حلقة الذكر أو حلقة التعليم لكن يا عزيزاتي....

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكمورحمة الله وبركاته

حبيباتي أخواتي عزيزاتي موضوعي اليوم عن حلقة الذكر أو ما تسمي بحلقة التعليم ,,,



وعن أبي واقد الليثي رضي الله عنه، قال: (بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر ثلاثة نفر فجاء أحدهم فوجد فرجة في الحلقة فجلس وجلس الآخر من ورائهم وانطلق الثالث، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخبر هؤلاء النفر؟
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أما الذي جاء فجلس فأوى فآواه الله، والذي جلس من ورائكم فاستحى فاستحى الله منه، وأما الذي انطلق رجل أعرض فأعرض الله عنه
) (1) .
* سند الحديث:
ثنا
عبد الصمد ثنا حرب ، يعني: ابن شداد ، ثنا يحيى ، يعني: ابن أبي كثير حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن حديث أبي مرة ، أن أبا واقد الليثي حدثه قال: (بينما نحن..).
* شرح الحديث:
(ثلاثة نفر): النفر: من الثلاثة إلى التسعة، وهم المجموعة من الناس.
(فوجد فرجة في الحلقة): الحلقة كل شيء مستدير خالي الوسط، وإذا تحلق الناس وجلسوا في شبه دائرة سُمي ذلك حلقة، والظاهر أن الحلقة المذكورة هنا في الحديث هي حلقة علم؛ لأنها لو لم تكن كذلك لما لام عليه الصلاة والسلام الرجل الذي خرج منها، إذ لو كانت هذه الحلقة كلاماً عادياً لما لامه، لكن كانت حلقة علم، وأهل العلم يقولون: إذا وجدت حلقة في المسجد فالأولى حضورها، وهي أفضل من تنفل الإنسان وحده بقراءة القرآن أو التسبيح أو غيرهما؛ لأن هذه الحلقة تحفها الملائكة، وتتنزل عليها السكينة وتغشاها الرحمة ويذكرها الله فيمن عنده.
وفي حلق العلم فوائد جمة في معرفة كثير من أمور الدنيا والآخرة.
(أما الذي جلس فأوى): تنطق أوى، وآوى، والمراد: أنه أوى إلى كنف الله في طلب العلم وحلق الذكر.
(فآواه الله): أي: آواه في رحمته وفضله ومنته ومغفرته.
(والذي جلس من ورائكم فاستحى فاستحى الله منه): يقول
الساعاتي : أي: ترك المزاحمة كما فعل رفيقه حياء من النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: (فاستحى الله منه)، أي: رحمه ولم يعاقبه، قلت: هذا ليس بصحيح، وهو تأويل للنص عن ظاهره، و
أهل السنة يقولون في مثل هذا: نثبته على ظاهره، ولا نحرفه ولا نكيفه ولا نشبهه ولا نعطله، فنثبت لله استحياء يليق بجلاله، فالله يستحي ممن يستحي منه، قال سبحانه وتعالى: ((إِنَّ الله لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا)) وقال تعالى: ((وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله))، فالله يمكر بمن يمكر به، وقال تعالى: ((الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)).
(وأما الذي انطلق رجل أعرض فأعرض الله عنه): أي: أعرض عن رحمته والمغفرة له
(1) ، ومن أقبل على الله أعطاه، ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه، فلو كان هذا الرجل يريد الخير ما فاته حضور هذا المجلس الخير الذي يمكن أن يحقق له السعادة في الدنيا والآخرة وفي جلسة واحدة.
قال
عطاء بن أبي رباح : مجلس واحد من مجالس الحديث أو العلم يكفر الله به سبعين مجلساً من مجالس اللغو.
(25)- وعن
أبي مجلز ، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، (في الذي يقعد في وسط الحلقة قال: ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أو لسان محمد صلى الله عليه وسلم) (1) .
* سند الحديث:
ثنا
يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، قال: ثنا قتادة ، عن أبي مجلز .
* شرح الحديث:
(ملعون..) أي: مطرود من رحمة الله، وهذا يدل على أن من يجلس وسط الحلقة فإن صنيعه من الكبائر، وأن الكبائر لا تتخصص في سبع، وأن الكبائر هي التي جاء فيها لعن من الله أو من الرسول صلى الله عليه وسلم.
فلا ينبغي للإنسان -إذا كان الناس فى دائرة أو حلقة- أن يجلس وسطهم فيلعن، قيل: لأنه مشابه للشيطان.
والشيطان يجلس وسط الحلق من الشياطين، فإنه عندما تتحلق الشياطين فإن كبيرهم الذي علمهم الخبث في العالم يجلس وسطهم.
وقيل: لأنه ينبئ عن كبر وغرور من الذي يتوسط الحلقة.
وقيل: لأنه يشغلهم عن مجالس الذكر إذا جلس وسطهم، وقيل: لأنه أنزل نفسه منزلة لم يُنزل فيها.
وقيل: فعله يدل على انحراف والعياذ بالله؛ لأنه سيكون سبباً في التشويش، وعلى كل حال، سواء عرفنا العلة أم لم نعرف فلا ينبغي أن نجلس وسط الحلقة، ولا بأس إذا ازدادت الحلقة أن يجلس خلفها بصف أو صفين، أما الجلوس وسط المجالس سواء العامة أو الخاصة فلا يجوز، ومن يفعله ملعون على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام
(1) .
(26)- وعن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين قال: (1) .
* سنده:
ثنا
أبو اليمان ، أنبأنا شعيب عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين .
* شرح الحديث:
(بلغني أن
لقمان كان يقول): بين لقمان وهذا الراوي آلاف السنين، وهنا مسألة وهي: هل لقمان نبي أم رجل صالح؟
والإجابة: الصحيح عند
أهل السنة أنه رجل صالح، وليس بنبي، ولقد آتاهُ الله الحكمة، قال سبحانه وتعالى: ((وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ))، و لقمان رجل نوبي من النوبة .
وقيل: من
السودان ؛ سكن إما جنوب مصر أو شمال السودان ولكن منطقته هي النوبة ، وكان مولى عند سيده، وعرف عنه الحكمة منذ الصغر.
وكان عجيباً في الحكم، قال له سيده: اذهب واذبح شاة وأعطني خير ما فيها، فذهب فذبحها وأتى بقلبها.
فقال له: اعطني خير ما فيها كذلك، فأتى بلسانها، قال: اذبح شاة وأعطني شر ما فيها، فأتى بقلبها ولسانها، وقد أصاب في هذا كل الإصابة.
وذكر
ابن كثير من حكمته أموراً عظيمة، حتى إنه كان يوصي ابنه إذا سافر أن يتوضأ، وأن يحمل معه ما يحتاج إليه من علاج في السفر، ومن إبرة ومن زاد طيب، ومن طيب، فإذا أراد أن ينزل المنزل يصلي ركعتين، وإذا أراد أن يرتحل يصلي ركعتين، وأتى القرآن بوصاياه لابنه وهي من أعظم ما يكون، قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)) ثم أتى ببر الوالدين ومراقبة الله، قال تعالى: ((يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الله إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِيرٌ)).
ويقولون: إن من حكمته: أنه بدأ بالعقائد كما في سورة لقمان، ثم أتى بالعبادة، ثم أتى ببر الوالدين، ثم أتى بالأخلاق والسلوك.
(لا تعلم العلم لتباهي..) المباهاة، هي: المفاخرة والمراءاة، وفي الحديث: (
من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار) (1) .
(تماري به السفهاء): أي: تجادلهم به، والسفهاء هم الجهلة قليلو العقل، أو الطائشون.
(وترائي به في المجالس): أي: تظهر لهم العلم في المجالس، وتجلس في صدور المجالس، بل طلب العلم يكون لوجه الله، لينقذ الإنسان من العذاب، وليرفع الإِنسان الجهل عن نفسه، ولإِفادة المسلمين.
(27)- وعن
أبي هريرة رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما سمع كمثل رجل أتى راعياً فقال: يا راعي اجزرني شاة من غنمك، قال: اذهب فخذ بأذن خيرها فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم(1) .
* سند الحديث:
حدثنا
عبد الله ، حدثني أبي، ثنا حسن و عفان قالا: حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أوس بن خالد ، عن أبي هريرة .
* شرح الحديث:
(مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما سمع) المقصود: الرجل الذي يجلس مع صاحبه أو في مجلس حكمة فيستفيد الكثير من الفوائد، فيتناساها جميعاً وينسى كل خير، ويذهب إلى السقطات -ولا بد للإنسان من سقطات- فيحدث بها الناس، ومن يفعل ذلك فهو من الأشرار والعياذ بالله.
قال
عامر الشعبي : والله لو أصبت تسعاً وتسعين إصابة، وأخطأت في واحدة لعددت علي ذاك الخطأ.
وقال
ابن تيمية : لا يكن المسلم كالذباب لا يقع إلا على العقر.
العقر: الجرح، فالذباب يترك الجسم السليم ويقع على الجرح، وهذا مثل ما يأتي أصحابه فيتتبع عثراتهم، ومن تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته.
قال الشاعر:

إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه


ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه

وقال آخر:

تريد مهذباً لا عيب فيه وهل عود يفوح بلا دخان

وقال آخر في أرجوزة:

فإن تجد عيباً فسد الخللا فجل من لا عيب فيه وعلا

فالذي لا عيب فيه هو الله سبحانه وتعالى، أما الإِنسان فمصدر العيب، والرسول عليه الصلاة والسلام شبه الإِنسان الذي يتسقط عثرات المسلمين، ويتتبع أخطاءهم برجل أتى راعياً، فقال له: اعطني شاة تصلح للذبح، فقال له الراعي: اذهب فخذ بأذن خيرها، فذهب هذا الرجل وأخذ بأذن كلب الغنم، فانظر كيف ترك قطيعه الطيب وأخذ كلب الغنم، وهذا مثله كمثل الذي يحضر مجلس الناس، فيروي معايبهم ومثالبهم، ويترك ما فيهم من خير، فعلى المسلم أن يسكت عن تتبع الشر وأن يتغافل، وأن يروي الخير ومناقب الناس.
واشتهر
ابن المبارك بأخلاقه الكريمة حتى قالوا: ما رأينا كـابن المبارك في أخلاقه، كان إذا ذكر أصحابه عنده، قال: وأين مثل فلان؟
وأين مثل فلان؟
وأين مثل فلان؟
ويروي ما فيهم من المناقب.



فصل فيما جاء في تعلم لغة غير لغة العرب

(1)
(28)- عن
زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحسن السريانية؟
إنها تأتيني كتب قال: قلت: لا، قال: فتعلمها، فتعلمتها في سبعة عشريوماً
) (1) .
* سند الحديث:
ثنا
جرير، عن الأعمش عن ثابت بن عبيد ، قال: قال زيد بن ثابت : (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم..).
* شرح الحديث:
(تحسن السريانية): قال بعض العلماء: السريانية، هي: العبرانية، وقيل: تلتقي السريانية والعبرانية في أنها الأصل لها، وهنا الرسول صلى الله عليه وسلم -وكانت تأتيه كتب بالسريانية، وهو لا يعرف هذه اللغة- طلب من
زيد بن ثابت - لأنه حاذق وشاب عاقل وطالب علم ذكي- أن يتعلم السريانية، فتعلمها في سبعة عشر يوماً وعند البخاري خمسة عشر، وعند الترمذي أنه تعلمها في نصف شهر، ويمكن الجمع بين ذلك بأنه عد يومي الابتداء والانتهاء في رواية الإمام أحمد ، وتركهما في رواية البخاري و الترمذي


نقلته لكم للفــــائدة
4
533

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ـ أم ريـــــم ـ
ام فراس الأثلي
أخت الكـــل
أخت الكـــل
جزاكِ الله كل خير
**ام رغد**
**ام رغد**

ام رغــــــــــــــــ مسك الجنه ــــــــــــــــد