ظاهرة خاصة بالملتزمين

ملتقى الإيمان


ظاهرة خاصة بمن إلتزم
هنيئا لمن هداه الله وبصره طريق الحق رغم ما نجده في زمن الفتن
فاللهم لك الحمد على نعمة الهداية

لكن ماذا بعد الإلتزام ؟؟؟
يتعرض الكثير ممن إلتزموا لهذه الظاهرة


يشتكي فيها الشاب ويقول : بعد التزامي بفترة عام أو أكثر بدأت أشعر بعدم اللذة في

العبادة كما هو الحال في بداية التزامي بل أصبحت أقوم بالعبادة وكأنها عادة ..

والكثير من الكلمات المشابهة لذلك

وهذه هي ظاهرة الفتور بعد الالتزام ..


::::::::::::::::::::::::

تبدأ بأن الشاب يلتزم فيريد أن يفعل كل شئ في آن واحد

قيام ليل وقراءة قرأن وصيام وإعفاء اللحية ووووو كله في أن واحد

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه )
فلما يشتد على نفسه بالطاعات مرة واحدة يؤدي ذلك

إما إلى انقطاعه عن أدائها بل قد ينتكس ويرجع أسوء مما كان عليه

واما أن يرى تكاثر الطاعات عليه فيؤديها و لايشعر بلذتها لأنه فقد اللذة الأولى ..

فتجده بعد أن كان يشعر بلذه عجيبه وهو يصلي الليل أصبح قيام الليل ثقلا كبيرا يريد أن يؤديه كعاده

بعد أن كان لسان حاله ( أرحنا بها ) أصبح ( أرحنا منها ) فيقوم ليصلي ليؤدي ماعليه

دون الشعور بلذتها فيقوم ويركع ويسجد مجرد حركات خالية من الايمانيات

واستحضار مناجاة الرحمن ..

ويبدأ في التدرج في الفتور

بدءا من عدم حضور القلب ويقل إيمانه شيئا فشيئا :

فيقوم بالعبادة ولا يشعر بها يصلي ويخرج من صلاته كما دخل , يذكر ولا يجد شيئا

يصل لقلبه من هذا الذكر يفعل ويفعل ولا يجد اللذة الايمانية التي لطالما سمع عنها

وقرأ عنها في كتب السلف الصالح ..

ويبدأ إيمانه في النزول فالإيمان يزيد وينقص ولا يحدث له توقف فمن لم يجد إيمانياته

في علو فلاشك فهي في نقصان .. والنزول اسهل من الصعود ..

ولمن كان في هذه المرحلة عليه باللجوء إلى الله والدعاء بخشوع طالبا من الله الثبات

وأن يرد عليه إيمانه ويجتهد في زيادة إيمانه بزيادة الطاعات والحرص على مرافقة

أهل الصلاح فهم خير معين له ..

::::::::::::::::::::::::

فإن لم يعالج قلبه في هذه المرحلة دخل في مرحلة أخرى

ألا وهي التوسع في المباحات والوقوع في المكروهات والمعاصي واستثقال الطاعات :

فتجده يزيد من أمر المباح وهو مالا حرج على فاعله وهو مطلوب لكن دون توسع

ومبالغه حتى لا يكون فتنه له فما المرء إلا كعابر سبيل في هذه الدنيا ولن يأخذ إلا ما

قد كتبه الله له ..

في تلك الأثناء يكون الشيطان متربصا به ينتظر أي لحظة فتور أو غفله ليستأسد عليه

ويضعه بين مخالبه ويزين له الأعمال فيزين له أمر المباحات هذا مباح وهذا جائز

وهذا وهذا فلم التشدد !!

فيصلي الفرائض فقط طالما أن النوافل ليست بفرض وعلى هذا قس باقي العبادات ..

فلا يزال بالمرء فيموت القلب ويبدأ في النزول أكثر وأكثر حتى تزل قدماه في وحل

المعاصي .. ويبدأ بالاستهانه بالذنوب والتحقير منها مع الانشغال بأمور الدنيا مستمتعا

بالشهوات , فيصبح القلب كالبيت الخرب ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

::::::::::::::::::::::::

أخر مرحلة وهي الوقوع في أعمق جزء من النهر فيبدأ بالوقوع في الكبائر بل وعمل

البدع بل قد يترك الواجبات كالصلاة وينتكس ولا حول ولا قوة إلا بالله .. فتكون

حياته جحيما فمن أعرض عن ذكر الله فله معيشة ضنكا هذا غير ما يجده في أخرته

يوم العرض والحساب يوم تدنو الشمس من رؤوس العباد فعندها لن ينفع الندم ..

هذه هي قضية الفتور الكثير يمر بها ولكل منهم وقفه عند مرحلة منها ..

وفي تلك الأثناء مع الفتور تتكالب على المرء الأعداء :

فيأتي الشيطان ليشعره بشدة دينه وأن الدين كله تشدد فأين الترويح واين وأين ..

فالشيطان لا يمل يظل بالمرء وخصوصا إذا رأى منه غفلة أو فتور فينقض عليه

ويوسوس له بتدرج خفي حتى يجعله يترك الدين بالكليه .

ثم يأتي من حوله ممن هم شياطين الانس ويسخرون منه ومن التزامه ويصفون ماهو

فيه بتشدد ,, وماهم إلا جهله يريدون أن يحلوا ما حرم الله .. فيثبطونه والله المستعان

فيا أخي .. ويا أختي .. ويا نفسي .. يا من ابتليت بهذا ..

اقبل على ربك وادعوه

واشكوا له ما أهمك :

يا من ابتعدت عن ربك وما ابتعد عنك

يامن اشتاق لك قيام الليل وقد استثقلته

يا من افتقدك القرأن وقد هجرته

يامن تريد باب الريان !! ونسيت الصوم

أقبل على ربك وادعوه يخلصك مما أنت فيه

واستعذ به سبحانه من وساوس الشيطان

وقل أمنت بالله ورسله يخنس بها الوسواس !!

عد وكن كما كنت تريد في بداية إلتزامك وليكن لك قدوة في سيرك إلى ربك

ألا وهوالنبي وصحبه والسلف الصالح

كيف كانوا فأين أنت منهم إقرأ في قصص أجدادك وأباءك من التابعين ,,

كيف كانوا وكيف صبروا لله وقبضوا على دينهم في زمن كثرت فيه المنكرات ..

لابد لك أخي واختي في الله ان تفهم الاسلام جيدا وسبب وجودنا في الدنيا وأننا لن نخلد فيها أبدا بل

الكل سيرحل ويبقى الملك جلا وعلا .. فعليك بذكر الموت فكفى به واعظا ..

أبدأ مستعينا بالله بصدق اللجوء إليه سبحانه وحسن اليقين وإرجع إلى طاعتك ..

ولكي تستشعر بلذة الطاعه إقرأ عنها قبل أدائها واستشعر فضائلها
فمثلا الصلاة تخيل أنك ستقيم الآن بين يدي الرحمن وأنه يراك ويسمعك ..
وعلى باقي العبادات قس .


:: باختصار ::

^ عليكم بالزيادة من الطاعات من قيام وصيام واستغفار ..حتى لو لم تشعري بلذتها فمع الوقت والمجاهده سيتحقق المراد بإذن الله فلا تعجلي وبقدر المجاهده يأتي الأجر بفضل الله .
^ عند بدئك لأي طاعه تذكري عظمتها وثوابها إقرأي عنها واستشعري الأمر بقلبك قبل جسدك
^ دعاء الله باستمرار بالتوفيق وحسن الاستقامه
^ الإكثار من ذكر هادم اللذات ( الموت )
^ كثرة الوساوس تُدفع بالاستعاذة وقول امنت بالله ورسله وعدم الخوض في التفكير في الأمر
^ قراءة قصص السلف الصالح والابحار معهم في عالمهم الرباني والاقتداء بهم فالخير في اتباع من سلف .

عذرا للإطاله وعدم الترتيب فقد كتبته في عجاله والموضوع كان يحتاج أكثر من ذلك
يمكنكم البحث في النت عن موضوع الفتور بعد الالتزاممشهور جدا فاقرأوا فيه
ولا تنسوا تدعوا لي بأن أتخلص من هذه الآفة
6
647

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حكايه صبر
حكايه صبر
جزاك الجناااااااان ومناااااازل الرحمن....والله يبارك لك فى عمرك...وجعله ربى فى موازين حسناتك...
نبض الملامح
نبض الملامح
جزاك الله كل خير صراحة موضوعك رائع ,,
امي نظر عيني
امي نظر عيني
جزاك الله خيرا
بينارشاي
بينارشاي
سلمت يداك كلام جميل ومؤثر
أسأل لنا ولك حسن الهداية وحسن الثبات
رندا...
رندا...
جزاك الله خير ووفقك الله لما يحبه ويرضاه يارب العالمين