ياحنين@

ياحنين@ @yahnyn

محررة برونزية

وماااااااااااات البطل

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم
ما أفضل الموت الذي يساوي بيننا جميعاً، فلا يكون أمامه غني أو فقير، ضعيف أو قوي، أبيض أو أسود، مواطن أو مقيم، لكن الذكرى تبقى هي النافعة للجميع، وذكرى الشهيد البطل فرمان خان هي التي تنتظر أن نؤمن في هذه الحياة وقبل ذاك الموت أننا كلنا سواء.

لم يقدم فرمان خان قبل أن تدفعه الشهامة وتوجهه المروءة لإنقاذ 14 شخصاً من السيل الهادر خطاب تعريف، أو صورة لجواز مختوم، أو تفويضا من أهل الغرقى قبل أن ينقذهم، لم يقدم شيئاً من هذا، كما نسي أن يفعل ذلك حين هب لإنقاذ النفس الخامسة عشرة قبل أن يختطفه السيل، لم يقف في طابور لاستخراج تأشيرة أو استقدام أو زيارة عائلية أو تجارية، لم يدفع في الصراف رسوم خروج وعودة، رغم أنه دخل وخرج في مجرى السيل المندفع 14 مرة وفي الخامسة عشرة تخلف وحبسه حابس الموت فلم يسدد الخروج النهائي.

لم يكن ببال البطل الباكستاني ابن إحدى قرى وادي سوات فرمان علي خان عمر رحمن حين أنقذ هؤلاء أن تمضي الأسابيع تلو الأخرى حتى يؤكد سفير المملكة لدى باكستان لوزير المغتربين الباكستاني وأسرة الشهيد البطل أننا ما زلنا ندرس ملف الشهيد البطل لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتكريمه، ولم يدر بخلده أن الحكومة الباكستانية ستوفد وزير المغتربين إلى منزل الأسرة لنقل تعازيها وإبلاغ ذويه بأنها قررت تخصيص قطعة أرض في العاصمة إسلام أباد لأسرته، ومنحها مبلغ 500 ألف روبية (22 ألف ريال سعودي)، تعبيراً عن تقدير إسلام أباد لبطولة الفقيد، وأن الوزير الباكستاني سوف يقابل والده ووالدته وشقيق أرملته، -المرأة تغيب حتى عن شرف تكريم زوجها البطل-، لم يعلم فرمان خان الذي استشهد عن عمر يناهز 32 عاماً أن صغيراته الثلاث زبيدة (7 سنوات)، ومديحة (6 سنوات) وجريرة (4 سنوات) هن اللاتي سيلقين عليه النظرة الأخيرة في باكستان عبر رحلة لجثته من مستوصف الهجرة جنوب جدة إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الملك عبدالعزيز إلى قريته، لم يكن يعلم فرمان خان جنسية أو لون أو حسب أو قبيلة أو فخذ أو عائلة من مد إليهم يده ومن جعله الله سبباً من عنده في إنقاذهم جميعاً، والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أفضل الموت الذي يساوي بيننا جميعاً، فلا يكون أمامه غني أو فقير، ضعيف أو قوي، أبيض أو أسود، مواطن أو مقيم، لكن الذكرى تبقى هي النافعة للجميع، وذكرى الشهيد البطل فرمان خان هي التي تنتظر أن نؤمن في هذه الحياة وقبل ذاك الموت أننا كلنا سواء.

لم يقدم فرمان خان قبل أن تدفعه الشهامة وتوجهه المروءة لإنقاذ 14 شخصاً من السيل الهادر خطاب تعريف، أو صورة لجواز مختوم، أو تفويضا من أهل الغرقى قبل أن ينقذهم، لم يقدم شيئاً من هذا، كما نسي أن يفعل ذلك حين هب لإنقاذ النفس الخامسة عشرة قبل أن يختطفه السيل، لم يقف في طابور لاستخراج تأشيرة أو استقدام أو زيارة عائلية أو تجارية، لم يدفع في الصراف رسوم خروج وعودة، رغم أنه دخل وخرج في مجرى السيل المندفع 14 مرة وفي الخامسة عشرة تخلف وحبسه حابس الموت فلم يسدد الخروج النهائي.

لم يكن ببال البطل الباكستاني ابن إحدى قرى وادي سوات فرمان علي خان عمر رحمن حين أنقذ هؤلاء أن تمضي الأسابيع تلو الأخرى حتى يؤكد سفير المملكة لدى باكستان لوزير المغتربين الباكستاني وأسرة الشهيد البطل أننا ما زلنا ندرس ملف الشهيد البطل لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتكريمه، ولم يدر بخلده أن الحكومة الباكستانية ستوفد وزير المغتربين إلى منزل الأسرة لنقل تعازيها وإبلاغ ذويه بأنها قررت تخصيص قطعة أرض في العاصمة إسلام أباد لأسرته، ومنحها مبلغ 500 ألف روبية (22 ألف ريال سعودي)، تعبيراً عن تقدير إسلام أباد لبطولة الفقيد، وأن الوزير الباكستاني سوف يقابل والده ووالدته وشقيق أرملته، -المرأة تغيب حتى عن شرف تكريم زوجها البطل-، لم يعلم فرمان خان الذي استشهد عن عمر يناهز 32 عاماً أن صغيراته الثلاث زبيدة (7 سنوات)، ومديحة (6 سنوات) وجريرة (4 سنوات) هن اللاتي سيلقين عليه النظرة الأخيرة في باكستان عبر رحلة لجثته من مستوصف الهجرة جنوب جدة إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الملك عبدالعزيز إلى قريته، لم يكن يعلم فرمان خان جنسية أو لون أو حسب أو قبيلة أو فخذ أو عائلة من مد إليهم يده ومن جعله الله سبباً من عنده في إنقاذهم جميعاً، والحمد لله رب العالمين.

لم يأخذ فرمان فرقة إنقاذ أو تدريب على مواجهة الكوارث أو بدل انتقال بل استخدم إطارات سيارات وحبلاً وألواحاً خشبية وحجارة حين خرج من منزله في الكيلو 13 بغرض إنقاذ هؤلاء، فقد قدم للعمل في المملكة منذ ست سنوات هي عمر ابنته الوسطى مديحة، عمل في محل تموينات، ولم يغادر إلى بلاده سوى مرتين كان آخرها قبل نحو أربع سنوات هي عمر ابنته الصغيرة جريرة التي لم يُقدَّر له أن يراها.

ربما كان تصور البطولة شيئا وتصويرها شيئا آخر، أكاد أراه يربط أربع عشرة مرة الحجارة في طرف الحبال ويرميها للملهوفين، وبعدها تخور قوى الشاب الفتي الجامعي الذي يجيد فن الكاراتيه أو الدفاع عن النفس باليد الخالية، فيلقى ربه فرحاً بلقائه وبعمله، لديه العديد من الشهادات في الأعمال التطوعية في باكستان، فقد اقتحم ذات يوم حريقاً مشتعلاً عندما كان عمره 16 عاماً وانتزع أنبوبة غاز لو انفجرت كانت ستحدث كارثةً نظراً لوجود مستودع أسلحة إلى جوار المحل المحترق.

إن البطل لا يرى ما يراه الآخرون من منافع لكارثة السيل أو شراء سيارات تالفة بأبخس الأسعار أو إدراج أسماء ذويهم في عداد المفقودين كذباً، وإنما يتمتع بوعي عميق وإدراك دقيق ينبعان من قلب وعزم وإرادة، الهدف لديه أكبر من الحاجة، والرسالة عنده أسمى من الرغبة، الجسد أهون عنده من أي شيء آخر، والروح فيه أغلى من الدنيا بأسرها، تحكمه القيم ويحتكم إليها، البطل هو الكبير الذي ربما ينساه الصغار، فقد يغيب ذكره ولكن أبداً لا تغيب ذكراه، ليصدق فيه قول أمير الشعراء أحمد شوقي :"خُيرت فاخترت المبيت على الطـوى، لم تبن جاهـاً أو تلـــم ثراء، إن البطولة أن تموت من الظمــا، ليس البطولـــة أن تعب الماء".



تعليقي :-

مقال مؤثر
وستبقى تضحيات هذا البطل محفورة في قلب كل مواطن
دخل التاريخ بدون ان يعلم انه سيدخله
غاب عن الدنيا ولكن ذكراه خالدة
تصرف كبير ومشرف اذ تم تكريمه من قبل حكومته
نسأل الله العلى العظيم ان يسكنه الفردوس الاعلى من الجنة
ثقتي الكبيرة انه سيكرم من ولاة الامر نظير جهوده الجبارة هذه
صار فرمان خان حديث المجالس كلها والكل يدعوا له بالرحمة والغفران
كم كنت احلم ان تسمى مدرسة باسمه وفي نفس المكان الذي توفي فيه
كم كنت احلم ان تبنى له مدرسة في نفس قريته
الشهامة والنخوة سترتبط بفرمان جيلا بعد جيل
لله درك لن توفيك السطور ولن توفيك كل الكلمات
والسلام


















[/url




منقوووووووووووووول
3
360

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الفجر البـــعيد
استغفرالله استغفرالله استغفرالله
المحبه دئماً
المحبه دئماً
لاحول ولاقوة الا بالله
مرجانة البحور
الله يرحمه برحمته الواسعة

بجد بطل ربنا يرحمه

شكرا ختى على الموضوع