....رعشة ....دمــوع..... قصة قصيرة من كتاباتي.....

الأدب النبطي والفصيح

(بسم الله الرحمن الرحيم)

رعشة...دمـــوع...

قصة قصيرة



بينما كنت أستلقي على سريري في لحظة استرخاء جامحة...تهادى إلى سمعي قعقاعات المطر على سطح النافذة كموسيقى هادئة...نهضت ثم هرعت أفتح نافذتي فإذا بي بمنظر خلاب يوحي للاستجمام من عناء عمل يومي طويل.....
جفوت أتكئ على كفي أتأمل...وأتأمل...ثلة من الأطفال كانوا كتيار عال من اللعب في المطر.. أنه لا ينقطع ...يتلاطم في جميع الاتجاهات...تند عنهم أصوات من شتى الطبقات...ويشكل في جملته خليطاً من ألوان البراءة ........
تنهدت ثم ابتسمت لهم وذاكرتي تحملني في سفينة بهجة الطفولة ذات الأحلام البيضاء..البيضاء..حينما كنت أنا الأنثى الوحيدة ألعب مع أقراني الذكور ...اللعب الذي يتسم بشيء من الصلابة الممزوجة بالحركات والإيماءات البريئة في جمع الأحجار ...وحفر الخنادق ...الصغيرة ،الكبيرة،،بأحلامنا الملونة ..لنبني بها منزلاً بين الزوابع الرملية الندية برشقات المطر الخفيفة ...كنت أجد المتعة في الهمة العالية لدى هؤلاء الأطفال ...بعكس ما أجده في بنات جنسي داخل حقول المدرسة ذات الفناء الرحب بخيالي الشاسع ...وأنا أتقوقع بذاتي في إحدى زواياه تحت شجرة باسقة الأغصان ذات أوراق خضراء تنبثق منها صوت لعبت أحلامي عندما تهب ومضة ريح باردة تتمايل على إثرها الورود، والثمار ، كتمايل أجنحة ذاك الحصان الأبيض يمتطيه فارس أنيق ، تعلو محياه ملامح أبي ذات الابتسامة المليئة بالسعادة الحرة . يقترب مني... يقبلني ..ثم يحمل قلبي على شفاه وردة حمراء .. ويطير..ويطير ..إلى القصر الوردي الذي يقف بين كثبان من السحب البيضاء ،وعيني ترقبه بحب وأمل ...
هكذا كانت لعبتي كل يوم في مدرستي لولا تشابك الأنظار نحوي من قبل صديقاتي لأكملت رحلة قلبي اليومية مع ذاك الفارس الأنيق.
تنهدت بعمق ثم ابتسمت ابتسامة دامعة في وسط عينين تخفي ألم حلم مبتور ...فهبت نسمة عليلة ..رطيبة..كحال الأجواء التي لا تزورها الشمس...ولكن...حين تصطدم بدموعي أشعر بها تلفح وجنتي فتحرقها ..تذكرني بالموجة القوية التي غيرت مجرى سفينة طفولتي إلى مسار متعرج لا تستقر فيه السفينة بل تركت على سطحها ثقوب صغيرة تدخل من خلاله المياه التي تنذر بغرق لا بد منه....
عندما كنت أسير بلعبتي المعتادة بين أرجاء منزلنا بمرآتي التي من خلالها أسرح شعري الأحمر المبلول الذي يعكس شريط الغروب الأرجواني من خلف قمم تلك الجبال الصامدة كصمودي أمام أسرتي في لحظتها..حينها فاجأتني تأملات أمي الحزينة التي توحي وكأن إحدانا سترحل إلى عالم بعيد ..مخيف..ابتسمت لها ثم ضحكت بخجل كطفل حينما يراه أحداً وهو يحدث نفسه بهمس الطفولة العفوية..بادلتني الابتسام ثم أشارت بكفها بأن تعالي........
اقتربت منها ...أحاطتني بذراعيها ثم همست قائلة:"لقد أصبحت عروساً..."حينها شعرت بزهو أنوثتي نحو الحياة...اتجهت بي إلى الداخل...ثم أجلستني أمامها بكل اهتمام قبل أن تردف قائلة:
"...تقدم ابن عمتك لخطبتك هذا المساء..."
فتحت عيني مشدوه بما سمعت..فأكملت قائلة:
"صحيح هو متزو........"
نهضت قبل أن أقاطعها قائلة:
"...لا أريده زوجاً.."
-"ولما ...لا....رجل لا يعيبه شيئاً.."
-"..ولكن يكبرني بثلاثين عاماً.."
-"..وأين المشكلة إذاً؟.."
أدرت بظهري قبل أن أقول هامسة بصوت لا يسمعه سواي..
"..المشكلة ..أنني لا أحلم به أبداً.."
-"..تعالي لم أكمل حديثي معك..."
ألتفت إليها قبل أن أقول بحدة زائدة..
"..أرجوك ...يــــــ ....أمي.."
خرجت بخطى متثاقلة ...كتثاقل يأس فلاح فقير وهو ينظر إلى مزرعته التي أصبحت تيما...لا حياة فيها....
حينها تنفست الصعداء ...ثم زفرت زفرة مؤلمة من داخلي أشعر من خلالها أن سفينتي تغرق ...وتغرق...لا أرى إلا طرف من أشرعتها المتهتره ....
أغلقت النافذة ...ثم مزقت طفولتي بدموع ترتعش شوقاً إليها على طرف السرير...............
....وللقصة بقيه....

...من نبض قلمي...شجرة البيلسان...

هـــو قلمي يكـــتب ما أريـــد

يعــبر عن رأيــي ،،وضعــت لهخطوطــا"حمراءلا يتجاوزها

ليس المهــم أن يرضــي النــاس،،الأهــم أن يــرضي ضمــيري...
2
653

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الاميرة الشهري
jouliana
jouliana
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
هـــو قلمي يكـــتب ما أريـــد


يعــبر عن رأيــي ،،وضعــت لهخطوطــا"حمراءلا يتجاوزها


ليس المهــم أن يرضــي النــاس،،الأهــم أن يــرضي ضمــيري...

شكرا لك
وبالتوفيق