أضغــــــــــــــــــــاث أحـــــــــــــــــــــلام

يا إلهي ما هذا ؟؟ أليست هذه المقبرة التي قبرت بها طفلتي الرضيعة ..!!!! هلمي معي يا نفسي الحائرة لنلقي نظرة على قبرها الهادئ ... ولنضع عليه إكليلا من الزهور بجانب الزهور الجميلة التي أنبتتها الأرض لكي تحمي قبر صغيرتي ... وتنعشه... ولأشبع لهفة قلبي الدامي بقبلة أضعها في أديم التراب الذي غطى ضريحها الصغير ....آه ثم آه هنا وضعت ضريحها ... هنا حفرت قبرها بيدي الحزينتين وأودعتها فيه ... و قد أودعت قلبي معها... وهنا سقيته بماء الدمع وهنا ذرفت عيناي دموع الوداع ... وهنا نزف قلبي جرحه الأبدي.

يا للهول !!!! هل تشاهدي يا نفسي ما أشاهده .... أهذه حقا مقبرتها ؟؟؟ إذن ما الذي حل بها ... وأخفى معالمها.... ولماذا غطتها المياه من كل جانب؟
أين هي القبور .... أين اختفت ؟ ابحثي معي أيتها العزيزة والقريبة مني ... ما بك ... أصبحت جامدة ... حائرة ... تحركي ما الذي حل بك وجعلك متسمرة في مكانك هكذا... مالي أراك جامدة هكذا !!! هيا ساعديني لعلي أجد لاستفسارات نفسي الحزينة إجابة اطفئ بها جوع نفسي ... وأهدئ من روعها ... ما هذا,, انظري يا عزيزتي .... هل تشاهدي ما أشاهده ... يا الله ما الذي تراه عيني .... أني أرى بدل القبور صور!! ... تبعثرت ... تناثرت ... تتمايل فوق الماء تبحث عن ملجأ... سكن...ربما عن حضن دافئ .... لكن لمن هذه الصور ... هل تعلمين ... هل لديك إجابة لسؤالي الجريح ... هل هي صور .. أم إنني أتوهم وما أنا إلا تحت وطأة حلم غريب قد زار مخيلتي المتعبة ... وجعلني أنساق مع توهماته بكل وجداني .... أم أنها حقا صور أطفال موتى قد دفنت هنا ... لكنها مجرد صور ... فأين هي الأجساد إذن ؟؟!!! ، بل أين هم أصحاب الصور .... أين هم أصحاب القبور .... ويحي إن كل شيء من هذه المقبرة قد تغير ... وظهرت عليه سمة غريبة لا يستطيع عقلي الباطن تصورها ..لا ملامح !! لا أضرحة!! .... لا شيء سوى الخراب ... انه أمر غريب ... انه أمر عجيب هل يعقل هذا؟ ... إن جنبات المقبرة تنوح ... تبكي .... غارقة في بحر من الماء ... لكن من أين أتى هذا الماء ؟؟؟
أسئلة حائرة .... في عيونها استغراب وأنين..

دعيني يا نفسي ألقي نظرة على تلك الصور,, لعلي أجد صورة ابنتي الرضيعة من بينها ... آه... آه ما هذا انه ألم شديد أه... آه عيناي .. وكأنها ستصاب بالعمى آه... آه يا إلهي رحمتك ... إنني أشعر وكأن الكون سينفجر ... ما هذا ؟ أين أنا ؟ أين أنا ؟ ما كل هذا الرعب ... والخوف ؟!!! أين الأمن؟؟ ... آه يداي قلبي !!! يكاد قلبي يقف,, و يداى تكاد تصاب بالشلل !!! ... أرجوك يا نفسي كوني معي... فأنا بغيرك قد أموت ... لا لا قد أجن ... قفي معي وخذي بيدي... أرجوك لا تتركيني
هل تشعرين بما أشعر وتحسين ما أحس به من رعب ... نعم لا بد أن تكوني معي لأننا لو افترقنا ,,سنموت..

أنظري أيتها الصديقة هل تلاحظين ما ألاحظه بأم عيني ... هل شعرت بما أشعر به من غموض ... أنظري ما تلك الدماء ... آه يا نفسي العزيزة أني أسبح في نهر من الدم ... ولكن ما هذه الطيور الصغيرة التي ترفرف..!! يا له من منظر جميل... إنها طيور بيضاء كالثلج ... لها وجه الأطفال ...إنه شيء غريب .
هلمي معي يا عزيزتي لنقترب منها ونتعرف عليها فأنا بدونك قد أتوه ... يا إلهي أن الطيور تتجه ناحيتي تحلق فوق رأسي !! تلتف حولي !! تريد معانقتي ...
لكن مهلاًً..
ألست أنت رضيعيتي وفقيدتي؟؟ التي يوما أهديتك لحدك ، وبكيت بُعدك ... أليس هذا هو وجه من بموتها فُقعت عيناي ... وأدخل خنجراً في صدري اقتلع به قلبي ...
لكن لماذا أنت في هيئتك هذه؟ ... ترفرفين !!! وتطيرين !!! وأين هو قبرك
قفي يا حبيبتي يا نبع روحي الصافي ... لماذا تهربين ، وما ذلك المكان الذي اليه تتجهين ...
قفي قفي.... آه يا نفسي الحبيبة لقد تركتني وذهبت إلى مكانها الغريب
لماذا تركتني ؟ وأنا أمها ورمز الحنان لها!!! لماذا تركتني؟؟ وأنا التي رجعت روحي إليّ برؤيتها لماذا؟ لماذا؟...أن رأسي يكاد ينفجر ..
ما هذا الهول ... ما هذا المكان الغريب ؟ أين نحن يا بشر؟

بيت صغير لا !! لا !! بل روضة صغيرة بها طيور جميلة ... لكن من بداخلها يا ترى ؟؟ ولماذا أجدها في هذا المكان ؟؟ فلننظر قليلاً لعلي أجد إجابة لسؤالي الحائر ... يا إلهي لطفك ما الذي تراه عيناي ؟؟ أطفال.. كل طفل أجمل من الآخر وجوههم من شدة جمالها كالبدر بل كالبلور... ابنتي من بينهم ... وهناك من هي تقوم بخدمتهم ... مكان لا يستطيع بشر وصفه، فلأسألها عنهم ومن هي تكون، إنها تدعي بأنها ترعاهم وتقول:
- إنهم أطفال ماتوا بغدر مسموم !!! أطفال لم يجدوا لهم من يدافع عنهم .... من يغسل جرحهم ... من يحميهم من غدر محموم ... من ذئب ثائر ... وهي ترعاهم حتى يأتي اليوم المنتظر .
- لكنها طفلتي ... ما أروعها ... ما أجملها ... دعيني آخذها معي من فضلك وأضمها إليّ و في حضني الدافئ لا !!! لما ترفضين إنها طفلتي لو كنت تعلمين.
- عجباً إنك تعلمي ذلك إذاً لماذا تمانعين ؟؟ آه إن ردها عظيم أليم :
- لم أستطع أن أحافظ عليها في حياتها !!! .... ذهبت بلا ذنب ... وأمام عيني .... لم أستطع مجرد حمايتها.
- دعيني آخذها إنها طفلتي أرجوك .....دعيني دعيني آه آآآآآآآآه ما هذا؟؟؟؟