سنابل العطاء
سنابل العطاء
جزاكم الله خيراً أخواتي على إضافتكم القيمة وأدعيتكم.

ضاعف الله لكم في أجوركم.



وأزيدكم بما استزدت...


من آثار الاستغناء بالله:

استغناؤك عن ما في أيدي الناس وعدم طلبك من المخلوقين.


فلا حول ولا قوة إلا بالله.

أي لن تتغيري من حال إلى حال إلا بالله،

فعليك الافتقار إليه في كل لحظة.


فإن نصحت فافتقري إلى الله بأن يجعل أثراً لنصيحتك في قلوب السامعين.



واعلمي...


بقدر حاجتك للناس تقل قيمتك عندهم.

لكن الله أكرم ما تكونين عنده في أحوج ما تكونين له وأفقر ما تكونين إليه.



وإليك ما قال الإمام أحمد بن حنبل...


بعد محنة خلق القرآن وبعد الإفراج عنه،

أرسل إليه الأمير مالاً فرده ورفض أن يأخذه،

فأراد التجار أن يعرفون سبب هذا الرفض.

هل السبب لأنه مال الأمير الذي يمكن أن يكون قد خالطه الحرام؟

أم لعزة نفسه وكرامته عن ما في أيدي الناس؟

فبدأوا يرسلون إليه أموالهم ويردها،

وكان عمه بجوراه يكتب عدد الأموال التي تحضر له من كل تاجر،

حتى بلغ بيوم واحد ألاف مؤلفة.


فقال الإمام أحمد لعمه:

كفاك عن هذا إن الذي تفعله لن ينفعك أو يضرك.


فقال عمه:

إنك في اليوم الواحد رددت أكثر من كذا وكذا.


فرد عليه الإمام أحمد بكلمة عظيمة:

ياعماه لو طلبناه ما أتانا إنما أتانا عندما تركناه.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -:

( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه،

وجمع عليه شمله، ثم أتته الدنيا وهي راغمة،

ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه،

وفرّق عليه شمله، ولن يأته من الدنيا إلا ما قُدر له).



استغني عن ما في أيدي الناس مع إحسانك لهم رجاءً لما عند الله.


فقد قال رسول صلى الله عليه وسلم :

" أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً,

أو تقضي عنه ديناً ,أو تطعمه خبزاً"


قال عليه الصلاة والسلام :

(من أحب أن يزحزح عن النار ويُدخل الجنة

فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ،

وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه).


التعبد إلى الله بمعنى اسمه الغني:

استشعارك غنى الله عن عبادتك.

(و من جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين).

(يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين).

استحضري في نفسك وأنت تؤدي العبادة أن الله في غنى عنها،

وإنما هي لك، من أجل مصلحتك.

واستشعري فقرك إلى تلك العبادة،

وأنك أنت المحتاجة لها لتكون حجة عليك ونوراً لك يوم القيامة.


فهل يعقل؟؟

أن الله يوفقك إلى عبادته من أجل مصلحتك ثم بعد ذلك تمننين عليه بذلك.

وتنسي أن هذه العبادة هي لك إن فعلتيها لن تنفع لله وإن تركتيها لن تضر الله.


فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالى:

( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم

كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي

يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم

كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي

يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم

قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته

ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر

يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها

فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومه إلا نفسه).



وأنت أيتها الملتزمة...


حاجتك لله أكثر من حاجة تلك العاصية.

حاجتك له بتثبت قلبك،

وتعريفه لك بمواقع رضاه لتعمليها ومواقع سخطه لتجتنبيها وتوفيقه لك بالعبادة.


ادعي الله بما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوه:

(اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك).

فأنت فقيرة إلى الله في تثبيت قلبك،

قلبك ليس بيدك وإنما بيد مقلبه كيف يشاء.


فإن تغير قلبك عليك فافتقري إلى الله واضرعي إليه بأن يهديه ويثبته.

واعلمي أن المجالس والدروس والمحاضرات هي أسباب فقط فاطلبيها،

ولكن لا تعتمدي عليها وإنما اعتمدي على المسبب.

فكم أنت فقيرة إلى الله مالك قلبك.



اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على طاعتك.

اللهم اجعل حبنا كله لك وسعينا كله لمرضاتك.
أمونة المصونة
جزاك الله خيراً أختي الغالية سنابل العطاء.

معلومات قيمة جداً.

جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
سنابل العطاء
سنابل العطاء

أختي الحبيبة: أمونة المصونة.

أهلاً بك وحياك الله.

وإياك أخية.

نفعك الله بما قرأت.

وملأ الله قلبك غناً به عن من سواه.