خولة-تونس

خولة-تونس @khol_tons

كبيرة محررات

الشــوق لله تعالى ..

ملتقى الإيمان



عفوا لتقصيري كل هذه المدة.. المهم هذه الايام جلست اقرا كتاب للامام ابن الجوزي ،رحمه الله و نفعنا بعلمه، اسمه بحر الدموع .. كتاب يتحدث عن السلف الصالح و كرامات التائبين .. ما لاحضته فيهم شوقهم لرؤية الله و كرههم للدنيا و انتظارهم المنية .. تعجب من قوم يطلبون الموت لا ثقة في اعمالهم بل من كثرة الشوق .. شوق المحب لمحبوبه .. و ما اعظمه من شوق لو كان المحبوب الله..




ما هو الشوق إلى الله ؟؟
- والشوق هو سفر القلب في طلب المحبوب ، ونزوعه إليه ، المحب دائماً مشتاق إلى لقاء حبيبه ، لا يهدأ قلبه ، ولا يقر قراره إلا بالوصول إليه ..
- وقيل : هو اهتياج القلوب إلى لقاء الله ..
- وقيل : مَن اشتاق إلى الله - تعالى - اشتاق إليه كل شيء ..




كم منا تشتــــاق إلى القرب من رب العالمين، إلى وقوفها بين يدي الله سبحانه وتعالى تناجيه وتتقرب إليه .. تشتــــاق إلى البكــــاء أثنــــاء السجود وتلاوة القرآن ..

فالشوق هو أفضل دافع للعمل .. ونحن في زمان شريف علينا أن نبذل فيه قصارى جهدنا لإستقبال شهر المغفرة والعتق من النيران .. وكل من تهفو نفسها للفوز بهذه الجوائز العظيمة، عليها أن تشحن طاقتها الإيمــانية بالشــوق لرب العالمين ..سيس

فتحسسي قلبك وابحثي عن الشوق بداخله .. ومن أعظم المصائب ألا تهتمي بحال قلبك مع ربك، يقول ابن الجوزي "أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب، ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة" .. وقال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب! كم أعصيك ولا تعاقبني!، فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري! أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟

فاحـــذري أن تكوني معـــاقبة دون أن تدري !! ..

والسبب في هذه العقوبة هو:: تسلّط شهوات النفس على كل أحوالك .. فكل ما يشغل تفكيرك هو تحقيق رغباتك من نعيم الدنيا الفاني، وتؤثريها على رضا الله عز وجل .. يقول ابن الجوزي "واعلم أن الطريق الموصلة إلى الحق سبحانه ليست مما يقطع بالأقدام، وإنما يقطع بالقلوب، والشهــوات العاجلة قطـــــــاع الطريــــق"





فلابد أن تقفي أمام شهوات نفسك وترفضي تلبية كل ما تشتهيه .. يقول الله عز وجل {وَأَمَّا مَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوَى، فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوَى} .. فإذا كان وقت القيام، عليكِ أن تقاومي رغبة نفسك في النوم وتقومين لتلبية نداء ربك .. ويجب أن تتخذي قرارات تغير حياتك، وإلا ستتغلب شهواتك على قلبك وأعمالك.

كان داوود الطائي يقول في جوف الليل "همَّك عطَّل عليَّ الهموم، وحال بيني وبين السهاد، وشوقي إلى النظر إليك أوبق مني الملذات، وحال بيني وبين الشهوات "


فبنــا نشتـــــــاق إلى الله عز وجلَّ .. كي نصفي القلب مما سواه ونزيل منه الشهوات والمعاصي التي كدرت صفوة .. قال الداراني "من صفى صفيَّ له، ومن كدر كدِّر عليه"
ومن صفـــات المشتـــاقة لربهــا جلَّ وعلا ..

1) همهــا ربهـــا وتفريغ قلبها له وحده .. قد أحبت لقاء ربها فأحب الله لقاءها، وتحاسب نفسها دومًا لتعرف حالها مع الله .. عندها الإستعداد التام لبذل الغالي والنفيس لنيل رضا الله عز وجل .. ولا يشتغل قلبها إلا برب العالمين، فتلك ممن قال الله تعالى عنهم {إِلَّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ}
2) تنفض الدنيـــا من قلبهــا .. فلا تلتفت إلى متاع الدنيـــا الزائل، بل جلّ همها هو رضا ربها عنها .. وقد قال تعالى {مَن كَانَ يرِيد حَرثَ الآَخِرَةِ نَزِد لَه فِي حَرثِهِ وَمَن كَانَ يرِيد حَرثَ الدّنيَا نؤتِهِ مِنهَا وَمَا لَه فِي الآَخِرَةِ مِن نَصِيبٍ}
3) تتعرف على ربها، أعظم محبوب في قلبها .. تتعرف على الله جلَّ وعلا بأسمائه وصفاته، وتستشعرها بقلبها .. فعليكِ أن تكتبي بمداد الحب ما في قلبك من ثنــــــــاء على الله عز وجل ..
ترى هل قلبــــك مشتـــــــاق أم بعيد غافل؟!!


4) الحيـــــاء من الله عز وجل .. قال رسول الله "استحيوا من الله تعالى حق الحياء من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلا ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء"
5) الإجتهاد في الطاعة .. فشعار كل مشتاقة هو قول الله تعالى {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ..} .. كانت إحدى العابدات تقول "اخدم مولاك شوقًا إلى لقائه، فإن له يومًا يتجلى فيه لأوليائه وإنه تعالى سقاهم في الدنيا من محبته كأسًا لا يظمئون بعدها أبدًا" .. فلو إنك إجتهدتي في طاعة الرحمن وكان أداءك إياها عن حب وشوق، ستتغير أحوالك وتنتهي جميع مشاكلك.
6) الإنفاق والتضحيــة في سبيــل الله .. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخل النبي على بلال وعنده صبر من تمر، فقال "ما هذا يا بلال؟"، قال أعد ذلك لأضيافك، قال "أما تخشى أن يكون لك دخان في نار جهنم؟، أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا"
7) كثرة البكـــاء من خشية الله .. قال رسول الله "ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله" .. والمشتاقة تبكي من خشية الله لكثرة معاتبتها لنفسها على تقصيرها، على الرغم من إجتهادها.
8) الإجتهاد في مساعدة الناس وخدمة الأبرار الصالحين .. فالمشتاقة إلى رضا الرحمن بحق ستسعى لخدمة الفقراء والمساكين وإدخال السرور على قلوبهم، لإنها تعمل بمقتضى قول النبي "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"
9) الإجتهاد في تحرِّي الحلال .. قالت أم الأسود "ما أكلت شبهة إلا فاتتني فريضة، أو ورد من أورادي" .. فلعل السبب في ضياع بعض الأوراد والفروض منكِ، هو تساهلك في إتيان الشبهات.
10) دائمة التفكُّر في نعم الله .. تفكري بنعم الله عليك وإصطفائه لكِ، وكيف كان تقصيرك في شكر هذه النعم ..
وعنوان المشتــــــــاقة إنها: شــــاكرة .. ذاكرة .. مُتفكرة ..




30
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خولة-تونس
خولة-تونس
كيف نشتاق إلى الله ؟؟
- والشوق إلى لقاء الله - تعالى - لا يكون إلا بالهروب من مساخط الله - تعالى - ومعاصيه ، كما أنه لا يرجو لقاء الله - تعالى - إلا من أحسن العمل ؛ لقوله - تعالى - : (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (العنكبوت:5) ..
قال ابن كثير - رحمه الله - : " أي : في الدار الآخرة ، وعمل صالحاً - أي في الدنيا - ، ورجا ما عند الله من الثواب الجزيل ، فإن الله سيحقق له رجاءه ، ويوفيه عمله كاملاً موفراً ، فإن ذلك كائن لا محالة ؛ لأنه سميع الدعاء ، بصير بكل الكائنات " اهـ من التفسير ..
وقال ابن القيم - رحمه الله - : " قيل : هذا تعزية للمشتاقين ، وتسلية لهم .. أي : أنا أعلم أن من كان يرجو لقائي ، فهو مشتاق إلي ، فقد أجَّلت له أجلاً يكون قريب ؛ فإنه آتٍ لا محالة ، وكل آتٍ قريب ... ، وفيه تعليل للمشتاقين برجاء اللقاء ..

لولا التعلق بالرجاء لقُطـِّعَت
نفس المحب صبابة وتشوُّقا
حتى إذا رَوْح الرجاء أصابه
سكن الحريقُ إذا تعلل باللُّقا

ويقول الله - تعالى - عن موسى - عليه السلام - : (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) ..
وهذا جواب موسى - عليه السلام - لربه - تعالى - عندما قال له : (وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى . قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) (طه:83-84) ..
فالذي حمله على المبادرة هو طلب رضى ربه ، وأن رضاه - تعالى - في المبادرة إلى أوامره ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " إن رضى الرب في العجلة إلى أوامره " ..
وبهذه الآية استدل السلف على أن الصلاة في أول الوقت أفضل ..



مثيرات الشوق إلى لقاء الله - تعالى - :
أولاً : الشوق إلى لقاء الله - تعالى - أثر من آثار المحبة ، ومرتبط بها زيادة ونقصاً ، وقوة وضعفاً ..
وعليه فلابد للعبد المؤمن المشتاق إلى لقاء الله - تعالى - أن يتلبَّس دائماً بالأسباب الجالبة لمحبة الله - تعالى - من قراءة القرآن بالتدبر ، والتقرب إليه - تعالى - بالنوافل بعد الفرائض ، ومن دوام ذكره على كل حال ، ومن إيثار محابِّه على محابِّك لاسيما عند غلبات الهوى ، ومطالعة القلب لأسمائه وصفاته ، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ، ومشاهدة بره وإحسانه ، وانكسار القلب بين يدي الله - تعالى - ، والخلوة به وقت النزول الإلهي ، ومجالسة المحبين الصادقين ، والتقاط أطايب كلامهم كما يُنتَقى أطايب الثمر ، ومباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله - تعالى - ..
ثانياً : والشوق إلى لقاء الله - تعالى - ثمرة الشكر لله - تعالى - ، فعلى قَدْر شكر العبد ربه - تعالى - بالأعمال الظاهرة والباطنة ، وتصحيح العبودية يكون سروره به ، واستبشاره بلقائه ..
ثالثاً : استحضار رؤية الله - تعالى - في الآخرة ، فهي سبب عظيم للشوق إلى لقاء الله - تعالى - ؛ ولذلك ربط النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما في هذا الدعاء العظيم : (وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ) ..
- وكذلك استحضار ما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -: (يتجلى لنا ربنا عز وجل يوم القيامة ضاحكا) رواه الطبراني ، وصححه الألباني ..
ولن نعدم من ربٍّ يضحك خيراً كما روي عن الصحابة - رضي الله عنهم - !!
وفي حديث المرور على الصراط : (حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه ... وفيه الحوار الجليل العظيم بين الربِّ - جَلَّ جَلالُهُ - وبين هذا العبد بعد أن أنجاه الله - تعالى - من النار ... وفيه : (ألا ترضى أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه ؟ فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة ؟ فيضحك الرب - عز وجل - من قوله ، فيقول : لا ، ولكني على ذلك قادر ... ) رواه الطبراني ، وصححه الألباني ..
من تأمل ذلك كان عوناً له على الشوق إلى لقاء الله - تعالى - ..




السلف والشوق إلى الله - تعالى - :
- هذه الأسباب والمثيرات هي التي هَيَّجت الصالحين على طلب الشوق إلى الله - تعالى - ، والعيش على ذلك ..
كان أبو الدرداء - رضي الله عنه - يقول :
" أحب الموت اشتياقاً إلى ربي ... " ..
وكانت عجوزٌ مُغيبة (أي : غاب قريب لها ) ، فلما قدم من سفره ، فرح به أهله وقاربه ، وقعدت تبكي ، فقيل لها : ما يبكيك ؟ قالت : ذكَّرني قدوم هذا الفتى يوم القدوم على الله - عز وجل - !!
وكان أبو عبيدة الخواص - رحمه الله - يمشي في الأسواق ، ويضرب على صدره ، ويقول : " واشوقاه إلى من يراني ولا أراه " ..
وقال عنبسة الخولاني : " كان من قبلكم لقاء الله أحب إليهم من الشهد " ..
وقال بعضهم : " طال شوقي إليك فعجِّل قدومي عليك " ..
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في بداية أمره يخرج أحياناً إلى الصحراء يخلو عن الناس ، لقوة ما يَرِد عليه ، ويتمثل بقول الشاعر :

وأخرج من بين البيوت لعلَّني
أحدِّث عنك النفسَ بالسر خالياً

يقول ابن القيم - رحمه الله -: " وصاحب الحال إن لم يرده الله - سبحانه وتعالى - إلى الخلق بتثبيت وقوة ، وإلا فإنه لا صبر له على مخالطتهم " ، والله المستعان ..



- اسأل نفسك :
هل نحن نحب ونشتاق إلى لقاء الله - تعالى - في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ؟؟ أم أن هناك عوائق وحوائل تحول بيننا وبين ذلك ؟؟
كل منا يسأل نفسه ويجيب !!
- قال أبو بكر لعمر - رضي الله عنهما - حين وصَّاه :
" إن حفظت وصيتي لم يكن غائب أحب إليك من الموت - ولابد منه - ، وإن ضيعتها لم يكن غائب أكره إليك من الموت ، ولن تُعجِزه " ..
وقال أبو حازم - رحمه الله - :
" كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى مت " ..
وقال بعض السلف : " ما يكره الموت إلا مُريب " ..
وأحسن القائل عندما قال :
أمستوحشٌ أنت مما جَنَيْتَ
فأحسن إذا شئت واستأنس



اللهم إنا نسألك لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ .. آمين ..
*هبة
*هبة
أسأل الله باسمه العظيم الأعظم أن ينير بصرك وبصيرتك
بنور اليقين
وأن يجعله فى ميزان حسناتك
خولة-تونس
خولة-تونس
أسأل الله باسمه العظيم الأعظم أن ينير بصرك وبصيرتك بنور اليقين وأن يجعله فى ميزان حسناتك
أسأل الله باسمه العظيم الأعظم أن ينير بصرك وبصيرتك بنور اليقين وأن يجعله فى ميزان حسناتك
بارك الله فيك جعل الله لك مثل ما دعوتي لي
خولة-تونس
خولة-تونس
------------------
شرقاويه توب
شرقاويه توب
اسسسسسسستغفر الله عاافك الله