أيها المتيم بي أقدر حبك لي
أشكرك لأنك أحببتني بصدق
أشكرك على وفائك وصدق مشاعرك
أشكرك على أمانتك .....
أبادلك نفس ما تبادلني أو قل أزيد
وأكن لك الاحترام لك ولشخصيتك الموقرة
أراك من أعقل الناس وأحلمهم وأعدلهم وأنصفهم
لكن اعلم أن قلبي مساحة رحبة تسع كثير من المحبين
لله المساحة الكبرى منه ثم لرسوله صلوات ربي وسلامه عليه
ثم لقرابة وأرحام يستحيل أن تقطع حتى إن أغدقت علي فيض الحب والود
لي بقايا رحم لن أنساهم أو أتناسى لهم من هذه المساحة الرحبة نصيب
حتى إن جفوني أو ظلموني أو معي قصروا سيبقى لهم من هذه المساحة نصيب
واعلم أن لك فيها جزءا لامعا ساطعا جميلا نقيا مشعا بحب صادق وستبقى مساحتك محصنة الأسوار لا يستطيع أحد أن يطأها أو يعبث بها
أقدر فيك غيرتك وحبك لي
لكن رجاءا لا تحاصرني أو تضيق علي الخناق
دعني أحبهم فهم جزءا مني
ودع تلكم الصورة المشعة تظل نقية
لا تعبت بتربتهم ولا تشوه جمال البستان دعه كم رسمته أنا في غابر الأيام
وسيبقى كذالك حتى إن حاولوا هم تشويهه فوالله سيبقى في ذاكرتي جميلا مد نبتت على أرجاءه أول الأزهار
يا الله كم هو رائع ذاك البستان وكذالك الحقل
أيها المحب الولهان بالله عليك لا تقطع عهدي بذاك البستان
فكم وكم تراميت وارتعت ومع أزهاره نموت
بالله عليك .... لا تقفل باب البستان في وجهي فإني أسعد برؤيته حتى ولو هجره أهله وغاب عنه صاحبه
إن كنت خاصمت الزهور التي فيه فما ذنب البستان
وتأكد أن حبي للبستان لن ينسيني حبي للحقل
تيقن أني سأرعى الحقل وسأتعهده بدمي وروحي وكل عواطفي فإني للحقل وصاحبه مخلصة فخلصني أيها المحب من هواجس باتت تتسلل إلى الفؤاد المتيم بحبك
لا تجرح هذا الفؤاد المقسم لكل الأحباب واعلم أن لكل قسم حد لا يتجاوزه أو يتعداه القسم المجاور
الكل مستقر على عرش الفؤاد بلا تزاحم ولا خصام
أرعى حرمة لهذا البستان وللفؤاد ونم مستقر هانئ البال وتأكد أني أحسن وضع الأشياء في مكانها المناسب
وأقسم لك أن البستان والحقل في تفاهم ووداد فلا تشغل البال ولا تخف
ولكن أقول لك سأرحل كما رحل السابقون عن البستان والحقل لتلفني وتضمني مساحة أوسع منهما بين قوم كلهم في صمت والكل يجاور الآخر في استقرار وفي داخل المسكن أسرار سيبقى عالم الغيوب مطلع عليها
سأكتمها حتى لا أخدش الحقل أو يغضب مني البستان
محبتك
والله المستعان
بقلم : أم حازم الجزائرية
صباح يوم الأحد 11ربيع الاول 1431هـ
الموافق لـ :2011/02/13مـ
حقا أنت تملكين قلم ذو سطوة على قارئه
ما أجمل بستان المشاعر الذي حملتيه ! ويحمله كل منا !
شكرا من الأعماق لرقي قلمك ..