حمد لله وشكره للشيخ عادل عباس
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم..الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
السور المباركات والآيات الطيبات منها ما قرأ الإمام حفظة الله من سورة لقمان ومنها (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) وفي سورة سبأ ستقرا ان شاء الله اليوم(اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) شكر النعم كم من النعم نتقلب فيها ليل نهار من سنين ومنذ سنين وفي هذا الشهر الكريم .الشكر التي لا تعد ولا تحصى , أول هذه النعم نعمة الإسلام, من جلس يوما مع نفسه وشكر الله على هذه النعمة العظيمة , كم من الناس ماتوا وسوف يموتون على الكفر والشرك وسيدخلون النار خالدين فيها أبدا , أنت اختارك الله واصطفاك الله بأن أخرجك مسلما بين أبوين مسلمين وفي دولة إسلاميه وإن مت إن شاء الله على الإيمان وعلى الإسلام دخلت الجنة خالدا فيها أبدا , ما نحس بهذه النعمة كما قال عمر( والله لا يذوق طعم الإسلام من لم يذق الجاهلية)
ولهذا من اسلم من الكفار والملحدين والمشركين من حين يدخلون هذا الإسلام يبكون بكاء شديدا, يا ترى على ماذا ؟ يبكون على أين نحن من هذا الإسلام! والأمر الأخطر والأمر الأدهى والآمر أن مات الأب وألام والأقارب والأحباب ماتوا على الكفر والشرك فهو علم أين مصيرهم فيبكي على أن الإسلام لم يصل إليهم, اجلسي مع نفسك واحمد الله ليلا ونهارا على هذه النعمة التي والله كما قال تعالى (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) وكان عمر يقول (اللهم اجعلني من القليل)
نعمة الحياة التي أنت الآن عليها, أول النعم, أول ما تقوم من النوم (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما اماتنا واليه النشور ) هذه النعمة قال ابن مسعود (ما من يوم يطلع عليك ابن ادم إلا وهو غنيمة ) كيف لا , وما من يوم إلا يقول يا ابن ادم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم الوعيد, كم مررنا في المساجد نقرأ على باب المسجد (عزاء فلان ) يا تر من هذا فلان كان بالأمس يصلي معنا, كان بالأمس نسأله عن حاله, ويسألنا عن حالنا واليوم انتقل من دار العمل إلى دار الجزاء, اليوم يحاسب على الكبير والصغير , يحاسب على الكلمة والخطوة والنظرة, أكثروا ذكر هادم اللذات قال العلماء (مفرق البنين والبنات ومُيتمهم الموت ) قال رجل يا ابن عساكر أوصني قال (معسكر الموتى ينتظرونك ), مات الأمراء والوزراء والمدراء ومات أصحاب الأرصدة وأصحاب المليارات , يا ترى ما دعائهم ؟! ما مطلبهم بعد إن انتقلوا إلى تلك الدار؟! والله غاية واحدة, وأمر واحد, ومطلوب واحد (رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) .
أقول اليوم نحن دخلنا اليوم في الصيام ثلاث وعشرون وهذه ليله أربعه وعشرين , مرت عليك ومرت تلك الأيام, كم جليت وحمدت الله على نعمة الإسلام ونعمة الحياة , حمدت الله بأنك لا زلت حيا, أهل القبور اليوم من جيرانك وأحبابك وأقاربك والله اليوم يبكون ويندمون .. ماذا يقولون ؟! (يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) هم بين فريقين وأنت ستكون كذلك بين أمرين إما تقول.. قدموني .. قدموني .. قدموني, وإما تقول.. يا ويلها ..يا ويلها .. يا ويلها إلى أين ستذهبون بها, أنتَ وأنتِ بين اثنين إما تقول لمنكر ونكير لما يسألانك.. من ربك ؟ ما دينك؟ ماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم ؟ فتقول .. ربي الله وديني الإسلام و محمد صلى الله عليه وسلم نبيي ورسولي, فيقولان كيف عرفت ذلك؟ فتقول ..قرأت كتاب ربي فأمنت به وصدقت..
وإما تقول .. هااه ..هااه ..هااه لا ادري .
في القبر هناك يفتح عليك باب إما باب الجنة وإما باب النار,
إما يقول الانسان.. يارب أقم الساعة يا رب أقم الساعة يا رب أقم الساعة ... أو يقول يا رب لا تقم الساعة يا رب لا تقم الساعة يا رب لا تقم الساعة..
منذ كم ما فكرتي ولا تفكرت..هل الموت حق فعلا وصدقا إني سأموت ؟ هل فكرت لو جاءك الموت اليوم أو غدا أو بعد الغد.. هل أنت راضٍ عن عملك ؟! هل سألت نفسك هل الله راضي عنك أم لا .
مر رجل على المقابر دعاء لهم و سلم عليهم ثم نام خرج له الميت في منامة وقال يا هذا إنكم يا أهل الدنيا تعملون ولا تعملون ونحن والله أهل القبور نعلم ولا نعمل ركعتان يا أهل الدنيا مما تحقرون عندنا يا أهل القبور خيرا من الدنيا وما فيها .
الآن الكلام لكي.. لو في البيت بين زوجك وأولادك دخلتي الغرفة ثم انطفأت الأنوار وكنتِ وحيدة في ذلك المكان في الغرفة وتعلمين حقا ويقينا وجزما بأن أولادك وزوجك في الغرفة الثانية, كم تهلعين وكم تخافين إذا انطفأت الأنوار وأنتي تعلمين أن بينك وبين زوجك وأولادك أمتار فقط قليله, ماذا تقولين غدا والقبر يناديك أنا بيت الدود أنا بيت الوحشة أنا بيت الغربة أنا بيت الظلمة أنا بيت التراب , هذا ما أعددت لك يا ابن ادم فماذا أعددت لنفسك ,كم اعددنا لحفرتنا, إذا مات ابن ادم تبعه ثلاث ماله وأهله وعمله, يرجع اثنان ويبقى العمل, حتى ان الرجل والمرأة تقول والله لكنت أهون الثلاثة علي, فكرنا في الأموال وفي الأزواج وفي الدنيا, لكن تلك الساعة الحاسمة ما فكر فيها الأمن رحم الله عز وجل .
النعمة الأخيرة.. نعمة الأمن والأمان والصحة التي نعيشها, إخواننا في العراق أفغانستان فلسطين الفلبين السودان , كل يوم بين قتيل وجريح وأسير 600إمراه مسلمه في سجون اليهود أفغانستان العراق, وقول لو كانت أختك أو أمك أو زوجتك هي الأسيرة عند اليهودي وعند النصراني ماذا تنعم بطعام! بشراب!بأمن ! هل تحس بذلك (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) (من أصبح أمن في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه كأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) معامله الإنسان مع ربه أنا والجن والإنس في نبأ عظيم , أخلق ويعبد سوآي, ارزق ويشكر سوآي, خيري إليهم نازل وشرهم إلي صاعد, أتحبب إليهم بالنعم, وتبغضون إلي بالمعاصي, وما النتيجة؟
(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ).. قال الله في التوراة أو بعض كتب بني إسرائيل (إني أنا الرحمن إن أطعت باركت وإذا باركت فبركتي لا حدود لها وإني أنا الجبار إن عصيت غضبت وإذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الولد ).
الحذر من معصية الله , أدم نبي أول الأنبياء, عصى الله بذنب ..فما نتيجته ؟ انزله الله من الجنة إلى الأرض, إبليس عصى الله بذنب واحد.. طردة الله, لعنة الله, مقته الله, كم نعصى الله ليل نهار, يا من عزم من الآن على أن بعد رمضان صام وصلى لآمر كان يطلبه فلما انقضى الأمر لا صام ولا صلى, الوداع للطاعة بعد رمضان فهذا يخشى عليه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام (رغم انفه , رغم انفه, رغم انفه من لم يدركه رمضان ولم يغفر له), هناك من الصائمين رب صائم ليس من صيامه إلا الجوع والتعب, ورب صائم ليس من صيامه إلا السهر والتعب من المسلمين من الآن من حين أن يؤذن المؤذن في صلاة المغرب إلى الفجر بين القنوات والدشوش والحرام والنظرات والخطوات لكن أحصاه الله ونسوه .
الحذر والله , هذا الشهر بدأ الله (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وفي نهايته قال ( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون) شكر الله بطاعة الله عز وجل (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾ أن يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر, ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا وإياكم من الطائعين ومن التائبين وممن جعلهم الله سبحانه وتعالى من المقبولين والفائزين في رمضان .. وصلى اللهم على محمد وعلى اله وصحبة وسلم , وجزآكم الله خير وبارك الله فيكم أجمعين
تم بحمد لله
لسمااع المحاضرة
حمد لله وشكره
للشيخ عادل عباس
محارة لؤلؤ @mhar_lolo
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة