صفة الحج للشيخ ابن عثيمين رحمة الله

ملتقى الإيمان



مختصر صفة الحج

فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله تعالى


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
نذكر هنا صفة الحج على سبيل الإجمال، والاختصار من مؤلفات فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله تعالى.

أولاً: صفة التمتع:
إذا أراد الإنسان الحج والعمرة، فتوجه إلى مكة في أشهُر الحج، فإن الأفضل أن يحرم بالعمرة، أولاً؛ ليصير متمتعًا، فيُحرم من الميقات بالعمرة، وعند الإحرام يغتسل كما يغتسل من الجنابة، والاغتسال سُنة في حق الرجال والنساء حتى الحائض والنفساء، فيغتسل ويتطيب في رأسه ولحيته، ويلبس ثياب الإحرام، ويُحرِم عقب صلاة فريضة، إن كان وقتها حاضرًا، أو نافلة ينوي بها سنة الوضوء؛ لأنه ليس للإحرام نافلة معينة، إذلم يَرِدْ ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والحائض والنفساء لا تصلي، ثم يلبي الحاج؛ فيقول: لبيك اللهم عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. ولا يزال يلبي حتى يصل إلى مكة.
وينبغي إذا قرب من مكة أن يغتسل لدخولها، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدخل المسجد الحرام مقدِّمًا رجْله اليمنى قائلاً: "بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم".


فإذا شرع في الطواف، قطع التلبية؛ فيبدأ بالحجر الأسود يستلمه، ويُقبِّله إن تيسر، وإلا أشار إليه، ويقول: "بسم الله والله أكبر، اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد" ثم يجعل البيت عن يساره، ويطوف سبعة أشواط، يبتدئ بالحجر ويختِم به، ولا يستلم من البيت سوى الحجر الأسود، والركن اليماني؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -لم يستلم سواهما، وفي هذا الطواف يُسنُّ للرجل أن يَرْمُل في الثلاثة أشواط الأولى؛ بأن يسرع المشي ويقارب الخُطا، وأن يضطبع في جميع الطواف، بأن يُخرِج كتفه الأيمن، ويجعل طرفي الرداء على الكتف الأيسر، وكلما حاذى الحجر الأسود كبَّر، ويتلو بينه وبين الركن اليماني: {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ، ويقول في بقية طوافه ما شاء من ذِكْر ودعاء.


وليس للطواف دعاء مخصوص لكل شوط، وعلى هذا فينبغي أن يحذر الإنسان من هذه الكُتَيِّبات التي بأيدي كثير من الحُجاج، التي فيها لكل شوط دعاءٌ مختصٌ؛ فإن هذه بدعة لم ترد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم – ((كل بدعة ضلالة))؛ رواه مسلم.
ويجب أن ينتبه الطائف إلى أمر يخل به بعض الناس في وقت الزحام، فتجده يدخل من باب الحجر، ويخرج من الباب الثاني، فلا يطوف بالحجر مع الكعبة، وهذا خطأ؛ لأن الحجر أكثره من الكعبة، فمن دخل من باب الحجر وخرج من الباب الثاني، لم يكن قد طاف بالبيت، فلا يصح طوافه.
وبعد الطواف يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم - إن تيسر له - وإلا ففي أي مكان من المسجد، ثم يخرج إلى الصفا، فإذا دنا منه تلا: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}، ، ولا يعيد هذه الآيه بعد ذلك، ثم يصعد على الصفا، ويستقبل القبلة، ويرفع يديه، ويكبر الله ويحمده، ويقول: "لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده" ثم يدعو بعد ذلك، ثم يعيد الذكر مرة ثانية، ثم يدعو، ثم يعيد الذكر مرة ثالثة.


ثم ينزل متجهًا إلى المروة، فيمشي إلى العَلَم الأخضر إلى العمود الثاني سعيًا شديدًا، أي يركض ركضًا شديدًا - إن تيسر له، ولم يتأذَّ أو يؤذِ أحدًا - ثم يمشي بعد العلم الثاني إلى المروة مشيًا عاديًّا، فإذا وصل المروة، صعد عليها، واستقبل القبلة، ورفع يديه، وقال مثل ما قال على الصفا، فهذا شوط.
ثم يرجع إلى الصفا من المروة، وهذا هو الشوط الثاني، ويقول فيه ويفعل كما قال في الشوط الأول وفعل، فإذا أتم سبعة أشواط، من الصفا للمروة شوط، ومن المروة للصفا شوط آخر، فإنه يُقصِّر شعر رأسه، ويكون التقصير شاملاً لجميع الرأس؛ بحيث يبدو واضحًا في الرأس، والمرأة تقصر من كل أطراف شعرها بقدر أنملة، ثم يحل من إحرامه حِلاًّ كاملاً، يتمتع بما أحل الله له من النساء، والطيب، واللباس، وغير ذلك.


فإذا كان يوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج؛ فاغتسل، وتطيَّب، ولبس ثياب الإحرام، وخرج إلى منى، فصلى بها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر - خمس صلوات - يصلي الرباعية ركعتين، وكل صلاة في وقتها، فلا جمع في منى، وإنما هو القصر فقط. فإذا طلعت الشمس يوم عرفة، سار إلى عرفة، فنزل بنَمِرَة إن تيسَّر له، وإلا استمر إلى عرفة فينزل بها، فإذا زالت الشمس، صلَّى الظهر والعصر قصرًا وجمع تقديم، ثم يشتغل بعد ذلك بذكر الله، ودعائه، وقراءة القرآن، وغير ذلك مما يقرب إلى الله – تعالى - وليحرص على أن يكون آخر ذلك اليوم مُلِحًَّا في دعاء الله - عز وجل - فإنه حرِيٌّ بالإجابة. ويُسنُّ أن يكون مستقبلاً القبلة، رافعًا يديه عند الدعاء، وكان أكثر
2
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام تــولـــــي
رحمة الله رحمتة واسعة...
جزيتي خيرا على الموضوع...
تقبلـــــــــــــي مروري
الامــيــرة01
الامــيــرة01