زائرة

بسبب تأخر سن الزواج .. العقم يهدد 3.5 مليون فتاة فى مصر

الصحة واللياقة

بسبب تأخر سن الزواج .. العقم يهدد 3.5 مليون فتاة فى مصر

--------------------------------------------------------------------------------



الشعور بالإحباط والاكتئاب و القلق أهم المشكلات النفسية

تحقيق : عبد اللطيف حسن
تأخر سن الزواج مشكلة تواجه 3.5 مليون فتاة فوق سن الـ 35 عاما، و3.5 فيما بين سن 25 ـ 35 عاما مما ينذر بعواقب سيئة على الجانب النفسى للفتاة مثل الشعور بالاكتئاب، والتوتر، وفقدان الثقة بالذات، والاكتئاب أما اجتماعيا فتكون عرضة للعزلة، واضطراب علاقاتها مع الآخرين. كما يؤثر ذلك على قدرتها الإنجابية فى المستقبل لأن الخصوبة تكون فى أعلى درجاتها فيما بين سن 18 إلى 25 سنة، ثم تتناقص تدريجيا بعد ذلك، وفى حالة حدوث حمل تتزايد نسبة حالات الإجهاض لتصل إلى 3 أضعافها بين السيدات صغيرات السن، وكذلك حدوث الولادة المتعثرة، أما الولادات القيصرية فتصل إلى نحو20% من الحالات فى هذا العمر. كما يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية مثل الملقط الجراحى، والشفط بنسبة 55% بين تلك السيدات اللاتى تجاوزت أعمارهن 35 سنة ، فضلا عن تعرضهن بدرجة أكبر لارتفاع ضغط الدم، ومضاعفات الحمل الأخرى.
بداية يرى الدكتور محسن العرقان أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن تأخر سن الزواج، يمكن أن يصيب الفتاة بحالة من الاكتئاب التى تؤثر سلبا على صحتها النفسية، وعلاقتها بالأفراد المحيطين بها وتشعر بالإحباط واللامبالاة، ويظهر ذلك بوضوح على بشرتها، حيث تنتشر بها الرؤوس السوداء الناتجة عن زيادة نشاط الحبوب الدهنية، وينمو الشعر فى الوجه والجسم بطريقة مخيفة مع تساقط شعر الرأس.
الشعور بالعزلة
ويضيف الدكتور العرقان أن الدراسات تؤكد أن الفتاة التى يتأخر زواجها بعد سن الـ35 عاما يغلب عليها الشعور بالعزلة، وتجنب الدخول فى علاقات مع الآخرين هروبا من الأسئلة، والمضايقات المتعددة عند الحديث عن مشروع زواجها، مما يجعلها فريسة سهلة للوقوع فى براثن الاكتئاب خاصة فى ظل غياب المساندة الاجتماعية بمرور الوقت دون البحث عن حلول عملية وسريعة لهذه المشكلة، التى بلغت مستويات تنذر بعواقب وخيمة من الأمراض النفسية للعديد من الفتيات اللائى يعانين من العنوسة، والمشكلة تتزايد مع ضغوط الأسرة والتى لا تراعى الحالة النفسية للفتاة، وتدفعها إلى الزواج بشتى السبل دون مراعاة اختيار الشريك المناسب مما يصيبها بالاضطراب النفسى، وقبول الأمر على مضض، وبالتالى تتعرض لمشكلات نفسية يمكن أن تعكر صفو حياتهما، ويمكن أن يحدث الانفصال بينهما أو يتحول البيت إلى بؤرة للتوتر، والانفعال، وإنجاب أطفال غير أصحاء نفسيا بسبب هذا التنافر بين الوالدين، ولذلك على الأسرة أن تراعى الحالة النفسية للفتاة وألا تجعل من الزواج مشكلتها وحدها لأن هذا الموضوع يحتاج لتضافر جهود جميع المؤسسات فى المجتمع.
الحمل خطر
ويقول الدكتور محمود نشأت خلف أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم إن العمر يلعب دورا فاعلا فى حياة الحامل، حيث أن المخاطر التى تتعرض لها الأم والجنين تتزايد مع تقدم سن الأم، والحامل البكرية تحتاج إلى عناية خاصة فى أثناء فترة الحمل والولادة مما يصيب الأم بالقلق والخوف، وتتزايد هذه المخاوف بالنسبة للحامل كبيرة السن، حيث ترتفع نسبة حدوث حالات الإجهاض، ووجدوا الباحثون أن نسبته بين السيدات الحوامل فوق الـ 35 تكون 3 أضعاف السيدات صغيرات السن، وكذلك الولادة غير الطبيعية، حيث يأتى الجنين بالمقعدة أو مستعرضا، وأيضا حدوث الولادة المتعثرة، أما الولادات القيصرية فتصل إلى نحو20% من الحالات، وهذه المشكلات تحدث فى حالة الحمل فى سن مبكرة أى قبل سن 15 سنة لآن الحوض يكون غير مكتمل مما يؤدى إلى تعثر الولادة. كما يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية مثل الملقط الجراحى، والشفط بنسبة 55% من الحوامل كبيرات السن، فضلا عن أن وزن الجنين يكون أكبر نسبيا عند الحوامل فوق سن الـ 40 سنة، وعادة ما تحتاج الحامل بعد هذا السن متابعة خاصة مع الطبيب المعالج نظرا لارتفاع نسبة الإصابة بضغط الدم، ومضاعفات الحمل الأخرى، وعند الولادة لابد من خبرة عالية للطبيب ودراية كاملة بحالة الحمل .

الأمراض الوراثية
ويضيف الدكتور خلف أن نسبة العيوب الخلقية، والأمراض الوراثية تتزايد لدى الأجنة عند تقدم عمر الأم، ولحسن الحظ توجد الآن وسائل متقدمة لمعرفة، وتشخيص هذه العيوب فى بداية الحمل، وذلك عن طريق الكشف بالموجات الصوتية، وأخذ عينة من السائل الأمينوسى المحيط بالجنين لفحص خلاياه مع أخذ عينة من دم الحبل السرى، والمشيمة للتأكد من خلو الجنين من أية عيوب . أما عن مشكلة العقم، أو عدم القدرة على الإنجاب التى أثيرت فى الآونة الأخيرة من حيث علاقتها بتقدم عمر الأم، خاصة بعد ظهور تقنيات مساعدة الإنجاب والحقن المجهرى والمناظير، والمعروف أن نسبة خصوبة المرأة تكون فى قمتها فى ما بين سن 18 إلى 25 سن ثم تبدأ فى التناقص التدريجى مع التقدم فى العمر. كما أن عمر البويضة يعادل عمر السيدة كاملا بالإضافة إلى 5 أشهر داخل رحم أمها، أما خصوبة الرجل فهى مختلفة تماما عن ذلك، حيث أن دورة الحيوانات المنوية تتم خلال 70 يوم دون النظر إلى السن، ومن هنا يتضح لنا خطورة تأخر سن الزواج على عملية الإنجاب .
تردى الأحوال

ويشير الدكتور أحمد المجدوب المستشار بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن تأخر سن الزواج بين الفتيات فى مصر يرجع لعدة عوامل أولا: إقبال الفتاة على التعليم العالى، والالتحاق بالجامعة فتتخرج منها فى سن الـ 21عاما لتنتظر فرصة العمل المناسبة والتى كثيرا ما تتأخر، وتجد أن الوقت سرقها حتى تصل إلى سن ما بعد الثلاثين عاما، ثانيا : الأزمة الاقتصادية التى يمر بها المجتمع المصرى، حيث أن معظم الشباب لا يجدون عملا أو يعملون بأجر قليل لا يكفى نفقات المعيشة فما بالك بتكاليف الزواج الباهظة؟، ثالثا: أزمة المساكن التى تجعل من الصعب على الشاب إيجاد المسكن الملائم لإمكاناته المادية، خاصة فى ظل قانون الإيجار الجديد الذى جعل المستأجر لعبة فى يد المالك فهل يعقل أن يدفع شاب إيجار شهرى 350 جنيها فى حين أنه لا يتقاضى هذا المبلغ من عمله؟! رابعا: النظرة البعيدة عن الواقع من جانب العديد الأسر، والفتيات، حيث يتصورن أن الوضع كما كان فى الماضى فيطلبون من العريس المهر الكبير، والشبكة ذات المبالغ الهائلة دون النظر إلى حال الغالبية العظمى من شبابنا الذين لا يطيقون هذه الشروط القاسية، خامساً : الاتجاه المتزايد لدى الكثير من الفتيات والذى يقوم على الاستخفاف بالزواج كقيمة اجتماعية يجب الحرص عليها، وذلك بعد خروجهن للعمل والاستقلال ماديا عن الرجل، فلم يعد المثل الشعبى القائل" ظل رجل ولا ظل حيطة" مطروقا بينهن رغم أنه كلام نظرى لا سبيل له من الصحة، فالمرأة تحتاج إلى الرجل اجتماعيا، وعاطفيا، وجنسيا، والبنت التى تستغنى عن الزوج هى شخصية غير سوية، وتسير مع تيار بعض النسوة اللائى فشلن فى حياتهن الزوجية عدة مرات، ويحاولن الآن غرس ذلك فى أذهان بناتنا، وفى دراسة أجريت بمدينة باريس الفرنسية على 7 مليون سيدة تعيش بمفردها وجد أنهن يعانين من مشكلات عضوية ونفسية مثل الاكتئاب، والتوتر، وعدم الثقة بالذات، وضعف التركيز، وإهمالهن للنظافة، فالزوجة تتزين لزوجها وليس لنفسها، ويتضح ذلك بالنظر إلى السيدات اللائى سافر أزواجهن فنجدهن لا يلقين بالا لجمالهن ونظافتهن إلا عند الخروج من المنزل فقط .
عواقب تأخر الزواج
ويرى أن هناك مشكلات اجتماعية كثيرة تترتب على تأخر سن الزواج بين الفتيات، منها أن الأسرة التى بها عدد من البنات تشعر بالقلق، والخوف عليهن من شبح العنوسة رغم صغر سن بناتها، وتضطرب علاقات الفتاة الاجتماعية، وتشعر بالعزلة وغموض الأهداف خاصة فى مجتمعنا الذى يقدس العلاقات الأسرية. كما أن فرص الزواج تتضاءل أمام الفتاة فبعد أن كان يطلبها الشباب، يأتى الوقت الذى يتقدم لها أنصاف الشيوخ وكبار السن .
التيسير هو الحل
ويدعو الدكتور المجدوب أولياء الأمور إلى التيسير على الشباب تمشيا مع مبادئ ديننا الحنيف، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول فيما معناه تزوجوا بخاتم من حديد وتزوجوا بأية من القرآن، كما أن الأساس فى الزواج أن يكون هناك مودة ورحمة بين الزوجين، وذلك عكس ما نجده الآن، فقد حول أولياء الأمور الرحمة إلى عذاب والمودة إلى مادة، مما جعل العنوسة تصل إلى معدلات مخيفة بين الجنسين، فقد وصلت تبعا لتقديرات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء إلى 3.5مليون فتاة فوق سن الــ35 يقابلهم 5.5 مليون شاب فى نفس السن، 3.5 مليون فتاة من سن 25 – 35 سنة، ويقابلهم 5.5مليون شاب، وهذا يؤكد أن الشائعات التى يرددها البعض من عديد الفتيات أكثر من عدد الشبان غير صحيحة، ولكن هناك مشكلة أخرى بالنسبة للسيدات وهى طابور المطلقات صغيرات السن حيث تشير الأرقام أيضا إلى أنه من بين كل 100 حالة زواج سنويا يقع الطلاق فى 37 حالة منها مما يجعل من الضرورى البحث عن حلول جذرية لمشكلة العنوسة حفاظا على استقرار المجتمع، وسلامة أفراده.
1
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الله لايحرمنا
الله يجزاك خير على هالموضوع وكلامك صحيح 100%


:27: