aisa1425

aisa1425 @aisa1425

عضوة جديدة

المرأة المحتشمة .. وسهام الحاقدين

ملتقى الإيمان

المرأة المحتشمة .. وسهام الحاقدين

ليس غريبا ان ينشأ في الامة أناس قد تشربوا المدنية الغربية فانحرفوا عن السلوك المحافظ وفقدوا بريق المباديء، لكن الغريب حقا أن يقوم هؤلاء بالحملات الشرسة والهجوم المتتابع لإسقاط الأمة في مستنقع الرذائل وغمرات النيران.
ولربما ان فقدان بعض الناس لما يميزهم كبشر من المحافظة والاستقامة السلوكية يدفعهم لدعوة الناس الي ما سقطوا فيه حين عجزوا هم عن استعادة ما فقدوه، وذلك علي حد قول عثمان رضي الله عنه: ودت الزانية لو أن النساء كلهن زواني ..



فقلما تجد منحرفا علي اختلاف درجات هذا الانحراف إلا وهو يتمني بل يعمل جاهدا ليكون له شركاء يعملون بعمله.
وربما بعض الناس يُزج به في هذا المضمار ليدعو الناس الي الانسلاخ استغلالا لانبهاره بالمدنية الغربية، أو لشبهة تعلقت في قلبه لم يستطع دفعها، فيندفع في هذا المضمار فيكون أول قتيل.

كثير هي الدعوات لتبرج المرأة وسفورها واختلاطها بالرجال، حتي تصير مع مر الأزمان ألعوبة في ايديهم تتدافعها الأيدي الملوثة بكل خزي ودنس.

وقد تحمل هذه الدعوات صورة المتباكي علي حال المرأة، الذي يحاول انقاذها من القيود التي تثقلها، فإذا به مع طول الأمد تتبين النتيجة التي تراد من وراء ذلك وهي ان تقوم المرأة في سوق الكساد تنادي: هيت لكم أيها الإباحيون.. .

وتعجب من ولع هؤلاء بقصة المرأة والتمطق بحديثها والقيام والقعود بأمرها وأمر حجابها وسفورها وحريتها واسرها، وكأنهم قد قاموا بكل واجب للأمة فلم يبق الا هذا الواجب الحتمي.

ومن تأمل الأمر رأي أن هؤلاء لا يرثون للمرأة بل يرثون لأنفسهم، ولا يبكون عليها بل علي ايام قضوها في ديار يسيل جوها تبرجا وسفورا، ويتدفق خلاعة واستهتارا، ويودون بجدع الأنف لو ظفروا هنا بذلك العيش الذي خلفوه هناك، ومن عرف ذلك علم ابعاد تلك الحملة الشعواء الشرسة علي الحجاب الشرعي في البلاد المحافظة، وآخرها ما حصل من الهجوم الشرس علي المرأة المحتشمة من قبل أناس عميت بصائرهم، فصوبوا سهامهم نحو الفضيلة، وتهجموا علي اخواتهم اللاتي كان من الواجب عليهم ان يكونوا لهن سترا ووقاء من الاعاصير المدمرة، والرياح الهوجاء.

دعوة يئن اصحابها أنين الثكالي متباكين، وكأنهم وجدوا ان حجاب المرأة المسلمة يحول دون كونها امرأة ذات قيمة وهدف، ورفعوا لواء الدعوة الي الفحش بأسلوب جاف.

وزادوا علي ذلك تناقضهم الشديد وقولهم: ان الحجاب الشرعي حرية شخصية ، ثم إذ بهم يتناقضون ويسارعون بالهجوم علي المرأة المحتشمة وسترها وحيائها، اذن اين الدعوي بأن الحجاب الشرعي حرية شخصية؟!! أم ان هذه الكلمات ما كانت الا من باب ذر الرماد في العيون؟!!

(علي أننا نوافق ان مسألة الحجاب الشرعي مسألة حرية شخصية بل هي عبادة ربانية لا يملك المسلم الا الاذعان لها).

ان هؤلاء المتأثرين بالغرب الذين وجهوا سهامهم عليك ايتها المرأة المسلمة العفيفة، قد غاظهم حجابك الشرعي وسترك وحشمتك، حتي بدت كالشامة السوداء في خد الحسناء ، واغتبطت بك دوحة الخير ، وافتخر بك كل صالح غيور ذي مروءة، فانهالوا بسهامهم عليك لعلهم يظفرون منك بمقتل، وبدؤوا يدعون الي السفور والتبرج، وكأنهم لا يبالون ان يكون نساء الامة جميعا ساقطات اذا سلمت لهم نساؤهم، فترجع المرأة بعد ذلك وقد اباها الخليع، وترفع عنها المحتشم، فلا تجد بين يديها غير باب السقوط، فتسقط.

انتبهي يا مستودع العفة.. فإنه بسبب امثال هذه الصيحات المغرضة، والدعاوي المضللة، انتشرت الريبة بين صفوف كثير من المجتمعات، وتمشت الظنون بين رجالها ونسائها، وبدأ بعض الناس يعيش حالة من الوسوسة نحو النساء، وكأنه لا توجد بينهن عفيفة- ولا حول ولا قوة الا بالله-. هذا هو بكاؤهم علي المرأة، وهذا رثاؤهم لها وعطفهم عليها!!

ومما اقدم عليه زمرة الشر انهم لم يكتفوا بالدعوة الي التبرج والسفور، بل انهم زادوا علي ذلك ان وجهوا سهامهم الي الدين الحنيف، وبدأوا يثيرون الشبه ويطعنون في الاحاديث النبوية التي تأمر بالاحتشام، ويؤولون كتاب الله وفق ما تمليه عليهم اهواؤهم، من اجل الولوج الي قلوب الناس من خلال الشبه الشيطانية.

ان هؤلاء ما قاموا بهذه الحملة الشرسة الا لما رأوا من تمسك المرأة هاهنا بعفافها وحجابها- فالناس لا ترمي الا الشجر المثمر- وقد غاظهم حشمة المسلمة في وقت تفسخ فيه الكثير، فصوبوا سهامهم نحوها.

فافهموا اللعبة..!!

فليست المسألة مسألة حرية، وليست مطالبة بالحقوق، ولكنها مطالبة بالخروج عن المباديء.

وهؤلاء ومن دعا بدعوتهم سبوءون بإثمهم واثم من تابعهم علي ذلك، فيا ويلهم ان أخذهم الله بذنبهم.

ان بلادا كثيرة دعا بعض رموزها الي التبرج والانحلال، فذهب اولئك النفر بآثامهم ومن تبعهم، وبقي اهل العفة والاحتشام كالجبال الراسية الشامخة في وجه الرياح العاتية، فحافظوا علي استقامتهم وحيائهم، وحمدوا -حين تقدم العمر وقرب الاجل- تمسكهم واحتشامهم، الذي ورثوه لأبنائهم وبناتهم، حتي صارت البنات مطعما لكل عفيف ومضربا للمثل في الحياء.

هذا وبالمناسبة فإنني ادعو اخواني واخواتي لقراءة (مقالة الحجاب: في كتاب العبرات للأديب الراحل مصطفي المنفلوطي -رحمه الله- والتي عاصر فيها احداث خلع الحجاب،ومعايشته لذلك الوضع المأساوي، وذكره لكثير من الاهداف التي يأمل تحقيقها ارباب هذه الدعوات المضللة، حتي نعلم حقيقة اللعبة بقلم رجل ناقد، احس بحاجة الامة الي نذير، وانما هي وجوه تتكرر بأسماء مختلفة، وبلدان متنوعة).

ويا اختنا.. ياشرفنا. ومستودع اعراضنا..

تمسكي بعفافك.. وحجابك الشرعي في زمن الغربة، ولا يثنيك شدة الابتلاء وكثرة الفتن عن السير في ركاب العفة.

لا يضعفك كثرة ما ترين من اللاهثات وراء الساقطات، فأنت اغلي واعلي لست معقدة.. لست متخلفة.. لست رخيصة.

فكم من عفيف يطمع بك زوجة، يثق بك حين خروجه، ويستودعك اغلي ما يملك، كم من مستهتر لا ينظر الي تلك الساقطة سوي أنها (لعبة الي اجل..!!) يا ثروتنا الغالية.. يا مستودع العفة.. يا نادرة في زمن الضياع.. يا عنوان العفاف!!..

لا تستوحشي الغربة، فغربتك محمودة، تزول كلما ازددت بالله أنسا، وغربة الفساق مذمومة.

لا تتصوري تلك الساقطة سعيدة!! ومن اين تأتيها السعادة وهي تعرف ان اقصي طموح الرجال بما ان تكون (عشيقة!!) فأي اضطراب نفسي تعيشه تلك؟! احذري داعيات السوء اللاتي فقدن الحشمة، فهن يحسدنك ايتها العفيفة، فلا تسلمي زمام امرك لهن.

ايتها العفيفة.. انتبهي.. لا يؤتي دينك. اهلك.. مجتمعك.. من جهتك.. احفظي نفسك لا تضيعيها.

حجابك.. عفافك وكنزك الغالي.. فلا تفرطي به.

معاول الهدم كثيرة.. تحاصرك من كل جانب.. فانتبهي وتيقظي.. احذري!! لا يقتلنا دعاة الفجور من خلالك، لا يطعنوننا طعنة الغدر عن طريقك، انتبهي ان تضيعي.. فبضياعك تضيع امة..!!

لا يخيفنك فحيح أفعي، ولا عواء ذئب، فسرعان ما تتبدد غيوم الزيف اذا ظهرت شمس الحقيقة، وانت ايتها المحتشمة: (شمس الحقيقة).
منقوووووووووووووووول
0
392

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️