فرط التنفس وماذابعد؟

الصحة واللياقة

فرط التنفس..اسبابه.اعراضه....


فرط التنفس


(بالإنجليزية: Hyperventilation‏) (تترجم حرفياً بفرط التهوية) هو زيادة وتيرة التنفس عن الحاجة العضوية. يرافق هذه الزيادة نقص في الضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون المُذاب في الدم، مما يرفع من قلوية (يقلل من حموضة الدم) ويدعى ذلك بالقلو التنفسي، وقد يؤدي إلى التكزز.

ينجم فرط التنفس عن خلل في آلية التحكم بالتنفس؛ إما بسبب اضطراب نفسي مثل الخوف والهلع أو بسبب اختلال في آلية التنفس نفسها كما يحدث في أمراض الرئة وأمراض القلب.


أسباب فرط التنفس



يحدث فرط التنفس عند خلول خللٍ ما في تنظيم حركة التنفس، فيحدث ذلك عند وجود تأثيرات نفسية متعددة مثل:
  • الخوف
  • الغضب
  • الألم
  • الاكتئاب
  • الانفعالات العاطفية والإثارة.
كما يحدث فرط التنفس عند وجود أمراض تمس الجهاز العصبي المركزي (الدماغ)



مثل:
  • التهاب الدماغ
  • الأورام الدماغية
  • الإصابات الدماغية
  • التهاب السحايا
  • السكتة الدماغية
ويحدث أيضاً في الأمراض التي تمس الاستقلاب وبالذات زيادة حموضة الدم كما يحدث عند:
  • الحماض الكيتوني السكري
  • الإنتان

الأعراض

تشمل أعراض فرط التنفس ما يلي

زيادة وتيرة التنفس
حيث يُلاحظ على المريض التنفس السريع وتَتَالي حركات التنفس العميق، وغالباً ما يرافق ذلك:
ضيق النفس
يشكو مرضى فرط التنفس من "ضيق النفس" وبخاصة في حالات الراحة، بينما تقل الشكوى في حالات بذل الجهد.

هيجان عصبيٌ
عادة ما ينجم عن قلقٍ أو خوفٍ أو ثورةُ غضبٍ عارمة... الخ.

مذل الأطراف

ويحدث بسبب التأثيرات التي يسببها اختلال مسير السيال العصبي عند تغيّر حموضة الدَّم، وأول ما تظهر هذه التغيرات في نهاية الأطراف مثل أصابع الأيدي، وطرف الأنف والشفاه، حيث يشكو المرضى من فقدان الإحساس في الأصابع، أو من "تنمّل" في نهاية الأطراف
.
تكزز الأطراف



تشنج أصابع اليد.




وبخاصة تكزز الأيدي عند استمرار فرط التنفس، وقد يظهر ذلك كتشنج لأصابع اليد.

دُوار والغشي

تغير حموضة الدم لها أثر على انقباض الأوعية الدموية مما يقلل من تروية الدماغ بتقلص الأوعية الدموية إليه، وهذا يسبب الدُّوار، وفي الحالات النادرة فإن استمرار فرط التنفس قد يؤدي إلى الإغماء أو الغشي.

آلام في الصدر (ذبحة صدرية)

يشكو مرضى فرط التنفس من آلام صدرية تكون في الغالب غير مشابهة للذبحة الصدرية، وبشكل عام فإنها أيضاً لا تتأثر بالعلاج بالنيتروغليسرين، كما أنها عادةً ما تتحسن عند أداء التمارين أو بذل الجهد.

التشخيص


يتم غالباً تشخيص فرط التنفس من خلال ملاحظة أعراضه الواضحة على المريض وربطها بوضع المريض العام، فعندما يكون الخوف أو القلق النفسي وأحياناً الهيجان العصبي واضحاً، ويرافقه ظهور أعراض واضحة لفرط التنفس مثل التكزز، أو الشكوى من "التّنمّل" في الأصابع، فإن التشخيص لا يشكل صعوبة، ولكنه في الحالات التي لا تكون فيها الأعراض واضحة، مثل عدم ظهور الحالة العصبية للوهلة الأولى، أو الشكوى من ضيق النفس والتي يُرافقها في العادة أيضاً خوفٌ وقلقٌ طبيعي، فإن التفريق بين متلازمة فرط التنفس وضيق النفس يحتاج إلى إجراء فحص غازات الدم الشرياني (بالإنجليزية: ABG or Arterial Blood Gases‏)، والذي يُظهر هبوط في الضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون وتغيّر حموضة الدم، كما يُظهر مستوى الأكسجين الطبيعي أو حتى الزائد عدم وجود خلل تنفسي مرضي يدعو لزيادة وتيرة التنفس. مع ذلك فإنه في كثير من الحالات يتطلب تشخيص فرط التنفس التأكد من عدم وجود تشخيصات تفريقية أخرى لزيادة وتيرة التنفس


العلاج



الخطوة الأولى لعلاج فرط التنفس تتمثل في التأكد من التشخيص، حيث أن معالجة مريض على أنه يُعاني من فرط التنفس، بينما هو يعاني حقيقة من مرض آخر خطير كالجلطة القلبية أو الانصمام الرئوي؛ يعرض المريض للخطر.

ولكن إذا كان التشخيص واضحاً فإن العلاج يكون بتهدئة المريض، ومحاولة شرح الحالة له، ومحاولة إزالة عوامل الخوف أو الذعر المحيطة به. كما يمكن البحث عن أقربائه وأصدقائه ليُساعدوا على تهدئته.

الهدف من التهدئة محاولة حث المريض على استخدام عضلات البطن (المقصود الحجاب الحاجز) في التنفس، ومحاولة أخذ نفس عميق أكثر، ولكن بوتيرة أقل من التسارع الذي يقوم به، إذ أنه لوحظ أن عدداً من مرضى فرط التنفس يتنفسون باستخدام العضلات العليا للقفص الصدري - دون استخدام عضلة الحجاب الحاجز، مما يزيد من شدّة معاناتهم من "ضيق النفس".

لذلك يتم نُصحهم بالتنفس العميق لتتحسن آلية التنفس، وليخف الشعور بضيق النفس.


لرفع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم كان يتم الطلب من المريض التنفس في كيس ورقيٍّ مثلاً؛ بحيث يقوم باستنشاق جزءٍ من هواء الزفير الذي تنفسّه للتوّ. تم التخلّي عن هذا الأسلوب لأنه غير ناجحٍ على أرض الواقع بسبب الهيجان العصبي الذي يُعاني منه المريض، والذي لا يمكّنه من التنفس بهدوء داخل الكيس، كما أن هذا الأسلوب لا يُشكل علاجاً ناجعاً على المدى الطويل، فهو لا يُزيل السبب الكامن وراء الحالة.


في الحالات الحادة، والتي لا يمكن بها تهدئة المريض بالتحدث إليه، فإن استخدام المهدئات الدوائية (مثل مشتقات البنزوديازيبين أمثال ألبرازولام ولورازيبام أو الباروكسيتين) يصبح ضرورياً للسيطرة على الموقف.

أما على المدى الطويل فإن علاج فرط التنفس يكمن في البحث عن أسباب الانفعال النفسي وعلاجها، وهذا يتطلب أحياناً عرض المريض على الاختصاصي أو المعالج النفسي.




مع تمنياتي للجميع بالشفاء

0
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️