التوكل عمل وأمل

ملتقى الإيمان

التوكل على الله تعالى مبعث قوة العزيمة والثبات ودفع التردد، وهو عدة روحية للنجاح وقوة معنوية، وهو للنفس سكون وطمأنينة، وهو زاد التغلب على الخوف والقلق وهو الذي يعطي المؤمن بسمة أمام أحلك الظروف ويهبه سكينة النفس ومن يعتمد على الله فهو كافية،والتوكل أثر النفس ومن آثار الأيمان،فالذي يؤمن بأن الله بيده تصريف الحياة وبيده النفع والضر، يترك الأمر إلية ويرضى بمشيئته، فلا يفزعه المستقبل، ويستعيض عن الخوف بسكينة واطمئنان إلى عدل الله ورحمته ولهذا يقرر الإسلام بأن الأمان يجب أن يصاحبه التوكل لا الأمان يجب أن يصاحبه التوكل ، والتوكل لا ينافي القيام بالأسباب المأمور بها يقدح في التوكل ومن لأنه لزم التوكل أن نفعل السبب ثم نفوض الأمر الله لينجو الإنسان من القلق على المستقبل ، من الخوف والفشل والمرض . والمتوكل يعلم أن النفع والضر بيد الله وذلك فهو مرتبط بالله في جميع أموره مرجعاً الأمر كله لله.
وقال تعالى(إليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه)
التوكل عند المسلم عمل وأملن مع هدوء قلب وطمأنينة نفس واعتقاد جازم أن مشاء الله كان وماله يشأ لم يكن ، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. ذلك أن صاحبه يوقن أنه قد لآوى ألى ركن شديد وأنه وضع بعد بذله جهده في مباشرة السبب الذي أرشده إليه خالق الأسباب فيكون لقوة يقينه أثرها في نفسه فيظل ثابتاً على إمضاء أمره وقصد الوصول إلى الغاية كالطود لا يتزحزح. فإذا قام بدعوة إلى الحق متوكلا على الله مضى لا يتهيب أحداً من خلق الله لان المتوكل عليه هو رب الخلق وهو مالك نواصيهم فيقوم بتلك الدعوة حق القيام ويكون عونه على النجاح توكله، وذا قاتل أعدا الحق قويت نفسه وضوعفت شجاعته وزاده التوكل سماحة ببذل نفسه، فكان المسلم المتوكل على الله في القتال يعدل اثنين أو أكثر من ذلك ، وهذا سر انتصار المسلمين الأولين
على من يكثرهم ويفوقهم عدداً.
وفي الحديث عن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من سره إن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله)وقال تعالى (مؤمن يتوكل على الله فهو حسبه)
وقال الإمام أحمد:التوكل على الله عمل القلب وقال ابن القيم:فظهر أن التوكل أصل لجميع مقامات الأيمان والإحسان ولجميع أعمال الإسلام.
قال تعالى( وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين)
وقال تعالى رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا) ولو توكلنا على الله حق توكله لرزقنا كما يرزق الطير كما ورد عن عمر رضي الله عنه مرفوعاً قال صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطاناً) ولأماكننا من نواصي أعدائنا ولسخر لنا ما أودعه في ملكه من قوي ومنافع وعلى الجملة لكنا لأعلين في هذه الحياة الباقية.
فلنتوكل على الله حق توكله ولنصدق الله بتوكلنا عليه وسوف نرى أن العاقبة لنا.
0
323

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️