مسرحية شعريه ... رائعه بل أروع من رائعه

الأدب النبطي والفصيح

السلام عليكم ورحمة الله ..

أبدأ أول مشاركاتي في هذه الواحه بهذه المسرحية .. التي أتمنى أن تنال إعجابكم وهي :

مسرحية _ بائع السوس _ للشيخ الشاعر : خليل سليمان .

ومكونه من ثامن مشاهد ..

المشهد الأول :

يا من يحيا في الأحلام أخرج من غدر الأوهام
واسمع ما يحكى عن رجل من أهل طرابلس الشام
يدعى محروس المستحلي شهم حر ذي إقدام
لم يأنف أن شب يتيماُ أن يسعى سعي الأيتام
ولقد بيع السوس استحلى جولاُ في سوق زحام
سوق العطارين الأبهى بسنا دور كالأعلام
سوق مملوكي يحكي ذكرى أيام الإسلام
مقسوم من دور تعلو ومحلات من أقسام
ومساجد مع دور تبدو كعماليق مع أقزام
فهنالكم محروس نشا معروفاُ بين الأقوام
ورأى فيه الجيران ابناً وأخاُ مع مر الأيام
أن شب أميناُ ملتزماُ بتقى المولى ذي الإكرام
حتى أضحى في العلم على قدر العلماء الأعلام
وبنية جيران كانت أحلى من حور الأحلام
تهوى محروس ويهواها عن غير نثاُ أو إعلام
تدعى فدوى ولها آل في بحبوح من إنعام
ما من يوم إلا ولها مع محروس حدث سام
إذ تدعوه من شرفتها فيلبيهـــــــــــــا كالأنسام
فكذلك ذانك قد كانا في غابر تلك الأيام
حتى التقيا يوماُ فجرى من أمرهما ذو إبرام
يبدو محروس وجرته كسنام الفحل على ظهره
رجل طوال براق في العقد الثالث من عمره
سني اللحية ذو وجه كالبدر بنصف من شهر
وبصوت يطرب سامعه يستعلن قولاُ من شعره
محروس :
لا محسوس لا محسوس
من يشرب من هذا السوس يخرج من حال منحوس
وبدت فدوى من شرفتها كذكاء نهر في فجره
وإذا اقترب الصوت اطلعت فرأت محروساُ في أمره
فبجهر من قول حيّت وبصوت يسكر من سحره
فدوى :
سلم يا بياع السوس
فدنا من أسفل شرفتها والشرفة أدنى من ظهره
محروس :
سلم يا أحلى فانوس
يا من لو أبصرها الروس لنأوا عن كفر منحوس
ولقالوا يا " كارمركوس " هذا برهان ملموس
عن قدرة رب قدوس
إذ ذاك تبسم عن ثغر لعضال الداء به مرهم
وتقول كمن ذكرت شيئاُ
فدوى :
آه محــــــــــــــــــــــــروس
محروس :
فدوى مهييــــــــــــــــــــــم
فدوى :
أو لم تعلم من أمس أتى كي يخطبنـــــــــــــــــي
محروس : أنّى أعلــــــــــــــــــــــــم
فدوى : أغنى رجل في حـــــارتنا
محروس : هل تعنين القاضي أدهم
فدوى : من أعظم حظاُ من فدوى
محروس : حظ المعطي فدوى أعظم
فدوى : بيت القاضي قصر فخم
محروس : كوخ فيه التقــــــــوى أفخم
فدوى : سيارته أبهى شكــــــــــلاً
محروس : أبهى منها فرس ملجـــــــــم
فدوى : من أحكم من قاضٍ رأيــــــــاً
محروس : من يعفو عن خصم أحكـــــــم
فدوى : من أرحم من قاضٍ قلبــــــــــاُ
محروس : من لا يقضي فدوى أرحـــــــم
فدوى : من أدوم من قـــــــــــــاضٍ وداُ
محروس : من لا يشتـــــــــــري وداُ أدوم
فدوى:
لاتذمم محروس القاضي ما في القاضي شيء يذمم
إن أصبح زوجاُ للقاضي لا أحسبني يومــــــــــــاُ أندم
إن لم نتأقلم مع نعم فإذاً أولـــــــــــــــــى ألا ننعم
محروس :
من أن نتأقلم خشيتنا من لم يتأقلم قد يسلــــــــــم
نخشى أن نفقد رحمتنــا وإذا لم نرحم لا نرحــــــــــــم
الرحمة أقرب للجوعان وللعطشان من المتخــــــــــم
والتخمة أهون في بطن منها في جيد أو معصــــــــــم
لا تؤذي التخمة في بطن عين المحروم ولا المعــــــدم
إنا إن نزدد بالنعمى نجرم في شعب لا ينعـــــــم
والمجرم من حرم المسكين وأحوجه حتى أجرم
فدوى :
ما شأن القاضي في جرم هل أغرى أحداُ أو أرغـــــــــــم
المجرم أجرم من طبع كم من محروم ما أجرم
محروس :
بل ما من محروم إلا قد قارف جرماُ أو همهم
والحاكم والقاضي والشرطة واحد جسم لا يقسم
أفخلت المجرم فدو قط من أزهق روحاُ أو أعدم
إبعاد الناس عن الإيمان بربهم الجرم الأعظــــــــم
من ترك الحكم بشرع الله قد أجرم أكثر من أجرم
أفأحكم حكم الناس لنا أم حكم الله هو الأحكم
من أطفأ في نفس أملاُ من أشعل في نفس مأثم
من أحدث في أرض فوضى من أخفى من أرض معلم
من أعطي قوة تأثير فأضل بها من لا يعلم
كل اللذ يفعل هذاكم أو جزءاً منه فقد أجرم
وهنا يدعو فدوى صوت من دارتها باد معلــــــــــم
فدوى .. فدوى .. هيا حالاُ إني وحدي وأنا أســـــــــام
عفوا محروس فذي أمي تدعوني الآن ألا فاسلـــــــــم
إن شاء الله أراك غداً ولسوف بما يجري تعلم
محروس : سلــــــــــــــــم فدوى
فدوى : سلــــــــــــــــم محروس
ويعود فينشد محروس
محروس : لا محسوس لا محسوس
من يشرب من هذا السوس يخرج من حال منحـــــــوس
ما أن يمضي حتى يعلو صوت من دكان دان
فيميل فيبصر جمهرة وقفت قدام الدكــــــــــــان
فيعود ليعرف ما يجري فيرى ما ليس بحسبان
ولداُ ذا عشر محتبساُ في كف البائع عثمان
إذ يصرخ ذاكم واحمرت عيناه فلونهما قاني
عثمان :
هذا لص يا إخواني سرق الحلوى من دكاني
لن أهدأ حتى أتركه مع شرطي أو سجان
إذاكم يدنو محروس فيقوم قبالة عثمان
ويقول بصوت ذي نجوى يحكي رنات الألحان
محروس :
اسمي الطاهر عثمان بالله ارجع عن عصيان
أفتسلم طفلاُ لم يبلغ سن التكليف لسجان
إن ينشأ طفل في سجن يصبح في الشر كشيطان
إني لأعيذك من هذا بجلال الله الرحمن
أسمي الطاهر عثمان واسمع نبأ عن عثمان
في دار الهجرة إذ ألفى عثمان الماء بنقصان
وبها بئر ليهودي يسقي منها بالأثمان
فابتاع البئر وصيرها وقفاُ للبائس والعاني
فهنالك بالماء استغنى من كان بها من سكان
وإذا استوفى عمر أجلاُ وغدا في دار الرضوان
إذاك الأخيار اجتمعوا وأقروا الأمر لعثمان
فرعا عثمان رعيته كرعاء أب بر حان
حتى قالوا عثمان لقد أحيا الفاروق بتحنان
وازداد الفتح بعثمان بلدانا تلو البلدان
فأساء الأمر يهودياُ فسعى بالكيد لعثمان
هو عبد الله فتى سبأ ذئب في صورة إنسان
إسلاماُ ألبس ظاهره وتقمص ثوب إيمان
حتى أضحى ذا حاشية تصغي للقول بآذان
وأهاج رعاعاً فاهتاجوا وأتوا عثمان بعدوان
فأحاط بدارة عثمان قوم سفهاء الأذهان
منعوه الماء فقال لهم أفأجزى الشر بإحساني
أفلم أبتع بئراُ لكم أفأمنع حاجة عطشان
لكن القوم وقد فقتوا لجوا بالشر كذؤبان
وأتى قوم راموا دفعاُ بسلاحهم عن عثمان
فغدا بالله يناشدهم كفوا عن هذا إخواني
أدماء تجري من أجلي في الأمة لا والديان
إن يجري دمي خير من أن يتفرق أهل الإيمان
واتى في النوم رسول الله يقول له والشيخان
أبشر عثمان غداً معنا ستكون فصم للرحمن
فغدا غثمان على صوم يتلو آيات القرآن
فتسور منهم أشقاهم وانحط على الشيخ الفاني
فمضى عثمان ولم بسفك قطمير دم من إنسان
فلتقتد عثمان الحلوى بسميك أسمى عثمان
أطلق طفلاُ لا حول له وجزاؤك عند الرحمن
ما أن محروس لذاك روى حتى نادى الجمع الداني
الجمع :
رضي المولى عن عثمان ما أطيبه من إنسان
وجزاك المولى محروس خيراُ عن هذا التبيان
وانحلت قبضة عثمان عن ذاك الطفل الحيران
فأراد ليمضي لولا أن نادى محروس في الآن
محروس :
مهلا يا طفل ولا تذهب فسنذهب نحن الاثنان
ودنا من محروس جمع يرجون بصوت رنان
الجمع :
يا محروسا بالإحسان عجل بالسوس لظمآن
فسقى وتناول أثماناُ بكؤوس زهر الألوان
وبكأس من عثمان دنا براق صاف ملآن
محروس :
اشرب يا ابن الحسنى كأسا في حب الله الحنان
فعسى مولانا يسقينا كأسا في دار الرضوان
إذاك تخشع عثمان وأفاضت منه العينان
عثمان :
لله فؤادك محروس فلانت أمير الفتيان
فمضى محروس مصطحبا ذاك الطفل الولد الجاني
والطفل يشارك محروساُ بغناء عذب ريان
محروس وعثمان : لا محسوس لا محسوس
من يشرب من هذا السوس يخرج من حال منحوس

***********************
أخبروني عن رايكم ..

لأكمل المشاهد ...

أنا في إنتظاركم ..

ودمتم بخير ...
21
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

mmm2
mmm2
رائعه جدا
وياريت اذا كانت فيه مسرحيات تنفع للمدرسه
بنات متوسط
اكتبيها لنا
استناك
الله يفتح عليك
Prof.Saaikmq
Prof.Saaikmq
يا هلا أختي mmm2

سعدت بمرورك ..

ويعطيك ربي ألف عافيه ..
Prof.Saaikmq
Prof.Saaikmq
الأخت mmm2 :

بالنسبة لهذه المسرحية في نظري لا تصلح لبنات المتوسط .. لا أعلم ربما تكون مناسبة

لك ...هذا من وجهة نظري ... للمعلوميه هي مسرحية حب وكما يقول صاحبها الشاعر خليل –

حفظه الله- مسرحية حب ولكنه حب عفيف ..

وللأسف لا يوجد عندي مسرحيات أخرى ..

وهذه المسرحية أعجبتني لأن الشاعر خليل –جزاه الله خيراً- نظم فيها قول الراوي وحركة

الممثلين شعراً .. الشاعر يمتلك قدرة عجيبة –اللهم بارك- .. فأحببت أن أنقلها لكم أيها الأدباء

والشعراء وخاصة عندما رأيت كتابات الشاعر الوائلي –حفظه الله- تشجعت أكثر لنقلها لكم ..

أخواتي :
عفوا لقد أخطأت الرواية مكونة من ستة مشاهد فقط ..


***********************

المشهد الثاني :

يبدو محروس على المدخل
من منزل ذاك اللذ أوصل
ولقد أضحى اسمه لا يجهل
غذ قال له لما استمهل
مسعود :
مهلا حتى أمي أسال
محروس :
حسناً مسعود فلتمهل
فمضى مسعود وما طول
ما إن ولى حتى أقبل
يستعلن في صوت أصحل
مسعود :
محروس ادخل هذا المدخل
ومضى به في درب مهمل
يلقى أنقى منه المزبل
حتى بلغا جحرا أعزل
فدعا المولى أن قد أجفل
محروس :
يا من عن أمر لا يغفل
لي منك نصيراً رب اجعل
فتنادى صوت كالمرجل
أم مسعود :
أهلاً بك وادخل لا توجل
فخطا خطوات فاستقبل
أنثى في ثوب قد هلهل
من أعواد كانت انحل
وبدا منها عنها مقول
كانت هذي يوماً أجمل
فأشارت للسوس المحمل
أم مسعود : أنزل عنك الحمل المثقل
محروس : ما أحمل من هم أثقل
أم مسعود : حسناً وكما ترتاح افعل
محروس : لا راحة لي حتى أسأل
أم مسعود : سلني ما شئت ولا تخجل
محروس : هل يخبرك ابنك ما يفعل ؟
أم مسعود : لا شيء ابني عني أغفل
محروس : أفما لكما راع يعمل
أم مسعود :
أأخي اسمعني لا تعجل
إنا كنا النعمى ننهل
ولنا دار ولنا معمل
ولنا راع كان الأفضل
عشنا معه العيش الأجمل
فأريد بحزب أن يدخل
فأبى فاستكره فاستقتل
فأعد له الحزب الأسفل
من جاء بغدر واستغفل
فأصاب به منه المقتل
فتركت الدارة والمعمل
وفررت بخفاق أوجل
لصغيري استجدي المأكل
ولأرض من أرض أرحل
خوفاً من طفلي إن رجل
أن يقتل خصماً أو يقتل
حتى أنزلت بذا المنزل
ولقد فتشت لكي أعمل
عمل الشرفاء فلم اقبل
وأردت على العمل الأرذل
فرأيت الموت إذاً أسهل
وغدا ابني يسرق أو يسأل
وسرقت مع ابني لم أخجل
رغماً عني ذاكم أفعل
فالجوع هو الداء العضل
أم خلت ضميري لم يحفل
كلا بل نار بي تشعل
لكن الحال له مقول
إن أسرق شيئاً من مأكل
خير من أن شرفي يؤكل
وهنا استحيا طرف أكحل
وجرى دمع مثل السلسل
في وجه ظهري أنبل
فتولى محروس الأفكل
من إشفاق ثم استرسل
محروس :
مهلاً ولمن أخت استمهل
خير عقبى ممن أعجل
إنا أحياناً نستغفل
بعواطفنا حتى نقتل
والقتل لنا أن نستنزل
من الأعلى للدرك الأسفل
والداء الأعظم أن نجهل
من نحن هنا ولمن نعمل
ألله هو الحق الأكمل
ما أوجدنا عن لهو بل
كي يبلونا فيما نول
ولقد فينا بعث المرسل
ذا السنة والذكر الأفضل
وأبان لنا فيما أنزل
أن لم يخلقنا كي نمهل
ولقد أوحى فيما فصل
ما منكم عبد لم أبتل
كلا أبلو فيما أجعل
من خير أو شر منزل
كي منكم يدرى من أفضل
وأشد بلاء من يرسل
ويليه الأمثل فالأمثل
يا أخت الإسلام الأعدل
إن شاء الله لقد حول
عنك الحال السوء الأحول
فالآن خذي جزءاً أعجل
وهنا من جرته أنزل
كأساً فيها المال استعجل
مما من شغل قد حصل
ونضاها في طرف أعزل
فأتى الأنثى أمر زلزل
غذ عيناها منها تغزل
وتقول بصوت كالمنجل
أم مسعود :
أنى ترجو هذا اقبل
فأحاب بصوت قد جلجل
محروس :
ما مني بل ربك نول
فارضي ما مولانا مول
ودعي مسعود معي يشغل
فعسى يغدو رجلاً أكمل
كأب و أخ في المستقبل
فسأرعاكم حتى أرحل
إن شاء الله كذا أفعل
فبدا فيها نور مشعل
وعلا منها صوت هلل
أم مسعود :
ما من رب إلا الأكمل
لا يسأل عن شيء يفعل
فلقد أعطى ولقد أجزل
فلله الحمد الأوفى الجمل
ثم التفتت نحو المجعل
باباً من أبواب هطل
وله قالت قولاً مجمل
حسناً ما شئت لنا فاعمل
فلانت من الناس الأفضل
محروس :
بالله دعي مدحاً أضلل
أخشى من محك أن أفتل
بل لله الحمد ليجعل
فهو اللذ إن أعطى أذهل
ما غير الله سوى أعزل
لا يملك ذراً من خردل
والآن المغرب قد اقبل
وصلاة المفرب لا تهمل
سلم انتم
مسعود وأمه : سلم أفضل
...................................

وإلى لقاء في المشهد الثالث

بإذن الله

أريد آرائكم

أين المشرفات العزيزات ؟

أتمنى لكم الخير جميعاً
بحور 217
بحور 217
هي إضافة جميلة للواحة ...

نتابع المسرحية فتابعي ..
Prof.Saaikmq
Prof.Saaikmq
إلهي يحفظك يا مشرفتنا الأخت بحور 217

والله اني سعيدة جددددددددددددددددددددددددددددددا بردك

ساتابع المسرحية بإذن الواحد الأحد

وجزيت خيراً