الدين

ملتقى الإيمان

نبذة مختصرة: سؤال أجاب عنه فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد - حفظه الله - ونصه:
« مستدين بديون تجارية متعلقة بالسوق ولكن كثرت الديون وتعددت لدرجة استحالة الوفاء بها في ظل الظروف السوقية الحالية ولا أجد سبيلا للسداد .... ماذا أفعل؟ ».


الجواب
:



الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يفرج ?مك وأن يقضي دينك، وأن يرزقك من فضله.
و?ذه بعض النصائح نرجو أن يكون فی?ا عون لك:
أولا
:
أن تتحلى بالصبر، وأن تسعى للتخلص مما أنت فیه بالبحث عن طرق مشروعة للكسب، تجني من?ا بعض الأرباح، وتعوض
خسائرك، وتقضي دينك، فأبواب الرزق واسعة، وقد يبدأ الإنسان بعمل صغیر ثم يبارك له فیه، و?ذا واقع مشا?د.
ثانیا
:
أن تقلل من النفقة الخاصة بك، وأن تعلم أن الدائنین أولى بكل ما زاد عن نفقتك الضرورية، فلا تت?اون في أمر الدَّيْن، ولا
تسترسل في الإنفاق، ولا يحملنك الیأس من سداده على أن تنساه، أو تقصر في البحث عن مخرج منه.


ثالثا
:
أن تستسمح أصحاب الدين، وأن تخبر?م بعجزك عن السداد، وأن تطلب من?م الم?لة، ف?ذا خیر لك من ال?روب والمماطلة التي
تزيد?م علیك حنقا وضیقا.


رابعا
:
أن تصلح ما بینك وبین الله تعالى، لیصلح لك ما بینك وبین الناس، وقد وعد الله أ?ل طاعته بالمزيد من فضله، فقال: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذ***رٍ أَوْ أُنْثَى وَ?ُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیَاةً طَیِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّ?ُم أَْجْرَ?ُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
النحل/ ٩٧ . وقال: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ


. مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَ?ُوَ حَسبُْهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً الطلاق/ ٣، ٢


وقال: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم إِْنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَیْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِینَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْ?َاراً


١٢ . فأكثر من الاستغفار والتوبة والعمل الصالح، فإن رحمة الله قريب من المحسنین. - نوح/ ١٠


خامسا
:
إذا كنت قد أخذت ?ذه الديون وأنت عازم على أدائ?ا فعلیك أن تحسن الظن بالله تعالى وتثق به أنه سیقضی?ا عنك، روى


البخاري { ٢٣٨٧ } أن النبي - صلى الله علیه وسلم - قال : { من أخذ أموال الناس يريد أداء?ا أدى الله عنه } ، وروى ابن ماجة { ٢٤٠٩ } أن
النبي - صلى الله علیه وسلم - قال : { إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن فیما يكره الله } وصححه الألباني في صحیح ابن ماجة.


سادساً
:
توجه إلى الله تعالى بالدعاء، وأيقن بالإجابة، فإن من أدمن طرق الباب، يوشك أن يفتح له، وتخیر لدعائك أوقات الإجابة،
كالثلث الأخیر من اللیل، وبعد عصر الجمعة، وما بین الأذان والإقامة،وفي السفر، وعند الفطر من الصوم.


وإلیك بعض الأدعیة المناسبة لحالك:


روى الترمذي { ٣٥٦٣ } عَن عَْلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُْ - أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ
عَلَّمَنِی?ِنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِْ وَسَلَّمَ - لَوْ كَانَ عَلَیْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِیرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ، قَالَ : قُل :ْ { اللَّ?ُمَّ اكْفِنِي بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ }
والحديث حسنه الألباني في صحیح الترمذي.


والمكاتبة: تع?د العبد بدفع مال لسیده حتى يعتقه، و{ جبل صِیر} اسم جبل.


وروى الطبراني في معجمه الصغیر عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله علیه وسلم - لمعاذ - رضي
الله عنه - : { ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان علیك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيناً لأداه الله عنك؟ قل يا معاذ: الل?م مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء،
وتذل من تشاء، بیدك الخیر، إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنیا والآخرة ورحیم?ما،
تعطی?ما من تشاء، وتمنع من?ما من تشاء، ارحمني رحمة تغنیني ب?ا عن رحمة من سواك }.
وحسنه الألباني في "صحیح الترغیب والتر?یب"
.{١٨٢١}


وروى أحمد { ٣٧١٢ } عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ - : { مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ ?َمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ:
اللَّ?ُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِیَتِي بِیَدِكَ، مَاضٍفِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ ?ُوَ ل***،
سَمَّیتَْ بِهِ نَفْس*** أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْ
زَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ استَْأثَْرتَْ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْد***، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِیعَ قَلْبِي، وَنُورَ
صَدْري
، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَ?َابَ ?َمِّي، إِلا أَذْ?َبَ اللَّهُ ?َمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ م***انَهُ فَرَجًا. قَالَ فَقِیلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَتَعَلَّمُ?َا؟ فَقَالَ بَلَى، يَنْبَغِي
لِمَنْ سَمِعَ?َا أَنْ يَتَعَلَّمَ?َا
} وصححه الألباني في صحیح الترغیب والتر?یب { ١٨٢٢ }، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، والله أعلم.

0
283

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️