هديل ولهفة الرحيل

الأدب النبطي والفصيح

هديل..ماذا صنعت “لهفة الرحيل”..؟

الكاتب: محمد الحضيف - يوم: 7 مايو, 2009

عام مضى.. ومازلت أبكي..!

حينما تبكي من وجع، غير أن تبكي من جزع. لم أكن أعلم أن الحزن يتوغل بهذا العمق. لم أكن أعلم، أن هناك جرحا يستعصي على النسيان. قبل شهر بدأت أكتب يوميات رحيلها.. عليها من ربي شآبيب الرحمة. كنت أظن أني سلوت: الجرح حاضر وطري في القلب..لكن (اللغة) تتأبى. تصغر وتضاءل، أمام هول الحدث. كلما خطت حرفا، غامت العينان، واختنق الصدر بزفرة.. فأؤجل..!

أعلم أني سأسمع حديثا طويلا في “الصبر والاحتساب”.. لكن أن تبكي من جرح، غير أن تحتج عليه..!

تأتي مناسبة رحيلها، و (أسيرنا) وحبيبنا ابراهيم، أبو عبدالرحمن.. في غيابة جب، وغيبوبة غيهب، تهوي بنا إلى قرار سحيق: أم حطمها غيابه، وأطفال يتقصفون مثل أوراق خريف..إذ(يجف) مصدر حياتهم، وأنا (الأخ) الأكبر، تشرئب لي أعناق.. وأطأطيء ذلا، وعجزا، وخجلا..! تأتي مناسبة رحيلها الأولى، و(الطفل) في داخلي يزداد يتما.. يصرخ : أين الصدر الذي طالما آويت إليه، كلما ازداد التوحش .. أينك أبي..؟

يعوي الصدى : أبي.. أبي..ونار تأكل الصدر..!

استبد بي الشوق لهما .. كليهما. الأثنين الماضي، ذهبت الى مقبرة النسيم..حيث يرقد الجسدان الطاهران. أبي في شمالها، وهديل في جنوبها. كأنما هو قدر أن يتقاسما طرفيها، لتنتشر غمامة من الحب بين الضريحين، تظل الراقدين بصمت. وقفت على القبرين، ولمست حصباءهما. ناديت.. وحلفت أني بشوق إليهما. لم تفلح (الكبرياء)، في أن توقف ماء غزير انبجس من عينين عذبهما الرحيل.. وما تفتأ مطارق الفقد والوحشة، تدق قلبا تكسرت النصال فيه على النصال..!

صباح الخميس.. اليوم، كنت على (موعد)، يؤكد أن عاما مضى، لم يغير شيئا. فتحت بريدي فتدفق علي الدمع والوجع..! قرأت.. وبكيت إلى آخر فاصلة.. ثم بكيت. ركبت سيارتي وبكيت. وصلت مكتبي.. وبكيت.

“لهفة الرحيل”.. فتحت علي أبواب السماء، بدمع سخين.. فأنا منذ الصباح، غارق.. شارق.

**********


.. وَ يَمُّرُّ العَآم.. دُونَكِ ! ×

لاَ تَكْتَفِي بِبُكاءٍ وَاحِدٍ .. وَشَهْقَة ٍوَاحِدَة ؟!
لِذَلك تَتَجَدّ كُل..فَراغٍ..وَتَتَمَدّ عَلَى شَاكِلَة ِصَدرٍ..يُرِيحُ الفَقْدُ عَلَيِهَا رَأسَه..وَهُوَ يَقْضِمُ وَجْه النسْيَان كَ تُفَاحَة ,
جَئتُ أسألُكِ :بَعْدَ أَن ْعَلِمْتُ تَمَامَاً بِ أَهَمِيَّة ال .. وَالأَطْرَاف.. والقَلْب المُسْتَأجَر مِنْ دُمْيَة!
بَعْدَ : أَنْ تَنَفَسْتُ اليَومَ مِن ْعَيني
وَخَبَّأتُ رِِئَتِي ..
وَ أَضَعْتُ قَلْبِي ..!

{ .. أَوَّآه كَيْفَ يَرْحَل الأَحْبَآب ..؟! ..}
لَكِ …
وَلا تَنْسَلِّي مِنِّي يَا هَدِيل لِ فَرْطِ ثُقُوبِي!
لَكِ …
وَزَمّلِينِي حَتى أَهْدَأ قَلِيلاً : أَعْلَمُ أَنّ َضَجِيجَ الغُرْبَةِ فِيَّ , يَجْعَلُنِي أَنْتَقِي حُرُوف اسمُكِ وَطَنا ًلِي..
لَكِ …
../ وَبَعْدَ أَنْ حَمَلْتُ أَقْدَامِي مَرّةً بَحْثَاً عَنْكِ ..وَأَضَعْتُهَا دُونَ أَنْ أَتَذَكَرُهَا ..!
لَكِ …
وَأَنَا حَذرَ البَهْجَة ..أَزُمّ ُتَنْهِيدَة َصَوتِي .. وَأَرَق أُمُي فِي عَيْنِي .. لِ أُمسْكُ أَكْمَامَ الصَّبَاح وَالحُزْن ُيَتَوّغَل عَلَى كَتِفِي.. وَأَنَا أَسْتَقْبِلُ الظَهِيرَةَ .. بِ جَسَدٍ مُظْلِم..وَ شرْيَانٍ مَعْطُوب..
حَتى أَبْكِي .. وَأَبْحَثُّ عَنْ مَن يَبْكِي مَعِي !
لَكِ …
وَ يُقْرِضُنِي البُكَاء لُقْمَة وَجْهِي الآن ,
أَتَنَاوَل ُمَلامِحِي .. أَضَعُ يَدي عَلَى حُنْجُرَتِي وَاَبْدَأ بِ العَدّ ..كَم مِنْ مِفْصَلٍ قَضَى الله أَنْ يَبْقَى لِ شِتَاءٍ آخَر؟!
لَكِ ..
وَ حَكَايَا الأُمْنِيَات تُلْقِنِي أَرْضَاً .. وَ يَزْدَاد لَهَفِي لِ المَوْت ..!
البَقَاء لِهَذَا الحَدّ .. مُوجِعٌ
البَقَاء لِهَذَا الحَدّ .. شَائِك
البَقَاء لِهَذَا الحَدّ .. أَشْبَه ُبِ رِئَةٍ جِدَارُهَا عَازِلٌ لِلتَنَفُس ,
../
أَنَا أُؤْمِنُ بِ الله جِدَّاً..كَمَا أَفْعَل ُذَلِكَ حِينَمَا أحبك يَا هَدِيل ..
لَكِن يَنقُصُنِي كَثِيرَ أَحْويَةٌ كَ مَثَلاً ..!

{.. 11/5/ 1429 ه ..} :
صُنْدُوق الوَارِدْ ..::

../
لَمْ تَسْتَهْلِك هَذِه الرِسَالة مِنِّي الكَثِير حَتَّى تُثِير الفَاجِعَة هُنَاك فِي أَقْصَاي ..
فَاضَتْ كَ جُرمٍ عَظِيم جَاءَ كَ دَفْقَةٍ وَاحِدَةٍ فِي صَدْرِي .. وَمَسَّت صَدْعَا لَمَّا يَلْتَئِمُ بَعْد ..
كُنْتُ أَنْتَظِر المَطَر حِيْنَها .. وَلمْ أَعْلَم أَنَّ المَطَر جَائِر هَذِه المَرَّة .. وَهَبَنِي رُوحَهَا وَرَحَل ..
وَلَيْتَ غِيَابَهَا كِذْبَة أَحْدَثَهَا المَطَر ذَاتَ بُكَاءٍ وَ انْتِظار ..!
../

(1) :
كَم كَان ابْرِيل مُوحِشاً ، مُوجعاً ، لا تَنفكُ مِنه الرُوح إِلا وَقد كُشِطَت بِ أظَافِر الذِكرَى،
وَعُلِّقَت فِي الهَواءِ مَا بَيْن الوَطنِ :طِيفِه وَالمُحالِ مَنفَى..!
أنتِ تَعلَمِين يَا غَيْثُ قَلْبِي الجَدِيب ، كَم مِن الأثَر تَرك رَحِيلُكِ فِي صَدرِي ، كَأنه بعثَر الحُزنَ
المجمُوع فِي جَوْفِي وَأربَكَه..!
وَلِأَنَّكِ تَعْلَمِين أَنِّي أَمُوت ..قُولِي لِي : أن حِكَاياتُنَا حَيّة ..
تعْلَمِين أنّي أُموت ..فَلاَ تَهْبيني ..مُهمةً صَعبةً كَ نِسْيَانِكِ..
مُهمةً تُحْتّم عليّ الْتَأخر عَن السَّماء..!
وَ تَعْلَمِين أَنَّي أحبك ..ولا أَشُدُّ عَلَى الْبَاء بِضَمَّةٍ .. وَلاَ أُرخِي الْكَاف بِكَسْرةٍ ..
هَكَذَا أَقُولُهَا تَمَامَاً كَمَا تَنْطَلِق، “أُميّة” لاَ تُهمّهَا حَضَارَة الْشّعُور ..
وِ لِأَنَّكِ تَعْلَمِين هَذَا كُلِّهِ ..::
- ….

(2) :
خُيّل لِي ذَات حُلْم .. أنّكِ فَصلٌ شَارِد..
يَغيب | ..وَيجيء مَبْعُوثاً مِنْ عِنْدِ الله
هَكَذا شَعَرتُكِ حِينما دَبّ َالْصَبَاح فِي أوْرَاقِي الْتَالفة مُنْذ غَبَاء..
لَنْ تُصَدِقِي إِذَا قُلْتُ لَكِ أَنِي رَأَيْتُكِ فِعْلاً..!
وتَنَافَسَ الأَطْفَالُ فِي صَدْرِي
حَيثُّ : أَقُول صَبَاح الخَير
ويَهتِفُون لَكِ : يَاخَير َالْصَباح ..!
يُغْلِقُون صَوتِي ..
وَتَبقَى يَدي فِي إِشَارةٍ تَعْنِي :هَاكِ َغَيمَتِي وَلَقْنِيها
كَيف تُرَبِي عَلَى شَاكلَِةِ قَلبكِ الْمَطَر ..!
وَأَبْْتَسِم ..
وَأُرْسِل ُلَكِ الحُبّ وَ الْدُعاء يَا هَدِيل ..
وَسِرٌ فِي قَلْبِي
يَحْفظكِ
وَيَحْفَظ
اسمُكِ
فِي الذَاكِرَة
وَعَلَى كَتفِ القَلَم
وَأُمْنِياتِ
الأَنَاشِيد ..
وَأخْتَلسُ
لَأقُولُها بِلَكْنَةٍ تُشْبِهُ حَنين أُمّكِ :
بَعْد مَوْتُكِ : عَلمْتُ كَم أَحْبَبْتُكِ أَكْثَر
عَنْ مَا كَانَ ..
أح بك ..وَوَلدنة الْتَعب ..تَنْتهزُ نَقاهتها فِيَّ ..
وَ أُعلّقُنِي بِ حُزنِك لِ يَتهَافتُ عَلي ّالْسَهر…!

(3) :
بَعْدَ رَحِيْلِكِ لَمْ يَعُدْ النَوْم كَمَا كَان عَلِيْه .. ذَاك النَوْم الذِي كَان كَفِيْل بِ القَضَاء عَلَى حَيَاةٍ كَامِلَة ..!
أَصْبَحْتُ أَخشَاه ..كَمَا لَمْ أَخْشَى شَيئاً قَبْلَه .. لَسْتُ أَدْرِي لِمَ ..؟!
رُبَمَا كَانَ ذَاكَ خَوْفَاً من عَبثٍ ونَبشٍ ل..جُرحٍ قَديم.. لِذَلِك نَرتدي مَلابس وَاسعة
نَدسُ تَحتها قَلباً مَثقوباً وروحاً مُشتَتة..!
خَوفاً من ضَعفٍ يَهزمُنا ..!
وخَوفاً عَلَى شَيء مِنَّا يَسكنُنا إلى قَبر..!
نُلملِمُنا وَ نَشرعُ فِي نَومٍ خَائِن رُبَما كَان الأخِير
وتَبقى القُلوب هُناك مَدسوسَةٌ
ب..خَوف..!

(4) :
كُلُّ شَيء بَعْدُكِ أَرَاه يَتَغَير ..
حَتَى نَفْسِي ..!
لَنْ أَقُول لَك أَنِّي مَا عُدْتُ وَهُوَ الشَيء الذِي لا أَسْتَطِيع مُرَاهَنَتُكِ عَلَيه ..
وَمِنْ أَدِلَّتِي أَنَّ النَاس لا زَالوا ينَادوني بِ نَفْسِ اسمي ..
ومَنْ حَولي هُم كما هُم لم يتغيروا ..حَتَى
أَلْوَانِي التِي أُحبُّها.. هِيَ هِي َوَكُل شَيءٍ فِي مَكَانِه..!
لَكن هُناَك حَيثُ العُمْق يُوجَدْ صَدْمَة .. والضَوء دَاخِلُ عَيْنِي اخْتَفَى..!
كُلُ شَيء لَه ُرَائِحَة مُغَايرَة وَقَلْبِي يُنكرُني..!
أَرَأَيْتي ذَاك الوَطَن يَا هَدِيل ..؟!
كَيْف كُنَّا نَتْلُو أَنَاشِيدَه مُذْ كُنَّا صِغَارَاً..!
أَرَأَيتي ذَاكَ الشُمُوخ ..!
والعِزَّة ..!
ذَاك الوَطنْ الذي لَدَيه آلاف من المستَشفَيات وَعَشَرات الآلاف مِنْ الأَطِبَاء..
لَمْ يَقْبَل أَنْ يَضَعْكِ في إحْدَى مُسْتَشْفَيَاتِه..؟!
بَعْد كُل هَذا يَا هَدِيلي ..
كَيْفَ لِي أَنْ أَبْحَثُ عَنْ وَطَنٍ أَثِقُ بِه..؟!

(5) :
حِيْن يَسْألُنِي أَحَدُهُم عَنْكِ .. أُحَاول أَنْ أُثْبِتْ أَنْ لا شَيء حَدَث .. إذْ أَنَّك رَحَلْتِ جَسَدَاً لا رُوح ..وَ أَنَّكِ بَيْن يَديْ رَحِيمٍ رَحْمَن ..
وَ بِ مُحَاوَلَةٍ غَبيَّةٍ مِنِّي .. أُظْهِرُ السَلُو .. ثُمْ لا أَلْبِثُ أَنْ َأُعَانِي مَرارَة الألَم فِي الخَفَاء ..!
هَكَذَا يَا هَدِيل الرَغْبَة فِي إِخْفَاء قَسْوَة ِالفَقْد..
تُرْبِكُنَا..
حَتى يَكَاد يَشْرَق بِنَا الهدُوء..!

(6) :
وَحْدِي .. سَ أَمْتَلئ بِ البُكَاء ..
وَحْدِي سَ أَتَجَرَّعُ فَقْدَكِ زُعَافَاً وَ لا أَكَادُ أُسِيغُه ..
وَحْدِي سَ أُمَرِّغُ الذَّآكِرَة بعُمرٍ كُنْتِ فِيْهِ نُورَاً وَ ضَيَاءً..
وَ وَحْدَكِ تُدْرِكِيْنَ كَيْفَ تَكْبُرِيْنَ بِي كَ وَطَنْ ../ وكَيْفَ امْتَلِيءُ بِكِ كَ حَيَآة ..
../
أَحْتَآجُ ل ِعُمْرٍ كَيْ أَحْكِيْكِ..
وَ أَحْتَآجُ لآخَرْ كَيْ أَشْرَحَ سِيْرَةَ البَيَاضِ فِيْكِ..
وَلَنْ يَحْتَآجُوا أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَعْرِفُوا قَلْبَكِ ../ ل يُحِبُّوكِ..

(7) :
ثَمّة أَرْصِفَةٌ مَلْغُومَة بِ فَقْد ../ أَمْشِي عَلَيهَآ حَآفيةَ القَلْب ..
وَ شَيء فِي دَاخِلِي يُبِيح البُكَاء .. يُبِيح الصُّراخ ..يُبِيح الجنُون ..!
هَدِيل يَا ……..أَنْ تُفقَدِين يَعنِي وُجوب خَوف وَ أَيَّام آسِنَة بَاتَتْ تَتَوَعَدُّنِي بَعْدَكِ ..!

(8) :
يَاه يَا هَدِيل كَيفَ أَنَّ الأُمُور الحَزِينَة تَجِيء فِي وَقْتٍ وَاحِد ..
بِ الأَمْس .. فِي سَاعَةٍ تُشْبِهُ السَاعَةِ التِي جَاءَنِي فِيْهَا خَبَر وَفَاتِكِ ..
كُنْتُ أَنْتَظِر السَيَارَة التِي تُقِلُّنِي إِلى المَنْزِل ..
وَبًيْنَمَا أَنَا فِي ظِلاَل ِالانتِْظَار الذِي يُشْبِهَُ كآبةَ الخَرِيف ..
مَرَّتْ بِ جَانِبِي طِفْلَةٌ صَغِيرَة..أَخَذَت تُنَادِي بِ صَوتٍ أَشْبَه بِ نِدَاءِ الاسْتِغَاثَة :
..
لاَ أَعْرِفَُ كيْفَ سوَّلَ لِي جُنُونِي أَنَّ المَدْعَّوة رُبَّمَا تَكُون أَنْتِ ..!!
اُقْسِمُ لَكِ أَنِّي أَخَذْتُ أَتْبَعُهَا بِ لاَ وَعِي ..لَسْتُ أَدْرِي لِمَ..!
رُبَّمَا ظَنَنْتُ أَنِّي سَ أَجِدُكِ حَقْاً ..!
كَانَ ذَاك أَشْبَه بِ وَهْمِ الحُرْيَة لِ المَسْجُونِ أَمَدَاً طَوِيلاً..
وَ حِينَمَا أَيْقَنْتُ أَنَّ النِهَايَات مُسَرْبَلة بِ الغُيُوم ِالجَافَة .. بِ الطُرُقَاتِ المَكْسُوَّة بِ النَّوم التَائِه عَنْ أَسِرّة ِقُلُوبٍ كَثِيرَة فِي شَارِعِ الذَّاكِرَة ِالُموحِل..
عُدْتُ إِلَى طَرِيقِي وَ صَخَبٌ فِي الشَّارِعِ الخلفيِّ يُمَزِّقُنِي..
وَ ضَجَّةٌ فِي قَلْبِي تَعْصِفُ بِي ..
وَفِي الرُوحِ عَوِيلٌ لم ينحسرْ ..!

(9) :
هَدِيل ..أَخْبِرِيني عَنْ الأَبَدِيَّة ..وَعَنْ الحَيَاةِ الكَامِلَة ..!
هَدِيل ..كّم سَ أَلْبِثُ فِي الْجُوع الْرُوحِي بَعْدَكِ ..يوماً أو بَضْع الْيوم ٍأو أزْمِنةٍ…/أو حَتى آخرةٍ طَوْيلة..!
هَدِيل .. أُرَاقِب الْحَياة بُمْنتَهَى الْبَسَاطةِ ..ثَّمة مَا هُو َمَسْجُون ٌوفِي قَلْبِه الْحُريّة..وثَمَّة مَا هُو حُرٌ وَ زِنْزَانته صَدْره ..
كَمْ تَمْنيتُ أَن ْأَبْقَى فِي الْحَياة بِ طَرْيقةٍ أُخرى .. ورَقة شَجرٍ ..رَيْشة عُصفور.. ذَرّة تُراب ..سُنْبلة صَغْيرة ..
كَمْ تَمْنيتُ أن أكُ مِثلُكِ .. صَافِيَة كَ مَاءِ السَحَاب ..
كَمْ تَمْنيتُ أن أُحَاصَر بِ الْطُفولة ..أن ْلا تَينَع أنْفاسِي أَبداً ..أَنْ لاَ أَشِبّ .. أَنْ لاَ أَشْعُرُ بِ فَقْد ..
هَدِيل .. سَ أَلْتَقِيكِ يَومَا .. أَنَا وَ أَرْوَى وَ المُنْذِر وَ لَمَى وَالمُثَنَّى وأُمِكِ وَ أَبيِك .. وَ كُل أَحْبَابك .. فَ لتَنَامي رَاضِيةً مَرْضِيَة ..
هَدِيل .. وَلاَ أَقُول إِلاَ مَا يُرْضِي رَبِّي .. إِنَّا لَهُ وَ إِليه لَ رَاجِعُون ..اللهُم رَضِّنَا بِ قَضَائِك وَقَدَرِك .. الُهم اْمْنَحْهَا أَكْثَر مِمَّا كَانَتْ تَتُوق ..



لَمْ تَمُرّ سَرِيْعَاً هَكَذَآ..

هِيَ فَقَطْ اقْتَلَعَتْ كُلَّ طُهْرِِ الحَيَآةِ مَعَهَآ

……………

………..

…وَذَهَبَتْ

إلى الفِردوس الأعلى وتحتَ سِدرةِ المُنتهى بِإذن ِالله

..]
*
~ تَمَّتْ .. وَ إنْ نَقَصَتْ … 11/5/1430 ه …
:: لَهْفَة الرَحِ يل ::
0
784

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️