عطاء
عطاء

(3)
أخذالتعب يزحف إلى جسدي المرهق ليعلن سطوة الألم..
وكأنني قد أسلمتُ قياد نفسي إليه ليعبث بي ويسل مابقي من
قوة ليجهز عليها..لم أحب أن أكون أنا هنا ..
في ميدان مسابقة قد ألقيت بسلاحي..بعيداً عني..
وأنا أنظر إليه أستعطفه أن يأتي إلي..
أماني باطلة..
وأوهام فارغة..
هكذا رأيت أحاديث نفسي..
أتراني أسلم البقية الباقية وأركن إلى سود ليالي..
خيّل إلي..
هذا اليوم..
ماثلاً أمامي..
يستعطفني..
أنّ أدافع عنه من قطاع طريق..قد ترقبوا مروره..
وكلما استسلمت لأنين ألم..
تردد صوت رجاء في عقلي يذهب بمترفات أيامي..
لاتُسلميني لهم..
لاتسلميني لهم..
إياك ِ أن تفعلي..
صوته الراجي أمعن في
اختراق ..
ليعلن سطوته على نفسي....
((إن بين أيديكم عقبة كؤوداً لاينجو منها إلا كل مخفٍ))
فبادري بالتوبة والعمل..
عطاء
عطاء
(4)
كريشةٍ تشتاق وصولاً إلى الأرض ..أو مكاناً تحط عليه ..
كانت نفسي اليوم ..تعاني هذا الشعور وترهبه..
هذه أيام الحبيب بدأت تتناثر كعقد ٍ انحلّ نظمه..
أخشى أن يُحلّ نظم نفسٍ مع تساقط حباته
وتدحرجهابعيداً...
لتذرني لوحدي..مفلسة..
من كل شيء..إلا من سيئاتي..
آه ما أقسى هذا الشعور!!
أن ينفرطَ ما اجتمعت عليه..
أو اجتهدت في جمعه ونظمه
وتحصيله..
والنفس في إقبال وإدبار..غير مطواعة..
تحلِّق في علو ترجو رحمات الرحيم..
وتخشى من ثقلة الطين أن تُمعن في جواذبَ لنفس ٍ
اعتادت على انفلات..
أليس هذا أوان تحصيل الزاد..
فهل تُكفُّ يدٌ عن تحصيل..!!!
إيه يانفس..ما أشقاني بكِ..
كفي..عن خداع..
وتزودي لتلك الدار....
فكم من منقطعٍ بلا زاد..!!!!
عطاء
عطاء

(5)
قاربت نفسي ودنت من ضفاف يأس سيطر
ليذهب بجمالٍ قد امتدّ في الأفق ليعلن جمالاً آخر للوجود
إنه جمال
العبودية لله عزوجل..
أن يترنم الكون سماءه وأرضه ترتيلاً..
وأن تلين أعطافه سجوداً وركوعاً..
وكأنما أذنٌ تصيخ بسمعٍ لزجل تسبيح..لتكون في تلك اللحظة
لاشيء..
نعم لاشيء
أمام ذلك الخضوع المهيب..
وبهيبةٍ غشت تلك النفس التي فرحت بتسلط يأس لتطلق من قيد..
انتفض فؤاد لجلال عظمة الربّ ..
فذلّ ذلك الجسد الهزيل الذي أضنته سياط اليأس ليعلن استسلام
ولان منه كل شيء..
ليذل لسان..
بتسبيح وتبجيل لمولاه..
((وماقدروا الله حقّ قدره والأرض جميعاً قبضته يوم
القيامة والسموات مطوياتٌ بيمينه...))
وينطرح على أعتاب سيده
حين تجلت له عين الحقيقة..
أن أقرب بابٍ دخل منه العبد على الله
تعالى هو,,الإفلاس,,!!!
عطاء
عطاء
(6)

طال تأملي في هذا اليوم..لاأعرف ماذا دهاني
كأنها نسائم جذلى تستحثّ الروح أن تتوقف لتدرك أسرار
هذه الأيام التي تتوالى..لتقلب صفحات من العمر مولية
ولتطرق على فؤاد حي ببصمات لاتمحى..
أنت تسير إلى مولاك..
بقلبك..
وعملك..
بصومك..
وطاعتك..

تسير..
وإذا عصيت..تتوقف عن سيرك..ويدركك قطاع طريق..
أنت , وأنا , ونحن..
في سير للآخرة..
تسير بنا أيامنا مسرعة..
تُسلمنا..إلى آجالنا..وتمضي
وسائر يسير على قدم..
وآخر يمتطي دابة..
وثالث يعتلي مركباً..
كلٌ بحسب سيره..وطاعته..

مطايانا للآخرة..
لاتتوقف
ولاتستجيب لمنادي
ولاتقبل ممن يساوم
تسير بأمر ربها
نحو هدف خطّ لها..
الليل يسلمك للنهار..
والنهار يسلمك لليل..
لاتلتفت..
تمضي..
ليالينا
وأيامنا
هكذا..
دون توقف..
حتى نتوقف عن الحياة
ونضع الأحمال..
(( يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يومٌ ذهب بعضك))
فليذهب يومك مضمخاً بعبير الطاعة..
عطاء
عطاء
(7)

تقلب النظر في زوايا نفس ٍ قد اكتنفها شهر الصوم بسكونه..
تبحث عن شعاع أمل لاختراق النور لتلك الظلمة التي قبعت هناك
فوأدت الحياة بسكون مسيطر..
تتلمس داخلك وكأنك تخشى أن تتلاشى نفس مع تلك اللمسات
الآملة..تكاد تجهل من أنت ؟؟ وماذا يسكن في داخلك..!!
وحين ترى أن الأمر كما هو لم يتغير ..يسيطر يأس مقيت على سمائك ..ليس من الرحيم الذي ترجوه كل نفس مؤمنة..ولكن من نفس ٍعزّ عليها
فراق إلفها..
واسماتت في دفاع عنه..
كأنني أنظر إليها تقاتل من أجل ما تحب!!!
ومن تحب..!!!
بكل ما أوتيت من قوة لتحظى بمرادت نفسها..
فلم لاأتعلم منها؟؟!!
حدثتُ نفساً بذلك..
لمَ لاأتعلم منها ..أنا أقاتل من أجل ما أحب ومن أحب..؟!!!
لمَ لاأتعلم منها كيف أستنفذ كل قوة من أجل من أعبده وأرجوه
وأضحي في سبيله بمحبوبات ومألوفات!!؟
لمَ لاأتعلم منها كيف يكون المرء حازماً عندما يريد وصولاً لهدف؟!!
لمَ لاأتعلم منها كيف تتفجر قوة من روح ساكنة لتنبع بحياة ؟!!