~*~.؛:حياتنا الجنسية...ثقافتها ضرورية؛:؛.~*~

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله



~*~.؛:؛البرنامج التثقيفي للزوجين في بداية حياتهما ؛:؛.~*~



مع أن الحياة الزوجية هي الركن الأهم في حياة كل إنسان نرى الجميع يتزوجون لكن من غير أسئلة ولا أجوبة ولا تربية ولا تدريب ولا تعليم على الحياة الزوجية، لذلك تفاجئنا الأرقام الكبيرة حول نسبة الطلاق وفشل الحياة الزوجية بين الشريكين.


وقد يسأل السائل: ماذا ستبحث دورات التأهيل للزواج وفي أي جوانب ستبحث؟
والجواب إن هذه الدورات في حال وجودها فإنها تتناول كل مفصل من مفاصل الحياة الزوجية بالنقد والتحليل والإرشاد والتوجيه، ويمكننا أن نحدد سلفاً الجوانب التي يجب أن يؤهل الزوجان فيها قبل الزواج لكي تستمر حياتهما على المودة والرحمة والسكينة كما يريدها الله سبحانه. وهذه الجوانب هي:





~؛~التثقيف القانوني~؛~



إن معظم الزيجات التي تنتهي بالفشل إنما يعود سببها إلى الجهل بحقوق كل طرف من الأطراف بالآخر.
فالمرأة تجهل حقوق زوجها، والرجل يجهل حقوق زوجته فتندلع المشاكل وتنهار الحياة الزوجية لمحاولة كل طرف التعدي على حقوق الطرف الآخر.


وإذا كانت الأنظمة العلمانية والمدنية لم تهتم بتنظيم العلاقة فإن الإسلام قد اهتم بتنظيم هذه العلاقة وحدد لكل طرف من الأطراف حدوده فلا يتجاوز حده ولا يتنازل عن حقه.




وقد جاء هذا الأمر في آيات وأحاديث كثيرة تختار منها ما يلي:



1- حقها في المهر:


روى الحافظ المنذري في باب الترهيب من الدين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل تزوج امرأة على ما قل من المهر أو كثر ليس في نفسه أن يؤدي إليها حقها خدعها، فمات ولم يؤد إليها حقها لقى الله يوم القيامة وهو زان.



2- حقها في حسن العشرة:



خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ( رواه ابن ماجه).



3- حقها في النفقة:


عن معاوية بن جيدة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: ما حق زوجة أحدنا عليه؟
قال: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر البيت.


4- حق الرجل وحق المرأة :



قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا إن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً، فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن.




لابد من معرفة الزوجين كيفية التصرف عند وقوع الخلاف بينهما أو عند استحالة الحياة بينهما.




وقد ذكر القرآن الكريم خطوات الحلول الممكنة في هذه المسألة في سورة النساء حيث قال ما يلي: ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها ).




فالخطوات التي ذكرها القرآن الكريم:



1- العلاقة بين الرجل والمرأة الناشزة: الموعظة- الهجر – الضرب.



2- الشقاق: اللجوء إلى الأهل كحل.



3- الطلاق: الطلاق مرتان مع إمكانية الرجعة- الطلاق مرة ثالثة مع عدم إمكانية الرجعة إلا بحل واحد وهو زواج المرأة من رجل ثان.



وكذلك العلاقة المالية بين الزوجين متشعبة ومعقدة، وكثير من الأزواج يجهلونها، فلابد للزوجين من معرفة هذه العلاقة بالتفصيل القانوني قبل الزواج، فعلى سبيل المثال لا الحصر:



أ‌- كيف تتصرف المرأة إذا كان زوجها بخيلاً ؟



ب‌- كيف تتصرف المرأة إذا كان زوجها مبذراً ؟



ج- كيف تتصرف المرأة إذا كانت أموال زوجها حراماً ؟



د- هل يحق للرجل أن يستولى على أموال الزوجة؟



هـ - ما هي حقوق الزوجة في التصرف بأموالها الخاصة؟



و- هل يحق للرجل أن يمنع الزوجة من العمل والإنتاج؟



كلها مسائل عائلية يجب أن يتعلمها الزوجان قبل الزواج تجنباً للخلافات التي قد تنشب بينهما بسبب هذه القضايا المالية.






~؛~ التثقيف الصحي ~؛~



هناك بعض المعلومات الصحية التي يجب أن يضعها الزوجان في الاعتبار وهي كالتالي:



1- فمن الضروري جداً أن يعرف الزوجان موضوع الاغتراب في الزواج الذي حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم لأن في زواج الأقارب خطراً كبيراً على الأولاد حيث يولدون مصابين بعاهات جسدية وعقلية. ونحن لا نعمم القاعدة أو الحكم على جميع الحالات.



2- وكذلك التحذير من تناول عقاقير معينة تتعلق بمنع الحمل ومعرفة آثارها وأخطارها وإرشاد الزوجين إلى أهم الوسائل وأنجحها لقضية منع الحمل أو تنظيم النسل.



3- ضرورة أن يكون في البيت صيدلية صغيرة للطوارئ تضم الأدوية التي لا يحذر منها الأطباء والتي تعتبر ضرورية لكل إنسان.



4- ومن التأهيل الصحي أيضاً: التحذير من عدم النظافة ومن البكتيريا، وضرورة استخدام المطهرات والمنظفات التي تقضي على البكتيريا والتي تأتي غالباً من بقايا الطعام أو من المغاسل والحمامات والمراحيض وغير ذلك.


5- تحديد المواعيد التي يكون فيها الحمل والمواعيد التي لا حمل فيها.



6- ذكر أهم الإرشادات للمرأة وللرجل أثناء فترة الحمل لكي يحافظ الزوجان على صحتها وصحة مولودهما أيضاً.







~؛~ التثقيف الاجتماعي~؛~


وهذا النوع من التثقيف تحدثت عنه الكتب التي تتناول الحياة الزوجية لكن على شكل نصائح وإرشادات وتوجيهات وقصص وعبر وعظات ومقالات وغير ذلك.



فلابد أن تجمع خلاصة كل ذلك في منشورات معينة وتعطي للزوجين قبل زواجهما لدراستها أو الإطلاع عليها. ونقصد بالتثقيف الاجتماعي ما يلي:




1- تحديد المشاكل الزوجية وأسبابها وآثارها وكيفية حلها.



2- تحديد أهم وسائل حسن الاختيار للزوج وللزوجة.



3- التركيز على موضوع الكفاءة بين الزوجين.



4- التركيز على موضوع السكن مع الأهل والاستقلال في السكن وفوائد كل منهما وسلبياته.



5- التركيز على موضوع العلاقة مع أهل الزوجة وأهل الزوج.


6- التركيز على موضوع أسرار الحياة الزوجية وأهمية الحفاظ عليها.



7- التركيز على موضوع حسن الجوار والقيام بالواجبات الاجتماعية.



8- التركيز على الأعراف الفاسدة من غلاء المهور والأعراس المختلطة والعادات المتبعة في ليلة الدخلة وغيرها.



9- التركيز على موضوع التعدد ومفهومه ووسائله العدل بين الزوجات وتحديد الأسباب المبيحة للتعدد.


10- التركيز على أهم الوسائل التي تقوي العاطفة والحب والمودة والرحمة بين الزوجين.



~؛~التثقيف الفكري والثقافي~؛~



وفي هذا النوع من التثقيف يتلقى الزوجان معلومات حول العالم الغربي وكيف يعيش مع تفكك الأسرة فيه واللجوء إلى أنواع أخرى من العلاقات بين الرجل والمرأة.



وفي هذا المجال يتعرف الزوجان على:



1- المساكنة: أضرارها ومساؤها.



2- الخيانة: أسبابها وأضرارها وحكمها وسبل مكافحتها.



3- العلاقات الجنسية قبل الزواج: هل هي ضرورية أم لا؟



4- الحب الشرعي والحب الغير شرعي: ما هي حدوده ومظاهره وحكمه وآثاره؟



5- الشذوذ الجنسي: أضراره وأسبابه وسبل مواجهته.



6- انحراف الأطفال عند الغرب.


هذه الأمور لو تعلمها الزوجان لأدركوا نعمة الزواج كنظام رباني شرعه الله في كل شرائعه منذ آدم وحتى هذه اللحظة ولتمسكوا به ودافعوا عنه واتخذوه نبراساً لهم لا يحيدون عنه أبداً.





~؛~ التثقيف الجنسي~؛~


إن على كل من الزوجين معرفة الأمور الجنسية إذ إن الجهل بها قد يكون له أثر سلبي على حياة الزوجين، ونحن نطرحه بكل أبعاده الكثيرة والمتشعبة والتي تتناول الجوانب الآتية:



1- البعد الروحي للعلاقة الجنسية بين الزوجين:


وذلك بتوضيح النقاط التالية لهما:


أ‌- الجنس عبادة بينهما لله رب العالمين: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ولك على جماع زوجتك أجر، قالوا يا رسول الله: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر.


ب- الجنس في الزواج جنس هادف يتجاوز اللذة والشهوة:
فقد وصف القرآن الكريم العلاقة بين الرجل والمرأة في تعبير دقيق جميل بقوله: ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)، .


ج- الجنس في الزواج مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحب والعاطفة: يقول الله تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). .





2- إتقان الفنون الجنسية المختلفة:



وذلك ضمن الوصايا الثلاث لممارسة الجنس:



1- لا تكن جامداً بلا عاطفة: فلابد من المداعبة قبل الجماع قال تعالى: ( وقدموا لأنفسكم).


2- لا تكن همجياً: بحيث تبدأ من حيث يجب أن تنتهي.


3- لا تكن أنانياً لا تفكر إلا في نفسك: فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها، فإن سبقها فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها.


4-التعرف على الأحكام الشرعية للفنون الجنسية المختلفة: فلكل جانب من جوانب الجنس حكم شرعي يجب على الزوجين معرفته.


5- وجوب استجابة المرأة لرغبات زوجها والعكس صحيح، مع معرفته النتائج السلبية لعدم الاستجابة.
فإننا نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبه الزوجات لحقوق أزواجهن في هذا المجال فيقول: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح. ولكن ينبغي أن نحذر الأزواج من إساءة فهم هذا الحديث الصحيح وعدم تقدير الحالة النفسية والصحية للزوجة حال طلبه لها.


6- معرفة أهمية الجنس في الحياة الزوجية والفرق بينه وبين الجنس قبل الزواج.


7- لابد أن يعرف الزوجان خطورة الخيانة الزوجية وحكم الخائنين وكيفية مقاضاتهما والآثار المترتبة عن خيانة أحد الزوجين على البيت والمجتمع.


8- معرفة ما يترتب على هذه العلاقة الجنسية المشروعة من أحكام تتعلق بالنسب والمصاهرة والمحارم من النساء والرجال على حد سواء.


9- معرفة أنسب الأوقات لإنجاب طفل إذا أراد الزوجان ذلك.


10- التعرف على أهم الواجبات والآداب الشرعية للعلاقة الجنسية بين الزوجين كالتسمية والدعاء بتجنيب الشيطان وغيرها من الآداب التي ذكرها الفقهاء.


11- التعرف على أسباب البرود الجنسي وكيفية معالجتها.


12- معرفة أسباب العجز الجنسي وكيفية معالجتها.


13-معرفة المشاكل العديدة في الممارسة الجنسية وإن كانت نادرة مثل: السادية واستخدام العنف في الجنس، والشذوذ في العلاقة مع الزوجة أو الإسراف في المداعبة وغير ذلك.


14- مشكلة السحر وأثره على الزوجين جنسياً وكيفية حله.


15- أن تتعرف الفتاة على مشكلة الخوف جنسياً في الليلة الأولى وما هي أهم الوسائل لتجنب ذلك الخوف.





~؛~ التثقيف العاطفي ~؛~


لابد أن يعلم الزوجان ما للجانب العاطفي من أهمية في حياتهما ولذلك لابد من تعلم هذه الأشياء:
1- ضرورة استخدام أسلوب المدح بشكل دائم.


2- ضرورة العزل بين الزوجين


3- ضرورة الاحترام وعدم الشتائم المتبادلة بينهما.


4- ضرورة تقوية أواصر الثقة بين الزوجين لا سيما بالشأن العاطفي وتجنب سوء الظن والغيرة وكل الأمور الفاشلة.


5- ضرورة السهرات الليلية وتبادل الكلام والمناقشة حول أمور عامة وخاصة.


6- ضرورة الحرص على تناول وجبات الطعام في البيت.


7- ضرورة تكليل العملية الجنسية بالعاطفة، قبل بدايتها وبعد نهايتها.


8- ضرورة الاعتناء بالزوجة أو الزوج وإظهار الغيرة عليه ضمن حدود والخوف عليه والاهتمام به في حال المرض وعدم إظهار الشماتة والحرص عليه من أن يصيبه أي مكروه أو مرض مهما كان صغيراً وكبيراً.


9- ضرورة النوم معاً في سرير واحد جنباً إلى جنب وأن يتعانقا ولو قليلاً أثناء النوم.


10- ضرورة العفو عن الزلات الصغيرة وعدم الوقوف عندها وتكبيرها وتحويل الحياة الزوجية إلى جحيم بسببها.


11- عدم ذكر أي امرأة أخرى أمام الزوجة والتغزل بها أو الثناء عليها لأن هذا يشعل نار الغيرة في قلبها ولو كان الرجل لا يقصد شيئاً في ذلك.


12- أسلوب تقديم الهدايا مهم جداً بالنسبة للزوجين.


13- الذهاب إلى النزهات القصيرة أو السياحة الطويلة إلى الخارج لتجديد الحياة الزوجية والخروج من الروتين.


14-المشاركة من قبل الزوج في الأعمال المنزلية من جلي وتنظيف ومسح وغير ذلك.





~؛~ التثقيف التربوي~؛~


إن كثيراً من الأزواج لا يعرفون شيئاً عن أصول التربية وتنشئة الأولاد تنشئة إسلامية وإيمانية رفيعة.
وهم بالتالي لا يعرفون شيئاً عن حقوق الأطفال ولا مشاكلهم ولا نوازعهم ولا احتياجاتهم ولا غير ذلك من الأمور.


لذلك كان من الضروري أن تعمد الجهات المختصة إلى وضع تصور بين يدي الزوجين عن أهم النواحي التربوية التي يجب أن يقوم بها الزوجان وهي كما يلي:




1- مراعاة حقوق الطفل قبل الحمل


أ‌- اختيار الزوجة.


ب‌- التسمية عند الجماع.


ج- الدعاء لله عز وجل.


د- تأمين الظرف الصحي السليم للحمل.




2- مراعاة حقوق الطفل بعد الحمل:


أ‌- حمايته من الأمراض.


ب‌- غسل الطعام جيداً.


ج- عدم تناول اللحوم النيئة.


د- تجنب الحيوانات.


هـ - استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.


و- إجراء صور شعاعية للجنين كل فترة.




3- مراعاة حقوق الطفل بعد الولادة:


1- حسن التسمية.


2- العقيقة.


3- التربية على الإسلام.


4- حق اللعب.


5- حق التعلم.


6- حق الحفاظ على السمعة الحسنة وغير ذلك.