dina.martin

dina.martin @dinamartin

عضوة فعالة

الرؤيا

ملتقى الإيمان

احكام الرؤيا
أصدق الرؤيا بالأسحار وبالقائلة ، وأصدق الأوقات وقت انعقاد الأنوار ووقت ينع الثمر وإدراكه . وأضعـفها الشـتاء . ورؤيا النـهار أقوى من رؤيا الليـل ، وقد تتغير الرؤيا عن أصلها باختلاف هيئات الناس وصناعاتهم وأقدارهم وأديانهم ، فتكون لواحد رحمة وعلى الآخر عذاباً . ومن عجيب أمر الرؤيا أن الرجل يرى في المنام أن نكبة نكبته ، وأن خيراً آل إليه ، فتصيبه تلك النكبة بعينها ، ويناله ذلك الخير بعينه .


أصل الرؤيا: جنس وصنف وطبع


أصل الرؤيا جنسٌ وصنفٌ وطبع ، فالجنس كالشجر والسباع والطــير ، وهذا كله الأغلب عليه أنه رجال ، والصنف أن يعلم صنف تلك الشجرة من الشجر ، وذلك السبع من السباع وذلك الطير من الطيور ، فإن كانت الشجرة نخلة كان ذلك الرجل من العرب لأن منابت أكثر النخل من بلاد العرب ، وإن كان الطائر طاووساً كان رجلاً من العجم ، وإن كان ظليماً كان بدوياً من العرب . والطبع أن ينظر ما طبع تلك الشجرة فتقضي على الشجرة بطبعها ، فإن كانت الشجرة جوزاً قضيت على الرجل بطبعها بالعسر في المعاملة والخصومة عند المناظرة ، وإن كانت نخلة قضيت عليها بأنها رجل نفّاع بالخير مخصب سهل ، حيث يقول الله عز وجل : ( كشجرةٍ كطيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء ) ، يعني النخلة . وإن كان طائراً علمت أنه رجلٌ ذو أسفار ، كحال الطير ، ثم نظرت ما طبعه فإن كان طاووساً كان رجلاً أعجمياً ذا جمال ومال ، وكذلك إن كان نسراً ملكاً ، وإن كان غراباً كان رجلاً فاسقاً غادراً كذاباً ، وإن كان عقاباً كان سلطاناً محارباً ظالماً عاصياً مهيباً ، كحال العقاب ومخاليبه وجثته وقوته على الطير وتمزيقه لحومه .
أقسام الناس بالنسبة للرؤيا
أقسام الناس للرؤيا ثلاثة :

الأنبياء : ورؤياهم كلها صدق ، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير .

الصالحون : والأغلب على رؤياهم الصدق ، وقد يقع فيها مالا يحتاج إلى تعبير .

من عداهم : ويقع في رؤياهم الصدق والأضغاث ، وهم على ثلاثة أقسام :

مستورون : فالغالب استواء الحال في حقهم .

فسقة : الغالب على رؤياهم الأضغاث ، ويقل فيهم الصدق .

كفار : يندر في رؤياهم الصدق جداً ، وقد وقعت الرؤيا الصادقة من بعض الكفار كما في رؤية صاحبي السجن ، ورؤيا ملكهما في سورة يوسف .

ويشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً ) .

فالأنبياء لكونهم متّصفون بالصدق رؤياهم كلها صدق ، والصالحون لأنهم يغلب عليهم الصدق فالأغلب على رؤياهم الصدق .

فنسبة الصدق في الرؤيا تعادل نسبة الصدق في الحديث في اليقظة وعليه فكبار الأولياء ممن لا يقع منهم كذب البتة على قدم الأنبياء في صدق الرؤيا .
الرؤيا التي هي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
ووجه تحديدها بذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا : وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة ) .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) .

وبإستقصاء النصوص يتضح أن الرؤيا التي هي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة هي :

(1) رؤيا المؤمن (2) الصادقة (3) المبشرة

وأما وجـه تحديدها بذلك . فما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءته كفلق الصبح "

قال بعض أهل العلم : " إن الله أوحى إلى نبيه في المنام ستة أشهر ، ثم أوحى إليه بعد ذلك في اليقظة بقية مدة عمره ، ونسبة الوحي في المنام إلى الوحي في اليقظة بقية مدة حياته جزء من ستة وأربعين جزءاً ، لأنه عاش بعد النبوة ثلاثاً وعشرين سنة على الصحيح " .
الرؤيا . والحلم . وحديث النفس
عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ) .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان ، فإذا حلم فليتعوذ منه وليبصق على شماله فإنها لا تضره ) .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها وليحدّث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره ) .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً . ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة . والرؤيا ثلاث : فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ، والرؤيا من تحزين الشيطان ، والرؤيا مما يحدث به الرجل نفسه ، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس . قال : وأحب القيد في النوم وأكره الغل .

والقيد : ثبات في الدين .

قال الترمذي : هذا حديثٌ حسنٌ صحيح .

وفي رواية للترمذي : " فمن رأى ما يكره فليقم فليصل " .

وفي هذه الأحاديث ما يشهد بأن ما يراه النائم ثلاثة أنواع: الرؤيا الصالحة وهي من الله ، والحلم وهو من الشيطان يفزع به الإنسان ، وحديث النفس . وهي ما يعبر عن الرغبات المكبوتة . وهي موضوع علم النفس .

عجائب ارؤيا

فرعون وميلاد موسى عليه السلام
كـان بنو إسرائيل يقيمون بمصر منذ مجيء يوسف عليه السلام إلى مصر وإحضار أمه وأبيه واخوته للإقامة بمصر. ورأى فرعون في منامه نارا قد أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقتها وأحرقت المصريين وتـركت بني إسرائيل..فــدعا فرعون الكهنة والسحرة والمنـجمين فسألهم عن تفسير رؤياه، فقالوا له: يولد في بني إسرائيل بمصر غلام يسلبك الملك، ويغلبك على سلطانك، يخرجك وقومك من أرضك ويـبدل ديـنك، وقـد أظلك زمـانه الذي يولد فيه.

لم يكن بنو إسرائيل وهم على حال الذل الـتي كانوا بها قادرين على الانتصاف لأنفسهم فضلا عن سلب ملك فرعون بجبروته، فصـعق فرعون لهذا الخبر وصرخ قائلا: بعزتي وجبروتي لن يكون هذا المولود في أرض مصر، وأمر بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل، وأقام الحراس لتنفيذ ذلك، ولكن إرادة الله كانت فوق تدبير فرعون، فولد موسى عليه السلام وكان سببا في هلاك فرعون غريقا وبذلك تحققت الرؤيا.



المأمون يرى أرسو
ومن أطرف الأحلام رؤية الخليفة العباسي المأمون للفيلسوف اليوناني أرسو طاليس في منامه فكأنه رجل أبيض اللون مشربا بحمرة واسع الجبهة، مقرون الحاجب أجلح الرأس، أشهل العينين، حسن الشمائل جالس على سريره . وعند سأله من أنت؟ قال: أنا أرسو..فسأله المأمون: ما الحسن؟ قال ما حسن في العقل ثم قال: ثم ماذا؟ قال: ما حسن في الشرع، ثم قال: ثم مـاذا فقال ثم لا ثم .

ولعل هذا رمز لعصر المأمون الذي شهد نهضة علمية وثقافية ترجمت فيه أهم كتب الفلاسفة اليونان.



انهيار سد مأرب
في عهد الملك عمرو بن عامر الذي حكم اليمن قبل انهيار سد مأرب رأت كاهنته التي تدعى (طريفة الخبر) في منامها أن سحابة غشيت أرضهم وأرعدت وأبرقت ثم صعقت فأحرقت ما وقعت عليه، ووقعت إلى العارض فلم تقع على شيء إلا أحرقته. ففزعت طريفة الخبر لذلك وذعرت ذعرا شديدا وانتبهت وهي تقول: ما رأيت مثل اليوم قد أذهب عني النوم، رأيت غيما أبرق وأرعد طويلا ثم أصعق فما وقع على شيء إلا أحرق فما بعد هذا إلا الغرق.

فأتت قصر عمرو بن عامر وبينما هو في حديقة قصره فأسرعت نحوه وأمرت وصيفاً لها أن يتبعها فلما برزت من باب بيتها عارضها ثلاث مناجذ منتصبات على أرجلهن واضعات أيديهن على أعينهن وهي دواب تشبه اليرابيع، فوضعت طريفة يديها على عينيها وقالت لوصيفها إذا ذهبت هذه المناجذ فأعلمني، فلما ذهبت أعلمها، فانطلقت مسرعه، فلما عارضها خليج الحديقة التي فيها عمرو وثبت من الماء سلحفاة فوقعت على الطريق على ظهرها وجعلت تريد الانقلاب فلا تستطيع فتستعين بذنبها وتحثو التراب على بطنها وجنبها وتقذف بالبول، فلما رأتها طريفة جلست إلى الارض، فلما عادت السلحفاة إلى الماء مضت طريفة إلى عمرو في الحديقة حين انتصف النهار في ساعة شديد حرها فإذا الشجر يتكفأ من غير ريح فنفذت حتى دخلت على عمرو فقالت له: والنور والظلماء والأرض والسماء إن الشجر لتالف، وسيعود الماء لما كان في الدهر السالف.

قال عمرو: من أخبرك بذلك؟

قالت: أخبرني المناجذ بسنين شدائد يقطع فيها الولد والوالد.

قال: وما علامة ذلك؟

قالت: تذهب إلي السد فإذا رأيت جرذا يكثر بيديه في السد الحفر، ويقلب برجليه من الجبل الصخر، فاعلم أن النقر عقر وأنه وقع الأمر.

وانطلق عمرو إلى السد فإذا الجرذ يقلب برجليه صخرة ما يقلبها خمسون رجلاً، فرجع إلى طريفة فأخبرها الخبر، فقالت: إن من علامة ذلك أن تجلس في مجلسك بين الجنتين ثم تأمر بزجاجة فتوضع بين يديك فإنها ستمتلئ من تراب البطحاء من سملة الوادي، وقد علمت أن الجنان مظلمة لا يدخلها شمس ولا ريح فأمر عمرو بزجاجة فوضعت بين يديه فلم يلبث إلا قليلا حتى امتلأت من تراب البطحاء.

فذهب إلى طريفة فأخبرها بذلك وقال: متى ترين هلاك السد؟

قالت: فيما بين السبع سنين.

قال:ففي أيها يكون؟

قالت: لا يعلم ذلك إلا الله تعالى. ولو علمه أحد لعلمته ولا يأتي عليك ليلة فيما بينك وبين السبع سنين إلا ظننت هلاكه في غدها أو في تلك الليلة.

ورأى عمرو في منامه سيل العرم وقيل له: إن آية ذلك أن ترى الحصباء قد ظهرت في سعف النخل، فذهب إلى سرب النخل وسعفه فوجد الحصباء قد ظهرت فيها.

فأخفى الأمر عن الجميع وأجمع أن يبيع كل شيء له بـأرض سـبأ ويخرج منها هو وولده ثم خشي أن يستنكر الناس ذلك، فلم يكن مفر من الحيلة..فصنع طعاما وأمـر بـإبل فنحرت وبغنم فذبحت وأعد مائدةً عظيمةً، ثم بعث إلى أهل مأرب أن عمرو صنع يوم مجذود وذكر فاحضروا طعامه ثم دعا ابنا له يقال له: مالك،وكان أصغر أبناءه، فقال له إذا جلست للطعام فاجلس عندي ونازعني الحديث واردده علي وافعل بي مثل ما أفعل بك.

فتنازع مالك مع أبيه فضرب الملك ابنه على وجهه وشتمه فرد الولد على أبيه الصفعة والشتائم كما أمره تماما، فقام عمرو وصاح، وأذلاه يوم فخر عمرو ومجده يضرب على وجهه.وحلف ليقتلنه فلم يزالوا به حتى تركه، ثم قال : والله لا أقيـم ببلد صنع هذا بي فيه أصغر أبنائي، ولأبيعن عقـاري فيه وأموالي، فقال الناس بعضهم لبعض، اغتنموا الفرصة لغضب عمرو واشتروا منه أمواله قبل أن يتراجع، وباع الرجل كل أمـواله. ولكن الخبر بدأ يتسرب فتوقف الناس عن الشراء للممـتلكات وبدأت قـبائل بأكملها تـرحل من اليمن للـنجاة من الخطر المرتقب فاسـتقرت كل قبيلة في مكان من جزيرة العـرب ليبدأ عهد جديد في تاريخها بسبب حلم أنقذ عرب اليمن.





رؤيا كسرى..وخمود نار فارس
روى البيهقي في دلائـل النبوة عن مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس (ارتجف) إيوان كـسرى ، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد من قبل بألف عام، وغاصت بحيرة ساوة ورأى الموبذان (فقيه الفرس) إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها.

فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك وتصبر عليه تشجعا، ثم رأى أن لا يدخر ذلك عن وزرائه ومرازبته (جمع رئيس من الفرس) حين عيل صبره، فجـمعهم ولبس تـاجه، وقعد على سريره، ثم بعث إليهم فاجتمعوا عنده، قال: أتدرون فيم بعثت إليكم؟

قالوا: لا، إلا أن يخبرنا الملك بذلك.

فبينما هم كذلك إذ أتاه كتاب بخمود نار فارس فازداد غما إلى غمه ثم أخبرهم بما هاله، فقال الموبذان: وأنا قد رأيت هذه الليلة ثم قص عليه رؤياه في الإبل.

قال: وأي شيء يكون هذا يا موبذان ؟ وكان أعلمهم في أنفسهم.

قال: حديث يكون من ناحية العرب.

فكتب كسرى عن ذلك: من ملك المـلوك كسرى إلى النـعمان بن المنذر..أما بعد: فوجه إلى برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه.

فوجـه إليه بعبد المسـيح بن عمرو بن حيان بن بـقبلة الغـساني..فلما قدم علـيه قال: ألك علم بما أريد أن أسألك عنه؟

قال: يسألني أو يخبرني الملك، فان كان عندي منه علم أخبرته، وإلا دللته على من يعلمه.

قال: فأخبره بما رأى.

قال: علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح.

قال: فاذهب إليه..فأساله وائتني بتأويل ما عنده. فنهض عبد المسيح حتى قدم على سطيح وقد أشفى (اقترب) على الموت فسلم عليه وحياه،فلم يجبه.

ففتح سطيح عينيه ثم قال: عبد المسيح على جمل مسيح إلى سطيح وقد أوفى على الصريح، بعثك ملك ساسان ، لارتجاس الديوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً، قد قطعت دجلة في بلادها ، يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة، وظهر صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، فليس الشام لـسطيح شاما، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات، وكل ما هو آتٍ آت.قـال : فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بقول سطيح فقال: إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا تكون أمور وأمور..فملك منهم عشرة في أربع سنين، وملك الباقون الى خلافة عثمان رضي الله عنه.


من يوليوس قيصر إلى هانيبال
هناك حلم أثر بشدة على تصرفات يوليوس قيصر الإمبراطور الروماني وأدي إلى استيلائه على روما الذي كان مقدمة لمتاعب طويلة شهدتها ، فقد رأي نفسه ينام في فراش واحد مع أمه ويرضع ثديها .. وفسر المفسرون الحلم بأن الأم تـعني روما التي كان يرمز لها دائـما بذئبه ترضع أطفالها ، فقام بالزحف على روما ونصب نفسه إمبراطورا على البلاد .

ويحكي المؤرخ الروماني ماكسيموس أن هانيبال كان يكره روما والإمبراطورية الرومانية بشكل كبير .. فحلم يوماً حلما رأي فيه شاباً جميلاً كالملائكة يقول له : أرنه رسول السماء لبحث هانيبال على غزوة إيطاليا وروما عاصمتها . وفي الحلـم أيضاً رأي هانيبال حية ضخمة تحطم كل شيء يعترض طريقها وقد امتلأت من خلفها بالسحب الداكنة .. أنطلق فيها وميض البرق في تتابع ولما سأل هانيبال في الحلم الفتي الجميل عن معني ما يراه قال : إن ما تره هو دمار إيطاليا على يديك .

وتـشجع هانيبال وقام بغزو إيـطاليا واحتـلال رومـا محطماً كل مـا قبله كما حطمت الحية الضخمة كل شيء في المنام .



إلياس هاو وماكينة الخياطة
لم تقتصر وظيفة الأحلام على إخـبار أو تحذير الحالم أو عتابه أو غير ذلك من الرسائل ولكنها نبهت العلماء إلى فكرة ما ساعدت في اكتشاف أو أوحت باختراع.

وإلياس هاو هو مخترع ماكينة الخياطة في القرن الثامن عشر، ويقول: انه حلم ذات ليلة بأشخاص يرمون رماحا ولكل رمح فتحة في أعـلاه على هيئة شكل العين.. وقد أوحى له ذلك بالمكان المناسب لوجود الفتحة في إبرة الخياطة أثناء تصميمه لماكينة الخياطة.



فريدرتش يحلم بتركيب مادة كيمائية

وهو أستاذ ألماني في علم الكيمياء ويدعى (فريدرتش أوجست) حاول طويلا التوصل لمعرفة التركيب الجزيئي لمادة تراي ميثيل بنزينTri methyl benzine وفي سنة 1890م استطاع أن يكتشف تركيب هذه المادة بعد أن جاءته رؤية تركيبها الكيميائي في الحلم.

فقد رأى فريدرتش مجموعة من الصيغ الكيميائية تدور أمام عينيه على هيئة ثعبان ثم رأى الثعبان يعض ذيله من الداخل بـينما انحصر في التجويف المحـيط بالـثعبان من الداخل مـكونا صيغة كيـميائية تشير إلى تركيب مادة البنـزين.



جيمس وات يحلم
جيمس وات هو مكتشف ما يسمى (محمل الكريات) وهو إطار يستخدم في الميكانيكا يحمل داخله كريات من الرصاص.

وقد جاءته فكرة هذا الاكتشاف بعد أن رأى في المنام أنه يسير تحت أمطار ثقيلة من كريات الرصاص، فعندما بحث هذا الأمر بالتجربة وجد أن الرصاص المنصهر إذا سقط من ارتفاع كبير يمكن أن يتحول بالفعل إلى أجسام صلبة دائرية أو كرات صغيرة.



لغز الحجر الأثرى
من الأمور العجيبة التي تدخلت (الرؤيا) في الكشف عنها هو تفسير معنى الرموز التي نقشت على حجر أثري يرجع تاريخه إلى الحضارة البابلية فيقول أستاذ الآثار الفرنسي انه حاول تفسير هذه الرموز ولم يستطع، وفي إحدى الليالي جاءته رؤية غريبة ظهرت بها الرموز الغامضة وقد أعيد ترتيبها على الأثر بشكل ساعده في استنباط المعنى المراد منها.



حلم زيد كسي الفارسي
وهو من أطرف الأحلام ذلك ما رآه الإمبراطور زيد كسي الفارسي الذي غزا بلاد الإغريق، وأصبح أول من احتل تلك البلاد من الغزاة..ويذكر هيرودوت المؤرخ المعروف قصة حلم رآه هذا الإمبراطور عندما فكر في غزو بلاد الإغريق ولكن مستشاريه نصحوه بالعدول عن ذلك، وبخاصة وزيره الأكبر(ارتاباتوس) ولقد استجاب زيد كسي للنصيحة وأجل الغزو..ثم رأى في منامة رجلا طويلا نبيلا عظيما يقف بجانب سريره ويلومه على العدول عن الغزو، وينصحه باستئناف حملته، ولما قص الحلم الذي تكرر مرارا على وزيره (ارتاباتوس) رفض الأخير ذلك، وأصر على موقفه، مما حدا بالإمبراطور أن يطلب من وزيره أن ينام مكانه في فراشه لعله يرى ما رآه في حلمه.

ونام الوزير بعد تردد وعاد الرجل الطويل النبيل للظهور في حلم الوزير ولكنه لم يوبخه ولم يلمه، بل لطمه على وجهه مؤدبا ومهددا..وقام الوزير مذعورا ووافق على الغزو وفي الحال..وبالفعل تم الغزو بسهولة شديدة.



حـــلم هتـــلر
وقد ورد على لسانه في كتابه المعروف (كفاحي) يقول فيه: انه أثناء الحرب العالمية الأولى والتي كان فيها مجندا في الكتيبة البافارية: وفي سنة 1917م قام من نومه فجأة وهو في الميدان بعد أن حلم حلما مزعجا..وجد فيه نفسه مدفونا تحت أكوام من التراب والحديد المنصهر، بينما كانت الدماء تسيل بغزارة من صدره، ورغم أنه استيقظ ورأى أن كل شيء هادئ في الميدان حوله..إلا أنه أحس بالضيق يملأ جوانبه ولم يستطع العودة للنوم فترك المكان وزحف إلى المكان الفاصل بين الجيشين المتحاربين متجولا..وفجأة بدأت القذائف تنهال وتبعها صوت انفجار قريب شديد أسقطه على الأرض مما دعاه إلى الإسراع بالعودة للاختباء في مخبئه الذي تركه..ولكنه لم يجد المخبأ الذي كان فيه وحلت مكانه حفرة عميقة..وبينما دفن كل من كان فيه تحت أكوام التراب والحديد المنصهر كما رأى في الحلم تماما.

وكان لهذا الحلم تأثير عجيب على هتلر اقتنع بعده بأنه قد اختير بصفة خاصة لمهمة وهذا الاقتناع دفعت البشرية ثمنه غاليا من الأرواح والخراب للبلاد والعباد.



رؤيــــا بختنـــصر
عن وهب بن منبه أن بخـتنصر بعد أن خرب بيت المقدس واستذل بني إسرائيل بسبع سنين رأى في المنام رؤيا عظمة هالته فجمع الكهنة والحزار وسألهم عن رؤياه تلك، فقالوا: ليقصها الملك حتى نخبره بتأويلها، فقال: اني نسيتها وان لم تخبروني بها إلى ثلاثة أيام قتلتكم عن أخركم فـذهبوا خائفين وجلين من وعيده فسمع بذلك دانيال عليه السلام وهو في سجنه فقال للسجّان : اذهب إليه ،فقل له:إن ههنا رجلا عنده علم رؤياك وتأويلها فذهب إليه فـأعلمه فطلبه فلما دخل عليه لم يسجد له فقال له : ما منعك من السجود لي ؟ فقال : أن الله آتاني علماً وعلمني وأمـرني أن لا أسجد لغيره ، فقال له بختنصر : إني أحب الذين يوفون لأربابهم بالعـهود فأخبرني عن رؤياي ، قال له دانيال : رأيت صنماً عظيماً رجلاه في الأرض ورأسه في السماء ، أعلاه من ذهب ووسطه من فضـة وأسفله نحاس وساقاه من حديد ورجلاه من فخار فبينا أنت تـنظر إليه قد أعجبك حسنه وإحكام صنعته قذفه الله بحجر من السماء فوقع على قمة رأسه حتى طحنه وأختلط ذهبه وفضته ونحاسه وحديده حتى تخيل إليك أنه لو أجتمع الإنس والجن على أن يميزوا بعضه من بعض لم يقدروا على ذلك ونـظرت إلى الحجر الذي قـذف به يربو ويعظم وينتشر حتى ملأ الأرض كلها فصرت لا ترى إلا الحجر والسماء، فقال له بختنصر : صدقت هذه الرؤيا التي رأيتها فما تأويلها؟ فقال دانيال: أما الصنم فأمم مختلفة في أول الزمان وفي وسطه وفي آخره ، وأمـا الحجر الذي قذف به الصنم فدين يقذف الله به هذه الأمم في آخر الزمان فيظهر نبيا أمـيا من العرب فيدوّخ به الأمم والأديان كما رأيت الحجر دوخ أصناف الصـنم ويـظهر على الأديان كما رأيت الحجر ظـهر على الأرض كلها فيمحّص الله به الحق ويـزهق به البـاطل ويهدي به أهل الضـلالة ويـعلم به الأميين ويـقوي به الضـعفة ويعز به الأذلة وينصر به المستضعفين.



رؤيا عبدالمطلب بخروج النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي الجـهم عن أبيه عن جده قال : سمعت أبا طالب يحدث عن عبدالمطلب قال: بينما أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني ففزعت منها فزعا شديدا فأتيت كاهنة قريش عليّ مطرف خزّ وجمتي تضرب منكبي فلما نظرت اليّ عرفت في وجهي التغير وأنا يومئذ سيد قـومي، فقالت: ما بال سيدنا قد أتانا متغير اللون هل رأيت من حدثان الدهر شيئا؟ فقلت: بلى، وكان لا يكلمها أحد من الناس حتى يقبل يدها اليمنى ثم يضع يده على رأسها ثم يذكر حاجته ولم أفعل لأني كنت كبير قومي، فجلست فقلت: اني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشـرق والمغرب ورأيت نورا أزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا ورأيت العرب والعجم ساجدين لها وهي تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا ، ساعة تخفى وساعة تـزهر ورأيت رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها ورأيت قوما من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخرهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا فيكسر أضلعهم ويقلع أعينهم فرفعت يدي لأتناول منها نصيبا فمنعني الشاب فقلت: لمن النصيب؟ فقال: النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها، فانتبهت مذعورا فزعا، فرأيت وجه الكاهنة قد تغير. ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب ويدين له الناس، ثم قال لأبي طالب: لعلك تكون هذا المولود، قال فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وسلم، قد خرج ويقول: (كانت الشجرة) والله أعلم أبا القاسم الأمين، فيقال له: ألا تؤمن به؟ فيقول: (السبة والعار).



رؤيا أم النبي صلى الله عليه وسلم بخروج نور منها
عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنهم قالوا: أخبرنا عن نفسك، قال: (نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام).

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك؟ قال: (دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام). رواه أحمد.



رؤيا عبدالمطلب بحفر زمزم
ومن الرؤيا التي وقعت ما أمر به عبدالمطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم من حفر زمزم بعدما أندرس موضعها وعفي أثرها . قال ابن إسحاق : حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري عن مرثد بن عبدالله اليزني عن عبدالله بن زرير الغافقي أنه سمع على بن أبي طالب – رضي الله عنه – يحدث حديث زمزم حين أمر عبدالمطلب بحفرها ، قال : عبدالمطلب : إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال احفر طيبة ، قال : قلت وما طيبة ؟ قال : ثم ذهب عني . فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فـجاءني فقال : احفر برّة ، قال: فقلت: وما برّة ؟، قال: ثم ذهب عني. فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني فقال: احفر المضنونة، قال: فقلت: وما المضنونة؟ قال: ثم ذهب عني فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني فقال احفر زمزم ، قـال وما زمزم ؟ قال : لا تنزف أبداً ولا تذم ، تـسقي الحجيج الأعـظم وهي بين الفرث والدم عند نقرة الغراب الأعصم ، عند قرية النمل .

قال أبن إسـحاق : فلما بين شأنها ودلّ على مـوضعها وعرف أنـه صدق غدا بمعوله ومعه ابنه الحارث بن عبدالمطلب ليس له يومئذ ولد غيره فحفر فلما بدأ لعبدالمطلب الطي كبر فعرفـت قريش أنه قد أدرك حاجته فقاموا إليه فقالوا : يا عبدالمطلب إنها بئر أبينا إسماعيل وإن لنا فيها حقاً فأشركنا معك فيها، قال : ما أنا بفاعل إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم وأعطيته من بينكم ، فقالوا له : فأنصـفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها، قال: فاجعلوا بيني وبينكم من شئتـم أحاكمكم إليه، قالوا: كاهـنة بني سعد بن هذيم ؟ قال: نعم، قال: وكانت بأشراف الشام فركب عبد المطلب ومعه نفر من بني أبيه من بني عبد مناف وركب من كل قبيلة من قريش نفر، قال: والأرض إذ ذاك مفارز، قال: فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك المفارز بي الحجاز والشام فني ماء عبدالمطلب وأصحابه فظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة فاستسقوا من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم وقالوا: انا بمفازة ونحن نخـشى على أنفسنا مثل ما أصابكم، فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم وما يتخوف على نفسه وأصحابه قال: ماذا ترون؟ قالوا: ما رأينا إلا تبع لرأيك فمرنا بما شئت، قال: فاني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم واروه حتى يكون أخركم رجلا واحدا، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة ركب جميعا. قالوا: نعم ما أمرت به. فقام كل واحد منهم فحفر حفرته ثم قعدوا ينتظرون الموت عـطشا. ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه : والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت لا نضرب في الأرض ولا نبتغي لأنفسنا لعجز فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ارتحلوا فارتحلوا حتى إذا فرغوا ومن معهم من قبائل قريش ينـظرون إليهم ما هم فاعلون تقدم عبد المطلب إلى راحلته فركبها فلما انبعثت به انفجرت من تحت خفهـا عين ماء عذب فكبر عبد المطلب وكبّر أصحابه ثم نـزل فشرب وشرب أصحابه واستقوا حتى ملئوا أسقيتهم ثم دعا القـبائل من قريش فقال: هلمّ إلى المـاء فـقد سقانا الله فاشربوا واستقوا فجاءوا فشربوا واستقوا ثم قـالوا: قد والله قُضي لك علينا يا عبد المطلب والله لا نخاصمك في زمزم أبدا. إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم فارجع إلى سقايتك راشدا، فرجع ورجعوا معه ولم يـصلوا الكاهنة وخلوا بينه وبينهم.
9
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

rafeqat aldrb
rafeqat aldrb
اختي الكريمة
موضوعك جميل و جمع اشياء عديدة عن الرؤيا
بارك الله فيك
dina.martin
dina.martin
مشكورة اختي على الرد
dina.martin
dina.martin
اداب الرائي


آداب طالب التعبير


على طالب العبير أو تفسير الرؤيا أن يتحلى بصفات عديدة، ليتم له المراد من تفسير رؤياه، على الوجه الأكمل، وهذه الصفات هي:

1-أن يتحلى بالصدق التام، لحرمة التكذيب في الرؤيا، خاصة وأنها جزء من أجزاء النبوة المشتملة على الوحي الإلهي.

2-الدقة في سرد الرؤيا، لأن الرؤيا إن لم تسرد على مفسرها بالدقة المطلوبة، قد تشوش الصورة وتجعلها ضبابية، تعيق القدرة عند المعبر، على التعبير أو التفسير.

3-أن يتحلى بالتواضع والأدب، لان المعبر إنسان غير عادي، انه عالم جليل، نادر الوجود، ويحترم لعلمه ولرجاحة عقله وكياسته.

4-أن لا يجهد نفسه بتذكر الرؤيا،لأن الرؤيا الحقيقية لا تنسى أبدا، إنها تظل مطبوعة بحروف وبصورة غير قابلة للاضمحلال أو النسيان، طيلة حياة الإنسان، والرؤيا الحقيقية تحفز رائيها على طلب تعبيرها، ولا يرتاح إلا إذا علم تعبيرها أو تفسيرها، ولا يهتم للعقبات أو الحواجز التي تقف في طريق تعبير رؤياه. فلقد رأينا كيف أن ملك مصر زمن يوسف الصدّيق عليه السلام، طلب تعبير الرؤيا، فقالوا له: أضغاث أحلام، إلا أنه أصر على تعبير رؤياه، ثم قالوا له: وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين، فلم تهدأ نفسه وتستقر حتى جاء يوسف عليه السلام وعبر له ما عبر وكان ما كان من أمر الله سبحانه وتعالى في شأن البقرات السمان والعجاف والسنبلات الخضر واليابسات.

5-أن يخبر معبر الأحلام عن وضعه، إذا كان عازبا أو متزوجا، وعن وضعه في المنـزل، وعن عدد أولاده، وعن وظيفته ومـكانته الاجتماعية، لأن هـذه الأشياء والتفـصيلات، تفيد جـدا في المساعدة على تفسير الحلم.

6-على طالب التفسير أن يجيب على كل الاستفسارات بصدق وأمانة ، ولا يخفي شيئا عن المعبر لأن في إخفاء بعض الاستفسارات تضليلاً للمفسر ، مما يجعله عاجزاً عن تعبير الرؤيا .

7-على طالب التعبير أن لا يكون ملحاحًا في طلب المزيد من التفسير والتعبير ، لأن المفسر يخبر بقدر ما يري المصلحة في الإخبار ، إذ إنـه قد يخبر عن أمر ويـسكت عن آخر ، فهو يخبر عن أمور الخير والتبشير وقد يسكت عن أمور السوء والمرض والموت ، وقد يلمح لها تلميحاً خفيفاً . وقد يحجم عن تفسير أمور فيها إخراج للسائل كارتكاب بعض المحذورات شرعاً .

8-على طالب تفسير الرؤيا أن يكون صبورا، فقد يمهل من قبـل مفسر الرؤيا بعض الوقت، وذلك لضبابية الرؤيا أو لفـقد أحد العناصر التي تـساعد على التـأويل، وطلب الإمهال لا يـقدح بـقدرة مفسر أو معبر الرؤيا.

9-على طالب التفسير أن لا يعتقد اعتقادا جازما بمصداقية المعبر وصدق التعبير، فقد يصيب وقد يخطئ، انه أمر اجتهادي لا أكثر ولا أقل، إلا أن يصدر عن نبي أو رسول فعندها يوجب التصديق في كل كـلمة يقولها النبي أو الرسول. إذ أن الأنبياء مؤيدة من الله سبحانه وتعالى، مسير الأمور ومقدر الأقدار ، فها هو يوسف الـصدّيق يقول : ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) أي هكذا سيقع، والله أعلم.

10-أن لا يطلب التعبير في أوقات الكراهة. مثل لحظة طلوع الشمس، ولحظة غروبها، وعند الزوال، ولا في الليل، بل يطلب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، لأن أوقات الكراهة هي أوقات عمل، والعمل مفضل شرعا على طلب تفسير الاحلام، أو كما قيل. وفسر بـعض العلماء الأفاضل، بأن أوقات الكراهة هـذه إنما هي أوقـات تجتهد فيها الكفرة لتقديس الجن والشياطين وفعل المحرمات والخبائث.

11-أن لا يطلب تعبير رؤياه من جاهل.

12-أن لا يطلب تعبير رؤياه من كافر.

13-أن لا يطلب تعبير رؤياه من حسود.

14-أن لا يطلب تعبير رؤياه من عدو.

15-أن لا يطلب تعبير رؤياه من إنسان لا يستطيع كتمان السر.

16-أن لا يستعجل تحقق الرؤيا ، فبعض الـرؤى تحتاج الى وقت طويل لتتحقق ، فـرؤيا يوسف الصدّيق للكواكب والشمس والقمر، قد تحققت بعد أمد طويل دام منذ طفولته إلى أيام شبابه، أي: ما العشرين عاما أو يزيد .كـما أن رؤيــا مـلك مصر زمن يوسـف الصـدّيق عليه السـلام قــد تحققت على مدى 7+7+1 سنة، أي: على مدى 15 سنة، وهو ما شهد له القرآن الكريم.

17-على طالب التفسير ، أن يعلم بأن ليس كل ما يري في المنام ، يندرج تحت باب الرؤيا الصادقة .

18-على طالب التفـسير أن يلم بأنـواع الأحلام ، وأن الـرؤيا وحدها هي محط التفسير المطلوب من قبل فسر الرؤيا ، وأن الـداعية الديـني أو المـوجه مهمته تفسير الحلم ، والطبيب النفسي مهمته تفسير أضغاث الأحلام .

19-على طالب التفسير أن لا يزهد في تفسير الحلم الذي هو من قبل الشيطان ، لأن ذلك سوف يبين ويظهر ثغرات في إيمانه وتقواه ، وعمله في الحياة الدنيا ، فيعمل على سدها ، وإصلاح ما فسد من عمله .

20-على طالب التفسير أن لا يزهد في تفسير أضغاث الأحلام ، إذ إن في تفسيرها من قبل أطباء النفس – وحتى من أطباء الأجساد – فائدة قد ترشده إلى احتمال وجود اعتلال إما في بنيته النفسية أو الجسدية .

الكوابيس المفزعة

الكابوس … هو الحلم المخيف المفزع الذي يقلق منام الحالم وقد يجعله يستيقظ على بكاء أو صراخ … وقد يتكرر حدوث الكابوس بنفس الرؤيا المفزعة … وفي كثير من الأحيان لا يتذكر الحالم على وجه التحديد ما رآه أثناء الحلم ، لكن الخوف المرتبط به يظل له بقية اليوم .
ولقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الحلم والكوابيس المخيفة إنما هي من الشيطان كما صدق في قوله : ( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ) .
ولقد علمنا ديننا الحنيف آداباً عظيمة لمن يرى رؤيا حسنة أو يرى كابوساً مفزعاً ، لنجني ثمار الـرؤيا الحـسنة ونتـجنب شؤم الكـابوس . فعن أبي سعيد الخـدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره ) .
وعن جابر عن رسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً ، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً ، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ) .
وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة : ( فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس ) .

فعلى الإنسان إذا رأى حلماً مفزعاً أن:
× يتعوذ بالله من شرها ومن الشيطان .
× يتحول عن جنبه الذي كان عليه .
× يتفل حين يهب من نومه عن يساره ثلاثاً .
× ألا يقص رؤياه على أحد .
× يصلي ركعتين .
وقد ورد في الاستعاذة من التهويل في المنام ما أخرجه مالك ، ( قال بلغني أن خالد بن الوليد قال : يا رسول الله إني أروّع في المنام ، قال : ( قل أعوذ بكلمات الله التامات من شر غضبه وعـذابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون) .
والأشياء المخيفة التي تظهر للنائم في الكابوس سواءً كانت حيوانات أو أشخاصاً أو غير ذلك لها دلالات مختلفة عند المفسرين ويرى البعض أن تفسير الكابوس يجب أن يعتمد على معرفة الظروف المحيطة بالشخص نفسه وليس على ما ترمز إليه الأشياء التي تظهر في الكابوس .

تنقسم الكوابيس إلى نوعين:
× نوع يظهر فيه للنائم شيءٌ مخيف مثل وحش أو ذئب أو وطاويط أو عقارب .
× والنوع الآخر هو انبعاث الخوف دون وجود مثل هذه الأشياء مثل الحلم الذي يظهر فيه للنائم أنه على وشك السقوط من مكان مرتفع أو غير ذلك من التصورات المخيفة .

النوم والموت :هناك علاقة بين النوم والموت من حيث أن في كليهما ينتقل الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة أخرى يفقد فيها يقظته وإرادته وحركته ، ولكن هذه التغيرات تكون مؤقتة في حالة النوم ودائمة في حالة الموت . والنفس يتوفاها الله ولكنها تعود للبدن إذا كان في عمر الإنسان بقية ، قال تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)الزمر
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزارة فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم لقل : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)رواه البخاري ومسلم .

نوم الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول بن القيم عن ذلك :
من تدبر نومه ويقضته صلى الله عليه وسلم ، وجده أعدل نوم ، وأنفعه للبدن والأعضاء والقوى ، فإنه كان ينام أول الليل ، ويستيقظ في أول النصف الثاني ، فيقوم ويستاك ، ويتوضأ ويصلي ما كتب الله له ، فيأخذ البدن والأعضاء والقوى حظها من النوم والراحة وحظها من الرياضة مع وفور الأجر ، وهذا غاية صلاح القلب والبدن والدنيا والآخرة".
ولم يكن يأخذ من النوم فوق القدر المحتاج إليه ولا يمنع نفسه من القدر المحتاج إليه منه ، وكان يفعله على أكمل الوجوه فينام إذا دعته الحاجة إليه على شقه الأيمن ، ذاكرا الله تعالى حتى تغلبه عيناه ، غير ممتلئ البدن من الطعام والشراب ، ولا مباشر بجنبه الأرض ، ولا متخذ للفرش المرتفعة بل له ضجاع من أدم حشوه ليف وكان يضطجع على الوسادة ويضع يده تحت خده أحيانا" .
وإذا تأملنا أدعية النوم السابقة نجدها تدور كلها حول المعاني التاليه :
1- إخلاص التوحيد لله.
2- تسليم الأمر له وحده وتفويض كل شئ إليه.
3- الاحتماء به من كل قوى الكون سواء من الجن أو الإنس.
4- الالتجاء إليه كمصدر للأمن والطمأنينة.
5- قطع العلائق الدنيوية.
6- التصالح مع الله ومع الناس.
7- توجيه النفس وجهة ربانية حتى تكون في مأمن عند خروجها أثناء النوم.
وكل هذه المعاني إذا استوعبها الشخص قبل نومه فإنه سيكون في حالة رضا واطمئنان واسترخاء وهذا هو المطلوب للدخول والاستمرار في نوم هادئ ، وليس فقط من ناحية النوم بل سيؤثر ذلك في أحلامه حيث أنه إذا ذكر هذه الأدعية أو بعضها مستحضرا معانيها في قلبه فإنه بذلك يوجه مستقبلاته النفسية وجهة ربانية فتستقبل اثناء النوم إيحاءات ربانية – رؤى- تزيدها اطمئنانا واستبشارا.


اختيار المواعيد المناسبة للنوم:
المواعيد المناسبة للنوم هي تلك المتفقة مع الدورة الكونية اليومية مرتبطة بالليل والنهار ومتوافقة مع ضبط الساعة البيولوجية للإنسان.
وقد وجد أن أنسب ساعات النوم أن ينام الإنسان في أول الليل –بعد العشاء- ويستيقظ قبيل الفجر-في الثلث الأخير من الليل- فيتوضأ ويصلي صلاة الليل حتى يطلع الفجر ثم يبدأ نومه نشيطا مطم~نا ..
ووجد أن الاستيقاظ في ذلك الوقت يحمي الإنسان من التعرض للفترة الأخيرة من النوم التي تكثر فيها دورات النوم الحالم (REM) والتي وجد أن التعرض لها بكثرة له علاقة بحالات الاكتئاب النفسي والاحساس بالإجهاد والتعب عند القيام من النوم.
ثم إنه من المستحب أن ينام الشخص بعض الوقت في الظهيرة حيث يكون قد أصابه التعب من العمل وتراكمت في الجسم نواتج هضم الغذاء وامتصاصه .
ومن الأوقات السيئة للنوم نومة الصباح ونومة العصر ..
يقول ابن القيم:
" ونوم النهار ردئ يورث الأمراض الرطوبية والنوازل ويفسد اللون ويورث الطحال ويرخي العصب ويكسل ويضعف الشهوة إلا في الصيف وقت الهاجرة وأردؤه نوم أول النهار وأردأ منه النوم بعد العصر ورأى عبدالله بن عباس ابنا له نائما نومة الصبحة فقال له:قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟
وقيل: نوم النهار ثلاثة : خلق،وحرق,وحمق.. فالخلق نومة الظهيرة وهي خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم والحرق نومة الضحى تشغل عن أمر الدنيا والآخرة والحمق نومة العصر .
وقال الشاعر:
ألا إن نومات الضحى تورث الفتى خبالا ونومات العصر جنون "

اختيار الهيئة الصحيحة للنوم:
لقد كان من عادة الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينام على الجانب الأيمن ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها :"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر –يعني سنتها-اضطجع على شقه الأيمن"
ويقول ابن القيم:
" وأنفع النوم أن ينام على شقه الأيمن ليستقر الطعام بهذه الهيئة في المعدة استقرارا حسنا فإن المعدة أميل إلى الجانب الأيمن قليلا ... وقد قيل: إن الحكمة في النوم على الجانب الأيمن أن لا يستغرق النائم في نومهلأن القلب فيه ميل إلى جهة اليسار فإذا نام على جنبه الأيمن طلب القلب مستقره من الجانب الأيسر وذلك يمنع من استقرار النائم واستثقاله في نومه بخلاف قراره في النوم على اليسار فإنه مستقره فيحصل بذلك الدعة التامة فيستغرق الإنسان في النوم فيفوته مصالح دينه ودنياه.
وأردأ النوم على الظهر ولا يضر الاستلقاء عليه للراحة من غير نوم وأردأ منه أن ينام منبطحا على وجهه وفي المسند : أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل نائم في المسجد منبطح على وجهه فضربه برجله وقال : "قم واقعد فإنها نومة جهنمية"

والشواهد العلمية الحديثة تؤكد هذه الآراء فإن النوم على الشق الأيمن يؤدي إلى :
1- جعل القلب في وضع صحي فلا تضغط عليه أعضاء أخرى.
2- جعل المعدة في وضع مناسب لتفريغ محتوياتها فلا يركد فيها الطعام ولا العصارات.
3- يكون الكبد مستقرا في موضعه في الجانب الأيمن.
4- ينتقل ثقل المعدة والأمعاء بعيدا عن الحجاب الحاجز فلا تؤثر على التنفس أثناء النوم.
5- سهولة التنفس حيث يكون اللسان في وضع لا يعيق حركة التنفس
dina.martin
dina.martin
رؤيا منوعة

ذكرت الرؤيا في القران باشتقاقات عديدة في المواضع التالية:

1-الموضع الأول:"إذ قال يوسف لأبيه ياأبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين"
قال ابن عباس:رؤيا الأنبياء وحي..وقد ذكر المفسرون في تعبير هذا المنام أن الأحدعشر كوكبا عبارة عن إخوته وكانوا أحد عشر رجلا سواه والشمس والقمر عبارة عن أمه وأبيه..وقد وقع تفسير هذه الرؤيا بعد أربعين سنة حين رفع أبويه على العرش وهو سريره وأخوته بين يديه.

2-الموضع الثاني:" قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين"
يقول تعالى مخبرا عن قول يعقوب لابنه يوسف حين قص عليه مارأى من هذه الرؤيا التي تعبيرها خضوع إخوته له وتعظيمهم اياه تعظيما زائدا بحيث يخرون له ساجدين اجلالا واكراما واحتراما فخشي يعقوب عليه السلام أن يحدث بذلك احدا من اخوته فيحسدونه على ذلك ويبغون له الغوائل حسدا منهم له ولهذا قال له:"لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" ولهذا ثبت في السنة :"إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به واذا رأى ما يكره فليتحول الى جنبه الآخر وليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من شرها ولا يحدث بها احدا فانها لا تضره"

3-الموضع الثالث:"وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث"
"يجتبيك"أي يختارك ويصطفيك لنبوته "ويعلمك من تأويل الأحاديث"قال مجاهد وغير واحد :يعني تعبير الرؤيا.

4-الموضع الرابع:" ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما اني اراني اعصر خمرا وقال الآخر اني اراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين"
قال قتادة: كان أحدهما ساقي الملك والآخر خبازه .قال السدي: كان سبب حبس الملك إياهما أنهما تمالئا على سمه في طعامه وشرابه وكان يوسف عليه السلام قد اشتهر في السجن بالجود والأمانة وصدق الحديث وحسن السمت وكثرة العبادة ومعرفة التعبير ولما دخل هذان الفتيان الى السجن تآلفا به وأحباه حبا شديدا ثم انهما رأيا مناما قال الساقي: اني رأيت اني غرست حبلة من عنب فنبتت فخرج فيها عناقيد فعصرتهن ثم سقيتهن الملك.فقلا:تمكث في السجن ثلاثة ايام ثم تخرج فتسقيه خمراوقال الآخر وهو الخباز:اني أراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه.



5-الموضع الخامس:"وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يأيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون"
هذه الرؤيا من ملك مصر قدر الله أن تكون سببا لخروج يوسف عليه السلام من السجن معززا مكرما ذلك أنه حينما رأى هذه الرؤيا جمع الكهنة والقادة وكبار دولته وأمراءه فقص عليهم ما رأى وسألهم عن تأويلها فلم يعرفوا ذلك واعتذروا إليه بأنها (أضغاث أحلام) أى أخلاط أحلام اقتضته رؤياك هذه (وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين) أي لو كانت رؤيا صحيحة من أخلاط لما كان لنا معرفة بتأويلها ، فعند ذلك تذكر الذي نجا من ذينك الفتيين الذين كانا في السجن مع يوسف ، فقال لهم أي للملك والذين جمعهم لذلك (أنا أنبئكم بتأويله ) أي بتأويل هذا المنام (فأرسلون) أي فابعثون إلى يوسف الصديق ومعنى الكلام فبعثوه فجاء فقال :"يوسف أيها الصديق أفتنا"وذكر المنام الذي رآه الملك عند ذلك ذكر له يوسف عليه السلام تعبيرها فقال :"تزرعون سبع سنين دأبا" أيك يأتيكم الخصب والمطر سبع سنين متواليات ففسر البقر بالسنين لأنها تثير الأرض التي تشتغل منها الثمرات والزروع وهن السنبلات الخضر ثم أرشدهم إلى ما يعتدونه في في تلك السنين فقال:"فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون"أي: مهما استغلتم في هذه السنين السبع فادخروه في سنبله ليكون ابقى له وابعد في اسراع الفساد اليه الا المقدار الذي تأكلونه وليكن قليلا قليلا لتنتفعوا في السبع الشداد التي تعقب هذه السبع المتواليات وهن البقرات العجاف اللاتي تأكلن السمان.

6-الموضع السادس:"فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين – ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا "
آوى إليه أبويه: أي اجلسهما على سريره "وخروا له سجدا" أي: سجد له أبواه وإخوته الباقون وكانوا أحد عشر رجلا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل –أي التي كان قصها على أبيه من قبل وقد كان هذا سائغا في شرائعهم لإذا سلموا على الكبير يسجدون له فحرم هذا في الإسلام وجعل السجود مختصا لله تعالى.

7-الموضع السابع: " فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين-فلما أسلما وتله للجبين –وناديناه أن ياإبراهيم-قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين-إن هذا لهو البلاء المبين-وفديناه بذبح عظيم"
"فلما بلغ معه السعي": شب وأطاق مايفعله أبوه من السعي والعمل"قال يابني إني أرى في المنام" قال ابن عباس رضي الله عنهماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"رؤيا الأنبياء في المنام وحي" وإنما أعلم إبراهيم ابنه إسماعيل بذلك ليكون أهون عليه وليختبر صبره وجلده وعزمه في صغره على طاعة الله وطاعة ابيه" قال ياأبت افعل ماتؤمر"أي:امض لما أمرك الله من ذبحي"ستجدني إن شاء الله من الصابرين" أي:سأصبر واحتسب ذلك عندالله عزوجل وصدق عليه السلام فيما وعد " فلما أسلما وتله للجبين" أي: فلما استسلما وانقادا ابراهيم امتثل امر الله تعالى واسماعيل يشاهد وجهه عند ذبحه ليكون أهون عليه "وناديناه أن يا إبراهيم "فنودي من خلفه فالتفت إبراهيم فإذا بكبش أبيض أقرن أعين." قد صدقت الرؤيا" أي قد حصل المقصود من رؤياك بإضجاعك ولدك للذبح .وذكر السدي أنه أمر السكين على رقبته فلم تقطع شيئا بل حال بينها وبينه صفحة من نحاس."وفديناه بذبح عظيم"قال ابن عباس:خرج عليه كبش من الجنة قد رعى قبل ذلك اربعين خريفا فأرسل ابراهيم ابنه عليهما السلام واتبع الكبش ثم أخذه فأتى به المنحر من منى فذبحه.

8-الموضع الثامن:"لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم مالم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا"
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام فلما وقع ماوقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل وقع في نفس بعض الصحابة رضي الله عنهم من ذلك شئ حتى سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له فيما قال: أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟قال :بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا؟قال :لا.قال:فإنك آتيه ومطوف به ولهذا قال تعالى "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله"هذا لتحقيق الخبر وتوكيده.

الرؤيا في حياة الرسول الكريم

روى ابن هشام عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : أول ما بدئ به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به ، الرؤيا الصادقة لا يرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح .
ويروى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يولد بشرت به أمه في رؤيا . يقول ابن هشام : يزعمون – فيما يتحدث الناس والله أعلم – أن آمنة بنت وهب أم الرسول كانت تحدث أنها أتيت حين حملت برسول الله فقيل لها : إنك حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولي : أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ، ثم سمّيه محمدا .
ورأت حين حملت به أنه خرج منها نوراً رأت به قصور بصرى من أرض الشام كما ذكر في كتاب السيرة لابن هشام .
وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم : " قال العلماء إنما ابتدئ الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالرؤيا لئلا يفاجئه الملك ويأتيه صريح النبوة بغتة فلا تحتملها قوى البشرية فبدئ بأول خصال النبوة وتباشير الكرامة من صدق الرؤية .


مرائي الرسول عليه الصلاة والسلام

رؤيا النبي المتعلقة بالهجرة :
أخرج البخاري عن أبي موسى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) : (( رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرضٍ بها نخل فذهب وهلي (ظني) إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب )) .
وقال الزهري عن عروة عن عائشة قالت ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يومئذٍ بمكة للمسلمين : (( قد أُريت دار هجرتكم ، أُريت سبخة ذات نخل بين لا بتين ))
ومعنى سبخة هي الأرض المالحة ، واللابتان وهي الحرة وتعني الحجارة السود فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورجع إلى المدنية من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين )) .
رؤياه (صلى الله عليه وسلم) لما وقع في معركة أحد :
عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : (( رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرضٍ بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفاً فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد . ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ، ورأيت فيها أيضاً بقراً ، والله خيراً ، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد ، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر )) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : تنفل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيفه ذا الفقار يوم بدر وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد فقال : " رأيت في سيفي ذا الفقار فلاّ فأوله فلاّ يكون فيكم ، ورأيت أني مردف كبشاً فأولته كبش الكتيبة ورأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة ، ورأيت بقراً تذبح ، فبقر والله خير فبقر والله خير " فكان الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقتل عمه حمزة بن عبد المطلب والبقر التي تذبح هو ما حصل في المسلمين من القتل يوم أحد .
رؤياه (صلى الله عليه وسلم) بنقل الوباء من المدينة :
ومن المنامات التي رآها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأولها بنقل الوباء من المدينة إلى الجحفة . وقد جاء ذلك في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، يقول : (( رأيت في المنام امرأة سوداء ثائرة الشعر تفلة أخرجت من المدينة فأسكنت مهيعة فأولتها وباء المدينة ينقله الله تعالى إلى مهيعة )) .
رؤياه (صلى الله عليه وسلم) للكذابين مسيلمة والعنسي :
عن نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجعل يقول : إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته ، وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ومعه ثابت بن قيس بن شمّاس – وفي يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، قطعة جريد – حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال : (( لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت وهذا ثابتٌ يجيبك عني )) ثم انصرف عنه . قال ابن عباس - رضي الله عنهما – فسألت عن قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " إنك أرى الذي رأيت فيه ما رأيت " فأخبرني أبو هريرة أن رسول (صلى الله عليه وسلم) ، قال : بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إليّ في المنام أن أنفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي أحدهما العنسي والآخر مسيلمة )) .
رؤياه (صلى الله عليه وسلم) بإسلام عكرمة :
عن عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : (( أريت في المنام كأن أبا جهل أتاني فبايعني )) فلما أسلم خالد بن الوليد قيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد صدق الله رؤياك يا رسول الله ، هذا كان إسلام خالد فقال : " ليكونن غيره " حتى أسلم عكرمة بن أبي جهل وكان ذلك تصديق رؤياه .
رؤيا النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه سيتزوج عائشة :
عن هاشم بن عروة عن أبيه عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (( رأيتك في المنام مرتين أرى رجلاً يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فاكشفها فإذا هي أنت فأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه )) .
وفي رواية قالت :؛ قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (( أريتك في المنام يجيء بك الملك في سرقة من حرير فقال لي هذه امرأتك فكشفت عن الثوب فإذا أنت هي فقلت إن يك هذا من عند الله يمضه )) . وتحققت رؤياه (صلى الله عليه وسلم) بأبي هو وأمي وتزوج بأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وهي أحب زوجاته إليه .
رؤياه (صلى الله عليه وسلم) أنه يطوف بالبيت الحرام :
ومن الرؤيا الظاهرة أيضاً رؤيا النبي (صلى الله عليه وسلم) ،أنه سيأتي البيت الحرام هو وأصحابه ويطوفون به ، وكان ذلك قبل عمرة الحديبية ، فلما صدهم المشركون عن دخول مكة عام الحديبية وصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، على أن يرجعوا عامهم ذلك وأن يعتمروا في العام القابل قال عمر – رضي الله عنه – للنبي (صلى الله عليه وسلم) : أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟ قال : بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام " قال :قلت: لا ، قال : " فإنك آتيه ومطوفٌ به " .
وقد وقع تصديق رؤيا النبي (صلى الله عليه وسلم) ، في عمرة القضاء حيث جاء هو وأصحابه إلى البيت وطافوا به وهم آمنون لا يخافون ، وقد ذكر الله هذه الرؤيا الصادقة في قوله تعالى : (( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً )) . وهذا الفتح في الصلح الذي جرى بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبين مشركي قريش ، قال الزهري : قوله (( فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً )) يعني صلح الحديبية ، وما فتح في الإسلام فتح كان أعظم منه .
رؤيا النبي (صلى الله عليه وسلم) لحارثة بن النعمان :
عن عائشة – رضي الله عنها قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (( نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ يقرأ فقلت : من هذا ؟ فقالوا : حارثة بن النعمان : فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (( كذلك البر كذلك البر )) ، وكان أبر الناس بأمه .
رؤيا النبي (صلى الله عليه وسلم) لغزاة البحر :
ومن الرؤيا التي تحققت رؤيا النبي (صلى الله عليه وسلم) ، في غزاة البحر الذين غزوا قبرص في زمان عثمان – رضي الله عنه – والذين غزوا الروم في زمن معاوية – رضي الله عنه - .
فعن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه ، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوماً فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام رسول (صلى الله عليه وسلم) ، ثم استيقظ وهو يضحك ، قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : (( ناسٌ من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة ، أو قال : مثل الملوك على الأسرة )) يشك إسحاق فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ، ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : (( ناسٌ من أمتي عرضواعلي غزاةً في سبيل الله ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك عل الأسرة )) كما قال في الأولى ، قالت : فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : " أنت من الأولين " قال : فركبت البحر في زمان معاوية فصرعت دابتها حين خرجت من البحر فهلكت .
رؤيا النبي (صلى الله عليه وسلم) سبب مرضه :
ومن المرائي الواقعة رؤيا النبي (صلى الله عليه وسلم) ، في مرضه أن الوجع الذي أصابه كان بسبب السحر ، فعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة – رضي الله عنهما – قالت : سَحَر النبي (صلى الله عليه وسلم) يهودي من يهود بني زريق يقال لبيد بن الأصم ، قالت: حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ثم دعاء ثم دعا ثم قال : : (( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب ، قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن الأصم ، قال : في أي شيء : قال في مشط ومشاطة ، قال : وجبّ طلعة ذكر ، قال فأين هو ؟ قال : في بئر ذي أروان ، قالت : فأتاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، في أناسٍ من أصحابه ثم قال : (( يا عائشة والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين )) . قالت : فقلت : يا رسول الله أفلا أحرقته ؟ قال : (( لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شراً فأمرت بها فدفنت )) .
رؤياه (صلى الله عليه وسلم) لمن تولى الخلافة بعده :
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) ، يقول : ((بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع لها ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف ، والله يغفر له ضعفه ، ثم استحالت غرباً فأخذها ابن الخطاب فلم أرى عبقرياً من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن )) .
وتأويل الحديث ظاهرٌ من قيام النبي (صلى الله عليه وسلم) ، بالدعوة إلى الله تعالى وجهاد المشركين وبذل النصيحة للأمة وتعليمهم أمور دينهم وما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم وغير ذلك من الأمور العظيمة والمصالح العامة التي قام بها الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، أتم القيام ، ثم قام أبو بكر الصديق بما كان يتولاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، من أمور المسلمين أتم القيام وحارب أهل الردة حتى أدخلهم من الباب الذي خرجوا منه ، ثم بعث الجيوش إلى الفرس والروم وحصل في زمانه عدة انتصارات عليهم ، ثم كانت خاتمة أعماله الجليلة أن عهد بالخلافة لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فكانت ولاية عمر حسنة من حسنات أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – وكانت مدة ولاية أبوبكر سنتين وشهرين تقريباً فكانت مطابقة لما رآه النبي (صلى الله عليه وسلم) ، في منامه أنه نزل بالدلو ذنوباً أو ذنوبين . ثم قام عمر – رضي الله عنه – بعده بأمور المسلمين أكثر من عشر سنين ففتح الله له الفتوح الكثيرة بالشام والعراق وخراسان ومصر وغيرها من الأمصار وأذلّ الله به أمم الكفر ، ودون الدواوين وقام بتدبير أمور المسلمين أتم القيام وكان مضرب المثل في العدل والحزم وحسن السيرة ، فكانت أعماله في ولايته مطابقة لما رآه النبي (صلى الله عليه وسلم) ، في منامه من قوة نزعه للماء وإرواء الناس حتى ضربوا بطعن ، وقوله : "" وفي نزعه ضعف "" قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب مع أهل الردة عن الافتتاح والتزيد الذي بلغه عمر في طول مدته .
رؤياه (صلى الله عليه وسلم) بكثرة امته:
عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال :(اني رأيت في المنام غنما سوداء يتبعها غنم عفر يا أبا بكر أعبرها).فقال أبو بكر: يا رسول الله هي العرب تتبعك ثم تتبعها العجم حتى تغمرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :(هكذا عبرها الملك بسحر).

احاديت نبوية

هذه جملة من الآثار مختصرة على مارواه ابن أبي شيبة في المصنف من كتاب:"الإيمان والرؤيا " ..
فمن قوله رحمه الله :"ما قالوا في تعبير الرؤيا ":

1-عن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه قال :"الرؤيا الصالحة الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة"
2-عن أنس رضي الله عنه قال :"رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة"
3-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:الرؤيا من المبشرات وهي جزءا من سبعين جزءا من النبوة"
4-عن عروة:"لهم البشرى في الحياة الدنيا"قال:"هي الرؤيا الصالحة يراها العبد"
5-عن ابن عباس رضي الله عنهما :"لهم البشرى في الحياة الدنيا" قال:" هي الرؤيا الحسنة يراها المسلم لنفسه أو لأخيه"

ومن قوله رحمه الله:"ما قالوا فيما يخبر به الرجل من الرؤيا":
6-عن حارثة بن مضروب أن رجلا رأى رؤيا :من صلى الليلة في المسجد دخل الجنة. فخرج ابن مسعود وهو يقول:اخرجوا لاتغتروا فإنما هي نفخة شيطان.

ومن:"ما قالوا فيما يخبره النبي صلى الله عليه وسلم من الرؤيا":
7- عن أبي بكر رضي الله عنه أنه عبر الظلة بالإسلام والسمن والعسل بالقران وتعبير السبب. وفيه قوله صلى الله عليه وسلم له:"أصبت وأخطأت"

ومن قوله رحمه الله :"ماعبر أبو بكر الصديق رضي الله عنه":
8-عن مسروق قال: مر صهيب بأبي بكر فأعرض عنه فقال :مالك أعرضت عني؟أبلغك شئ تكرهه .قال :لا والله إلا الرؤيا رأيتها كرهتها قال: وما رأيت؟ قال:رأيت يدك مغلولة إلى عنقك على باب رجل من الأنصار يقال له أبو الحشر.
فقال أبو بكر :نعم مارأيت جمع ديني إلى يوم الحسر.

9-عن أبي قلابة أن عائشة رضي الله عنها قالت لأبيها :إني رأيت في النوم كأن قمرا وقع في حجري –حتى ذكرت ذلك ثلاث مرات- فقال أبو بكر: إن صدقت رؤياك دفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة.

10- عن أبي قلابة :أن رجلا اتى أبو بكر فقال:إني رأيت في النوم أني أبول دما.قال:أراك تأتي امرأتك وهي حائض ؟قال:نعم قال:فاتق الله.

11- عن عامر قال:أتى رجل أبا بكر فقال :اني رايت في المنام كاني اجري ثعلبا .قال:انت رجل كذوب فاتق الله ولاتعد

12- عن الشعبي قال:قالت عائشة رضي الله عنها لأبي بكر :اني رايت في المنام بقرا ينحرن حولي .قال:إن صدقت رؤياك قتلت حولك فئة.

13- عن معدان بن ابي طلحة اليعمري ان عمر قال يوم الجمعة وخطب يوم الجمعة فحمد الله و اثنى عليه ثم قال:ايها الناس اني رايت ديكا احمر نقرني نقرتين ولا ارى ذلك الا حضور اجلي.

14- عن جويرية بن قدامة السعدي قال:حججت العام الذي اصيب فيه عمر قال :فخطب فقال :اني رايت ديكا نقرني نقرتين او ثلاثا.

15- عن عبدالله بن الحارث الخزاعي قال :سمعت عمر بن الخطاب يقول في خطبته:إني رايت البارحة ديكا نقرني ورايت يجليه الناس عني ، فلم يلبث إلا قليلا حتى قتله عبد المغيرة أبو لؤلؤة المجوسي.

16- عن عمر رضي الله عنه : وفيه رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم وقوله له ماقال.

17- عن عمر رضي الله عنه: وفيه كون الرائي مع القمر في اقتتاله مع الشمس عبره بدلالة قوله تعالى:"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة"

18- عن زيد بن أسلم عن ابيه قال:خطب عمر بن الخطاب الناس فقال :اني رايت في منامي ديكا احمر نقرني على مقعد ازاري ثلاث نقرات.فاستعبرتها اسماء بنت قيس فقالت:إن صدقت رؤياك قتلك رجل من العجم.

19- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:الرؤيا ثلاثة :حضور الشيطان والرجل يحدث نفسه بالنهار فيراه بالليل والرؤيا التي هي رؤيا.

20- عن امراة عثمان قالت:أغفي عثمان فلما استيقظ قال: ان القوم يقتلونني قلت:كلا ياامير المؤمنين قال: رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر قال:قالوا: افطر عندنا الليلة أو قالوا: إنك تفطر عندنا الليلة.

21- عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن عثمان اصبح يحدث الناس قال:رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة في المنام فقال : يا عثمان افطر عندنا فأصبح وقتل من يومه.

ومن قوله:"ما ذكر عن ابي هريرة في الرؤيا":

22- عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: احب القيد في المنام واكره الغل :القيد ثبات في الدين . وقال:اللبن في المنام الفطرة.

ومن قوله:" رؤيا عائشة رضي الله عنها":

23- عن عائشة ام المؤمنين : انها قتلت جانا فاتيت فيما يرى النائم فقيل لها: ام والله لقد قتلت مسلما قالت: فلم يدخل علي ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فقيل لها: ما تدخل عليك الا وعليك ثيابك فاصبحت فزعة وامرت باثني عشر الفا في سبيل الله.

24- عن علي بن زيدأن سمرة بن جندب قال لأبي بكر : قال رأيت في المنام كأني افتل شريطا واضعه الى جنبي ونفر يأكله قال: تزوج امراة ذات ولد يأكل كسبك . قال: ورايت ثورا خرج من حجر فلم يستطع يعود فيه قال: هذه العظيمة تخرج من في الرجل فلا يستطيع ان يردها.
قال : ورايت كأنه قيل: الدجال يخرج فجعلت اتقحم الجدر فالتفت خلفي ففرجت لي الأرض فدخلتها قال: يصيبك قحم في دينك والدجال على اثرك قريبا.

25- عن انس: قال رايت فيما يرى النائم كأن عبدالله بن عمر يأكل تمرا فكتب اليه: اني رأيتك تأكل تمرا وهو حلاوة الإيمان ان شاء الله تعالى.

26- عن العلاء بن زياد: قال رايت في المنام كأني أرر عجوزا كبيرة عوراء العين والأخرى قد كادت تذهب عليها والحلية شئ عجب قال: قلت : من انت؟ قالت: الدنيا قلت: اعوذ بالله من شرك قالت: إن سرك ان تعوذ من شري فأبغض الدراهم.

27- عن انس بن مالك ان ابا موسى الأشعري او انسا قال: رأيت في المنام كأني اخذت جواد كثيرة فسلكتها حتى انتهيت الى جبل فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الجبل وابو بكر الى جنبه وجعل يومئ بيده الى عمر فقلت: انا لله وانا اليه راجعون مات والله عمر فقلت: الا تكتب به الى عمر؟ فقال : ما كنت اكتب انعي عمر الى نفسه.


ومن قوله:" ما حفظت فيمن عبر من الفقهاء":

29- عن ابراهيم التيمي قال: انما حملني على مجلسي هذا اني رايت كاني اشم ريحانا بين الناس فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فقال: ان الريحان له منظر وطعمه مر.

30- عن مجاهد قال:"وعلمتني من تأويل الأحاديث": عبارة الرؤيا.

31- عن أيوب : وفيه تعبير ابن سيرين اكل الخبيص في الصلاة بتقبيل الرجل امرأته وهو صائم.

32- عن سلمان: قال: كان بين رؤيا يوسف وتأويلها اربعون سنة.

33- عن بكير بن ابي السمط قال : سمعت محمد بن سيرين سئل عن رجل رأى في المنام كأن معه سيفا مخترطه فقال: ولد ذكر. قال: اندق السيف قال: يموت.
قال: وسئل عن الحجارة في المنام فقال: قسوة.
وسئل عن الخشب في النوم فقال: نفاق.

34- قال صلة بن اشيم: رأيت في النوم كأني في رهط وكان رجل خلفي معه السيف شاهره كلما اتى على احد منا ضرب رأسه فوقع ثم يقعد فيعود كما كان فجعلت انظر حين يأتي علي فيصنع بي ذاك قال: فأتى علي فضرب راسي فوقع فكأني انظر الى راسي حين اخذته انفض عن شعري التراب ثم اخذته فأعدته كما كان
murjana
murjana
أريد رقم هاتف مفسر الأحلام فهل من مجيب ؟؟؟؟:24: