شـــووق
شـــووق
روووعه
خلودالعامريه
خلودالعامريه
كان الوقت قريبا من الساعة الثانية ظهرا عندما قامت جود بفتح النافذة بحذر وهي ترتجف من الخوف فوجدت ذلك الكيس البلاستيكي وقد رمي بيد خفية حتى استقر على ردهة النافذة وكأن طرفه قد علق في طرفها فأخذت الكيس بحذر وقامت بفتحه لتجد بداخله صورة لها ورسالة تتضمن تهديداً جديداً من تركي بعد ان وصل له الخبر بمصادرة الاسطوانه وتهريب معلومات عنه ل ( حراس الفضيلة ) وهو الامر الذي بدأ يقلقه بعد ان بدأت تأتيه اتصالات على جواله من جهات رسمية وقد تضمن التهديدات وعداً لها قد قطعه على نفسه ان يعمم صورتها على جميع منتديات ومواقع الشبكة العنكبوتية والايميلات وان يقوم بتوزيع صورها ايضاً على جوالات اقاربها برسائل وسائط مع نسخ الصور ورميها امام بوابة جامعة ..... التي منتسبة بها جود لم تعد الحياة تعني لجود شيئاً وأسودت الدنيا عليها وصارت أنفاسها أضيق من سم الخياط فتوقفت الدماء في جسدها وتنفست الصعداء وعلمت ان فضيحتها ستكون بجلاجل وبدأت اطرافها ترجف بزيادة ولوكانت على مقياس ريختر لفاقت درجات ارتجافها مقياسه فلم تجد امامها الا ان ترمي بنفسها من نفس النافذة التي تلقت منها التهديد المخيف ولكنها وهي تهم بذلك لازال صوت القران يتغلل في احشاء اذنيها حتى استقر في قلبها وعقلها وعرفت ان الله هو الملجأ فهو يقبل التوبة ويجيب المضطر اذا دعاه فاستجمعت قواها وتوضأت وضوءاً لم تعرف تفاصيله من طول امد تركها للصلاة وبدأت تلجأ الى الله في تلك الشدة بعد توبتها الصادقه وبعد فراع الصلاة تناولت جهازها الجوال واخذت في البحث بين دليل الاسماء عن رقم صديقة تعلم بقربها من الله ومع الاسف لم تجد فيه من تثق به لولا رقما وجدته يندرج تحت اسم غريب ( ثقيلة الدم ) وهي لاتعلم من أين أتى الاسم وقامت بالاتصال فوجدت صوتا يرد عليها ليس غريبا وإذا به صوت نوف اشمأزت جود من ذلك في البداية ولكنها قررت ان تخبرها لعلمها السابق بذكاء نوف في التعامل مع الأحداث فطلبت من نوف أن تقابلها على عجل وكان الموعد في اليوم التالي بأحد الكوفيهات الموجودة بالمركز التجاري الكبير بجوار شارع التحلية العام بالرياض .وفي اليوم التالي تطلب نوف من أخيها راشد إيصالها للموقع وبعد جهد جهيد يوافق فراشد دائما مايكون مرتبط ويؤكل اكثر الاعمال لأخيه خالد ( خطيب نجلاء ) وبعد إيصالها للموقع يخطر على بال راشد الدخول للوبي مركز الفيصلية باعتباره قريب ,, وهناك يحدث موقف جدير بان يذكر ...
ففي لوبي الفيصلية ...
تخرج إحدى سيدات الأعمال وهي على أعتاب الخامسة والأربعين وتدعى ( نوره ) من مصعد المركز وقد سبقتها رائحة عطرها الكازانوفي وبرفقتها احدى مديرات اعمالها وهن يلبسون أجمل العباءات المخصرة والمطرزة في ضل تضايقهن من هذه العادة فقد رجعن من دبي ليلة البارحة ولم يعرفن العباءة إلا في مطار الملك خالد وأخذن يبحثن عن مكان ذو إطلالة جيدة في البهو لتستقر بهن الجلسة في احد الاركان الفارهة بزواية منفرجة أمام مدخل اللوبي وبدأت نورة تستخرج من حقيبتها جهاز الجوال المطور خاصتها لتبدأ في استعراض ايميلاتها واجراء اتصالاتها كعادتها ولكن هناك نوعاً من الملل كان يعتريها فلم تجد في أموالها مايعوضها عن نظرة إعجاب من شخص أو كلمة حنان من الجنس الآخر يعيدها لأيام صباها فلم تجد سعادة في مال يخبئ ورائه ضحكات المجاملين وكلمات رقيقة مشتراة فصار كل شي يقابلها له ثمن وهناك أمرلاتعرفوه عن نورة فهي أرملة وقد توفى عنها زوجها رجل الاعمال المعروف انذاك طلال وذهب ضحية في احد الاعتداءات الغاشمة للفئة الضالة التي حدثت بالرياض وذهب ضحيتها غيره ابرياء كثر ومن بعد وفاته تسابق على الزواج منها الكثير والكثير من الطامعين بثروتها التي ورثتها عن زوجها ولكنها لم تجد من بينهم من يحبها لشخصها ... وبينما هي تتمتم مع مديرة أعمالها يدخل من باب اللوبي (راشد) وهو شاب يتمتع بجسم رجولي مفتول وله سكسوكة مرسومة بالفرجار والمنقله على مبسم اعتلاه شارب يأخذ من سواد الكحل أجوده ويحرصة خدين أبيضين متوردان مع قامة له يوصف على انه اقصر طويل ويحمل بيده سبحة مصنوعة من حجر الياقوت الكريم وساعة في معصمة مستديرة الشكل تشبه عيونه المكتحلة بأهدابه السود الطويله يمشي الهوينا بثقل (الشيخ الشاب )عندما ترى تصرفاته يخيل لك انه في عمر الاربعين في حكمته بينما لايتعدى عمره الثلاثين ويختلف عن صنف الشباب انه لايمد نظره الى ماعند غيره ولديه اعتزاز بنفسه وبطيء في تصرفاته ولكنه يعرف الى اين ذاهب دائماً وتأخذ به أقدامه للجلوس على احدى المقاعد المقابلة لسيدة الاعمال ( نوره ) التي نسيت اعمالها وتجارتها ومديرة اعمالها وسمرت نظرها على هذا الشاب في لحظة وجدت نفسها فقيرة من أملاكها في مقابل نظرة اعجاب لها من هذا الشاب او حتى محاولة للفت انتباهه او كلمه ولو جبر خاطر او سلام من بعيد في تلك اللحظة لم تصدق نوره ان هناك شاب في هذا البلد يرى البنات شبه كاشفات ولايعيرهن انتباها فكيف وهي سيدة اعمال وقد يطمع بها فلماذا لايهتم بها لم تستطيع ان تعترف بهذا التجاهل لها من راشد فبدأت تتكلم مع مديرة اعمالها بنبرة صوت حاده موعزة لها بالخروج من اللوبي والتوجه لجناحها بالفندق الذي بالمركز في خطوة تريد لفت انتباه راشد ولكن لاحياة لمن تنادي ...راشد لازال في جلسته لم يحرك ساكنا إلا انه بدأ يتناول احد الصحف المحلية ليقرأها بينما يقف على رأسه نادل الكوفي يعرض خدماته فيطلب احدى المشروبات الساخنة ( كاباتشينوا) وفي التفاته خفيفه له يرى عينان قد راب كحلها من فوق لثام خفيف بدأت نورة في إسقاطه عمداً من على ثغرها لتظهر ابتسامتها الصفراء وقد خط الزمن خطوطه حولها وهي تعتقد انها ستفوز بقلبه فهي في لحظة اعجاب لهذه الشخصية الشبابية العجيبة من وجهة نظرها فهذا الذي تبحث عنه فهي تريد الرجل الذي لايبحث عن ثروتها وانما لشخصها وبدأت عيونها تتكلم بكلمات لم يفهمها راشد فقام بإنزال عيونه عنها وفي قلبه لومة عليها فعمرها اكبر من هذه الحركات وعلى انها بدأت في استذكار حركات الاغراء القديمة لتفعلها امامه الا ان راشد على عادته لايعير اهتماما لاحد فهو رجل لايمد نظره الى احد ولا يزعج احد فكل شي عنده بحساب ولايحب ان يزعج احد حتى لو بنظره ولديه كنزا من القناعة لو تعلم به سيدة الاعمال هذه لجالدته عليه بالسيوف وفي كل لحظة يتحرك فيها يزيد إعجاب نورة به فلم تستطيع كتم مشاعرها فهي دائما حاسمة في قرارتها كعادتها في تجارتها فقامت بمناداة النادل وابلغته بان حساب مشروب راشد عليها وان يبلغه بذلك وأستجاب النادل واخبر راشد لينظر راشد لها وتشير له بيدها تحية له فيبادرها بابتسامة عريضة في استغراب لتصرفها ثم يقوم ويذهب اليها وهويحمل معه مشروبه ويستأذنها بالجلوس فأشارة له بالإيجاب وبدأت ترتجف ليس خوفا ولاخجل ولكن قد يكون ارتجاف الحب المتأخر والمولود في سن اليأس على يدين شاب صاحب كاريزما معينة وقوية فعندما اقترب منها ليجلس كانت تحس بهيبة منه فهي بجلالة قدرها وشركاتها وأملاكها أحست نفسها صغيرة جدا أمامه وشعرت وكأنها تريد أن ترتمي في احظانه قائلة لقد تعبت من الأعمال وآن لي أن أستريح بجانبك فرصيدي يكفيني أن أعيش مابقي من العمر معك وهذا الأمر بدا يلوح في ذهنا فور جلوسه في المقعد المجاور لها ..و بدا يعرف باسمه لها وهي ايضاً الا انها لم تذكر له انها سيدة اعمال او صاحبة ثروة يقطع تعارفهم اتصال مهم يأتي على جوال نوره تستأذن في الرد عليه من راشد فيتطلب الرد ان تخرج من نفس القاعة باعتبار الاتصال خاص ويبقى راشد في الجلسة بانتظار نوره ان تنهي مكالمتها لتعود له وتعطيه موعدأ اخر في نفس الموقع بعد ان اضطرت للمغادرة بسبب امراً جلل يتطلب حضورها بإحدى شركاتها ......
نوف وجود
تجلس نوف مع جود في الكوفي المتفق عليه وتبدى جود بالانهيار باكية بين أيادي نوف وسط تساؤلات جود عن ماحل بها وعن طريقة لبسها الغير معهودة فقد بدأت تلبس العباءة المحتشمة على غير عادتها فقامت تقص الحكاية كاملة من دخولها إلى غرفتها حتى وصول رسالة التهديد ... فقامت نوف بالوقوف والسلام على رأس جود إكبارا لها بتوبتها من طريق الفساد واستخدمت نوف ذكائها وعرضت عليها الاتصال على حراس الفضيله ومحاولة عمل كمين متقن للايقاع بتركي وبينما يحاولان الاتصال يقطع ذلك مكالمة على جوال نوف من نجلاء لتخبرها بعودة النوبة لوالدها وقد تم نقله لمستشفى ...... لتقوم نوف بإخبار خالد هاتفيا وتعود لمحاولة حل مشكلة زميلتها جود ( *الا تتفقون معي ان آداب الحوار قد أختفت مع وجود الجوالات ).
في المستشفى
ينام والد نجلاء على سرير الكشف وناصر ابنه ممسك بيديه ويدخل عليهم طبيب أجنبي لايمت للاخلاق المهنية بصله فبعد كشفه على أبو نجلاء بدأ في تشخيص المرض وقام بالتحاف السواد ورمي سهاماً من التشائم عليهم وبأن حالة أبو نجلاء ميئوس منها وهو على شفا حفرة الموت وانه سيقوم بإجراء عملية جراحية له وقد لاتنجح ولو افترض انه عاش بعدها فقد تكون حياته في خطر ويضيف ايضا هذا الطبيب ( الجزار ) بأنه يجب أن يتم التوقيع على إجراء العملية المصيرية في أسرع وقت أو انه سيموت في خلال أيام ويختمها بإعطائهم مهلة اربع وعشرون ساعة للتفكير والرد ويخرج من الغرفة ويترك خلفه والدا مع ابنه قد اسودت الدنيا بوجهيهما فلم يجد والد نجلا فسحة من أمل أمامه وبدا ينكسر على مرأى ابنه ناصر الذي اخذ يصد بنظره عن رؤية دموع والده وبدأ في التقليل من شان هذا الطبيب فأخذ يجري اتصالاته على أصحابه ليفاجئه اتصال خالد عليه مستوضحا عن الوضع الصحي فيخبره ناصر بما صار ليطلب خالد من ناصر تقرير طبي بالحاله من الطبيب حتى يتم التأكد منه عالميا وبعد ذلك يحظر الطبيب التقرير بعد إلحاح ناصر ووالده ليتم على الفور تزويد خالد بصورة منه ...حيث بدأ في كتابة إيميلات لعدة مستشفيات عالمية والعجيب في الموضوع إن الإجابات جاءت متتابعة ومتفقة على نجاح العملية ولاخطورة فيها وبعد ان يزف خالد البشاير الى والد نجلاء وناصر يطلب ناصر من الطيب إخراج والده من المستشفى على مسؤوليته الخاصه وبعد خروج ابوناصر من المستشفى بيومين يتم الاتفاق على عمل العملية في احد مستشقيات الأردن المتخصصة ويسافر كلا من خالد ووالد نجلاء إلى الأردن ليبقى ناصر لرعاية العائله ويتقرر عمل العملية بعد السفر بثلاثة أيام وفي اليوم الرابع تنتظر عائلة ناصر اتصالا من خالد أو والدهم على أحر من الجمر فلم يطيق ناصر صبرا ويبدأ في الاتصال على جوال والده فيجده مغلقا ثم يعيد الاتصال اكثر من مرة للتأكد دون فائده عندها تشير عليه أخته نجلاء أن يتصل على خالد خطيبها فينظرها بامتعاض ثم يقوم بإجراء الاتصال على جوال خالد وبعد انتظار يجيب خالد بصوت متعب وثقيل زاد من خوف ناصر وقلقه ليخبرهم .ب......
في الاحد القادم نكمل
خلودالعامريه
خلودالعامريه
الفصل الخامس
بنجاح العملية وسوف يأتون على اول طائره فور انتهاء بعض الاجراءات الا ان صوت خالد كان مقلقاً لناصر وبعد الاستفسار يتضح ان خالد مصاب بوعكة صحية وهو الامر الذي احزن نجلاء كثيرا فأختلط عندها فرحة شفاء والدها بحزن خوفها على صحة خطيبها خالد ...
في مطار الملك خالد
في اليوم الثالث بمطار الملك خالد كانت الساعة في معصم نجلاء تشير الى التاسعة مساء وهي مع والدتها واختها وناصر في صالة القدوم بالمطار وقد شخصت ابصارهم على مدرج المطار في انتظار طائرة الوالد وعودته الى ارض الوطن سالماً معافى تبدأ الدقائق تمر بطيئة على نجلاء تعاكس ضربات قلبها السريعة لاتعلم ماذا حل بها هل هي فرحتها بقدوم والدها ام فرحتها برؤية خطيبها ارتباك وقلقل يقطعه دخول نوف وراشد للصاله اللذان حضرا من اجل استقبال اخوهم خالد حيث يلحظ ناصر راشد الذي سبق له لقائه به بعد مرض والده ويقوم بالإشارة له فيقبلان عليهم و تلك اللحظة كانت هي الاولى التي يرى فيها ناصر نوف لقد سمع كثيرا عنها وعن التزامها واخلاقها يسلم راشد على المجموعة بينما تنضم نوف الى نجلاء واختها ووالدتها ويأخذن زاوية من الصالة بينما يبقى ناصر وراشد في مقدمة المستقبلين بالصاله ... يأتي النداء الداخلي للخطوط الجوية معلنا تأخر وصول الطائرة الى ساعة اخرى بسبب وجود تراكمات للسحب في الاجواء كانت هذه اللحظة مربكه جدا للمجموعة ... يختلس ناصر نظرة الى نوف ( كعادته ذي العين الطويله ) ويحاول الوصول الى متعة في النظر لها على حين غفلة من راشد الذي الهاه اتصال من نوره سيدة الاعمال المعروفه إلا إن لبس نوف المحتشم وعباءتها الاسلامية منعته من معرفة تفاصيل جسمها وبينما الحال كماهو تنتبه نجلاء لنظرة اخوها لنوف فترمقه بنظرة حاده ترمي بشرر على الرغم من خوفها الدائم من ناصر إلا انها تعلم مدى غضب نوف من مثل هذه التصرفات .. فيصرف نظره ناصر باتجاه مدرج المطار ولسان حاله يقول ( اجيبها يعني اجيبها)...مع هذه اللحظة يأتي اتصال على جوال نوف ترد ( اهليييين جود.... ) تبحلق نجلاء في عيون نوف مستغربه مدى العلاقه بينهما ونجلاء تعلم من تكون جود ومن معنى المكالمة يتضح لنجلاء ان هنالك موعد لقاء بينهما الا ان الموضوع ورد فيه اسم شيخ تقف نجلاء حائرة منتظرة انتهاء المكالمة لتمطر نوف بالإسئله .. تنتهي المكالمه فتنهال نجلاء ( إش إش إش وش ذي العلاقه الجديده والله ماكنت اتصور تنزلين لهادي العينه من البنات انتي نسيتي من هي جود لالالا لازم اعرف ايش الهرجه الحين ) طبعا اللهجة الحجازية ليست غريبة على نجلاء فهي من مواليد مدينة جده وعائلتها ايضا جداويه ولكن قبل 13 سنه اضطر والدهم لمغادرة جده بسبب ترقيته الوظيفية على رقم شاغر في مصلحة المياه بمدينة الخرج وتطلبت مصلحة العمل نقله الى مصلحة المياه في مدينة الرياض واستقر هناك مما حدى به الى نقل اسرته ومن بينهم نجلاء التي لم ينسيها اختلاطها في الدراسة مع بنات الرياض لهجتها المحلية بعكس البعض ...ترد نوف على نجلاء وإنه طالما انا منتظرين منتظرين تعالي اقولك سالفة جود من اولها لآخرها .. في الجانب الاخر من صالة القدوم يسلم ناصر بشغف على احد القادمين من احدى الرحلات الدوليه التي وصلت منذ وقت سابق وهو احد اصدقاءه القدامى والغريب ان هذا الشاب ضل منتظرا في الصاله ولم يغادر المطار ينهال ناصر بالتحية والترحيب لصديقه ( عبدالرحمن ) وسط تسؤلات عبدالرحمن له عن الانقطاع بالسؤال عنه وكيف مرة السنتين الاخيره دون ان اعلم عن اخبارك شيئاً لولاء ان الصدفة حكمت عليهم بالمقابله في هذه اللحظة وفي هذه الاثناء ينضم لهم راشد ويجلسون جميعاً في احد اركان الصاله هنا يتسأل ناصر عن سر التغيير الذي حدث على مظهر عبدالرحمن الخارجي حيث لم يكاد يعرفه للوهلة الاولى فقد بدأ عبدالرحمن ممتلئ الجسم ولديه لحية طويلة مهذبه وقد ارتسمت على محياه ابتسامة لاتنقطع واخذ وجه في البياض حتى يخيل لك انه يشع نورا وعينان مكتحلتان برموشهما على شوارب محفوفة وكل شيء فيه تغير لم يبقى من صورته الماضية الا حبة خال على خده الايسر وإسمه و ظهرت عليه علامات الالتزام المتوسط ليس المتزمت يحمل في يده اليمنى سواك يلوك به اسنانه ناصعة البياض ويفوح من ملابسه رائحة العود الكمبودي الاصلي اصبحت كلماته رقيقه وقد سادت عبارات الحديث الديني على معظم كلامه وفوق ذلك لازالت خفة دمه لم تتأثر فالمعروف عن عبدالرحمن خفة دمه المعهوده حتى يخيل لك ان معظم النكت والطرائف كانه هومن يختلقها لقد كان عبدالرحمن وسيما جدا في السابق ولكن هذا التغيير زاد وسامته اكثر لم يدور في خلد ناصر ان الذي امامه هو ذلك الشاب المغازلجي المعروف في شارع الحمراء والكورنيش بجده والذي كان يحتفظ بدفتر ابو اربعين ممتلئ بارقام واسماء كثير من البنات ولم يكن يتوفع انه ذلك الشاب الذي كان يحيي سهرات متتالية وهو يعزف اجمل المقطوعات الموسيقية بيده على آلة العود العراقي ابتدءاً من ( xxxxxx ) لم يكن ناصر في هذه اللحظة يدور في خاطره الا سؤال واحد ياهل ترى ماذا فعل عبدالرحمن مع حبه الكبير ( ندى ) وماذا جرى بينه وبين اهلها وهل وافقوا على الزواج ام لا وأسئلة اخرى تلوح في خيال ناصر كالبروق الثائره لايمنعه من طرحها الا وجود راشد في الجلسة التي قطعها النداء الداخلي بوصول رحلة والد نجلاء مع خالد ليتأهب الجميع للإستقبال ومن ثم يذهب راشد واخوانه في سيارتهم وناصر واهله في سيارتهم ويستأذن عبدالرحمن في الرحيل على وعد قطعه لناصر ان يكون العشاء في اليوم التالي في شقتهم بالعليا احتفالاً برجعة والده وان يخبره عن سر التغيير وماذا فعل بالماضي ....

يوم العزومة صباحاً
اتصال من نوف على الشيخ ( عبدالله ) من حراس الفضيلة تخبره فيه بموضوع جود مع تركي ليطلب منها الشيخ عبدالله إحضار الرسائل والصور ونسخه من رسائل الجوال تكون على ذاكرة خارجية إذا امكن مع ضرورة تزويدهم برقم جود نفسها ليتم التواصل معها من اجل تنفيذ كمين محكم للإيقاع بتركي متلبساً بجريمة الابتزاز على ان يتم وضع الطلبات جميعها في ظرف ورميه في داخل سيارة الدورية خاصتهم بعد إشعار الشيخ عبدالله لنوف انه سيقوف بإيقاف السيارة في موقف محدد داخل احد الاسواق ومن ثم ترك زجاجها مفتوحا .. وهذا الجهد كله من اجل مايتمتع به رجال الحسبة من فضيلة الستر في الاعراض ونزولاً عند طلب نوف وجود بعدم ادخال اسمائهن في محاضر التحقيق او حتى يصل الخبر لذويهم فالبنت لاتملك في حياتها اثمن من شيئين شرفها وسمعتها ...
الساعة الخامسة عصرا نفس اليوم وفي مواقف سوق (..... مول )
تستأذن نوف امها بالذهاب برفقة صديقتها جود وتوافق بصعوبة بعد الحاح مع التنبيه عليها بعدم التأخير نظراً لإرتباط العائلة بإجابة دعوة اهل نجلاء لهم على العشاء وإنه يجب الحضور باكراً كأول المعازيم لاسيما وان علاقة النسب قوية بينهم ولأن والدة نوف تريد الاهتمام بمظهر نوف امام ام نجلاء لعل وعسى تجد لها خطيب من هذه العائله ( تفكير أم تتمنى ان تفرح ببنتها سريعا )
تأتي جود مع نوف لنفس الموقع المتفق عليه مع الشيخ عبدالله ويجدان السيارة في موقفها وزجاجها مفتوح ولايوجد بداخلها احد على حسب الاتفاق وعندما تهمان بإسقاط الظرف بداخل سيارة الحسبة إذا بيدان غليظتان تمسكان برقبتا جود ونوف من الخلف وصوتاً غليظاً يقول لهما
خلودالعامريه
خلودالعامريه
الفصل السادس
........ ( بدري على ..(كلمة نابيه )..مثلكن يجيبين رأس تركي ) ويتعالى صياح جود ملفتاً نظر المتسوقين اليها وبخفة البرق يختطف تركي الظرف من يد جود ويطلق اقدامه للريح مسرعا ولم يكن اسرع منه الا يد نوف عندما التقطت ( اكرمكم الله ) صندلها واطلقته عليه كما اطلق جساس سهمه ليستقر بمؤخرة رأس تركي حيث وقع على مقتل فيسقط تركي أمام عيون المتسوقين ورجال الحسبة الذين بدأوا يهرولون مسرعين الى مسرح الحدث في هذه الاثناء تنخار قوى نوف وتسقط بجانب السياره بينما جود تحاول مساعدتها على النهوض ولم تستطع نوف تخيل ماستؤل له امورها بعد هذا فقد قتلت قتيل واليوم عزومة العائله والفضيحة بجلاجل والقاتل هنا يقتل وعلى الرغم من قوة عزيمتها لكنها لم تستطيع الصمود فانهارت باكية بصوت ينافس صوت رنين جوالها في تلك اللحظه... تأخذ الجوال لتجد الاتصال من والدتها فقد تأخرت في العوده وبدأ خالد يسأل عنها لكن نوف لم ترد فالموقف يفقد البصيره .. هنا يقترب رجال الحسبة والمتسوقين من تركي وهو ملقاً على وجهه على ارض المواقف ليبدأ رجل الامن المرافق لرجال الحسبة في إبعاد المتفرجين ويبلغ عمليات الشرطه بالانتقال الى مسرح الجريمة وفي جوار سيارة الحسبة ابنتان لاحول لهن ولاقوة تضم احداهن الاخرى ويبكيان حضهما حيث يقترب منهن في هذه اللحظة الشيخ عبدالله ويسلم عليهن ويقول لهن ( لاحول ولاقوة الا بالله يابناتي من اللي رمته منكن ) يخيم الصمت عليهن ويتوقف الكلام يعيد عليهن الشيخ عبدالله نفس السؤال وعندما همت نوف برفع يدها تتصرف جود بشجاعة نادره وترفع يدها للشيخ وتقوم وتقول انا ياشيخ اللي رميته ونوف مالها دخل وياليت تسمحون لها تروح لأهلها وانا اتحمل كل ماجرى ) يوافق الشيخ عبدالله ويسمح لنوف بالانصراف على عجل قبل وصول القوة الامنية للموقع هنا يتقدم رجل الأمن للشيخ ويطلب منه الحضور إلى مكان تركي ليجدون الظرف لازال بيد تركي وممسكاً به وكانت هذه إشارة على عدم وفاة تركي وماهي إلا لحظات حتى يبدأ في النهوض واضعاً يده على رأسه بعد ان امسك بذراعه رجل الامن وفي التفاتة لجود تشاهد تركي واقفاً على قدميه وعلى كثر كرهها له الا انها فرحت فرحاً شديداً بهذا المنظر في هذه الاثناء يسرع الشيخ عبدالله ويتأكد من صحة تركي ويوعز لرجل الامن باركابه لسيارة الحسبة مع ابلاغ عمليات الشرطة بانتهاء المشكلة وانها لاتعدوا عن مجرد سقوط فقط بسبب فقدان وعي موقت ولايستدعي الامر الحضور ثم يتقدم الى جود ويعرض عليها الظرف فتخبره بماحصل معها باختصار ويطلب منها ان تذهب الى منزلها وانهم سيتولون الامر وفي زاوية المول كانت نوف لازالت تجر اقدامها في طريق العوده وهي مهمومة وخائفة ولاتكاد تعرف طريق المنزل حتى يأتيها اتصال البشرى من جود فترد وتعلم ماجرى لتبدأ دموع الفرحة تنهمر وتطلب من جود مقابلتها في التو واللحظه لمعرفة تفاصيل ماحدث وكيف وصل خبر الاستلام والتسليم من الاساس الى تركي التي يبدوا ان هناك إساءة تصرف من جود ادى الى ذلك .
في منزل ابو نجلاء
على احد جدران غرفة الجلوس تشير الساعه الى الخامسه والنصف عصرا وام نجلاء تبدأ في ترتيب المنزل تساعدها بشقاوه اروى الاخت الصغرى لنجلاء وفي المطبخ نجلاء تبدأ في الشطف والتنظيف للأواني وحركة دؤوبه في ارجاء المنزل فناصر لايزال معلقاً على السلم محاولاً اصلاح احدى اقلام الاضاءه التي بالمدخل اما ابو نجلاء فهو بالمجلس يحاول ان يشرف على تجهيز البخور والمبخره وحركات ترتيبيه ومناداه واخذ ورد بين نجلاء ووالدتها واتصالات سريعه من والد نجلاء بالمسئول عن تجهيز وجبة العشاء ليزوده بمعلومات تهم العزومه منها موعد العشاء وطريقة الطبخ وعملية التقديم والحلا ومشتقاته وغير ذلك ممايلزم ....تدخل نجلاء في هذه اللحظه غرفة نومها فتبدأ في اخراج فستان يليق باستقبال الضيوف وعملية تشييك اخيره على نظارة بشرتها وهل يحتاج الامر الى كريمات وخلافه وفي زاويه ضيقه بالغرفه تجلس اروى الصغيره مع دميتها وهي تنظر الى فستانها الصغير الملقى على السرير في براءة الطفولة كعصفورة من عصافير الجنه تدخل عليهم الوالده مستثيرتهم بكلمات حنونه متفائله وإنه متى على عيني ونجهزك يانجلاء للفرح وانتي يااروى في هذه الاثناء كان قرص الشمس الدامي قد غاب خلف الاطلال معلناً بدخول ليلة من ليالي الانس كانت ستكون .. ويرتفع صوت الحق من مسجد(... ....) منادياً بدخول صلاة المغرب فيأخذ ابو نجلاء عصاته ويتوكأ عليها ذاهبا للمسجد وهويشير الى ناصر .. وانا ابوك اذا خلصت الحقني ولاتتأخر عن الصلاة .

في منزل نوف
كانت نوف قد دخلت المنزل وهي في حالة غير عادية وفي عيون والدتها تساؤلات عن ارتباكها فهي منذ دخولها غرفتها لم تخرج بعد وبعد طرق الباب عليها تفتح لوالدتها ودموعها على خدودها اربع اربع ..تسمي عليها والدتها وتدخل عليها وتؤصد الباب خلفها وبين اخذ ورد تعترف نوف بكل ماحصل لها تقف الام منفعلة وغاضبة وترمي بوابل من الشتائم الاموية المعروفة ... انتي كذا دايم ماتسوين الا اللي في رأسك .. وحنا مانبهناك لاتتدخلين فيما لايعنيك .. وكم مرة قلنالك الثقة بالنفس ماهي كل شي الحين لومات الرجال وش يفكك ليه يابنتي كذا هنا نوف تمنت ان الارض انشقت وابتلعتها طرقات على الباب تقاطع صوت الام العالي ... الام تصيح من ...؟ ... انا خالد خير ان شاءالله وش السالفه .. نوف ترمي بنفسها تحت اللحاف فور سماع صوت اخوها وامها تنهال بالحوقلة تلو الاخرى لقد اصبح الجو مكهرب للغاية بعد ان فتح خالد الباب عنوة ودخل قائلا بصوت يزمجر وش السالفه وين نوف يتقدم الى رأس السرير ويكشف اللحاف وينهال بالأسئلة... نوف وش فيك وش السالفه وش صار ومن خلف خالد تتكلم والدته ... علميه قولي له عن فعايلك السود ... يرفع خالد صوته بقوة وبنبرة حاده هذه المره الحين بتقولوا لي والا اشلون ... تجلس نوف باكية وتتكلم وبين كل كلمة وكلمة تنهيده وتخبر خالد بما حصل يقف خالد بعدما سمع الموضوع كامل ويدور حول نفسه وهو حائر هل يضربها ام يتركها ولكنه يستشعر ان ماهي فيه الان اكبر من آلم الضرب نفسه يتعوذ من الشيطان ويطلب من والدته بأدب ان تتركه مع نوف ويربت على كتف نوف وهي لازالت تهل العبرات ويقول ... الله يسامحك يا اختي وراء ماعلمتيني قبل ماتتصرفين يعني انا عمري خاصمتك بعدين انتي وحيدتنا وشعرة وجوهنا انتي ماتهمك سمعتك ولا سمعتنا ليش كذا وانا اخوك ترد نوف بصوت مبحوح انهكه كثر البكاء ما اعيدها ياخوي سامحوني صوت باب المنزل يفتح انه راشد يدخل وجواله على اذنه ما انفك يكلم نوره ويشير اليه بالكلام أمام اخوانه بأنها احد من أصدقاءه بينهم ( بزنس )هنا يحاول خالد إخفاء ماحصل لنوف عن الجميع ويترك نوف بعد ان طلب منها ان تتصرف بطريقة طبيعية امام والده وراشد ويتسلل الى والدته في المطبخ ويطالبها بكتمان الموضوع وانه سيحله بطريقته ..
العزومه ( منزل ابو نجلاء )
أمام العمارة التي تضم شقة ابو نجلاء 0 تيزار ممتد على شكل نصف دائرة وسجاد مفروش على الارض وعقدا من المصابيح المضاءة يمتد من مدخل العمارة حتى التيزار ومدخل النساء من الناحية الجانبية للعمارة بطريقة لاتسمح للرجال كشف العوائل وكانت هذه فكرة ناصر يريد ان يتذكر فيها ايام حواري جده .
الساعة تشير الى التاسعة والنصف مساء وسيارات المعازيم تصل الى المنزل وسط سيلا من الترحيب من ناصر ووالده للضيوف ودخان البخور يملاء المكان وصوت فناجيل القهوة تعزف الحانا ترحيبية تتناغم مع ضحكات اولاد الحارة الذين لايحلوا لهم التسابق الا على السجاد وجماعة المسجد قادمون بعد الصلاة الى العزومة واجواء صيفية تميل الى الحرارة ولكن الجلوس بالهواء الطلق يخففها قليلا وفي المنزل أي شقة نجلاء عبارات ترحيبية تنطلق من والدتها للنساء الضيوف وتقف نجلاء بجانب الباب كخفير مستجد في الخدمة لاستلام العباءات منهن وتقوم بتعليقها في اماكنها المخصصه كما جرت العاده ورائحة عطورا نسائية تملا المكان وضحكات وزغاريد خفيفة من باب المزح الخفيف وفي تلك اللحظة تدخل والدة نوف مع نوف فتسلم نجلاء على نوف ولكنها تشعر ان نوف على غير عادتها تتكتم على ماشعرت به وتساهم في الترحيب بالمعازيم وتدخل المطبخ من اجل تجهيز كاسات العصير ولكنها تستغرب عدم لحاق نوف لها كعادتها وتسأل في نفسها عن السبب ولم تستطيع الانتظار حيث تطل برأسها على مجلس النساء حتى تلحظها نوف تغمز لها بعينها تنتبه نوف وتاتي الى نجلاء وفي طريقها تنهرها والدتها ( فين بتروحين ..؟) تجيب نوف .. نجلاء تبغاني ) وفي المطبخ أثناء التحضير تتسائل نجلاء عن حالة نوف فترد نوف إنها تعبانه شوي تدخل عليهم ام نجلاء فتلاحظ نوف وتبدأ تتفحصها من جسمها حتى حركاتها وكلامها عن كثب تقترب نوف من نجلاء وتقول لها ( وراها أمك تناظرني كذا ) تبتسم نجلاء وتقترب من نوف وتهمس في اذنها قائله .. حاطه عينها عليك تقوم نوف بقبص نجلاء في خصرها فتضحك نجلا بصوت مسموع يثير حفيظة ام نجلاء فتنادي عليهن من اخر المطبخ وش فيكن يابنات وتطلب منهن الاستعجال بتحضير العصير .
وبعد تناول مأدبة العشاء يبدأ اغلب المعازيم في الانصراف ولا يبقى الا الاقارب تقتنص نجلاء فرصة خلو المكان وتسحب نوف من يدها ويدخلان الى غرفة نجلاء وماهي إلا لحظات حتى تنضم لهن عبير وسديم وندى تطلب عبير من البنات الرقص وهي ستطبل على حافة التسريحة وهي تجيد ذلك إلا إن سديم تقاطعها بتشغيل جهازها الجوال الذي قد احتوى على أغاني عدة فتشغل إحدى الاغنيات وبدأن البنات في ربط الخواصر والتمايل على اغنية ..(.. قم درجني وامش قدامي ) إلا إن نوف كانت تمقت الغناء فيبدأ الانزعاج واضحا عليها خصوصا إنها لم تكاد تنسى ماحصل لها في تلك العصرية وفي التفاتة سريعة لها يقع نظرها على ظرفا ورقيا مغلقاً يخرج طرفه من تحت سرير نجلاء فتنقظ عليه كنسرا كاسر وتلتقطه ومن باب الميانة بينها وبين نجلاء تقوم بفتحه وقد تبلدت نجلاء في مكانها عندما رأتها وعند فتحه تجد مفاجأة لم تخطر في بالها بسببها تصدر نوف شهقة اسكتت المجموعة فماذا وجدت في الظرف ...
يوم الاحد القادم نكمل
جنى 5
جنى 5
روايتك قمه قمه في الروعه كملي ننتظرررررررررررررررك ودمتي مبدعه