الطوفان يجبر مارق على توديع طفلته في أحضان مجهولة

الملتقى العام


كان غير متيقن من أنه سيجدها بعد تلك اللحظة
الطوفان يجبر مارق على توديع طفلته في أحضان مجهولة الأربعاء 09 ديسمبر 2009
12:52 م

​متابعة - جدة : ردد محمد الضيط مارق عبارة «ابنتي أمانة في عنقك» لأحد الشبان، أثناء محاصرة السيول له وزوجته يوم الأربعاء قبل الماضي إلى جوار جسر الجامعة في جدة، وهو غير متيقن من أنه سيجد طفلته ذات العام الواحد بعد تلك اللحظة، فعندما ارتفع منسوب المياه وبلغ الحناجر, لم يجد مارق الضيط من وسيلة تبقي على حياة طفلته سوى الإلقاء بها في حضن الشاب المتواجد في الموقع، لتسلم هي فيما يتفرغ مع زوجته والشغالة لمجابهة السيل الذي ظهر أمامه فجأة، وكان الشاب على قدر المسؤولية حين تحمل الأمانة واحتفظ بها حتى عادت لذويها عقب ثماني ساعات من الغياب بين الأمواج.

ووفقا لتقرير أعده الزميل أحمد الهلالي ونشرته "الحياة"، تختزن ذاكرة الضيط بقصص وقعت خلال ساعات فقط ذلك اليوم يشيب لها الولدان، منها ذلك الرجل الذي لم يجد أمام غرق أحد ابنائه سوى قراءة القرآن تارة والبكاء والنحيب على فقيده تارة أخرى مردداً "تكفون... تكفون أنقذوني". وقال مارق: "لم أتوقع على الإطلاق أن أعيش تلك الكوارث التي رأيتها يوم الأربعاء، فحين خرجت من منزلي في حي الصفا متوجهاً لقضاء العيد في العاصمة الرياض فوجئت بازدحام كثيف بجوار جسر الجامعة على طريق الحرمين، وفي البداية اعتقدت أنه حادث سير، بيد أن الانتظار طال".
وأضاف: "لم أتخيل أن يتسبب المطر في ذلك، لاسيما وأنه كان خفيفاً، وفجأة داهمنا السيل جارفاً العديد من المركبات في الاتجاه المعاكس، والناس يفرون من سيارات بطريقة هستيريا، أيقنت بعدها بوقوع الكارثة". وتابع مارق: "وبعد أن فقدنا السيطرة على السيارة قررت إخراج زوجتي وابنتي والعاملة المنزلية منها، واتجــهنا إلى بوابة جامعة الملك عبدالعزيز، إلا أني وجدتها مغلقة، في الوقت الذي يقترب فيه السيل منها، فلم أجد سوى تسليم طفلتي لشاب كان في الموقع وأوصيته بها خيراً لعلي لن أراها بعد ذلك، وفيما كنت أحاول أن أحمي زوجتي والشغالة من الغرق، رأيت الشاب يدخل بصغيرتي إلى حرم الجامعة من إحدى النوافذ في البوابة".
وروى أنه شاهد أكثر من 50 شخصاً منهم النساء والرجال يجرفهم الطوفان، إضافة إلى بعض الأشخاص يركضون والبعض الآخر يطفون على الماء. مؤكداً أنه لن ينسى على الإطلاق منظر الرجل الطاعن في السن وهو يصرخ ويتوسل الناس لإنقاذ أمه وزوجته اللتين قضتا في السيول. وتساءل مارق عن دور الدفاع المدني خلال ذلك اليوم، موضحاً أنه "قضى في إحدى البنايات تحت ال***** داخل الحرم الجامعي ست ساعات من دون أن يجد أي تعاون منهم".

المصدر




http://www.sabq.org/sabq/user/news?section=5&id=2845
52
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جودي الغلا
جودي الغلا
لا حول ولا قوة إلا بالله
Fullah
Fullah
لا حول ولا قوة إلا بالله~
ام الأرجوان
ام الأرجوان
لاحول ولاقوة الا بالله
الحمدلله الي رجعت له طفلته وهي سالمه
احلى من العسل
احلى من العسل
الحمد لله على سلامة طفلته
والله يرحم موتى المسلمين
*زهرة السوسن*
*زهرة السوسن*
لا حول ولا قوة إلا بالله