الصبر على الابتـــــــــــــــــلاء

ملتقى الإيمان

السلام عليكم


.......................(((( الصبر على الابتلاء)))).................................

لاشك أن كل إنسان معرض في هذه الحياة الدنيا للابتلاء، الانسان من حيث هو إنسان لابد أن يبتلى، حياته نفسها قائمة على الابتلاء (إنا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه) والله تعالى يقول: (لقد خلقنا الانسان في كبد) أي في مكابدة ومعاناة منذ يولد الانسان كما قال الشاعر:

لما تؤذن الدنيا به من صروفها يكون بكاء الطفل ساعة يولد

والا فما يبكيه منها وإنها ......... لأفسح مما كان فيه وأرغد

منذ يولد الانسان يولد باكيا فهذه الحياة الانسانية قائمة على هذا الابتلاء (ما كل ما يتمناة المرء يدركه) والحياة فيها مفاجآت كثيرة، يفقد عزيزا يصاب بشيء كثير لديه، يفقد مالا، يفقد أهلا يفارق وطنا، طبيعة الحياة الدنيا كطبيعة الانسان ايضا، هي بالبلاء محفوفة وبالكدر موصوفة، كما قال الشاعر أبو الحسن التهامي:

جبلت على كدر وأنت تريدها ......... صفوا من الآلام والأكدار

ومكلف الأيام ضد طباعها ............ متطلب في الماء جذوة نار

هذه هي الدنيا، قيل للإمام علي رضي الله عنه: صف لنا الدنيا، فقال للسائل: وماذا أصف لك من دار أولها بكاء وأوسطها عناء وآخرها فناء.

هذه هي الدنيا، فطبيعة الانسان أنه معرض للابتلاء، طبيعة الدنيا أنها لا تخلو من الآفات، الانسان المؤمن أشد بلاءا من غيره لأنه صاحب رسالة، وهذه الرسالة تعرضه للأذى، ومن هنا أقسم الله في هذه الآيات وكان الخطاب للمؤمنين لأنه تعالى قبلها يقول: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) ثم قال بعد ذلك (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات) وعلماء اللغة يقولون (لنبلونكم) اللام للقسم والنون للتوكيد كما قال تعالى: (لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا، وأن تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور) فاذا كان الانسان معرضا للابتلاء فان المؤمن أكثر عرضة للابتلاء ولذلك جاء في الحديث الشريف: (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على قدر دينه فان كان دينه صلبا اشتد بلاءه وإن كان في دينه رقة ـ يعني ضعف ـ ابتلي على قدر دينه وما يزال البلاء ينزل بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عيله خطيئة) ومن هنا القرآن المكي حينما استكثر المؤمنون ما نزل بهم من بلاء وتعذيب وتشديد من الكفار عليهم نزلت أوائل سورة العنكبوت، يقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (ألم، أحسب الذين آمنوا أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) أهناك إيمان بلا فتنة وابتلاء (ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) هذا والعهد المكي في العهد المدني أيضا حينما استقر الحال بالمسلمين وظنوا أنه قد سلمت لهم الأمور جاءتهم ابتلاءات.. غزوة أحد، ابتلاء غزوة الخندق: (هناك ابتلى المؤمنون وزلزلو زلزالا شديد) فنزل قول الله تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله) يستبطئون النصر (متى)؟ والتعقيب (الا إن نصر الله قريب) وذلك إذا نظرنا الى حياة الأنبياء نجد أن حياة الأنبياء كلها سلسلة من المحن والابتلاات.. انظر الى حياة سيدنا يوسف عليه السلام، حلقات دامية، حلقة تتصل بحلقة أخرى، في أول الأمر أخوته من أبيه تآمروا عليه وقالوا: (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا) وقال قائل منهم أرق وأرأف: (لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب) وألقوه في غيابة الجب كما تلقى الأحجار، (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين) وخدم في البيوت كما يخدم العبيد واتهم وألقي في السجن كما يلقى المجرمون، ولبث في السجن بضع سنين، وهناك محنة أخرى وهي محنة امرأة العزيز وهي محنة من نوع آخر فهذه سلسلة من المحن، ولو نظرت الى موسى عليه السلام ولد في المحذنة، وهو من يوم أن ولد وفرعون مستعد للذبخ، فأوحى الله الى أمه ألقيه في اليم فقال: (ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) وترى حياة موسى عليه السلام هرب الى مدين وهكذا.. هذه حياة الأنبياء ولذلك لا ينبغي للانسان المؤمن أن ينتظر حياة سالمة من كل هم وغم وكرب، فهذه ليست طبيعة الحياة الدنيا إنه يريد الجنة في الدنيا والجنة لم تأت بعد فلا بد أن يوطن نفسه على الصبر والاحتمال (وان تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور).


المصدر /

http://www.alwatan.com/graphics/Dec/1.12/heads/ot6.htm
4
965

هذا الموضوع مغلق.

ام عيسى
ام عيسى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعطيك العافية ويجعله في ميزان حسناتك , والله ان الهم انزاح وانا اقرأ هالكلام الطيب , جزاك الله خير .
الداعيـــة
الداعيـــة
نعم الدنيا مليئة بالمصائب .. يوم لك ويوم عليك ..
ويجب على المؤمن أن يصبر ويتذكر أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ..
بارك الله فيك أخي في الله فهد .. ونفع بك ..

الداعيـــة ..
fahad
fahad
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أخت ام عيسى
وجعلها الله في موازين حسناتك

نعم هاذهي الحضه والذه في حلاوة الايمان وانفراج الهم نعمه من الله لا يعطيه اي انسان الا من كان قوي ايمانه فهنيئنا لكي ولا نزكي على الله احد
fahad
fahad
السلام عليكم

جزاك الله خيرا أخت الداعيـــة
وجعلها الله في موازين حسناتك

صدقتي والله واذا الانسان احتسب كل ما يصيبه على الله كسب رضى الله عزوجل وراحة وسعة صدر الله يثبتنا على الصبر من بداية اي مصيبه

وايكي أخت الداعيـــة