تعالوا نتعلم القووووة الحقيقية ... ( فعالية مجلسنا قمة )

الملتقى العام




















القوة الحقيقية ماذا تعني لك ؟؟







ما معيار القوة الحقيقية يا ترى ؟؟







تختلف وجهات النظر حول معنى القوة الحقيقية ...







بعضهم يرى أن القوة في الأجساد وما يتبعها من ارتفاع القامات ، وامتلاء الأبدان ، وانتفاخ العضلات ..





والبعض الآخر يرى أن القوة في ارتفاع الصوت بحيث إذا أرعد أزبد ، وإذا ضرب أوجع ...





صنف آخر يرى أن القوة تعني الهيمنة والسيطرة وإحكام القيود والأغلال ،

واستعباد الناس وقهرهم وإذلالهم ..







ولكي نجلي الحقيقة أكثر ونكشف عن مكنون القوة الحقيقية دعونا نستعرض هذين الموقفين :






أحد الأشخاص تعرض لموقف استثار غضبه من أحد الموظفين معه فترجم هذا الغضب

على هيئة انفعال تقاذفت على إثره عبارات لا تخلو من السب والشتم وارتفاع الصوت في وجه من أغضبه ..






والآخر تعرض لنفس الموقف من أحد الموظفين فترجم بوادر الغضب قائلاً فيما بينه وبين نفسه :

( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) ثم بادر بالصمت فلم يتكلم كلمة واحدة ،

وبعدها سارع فتوضأ وأخذ يذكر الله تعالى ..







في هذين الموقفين المتغايرين ... من القوي حقاً ؟








أهو الأول أم الثاني ؟؟؟















الواقع الذي نلمسه في أوساط المجتمع غالباً يرى أن القوي هو الذي يأخذ حقه على الفور

فيرد الإساءة بمثلها أو بأسوأ منها ...





أما الذي يلوذ بالصمت ويلجم جام غضبه فهذا ضعيف معدوم الشخصية ..






والصحيح أن الثاني هو الذي يملك القوة الحقيقية إذ باستطاعته أن ينتقم ويرد لنفسه اعتبارها ،

لكنه ملك ذاته وقهر سلطان نفسه وضبط أعصابه فلم تنفلت منه كلمة قد يندم عليها مدى الأزمان ..








إن القوة الحقيقية تتجسد معانيها في ثنايا هذا الحديث النبوي الذي قال فيه رسول الله صلى

الله عليه وسلم : (( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) متفق عليه .






ما أعظمه من كلام نطق به سيد الأنام في أبلغ عبارة وأوجر بيان ...






هذه هي القوة الحقيقية = من يملك نفسه عند الغضب ، ليست ضعفاً كما يعتقد البعض وليست

خوراً ، بل هي قمة الشجاعة والبسالة ..





من يفعل ذلك يستشعر معنى قول رسول الله عليه الصلاة والسلام :

( من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق

حتى يخيره من الحور العين ما يشاء ) رواه أبو داوود .






لا نبالغ إذا قلنا : الكل معرض للغضب لأننا بشر لنا مشاعر ولسنا جماد ،

لكن هناك من يكظم غيضه ، وهناك من يثور وينفعل فيحول موجة الغضب

إلى سلوك فعلي سيئ كأن يسب ويشتم أو يصرخ ويضرب أو يكسر ..








في نظركم هل هذا الشخص المنفعل قوي فعلاً ؟؟؟







طبعاً لالالالا ...بل هو ضعيف لأن المواقف الكبيرة العظيمة القوية تحتاج لقوي يمسك نفسه

ويدحر طغيانها ، والضعيف لا يملك من مقومات القوة غير الصراخ فهو ضعيف

أمام نفسه سرعان ما تنفلت أعصابه لأتفه الأسباب ..





بشرارة غضب كم والله من أسر تهدمت وعلاقات انهارت وأرحام تقطعت حبال ودهم ..








فلانة أخطأت عليك ... زوجك ... أهله ... أقاربك ..أياً كان ..






هدئي أعصابك وتمهلي قليلاً ......







بالتفاهم وبالكلمة الطيبة وبالحوار الهادئ تحل الأمور ....





لا داعي للغضب فرب غضبة انفلتت بها أعصابك فحدثت مشاكل أنتِ في غنى عنها

وبعدها قد تندمين على فعلتك ..







جربي يوماً ما أن تملكي نفسك عند الغضب ...





في البداية ستشعرين أن الأمر فيه صعوبة ، لكن إذا اعتدتِ وربيتِ نفسك على هذا السلوك

الجيد ستشعرين بأنك الرابحة ، وكم هو جميل أن ترجح كفة حسناتك وتعلو فيزداد

رصيدك من الحسنات عند الله تعالى ...





هذا نوع من أنواع القوة الحقيقية وهو أن تملكي نفسك عند الغضب ..




WIDTH=400 HEIGHT=350







نأتي الآن إلى نوع آخر من القوة الحقيقية :







وهو متعلق بالظلم ..وما أكثر الظالمين والمظلومين في مجتمعاتنا ..







ما المطلوب منك هنا حتى تكوني قوية ؟؟؟؟










المطلوب يا عزيزتي أن تعفي عمن ظلمك .....







قد تقولون إلا هذه :mad:..!!!!!!





فليس من السهل بعد أن تفنن الظالم في ظلمنا وأكل لحمنا وعظمنا

سنين طويلة ، ثم بكل بساطة نعفو عنه ...






أقول : صحيح ما قلتموه ، لكننا نعفو عنه لأننا نريد الثواب والأجر من الله تعالى

فلا ننتظر شكراً ولا جزاء من البشر ..







انظروا لواقعنا ماذا يقول ؟؟؟؟







فلانة ظلمتني .. الله ينتقم منها ..





دعيت على فلانة الظالمة واستجاب ربي لي ..





قاطعت أم فلان وارتحت منها ..





الله الله على كل ظالمه ..










قفي هنا إشارة حمراء ...











هنا تأتي القوة الحقيقية لتقول لنا : اعفي عمن ظلمك ..









البعض منا تسارع للانتقام مباشرة وربما من ظلمتك تعتذر وتطلب السماح

ومع ذلك نفسنا الأمارة بالسوء تأبي علينا أن نعفو عنها ..





وحتى لو لم تعتذر فكوننا نعفو عنها فهذا خلق عظيم أثنى الله تبارك وتعالى على أهله العافين عن الناس ..





تأملي وتدبري واستشعري معي هذه الآيات البينات :







قال الله تعالى : ( وليعفو وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) سورة النور آية 22 .



وقال في موضع آخر : ( فاصفح الصفح الجميل ) الحجر آية 85 .



وقال أيضاً : (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) الشورى آية 43 .



وقال : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك

وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) سورة فصلت آية 35 .







اقرئي كثيراً في سير العظماء وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

لتري قصص عظيمة تفوح منها أسمى معاني التسامح والعفو ..




صدقيني : إن الراحة النفسية والطمأنينة والسعادة تلازم من تخلق بخلق التسامح والعفو ....


WIDTH=400 HEIGHT=350






تتجلى معاني القوة الحقيقية أيضاً في شيء آخر وهو :









في أنك تَصِلي من قطعك ...





فإذا كان لك أرحام فقطعتيهم كما قطعوك فهنا أنت قاطعه ..



إذا كنتِ تقطعينهم وهم يصلونك فهنا أنت قاطعة أيضاً ..



أذا كنتِ تصلينهم وهم يصلونك فهنا أنتِ مكافئة ..



إذا كنتِ تصلينهم وهم يقطعونك فهنا أنت واصلة ..







من أفضل هؤلاء على الإطلاق ؟؟؟؟









أفضلهم من يصل أرحامه وهم يقطعونه وهذا هو القوي قوة حقيقية فعلاً لأنه استطاع

أن يغلب الشيطان فانتصر عليه ، وعلى هوى نفسه وانتصر على من حوله وهم يثبطونه فيصفونه بالضعيف ...





إذن هو قوي جداً جداً جداً .





تأملي معي هذا الحديث الشريف ....



عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي ، فقال : ( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) رواه مسلم .



المل : الرماد الحار .

ظهير : معين .








صلي أرحامك ستشعرين فعلاً بمعنى القوة الحقيقية ، لكن اخلصي النية لله ، فصليهم لأجل الله ،

لا لأجل أن يقال فلانة واصلة ، ولا لأجل أن يمدحوك فتكسبي سمعة

حسنة بين الناس ، ولا لأي غرض آخر دنيوي ..





أسمى معاني القوة الحقيقية هنا أن تقاومي كل وساوس الشيطان

التي تقول لك : ما تجرؤا عليك إلا لأنك ضعيفة ..





هنا استعيذي بالله من الشيطان الرجيم واشحني نفسك بالطاقة الإيمانية ،

ثم تذكري الأجر العظيم الذي سينالك والبركة التي ستجديها في شؤون حياتك كلها ..


WIDTH=400 HEIGHT=350


http://www.youtube.com/v/WXTvrpTAvo8?fs=1&hl=ar_EG&rel=0







دربي نفسك عزيزتي بأن تكوني قوية فعلاً بمجمل ما ذكرناه سابقاً ..







املكي نفسك عند الغضب ..





اعفي عمن ظلمك أو أخطأ في حقك ..





صلي من قطعك..





صدقيني سترتاح نفسك وستشعري ولأول مرة أنك تتنفسين هواءً نقياً ..





ستحسين بانشراح الصدر وبلذة عجيبة وبسعادة غامرة ..





هذه الأشياء السابقة افعليها لأجل الله تعالى لا لسواه واخلصي نيتك لله لتجدي ثمرة ما قدمتيه..





جربي وسترين النتيجة بأم عينيك ..







زادكم الله رضا وصلاح وتقوى وحياة طيبة سعيدة مملوءة بصالح الأعمال ..






بقلم

جودافا











48
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نور البرق
نور البرق
ماشاء الله موضوع مفيد وقيم جزاك الله كل خير
راحتي جنتي
راحتي جنتي
جزاك الله خير
كلام 100% رائع .

جودافا
جودافا
نور البرق ... راحتي جنتي ...

الله يسعدكم يا رب ...

ان شاء الله تعم الفائدة لكل أعضاء المنتدى ويكتب لنا الأجر جميعاً ...

مشكورين على الجهود الرائعة ...

الى الأمام وعين الله ترعاكم ...
وطني أجمل
وطني أجمل
وعليكم السلام والرحمه .’,
موضوعكــ.. جدا رائع ومفيد .’,’
شكرا جودافا .. تعجبني مواضيعكــ لأن أغلبها
بقلمكـــ ... الله لايحرمنا وإياكم من الأجر .’,
لاإله إلا الله محمد رسول الله



نفس مطمئنه
نفس مطمئنه
بارك الله فيك وفي يومك وفي غدك ومستقبلك .... وبورك بقلم كقلمك

لا اله الا الله