قصتي مع مدرستي...

توقظه أمه في الصباح الباكر : قم خالد .. حان وقت الدراسة .

خالد يتململ وكأنه لم يسمع

تعيد أمه عليه النداء : قم خالد ، أبوك ينتظرك في الخارج

خالد : لا أريد أن أذهب إلى المدرسة

الأم بغضب ترفع صوتها : خالد ألا تسمع ما أقول

خالد : لا لا لاأريد أن أذهب أبدا

يزداد غضب الأم وحنقها على ابنها المعاند .. _ والأب في السيارة بانتظار خالد _ وتصفع الأم وجه خالد ثم تجره بشعره من فراشه وهي تنهال عليه بالسباب والشتام

ويقوم خالد من فراشه وهو يبكي ...

ثم يرتدي ثيابه بكسل ، ويأخذ حقيبته التي فيها جميع كتبه ، ويتجه نحو الخارج حيث يقف أبوه في سيارته

يتعالى صوت منبه سيارةالأب ، ويخيل لخالد أن المنبه يكيل له السباب أيضا

يركب خالد السيارة والأب يكاد يتميز من الغيظ ، ويمسك بأذن خالد ويهرسها : لا تتأخر ثانية

ثم ينطلق الأب مسرعاباتجاه المدرسة سالكا أقصر الطرق متجاوزا السرعة القانونية وغير القانونية

ويصل خالد إلى المدرسة متأخرا :

يستقبله وكيل المدرسة : لمذا تأخرت يا خالد

صمت خالد وطأطأ رأسه ينظر إلى الأرض

الوكيل : جزاء لك يا خالد : قم بالدوران حول المدرسة خمس مرات ركضا دون توقف

خالد يستسلم للأمر الواقع ويشرع بالدوران والركض

يدور الدورة الأولى والثانية والثالثة ، ثم احس خالد أن نفسه يكاد ينقطع ، ويريد أن يتوقف ليرتاح قليلا ، لكن عينا الوكيل تتابعانه ، ( آه هيهات أن أتوقف ) ويكمل دورانه حتى انتهى وهو يكاد يسقط من الإجهاد والإعياء

قال خالد للوكيل : أرجوك أريد أن أرتاح قليلا

الوكيل بعنف : اتجه بسرعةإلى فصلك الآن

ويسلم المسكين خالد أمره لله ثم يتجه إلى الفصل وهومتعب، يكادنفسه أن يذهب

ويقف على باب الفصل..

يتنهد خالد تنهد الضجر.

لقد تذكر أنه لم يحضر واجب الرياضيات.

ومعلم الرياضيات (الرحوم)!! داخل الفصل.

فكر خالد بعدم الدخول. ثم انقطع تفكيره لأنه تذكر أن الوكيل له بالمرصاد..

ويدخل خالد الفصل، ويحييه المعلم قائلا:لم تحضر الواجب أليس كذلك يا خالد

خالد منكسا رأسه(بلى).

المعلم إذن أمسك الجدار حتى لايسقط ..

وضع خالد حقيبته على طاولته واتجه إلى الجدار وهو يحس أن رجليه ستنخلعان من التعب

ويمضي المعلم في شرحه حتى دق الجرس معلنا نهاية الدرس الأول وبداية الدرس الثاني

تنبلج أسارير وجه خالد حينما سمع الجرس ويعمدإلى كرسيه ليجلس عليه ويرتاح بعد عناء شديد من القيام والركض.

يجلس خالدفي مقعده ويدخل معلم المحفوظات.

يحيي الطلاب ثم يقول : من لم يحفظ النص فليقم

ولم تطل راحة خالدولم تكمل بهجته حيث أنه لم يحفظ !

نظر إليه المعلم وقال : خالد كالعادة كسول ومهمل ، ادر وجهك إلى الحائط وانتصب قا~ما ولا تلتفت

فعل خالد ما أمره به معلمه ، فهو مغلوب على أمره ، ويظل خالد واقفا حتى نهاية الدرس

لم يكد الجرس يدق _ معلنا بداية الفسحة _ حتى هرع الطلاب نحو الباب كأنهم خارجون من سجن جبار متسلط

يلعب الطلاب مع بعضهم ويمرحون وكأنهم للتو خرجو إلى الحياة

ثم يأتي الدرس الثالث ، ويحضر خالد بثه وحزنه ، وبنتظر ما يحل به من أنواع النكال وما يسمعه من أصناف التحقير والتهوين

ويمضي الدرس الثالث والرابع والخامس على هذا المنوال

وفي نهاية اليوم ، وفي الدرس السادس ، وقد كل الطلاب وتعبوا ، أما خالد فقد صار رأسه يتمايل يمنة ويسرة وهو يجاهد النوم ولكن أنى له وقد لقي ما لقي

وفجأه يصرخ المعلم في وجه خالد : وتنام يا خالد!! " حشفا وسوء كيل "

يفزع خالد من سنته ، ويذهب عنه النوم من هول الصرخة

ويتمنى خالد أن لا يجاوز العقاب هذه الصرخة ولكن :

لم يخب ظن خالد فقد أتاه ما توقعه :

قال المعلم :قم و..

ولم المعلم كلامه حتى دق الجرس معلنا نهاية يوم دراسي

المعلم : ستنال عقابك غدا _ إن شاء الله _

ويختم يوم خالد بتهديد كما بدأ بتهديد

** هذه صورة مصغرة لواقع مدارسنا ، فهي خاليةمن جميع أنواع الجذب والترغيب ، مليئة بأنواع التنفير .

الأسلوب المتبع في تعليمنا التهديد والترهيب والصياح والعويل .

فبالله عليكم أنلوم أبناءنا على كرههم للمدرسة وهذا واقع مدارسنا ، الحق أن نلوم أنفسنا وتعليمنا

وعلينا إن أردنا أن نصلح تعليمنا ونرتقي به : أن نبدأ بمنفذ العملية التعليمية ( المعلم ) وندربه على أساليب التربية والتعليم ، ونزوده بالطرق والوسائل التي ترتقي بمستوى أدائه .