رسالة دعوية للعقلاء من المسيحيين

قبل كل شيء يجب الاجابة على هذا السؤال

هل انكر الكتاب المقدس مجيء نبي بعد المسيح؟

ام ان اليهود كانوا ينتظرون مسيحا ثم نبيا؟



يوحنا 19/1

وهذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنه ولاويين ليسألوه من انت...

فأعترف ولم ينكر وقال اني لست انا المسيح

فسألوه اذن ماذا؟ إيليا انت؟ فقال لست انا، النبي انت؟ فأجاب لا

اذن كان ينتظر اليهود طبقا لنبؤة كتبهم نبيا بعد ايليا والمسيح وهو ليس يوحنا كما ذكرت الآية

كما ان المسيح قد حذر اتباعة من الانقياد للانبياء الكذبة لكنه لم ينفي ابدا قدوم نبي من بعده



الآن ماذا قال الكتاب المقدس عن القوم او النسل الذين سيخرج منهم النبي المنتظر؟

اولا: (اشعيا 13/21):

وحي من جهة بلاد العرب: في الوعر في بلاد العرب تبيتين ياقوافل الدانيين . هاتوا ماء لملاقاة العطشان ياسكان ارض تيماء . فإنهم من امام السيف قد هربوا من امام السيف المسلول .

فإنه هكذا قال لي السيد الرب: في مدة سنة كسنة الاجير يفنى كل مجد قيدار لأن الرب تكلم

وبقية عدد قسى ابطال بني قيدار تقل لان الرب اله اسرائيل قد تكلم



"وحي من بلاد العرب" هل اتى نبي من بلاد العرب سوى محمد؟

الدادانيين: دادان هو ابن ابراهيم

تكوين 3/25 (الدادانيين) هم نسل ابراهيم

ارض تيماء: هي شمال المدينة المنورة بالحجاز

قيدار: اما قيدار فهو ابن اسماعيل حسب ماتقول تكوين 3/25

هذه اسماء بني اسماعي بحسب اسمائهم وسلالتهم: نبايوت بكر اسماعيل، وقيدار وادبئيل ومبسام



اذن فمجد بني قيدار هو مجد بني اسماعيل الذي من نسلة قوم محمد

اما اذا نظرنا للآية ككل فسنجد تطابقها مع سيرة الرسول كالآتي:

(هاتوا ماء لملاقاة العطشان ياسكان ارض تيما)

إشارة الى هجرة الرسول واتباعة الى المدينة واستقبال اهل المدينة لهم

(فإنهم من امام السيف قد هربوا من امام السيف المسلول)

إشارة الى هروب المسلمين من بطش اهل قريش

(في مدة سنة كسنة الاجير يفنى كل مجد قيدار لان الرب تكلم)

بعد مرور عام على الهجرة انتصر المسلمون على اهل قريش في غزوة بدر

(وبقية عدد قسى ابطال بني قيدار تقل)

قتل في غزوة بدر العشرات من افضل فرسان قريش

اما اهم جزء فهو: (وحي من بلاد العرب)

وهل اتى من بلاد العرب نبي سوى محمد عليه الصلاة والسلام؟



ثانيا: تثنية 18/18:

(أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل مااوصيه به) هذا من كلام الله الى موسى

هذا الكلام بشارة بمولد نبي من إخوة بني اسرائيل – وهم العرب حيث ان اسحق ابو اليهودى وان اسماعيل ابو العرب هم اخوة

ولو كان النبي المنتظر سياتي من اليهود لكان قد قيل "منهم" بدلا من اخوتهم

كما ان الآية تقول "نبي" ولكن المسيحيون لايؤمنون ا ن المسيح هو نبي وانما اله كامل

كذلك تقول الآية "مثلك" ولم يكن المسيح مثل موسى في أي شيء لكن الذي كان مثله هو محمد

يتزوج وينجب ويهاجر بشعبة من ارض الكفر بعد ان يتعرضوا للاذى منهم ويحارب الكفار ويهزمهم وتنزل عليه رسالة من السماء على فترات طويلة

واخيرا يموت ويدفن وهذا كله لم يحدث للمسيح بل حدث لمحمد

كذلك تقول الآية: (واجعل كلامي في فمه ويكلمهم بكل ما اوصيه) حيث كان يتكلم محمد من الوحي الذي يوحى اليه وينطق بكلامة ولم يكن يقرأ من كتاب مكتوب

ثالثا: سفر النبي حبقوق 3/3:

(قد اقبل الله من ادوم ، وجاء القدوس من جبل فاران ، غمرت جلاله السماوات وامتلأت الارض من تسبيحه)

فاران هي اول ارض سكنها اسماعيل كما في تكوين 21/21 حيث تقول الآية: (وسكن في برية فاران واتخذت له امه زوجة من ارض مصر)

وواضح ان النبؤه تتكلم عن مجيء رسالة قدسية من تلك الارض التي سكنها اسماعيل

رابعا: تثنية اصحاح 33 عدد 2

فقال: ((اقبل الرب من سيناء، واشرق لهم من جبل سعير، وتجلى من جبل فاران))

سيناء حيث كلم الله موسى

ساعير جبل في فلسطين

اما فاران كما قلنا هي منشأ اسماعيل

خامسا: تكوين 12/12

(فقال الله لابراهيم: لا يقبح في عينيك من اجل الغلام ومن اجل جاريتك في كل ماتقول لك سارة اسمع لقولها لانه بإسحاق يدعى لك نسل وابن الجارية ايضا ساجعله امة لانه نسلك)

سادسا: تكوين 17/21

(فسمع الله صوت الغلام ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها مالك ياهاجر؟

لاتخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو

قومي احملي الغلام وشدي يدك به لاني سأجعلة امة عظيمة)

يعد الله هنا ايضا هاجر بانه سيجعل من ابنها اسماعيل امة عظيمة



فلو لم يكن محمد الذي هو من نسل اسماعيل نبيا وامته امة الاسلام هي المقصودة في الآية...فأي امة عظيمة اخرى قد اخرجها الله من نسل اسماعيل كما وعد في تلك الآية

هذا ماذكره الكتاب المقدس عن الارض التي ستخرج منها رسالة الله وعن الامة التي ستنزل عليها وعن النسل الذي يمتد اليه النبي المنتظر

وسأترك الحكم الى كم من يرفض ان تلصق كل تلك الادلة بمحمد...فعليه ان يقول الى من كانت تشير الآيات؟!



لكن ماهي صفات النبي المنتظر كما ذكر الكتاب المقدس :

اولا: في سفر اشعيا في اصحاح 42 فيقول المسيحيون انه نبؤة عن المسيح

لكنه لايتطابق اطلاقا مع المسيح للاسباب الآتية:

العدد 1:

(هو ذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم)

(هو ذا عبدي- وهل يعترف النصارى بأن المسيح كان عبدا لله؟ بالطبع لا...فهم يقولون انه الله نفسه وليس عبدا له

(فيخرج الحق للامم) ومحمد هو النبي الوحيد الذي نزلت رسالته الى كل الامم بعكس من سبقه من الانبياء نزلوا في اقوامهم فقط

حتى المسيح لاينطبق عليه هذا الوصف فقد قال انه اتى الى خراف بني اسرائيل الضالة فقط – متى 24/15

مختاري- من اسماء محمد عليه الصلاة والسلام النبي المختار

في نفس الاصحاح 42 من اشعيا العدد 10:

(غنوا للرب اغنية جديدة تسبيحة من اقصى الارض

لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار)

لكن من هو قيدار؟

انه ابن اسماعيل كما يقول الكتاب المقدس تكوين 13/25

أي ان تلك الاغنية الجديدة سيسبح بها سكان قيدار أي سكان اراضي اسماعيل

من اتى بتسبيح جديد سوى محمد: الآذان – تكبيرات الحج والاعياد ...وكل هذا هلل به سكان ارض الحجاز الذين هم بنو اسماعيل ونسله كما ذكرت الآية سكان ارض قيدار

لكن هل جاء المسيح بتسبيحة جديدة؟

وحتى ان قال البعض انها الانجيل لكن هل رفع سكان قيدار صوت الانجيل؟

بالطبع لا

اشعيا 42 عدد 13:

(الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته

يهتف ويصرخ ويقوى على اعدائه)

يقصد بالرب هنا انسان "معلم" يحارب وينتصر على اعدائه وذلك في تفسير الانجيل للكلمة كما في انجيل يوحنا 38/1 حيث اقتبس منه...

(فقالا: ربي "الذي تفسيره: يامعلم "فذكرها الانجيل صراحة : رب أي معلم

ايضا فإن المسيح لم يقد حربا

فمن الذي قاد الحروب وقوى وانتصر على اعدائه واتى من ارض قيدار سوى محمد

اما اهم ماجاء في نبؤة اشعيا عن النبي المنتظر في اصحاح 42 فهو ماجاء في 17 :

حيث يقول عن هذا النبي المنتظر (يخزي خزي المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتن الهتنا )

منحوتات ومسبوكات أي الاصنام والتماثيل

هنا الحديث عن قوم يعبدون الاصنام ويقولون لها انتن الهتنا وان النبي المنتظر سوف يخزيهم خزيا...هل ينطبق هذا على غير محمد؟!

الذي نزل في قوم يعبدون الاصنام وحطم الاصنام واخزى عبادها

مزمور 45: يتكلم داوود عن اعظم نبي سوف يأتي وقد اعلمه الله بصفات هذا النبي

وقد قال النصارى انه نبؤة عن المسيح لكن لايوافق المسيح على الاطلاق كما سنرى

(فاض قلبي بكلام صالح اتكلم ب***** للملك، انت ابرع جمالا من بني البشر، انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله الى الابد تقلد سيفك ايها الجبار بجلالك اقتحم، اركب من اجل الحق والدعة فتريك يمينك مخاوف، وشعوب تحتك يسقطون )

هذا كلام عن نبي يحارب اعدائة ويهزمهم بالسيف، ولم يظهر نبي بعد داوود عليه السلام يحارب اعدائه بالسيف ويهزم شعوبا اخرى كثيرة سوى محمد ص...لكن المسيح عليه السلام لم يقد حربا قط فكيف تنطبق عليه تلك النبؤة؟!

وهي تتكلم عن حرب حقيقة وليست معنوية كما يدعي البعض فالآية تقول (اركب من اجل الحق) ركوب الحرب

كذلك: (تريك يمينك مخاوف) أي انها حرب حقيقية باليد والسيف

كذلك: (شعوب تحتك يسقطون) فمن حارب وانتصر وهزم شعوبا سوى محمد صلى الله عليه وسلم

مزمور 72: ايضا يفسره المسيحيون بأنه تنبؤ عن المسيح فنجد فيه: (ويملك من البحر الى البحر ومن النهر الى اقاصى الارض)

وهذه لاتناسب المسيح عليه السلام لانه لم يملك ولم يحكم لكن محمد عليه الصلاة والسلام حكم من بحر العرب الى البحر الاحمر

(امامه تجثوا اهل البرية واعدائة يلحسون التراب)

لكن هذا لايطابق المسيح الذي صلبه واهانه اعدائه طبقا للمعتقد المسيحي لكنه يطابق محمد الذي نصره الله على اعدائه في اكثر من موقع

(ويصلى لأجله دائما اليوم كله يباركه): هذه الآية ذكرت في ترجمة كتاب الحياة للانجيل كما يلي

وليصلوا له دائما ويطلبوا له بركة الله كل نهار...هل هذا ينطبق على المسيح؟

بالطبع لا...لان المسيحيين يطلبون البركة منه وليس له لانهم يعتقدون انه الله

لكن الآية تطابق محمد الذي يداوم المسلمون على مباركته طول النهار...اللهم صلي وسلم وبارك على محمد: اليست على لسان كل مسلم طيلة النهار؟

لكن هل ذكر العهد الجديد من الانجيل شيئا عن نبي قادم؟

اولا يوحنا 7/16:

(لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق لانه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزى ولكن إن ذهبت ارسله اليكم )

فهل هذا المعزى الذي يتكلم عنه هو الروح القدس كما يفسر المسيحيون الآية؟

في الآية دليل واضح على استحالة وجود المسيح مع هذا المعزى في وقت واحد

(إن لم انطلق لا يأتيكم المعزى) لكن هذا لاينطبق اطلاقا على الروح القدس التي يؤمنون انها جزء لايتفرق من الثالوث الذي لازم المسيح طوال حياته

فكيف يقول: (إن لم انطلق لا يأتيكم) وهي الروح القدس من المفترض انها لازمتهم من خلاله طوال حياته معهم

ثانيا: يوحنا 13/16

(وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لايتكلم من نفسه بل كما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية)

اذن يتكلم المسيح- عن روح بشرية تتكلم لكن الروح القدس لا يتكلم

ايضا (ويخبركم بأمور آتية) كم من نبؤات النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد تحققت

انظر التناظر بين الآيتين:

(وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى)

و(لايتكلم من نفسه بل كل مايسمع- يتكلم به)

ثالثا: يوحنا 8/16

(ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطيه وعلى بر وعلى دينونه اما على خطيه فلانهم لا يؤمنون بي)

يبكت : يعني "يوبخ" كما ذكرت نسخة الاخبار السارة للكتاب المقدس

لكن هل الروح القدس وبخت العالم؟

(اما على خطيه فلانهم لايؤمنون بي)..جاء محمد ص داعيا لرسالة الاسلام وداعيا الناس للايمان بالمسيح وبكل من سبقوه من الانبياء

يوحنا 16/14:

(وانا اطلب من الاب فيعطيكم معزيا آخر فيمكث معكم الى الابد

روح الحق الذي لايستطيع العالم ان يقبله لانه لايراه

ولا يعرفه اما انتم فتعرفونه لانه ماكث معكم ويكون فيكم)

لكن إن كان المقصود هو الروح القدس فما معنى كلمة (آخر) هنا؟

اليست الروح القدس واحدة ام ان هناك روح قدس اخرى؟

كذلك فإن كلمة روح قد استخدمت في الانجيل للدلالة على طبيعة الانسان فعلى سبيل المثال ماجاء في الرسالة الاولى ليوحنا 1/4 (كما يلي ايها الاحبة لاتصدقوا كل روح بل عليكم اختبار الارواح على انها من الله او من غيره)

اذن فليس دليلا ان الآية تقول "روح الحق" انها تتكلم عن روح وليس بشر



متى 43/21:

(لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لامه تعمل اثماره)

وفي هذا إشارة الى ان ملكوت الله سينزع من اليهود ويعطى لأمة اخرى تلتزم به

وفيها تنبؤ بأن النبوة والرسالة الآتية بعد المسيح لن تكون في امة اليهود لكن في امة ا خرى

وهذا ماحدث حيث خرجت النبوة من اليهود واعطاها الله للعرب برسالة محمد عليه الصلاة والسلام

وصدق الله العظيم في كتابه إذ قال: (الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر)

الاعراف 157