكيد الذات.
ويشير ساري إلى أن الرجل عند تقدمه في السن "يبقى في عز عطائه، لذا لا يعد العمر فارقا كبيرا"، مبينا أن "المجتمع الكلي هو مجموعة من الأنماط الثقافية".
ويقارن ساري بين البدو والحضر، إذ لم تكن نظرة الفرق العمري موجودة لدى البدو، أما الحضر فكانوا يحرصون على الإنجازات التي تأخذ دائما وقتا أطول، لذا يكون عمر الشباب والفتيات أكبر.
بيد أن الحباشنة يلح على أن التوازن في العمر والتفكير "مهم بين الرجل والمرأة"، مبينا أن لكل علاقة طبيعتها ومزاياها.
ويعد نجاح العلاقة بين الرجل الأربعيني والفتاة العشرينية مسألة نسبية، بحسب الحباشنة، إذ أن نسبة نجاحها وفشلها متوقفة على طبيعة الأشخاص.
وينصح الحباشنة أن يتمهل الشخص في اختيار شريكه، عن طريق اختيار الشخص الجيد والناضج، مبينا أن اهتمامات جيل الشباب في مرحلة العشرينيات تكون أحيانا "غير جدية وغير ناجحة، إذ يغرمون بالشكليات والكماليات والممتلكات ولا يملكون نضجا معرفيا كاملا".
ويجد الحباشنة أن الزواج بين الفتاة العشرينية والرجل الأربعيني يمكن أن يكون ناجحا، ولكن في الوقت ذاته فإن القاعدة العلمية الإنسانية تؤكد على ضرورة تقارب الأعمار بين الزوجين وذلك ليكون هنالك تقارب معرفي.
ويذكّر سلامة في سياق تحليله لطبيعة العلاقات الناشئة أحيانا بين فتاة عشرينية ورجل أربعيني أو خمسيني بفيلم لطخة إنسانية (The Human Stain) لأنطوني هوبكينز ونيكول كيدمان عن رواية فيليب روث، "حيث يكمن، في نظري، سر تعلق كيدمان بهوبكنز في الفيلم في أنها لقيت فيه الحنان والأمان والدفء الذي كانت تفتقده في علاقاتها السابقة، فضلا عن تلقيها نتيجة هذه العلاقات فيضا من الخبرة والحماية عدلت مسارها الحياتي وعالجت إحباطاتها النفسية ومنحتها جرعة كبيرة من التوازن الذي كان من المستعبد أن يتحقق في علاقة مع رجل في مثل سنها
".


منقول من جريدة صوت الغد – عدد 26/11/2007
5
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شعاع الدين
شعاع الدين
موضوع رائع
مشكووووووووووووووووووووووووووووره
شمس النصر
شمس النصر
وجهة نظر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
The first Queen
The first Queen
أهم شي مين هالانسان مو كم عمره!!! ما أحس له دخل في ناس بالأربعين علتن مطاوله
بالونه مفقوعه
وجهة نظر بس بعد 10 سنين هي بشبابها وهو يدور مخدته الساعه 9