بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا البيان وجهه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في عام 1356هـ 1937م) لتبيين رأيه في قضية تحرير المرأه ) التي كانت في أوجها في بعض الدول العربيه .
عثرت عليه كنشره في زاويه الكتب المعده للقراءه بصالة انتظار وبعد قراءتي له لفت نظري حجم التغييرات التى حدث خلال الفتره من تاريخه الى يومنا هذا . وحبيت انقله لكم للأطلاع على ما ورد فيه وهو بعنوان ..
الملك عبد العزير رحمه الله وقضية تحرير المرأه
حيث قال رحمه الله -:
أقبح ماهناك في الأخلاق ،ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن ، وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها ،حتى نبذن وظائفهن الأساسيه ،من تدبير المنزل ،
وتربية الأطفال ،وتوجيه الناشئه ،الذين هم فلذات أكبادهن ،وأمل المستقبل ،إلى مافيه حب الدين والوطن ،ومكارم الأخلاق ،ونسين واجباتهن الخُلُقيه من حب العائله التى عليها قوام الأمم ،وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعه .
ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل ،وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن ،فلا - الله - ليس هذا "التمدن " في شرعنا وعرفنا وعادتنا ، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ،ومروءة ،ان يرى زوجته أو أحد من عائلته أو المنتسبين له في هذا الموقف المخزي .
هذه طريق شائكة ، تدفع بالأمه إلى هوة الدمار , ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج عن دينه ،خارج من عقله ،خارج من بيته .
فالعائله هي الركن في بناء الأمم ،وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم أن يدافع عنها .
أننا لانريد من كلامنا هذا التعسف والتجبر في أمر النساء ، فالدين الأسلامي قد شرع لهن حقوقاً يتمتعن بها ، لاتوجد حتى الآن في قوانين أرقى الأمم المتمدنه ،وإذا اتبعنا تعاليمه كما يجب ،فلا في تقاليدنا الإسلاميه ، وشرعنا السامي ،مايؤخذ علينا ،ولا يمنع من تقدمنا في مضمار الحياة والرقي ، إذا وجهنا المرأه إلى وظائفها الأساسيه ،وهذا مايعترف به كثير من الأوروبيين ،من أرباب الحصانه والإنصاف .
ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب ،واجتمع بهم كثير ممن نثق بهم من المسلمين وسمعناهم يشكون مًر الشكوى ،من تفكك الأخلاق ،وتصدع ركن العائله في بلادهم من جراء المفاسد ،وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا ،وما جاء به نبينا من التعاليم التي تقود البشريه إلى طريق الهدى ،وساحل السلامة ،ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها ،وتنذر ملكهم بالخراب ،والحروب الجائره .
وهؤلاء نوابغ كتابهم ومفكريهم ، قد علموا حق العلم هذه الهوة السحيقة التي أمامهم ،والمنقادين إليها بحكم الحالة الراهنة ،وهم لا يفتأون في تنبيه شعوبهم ،بالكتب والنشرات والجرائد ،على عدم الاندفاع في هذه الطريق التي يعتقدونها سبب الدمار والخراب .
إنني لأعجب أكبر العجب ،ممن يدعي النور والعلم ، وحب الرقي لبلاده ،من الشبيبه التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها ،ما نوهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم ، ثم لاترعوي عن ذلك ،وتتبارى في طغيانها ،وتستمر في عمل كل امر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلاميه والعربيه ، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاء به نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم )، رحمة وهدى لنا ولسائر البشر .
فالواجب على كل مسلم وعربي ، فخور بدينه ،معتز بعربيته،
ألا يخالف مبادئه الدينية , وما أمر به الله تعالى ، بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش ،والعمل على كل مافيه الخير لبلاده ووطنه ، فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمه ،والعلم الصحيح ، والسير على الأخلاق الكريمه ، والأنصراف عن الرذيلة ،وكل ما من شأنه أن يمس الدين ،والسمت العربي ، والمروءة ، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده ، الذين أتوا بأعظم الأمور باتباعهم أوامر الشريعه ، التي تحث على عبادة الله وحده ، وأخلاص النية في العمل ، وأن يعرف حق المعرفه معنى ربه ،ومعنى الإسلام وعظمته ، وما جاء به نبينا : ذلك البطل الكريم والعظيم (صلى الله عليه وسلم ) من التعاليم القيمة التي تُسعد الإنسان في الدارين ، وتعلمه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وان يقوم بأمر عائلته ،ويصلح من شأنها ،ويتذوق ثمرة عمله الشريف ، فإذا عمل ، فقد قام بواجبه ، وخدم وطنه وبلاده .
________________________
نشر هذا البيان في جريدة ام القرى في يوم 3/ 11/ 1360هـ
النشره من اعداد سليمان الخراشي
مهلبيه هانم @mhlbyh_hanm
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
كانت نصيحه للدول العربيه المجاوره واليوم نحن أشد حاجة إليها
نصيحة حكيمه من رجل دين ووطن
جزاك الله خيرا